أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

...{ من فوائد الحسنات في الآخرة

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
uS2n2.gif



...{ من فوائد الحسنات في الآخرة }...

الشيخ : سلطآن العمري


الحمد لله الذي جعل للأعمال الصالحة ثمرات جليلة تظهر لأهلها يوم القيامة .
والصلاة والسلام على من علمنا الإيمان وحثنا على التمسك به .

معاشر المؤمنين :
هناك وفي أرض المحشر , حيث الأهوال وتغير الأحوال , ياترى هل لأهل الحسنات منازل ؟ وهل لهم كرامات بسبب حسناتهم وصالح أقوالهم وأعمالهم ؟
الجواب : نعم , لأهل الحسنات مراتب وفضائل سيشاهدونها هناك في أرض المحشر , جعلنا الله وإياكم ممن يحصل عليها .

الأمن يوم الفزع الأكبر , فهناك في يوم القيامة الخوف والأهوال والفزع الأكبر , ولكننا نجد أن الحسنات تنفع أصحابها هناك حيث تمنحهم الطمأنينة والنجاة والأمن , قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ - لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ - لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ }
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى : وهم الذين سبقت لهم من الله السعادة، وأسلفوا الأعمال الصالحة في الدنيا، كما قال: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وقال: { هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ }، فكما أحسنوا العمل في الدنيا، أحسن الله مآلهم وثوابهم، فنجاهم من العذاب، وحَصَل لهم جزيل الثواب، فقال: { أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ. لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا } أي: حريقها في الأجساد.
قلت : فسبحان ربي العظيم كيف تكون الحسنات سبباً للأمن في أوقات الشدائد .

الثبات على الصراط , ونحن نعلم أن مما يكون يوم القيامة ( أن يُنصب الصراط ) على متن جهنم ثم يمر الناس عليه فيا ترى ماذا تصنع الحسنات بأهلها عند مرورهم على الصراط ؟
قال تعالى : { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } فيا عجباً لهذه الحسنات كيف تكون نوراً يوم القيامة لأهلها ,
ومن روائع الأحاديث في هذا الباب : قوله صلى الله عليه وسلم في شأن الصراط : .. تسير بهم أعمالهم . رواه مسلم .
فتأمل كيف تكون الأعمال هي وسيلة لتثبيت أهلها في يوم تتساقط فيه الأقدام , فنسأل الله أن يثبتنا على الصراط .

ثقل الميزان يوم القيامة , لإن يوم القيامة يضع الله فيه الميزان وهو كفتان , كفة توضع فيها الحسنات وكفة توضع فيها السيئات , ويؤتى بالحسنات لتوزن ,قال تعالى : { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } فهنيئاً لصاحب الحسنات والصالحات حينما تكون حسناته على الميزان لتمنحه الفلاح والنجاة هناك , وأما من فقد حسناته بسبب غفلته وتفريطه فكيف يكون حاله ؟ قال عز وجل : { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ }.

أخذ الكتاب باليمين , وذلك أن يوم القيامة تنشر صحف الأعمال لكل واحد منا , قال ربنا تبارك وتقدس { وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } وعندما يؤتى بها ينقسم الناس إلى قسمين : قوم يأخذون كتابهم باليمين , قال تعالى { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ } وهذا إنما أخذ كتابه باليمين لأنه كان من أهل الحسنات والصالحات في الدنيا كما في نهاية الآية { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }
فتأمل تجد أن الله وهبهم هذا الفوز بسبب اجتهادهم في الأيام السابقة في الحياة الدنيا .

دخول الجنة , وهي الدار التي أعدها الله لأصحاب الحسنات جزاء لأعمالهم , قال تعالى : { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } وقال جل وعلا : { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا }وقال تعالى : { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }, والآيات في هذا الباب متواترة معلومة , وعندما يستشعر المؤمن أن الحسنات ثمرتها دخول الجنان فإنه سيبذل المزيد من الاجتهاد في الأعمال الصالحة لكي يفوز بتلك الجنان , والفوز بها هو الفوز الكبير , قال تعالى : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم } وقال تبارك وتعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ }.

وأما إن سألتم عن النعيم الكبير بعد دخول الجنان فهو رؤية الرحمن , وهذا أعظم نعيم في الجنة لأهل الجنة , ولنتدبر هذا الحديث : قال صلى الله عليه وسلم ( إذا دخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار نادى مناد :يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون :و ما هو ؟ ألم يثقل الله موازيننا و يبيض وجوهنا و يدخلنا الجنة و ينجنا من النار ؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه و لا أقر لأعينهم) رواه البخاري .

ووالله إن هذه اللحظة التي يتمتع فيها أهل الجنان برؤية الرحمن لهي أجمل اللحظات التي يتنافس فيها المتنافسون .
فيا صاحب الحسنات هذه بعض فوائد الحسنات التي تحصل عليها في أرض المحشر ومابعده , فابذل المزيد وجاهد نفسك لتفوز بتلك الكرامات من الرب الكريم { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } .

7pCJ4.gif

 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )