مناضل الناصر
Banned
0
من قصص الحب في الاسلام
***
بين الحنين والحنان؛ لا تملك القلوب الجليلة إلا الخشوع، لتكسر كل قواعد العالم المادي، وينتصر الحب.
.
وفي موقف زينب بنت رسول الله يوم بدر، يرجف فؤادها بين جيشين إذ يلتقيان على أمرٍ قد قدر، أحدهما يقوده أبوها ويتبعه أهل ملتها ودينها وأنصار ربها، وأحدهما فيه زوجها وأبو ولدها، ثم حين يأتي الخبر تسأل أول ما تسأل عن أبيها ودينها لتسجد شكراً لله أن منحهم النصر، ثم ينبض القلب بعواطفه الخاصة لتسأل عن الزوج وما عمل، فيأتي الخبر يطمئنها أنه أسير عند المسلمين.
.
ولا تجد الزوجة المحبة إلا عقداً ورثته عن أمها، تنزعه عن عنقها وتودع معه رائحة الأم الراحلة، ثم تبعثه مع الرسل ليكون فداء تفك به زوجها من الأسر، فيمضي العقد بين مكة والمدينة من يدٍ كريمةٍ إلى يدٍ أكرم وأبر، يقع عليه نظر المصطفى فيضيء له شعاعاً من أجمل الذكرى، ويرحل به من مكانه وزمانه لزمن خديجة وأيام الحب الرقراق بين يديها، وكأنما الحنين عاد بالعقد ليزدان بالتألق حول عنقها، فيسأل بلسان الدهشة عمن أرسل هذا، فيجيبونه إنه فداء زينب لزوجها أبي العاص بن وائل.
.
يسيل الفؤاد رقةً وحنانا كما سال من قبل حنينا، وتتلاطم في أعماق الأب مشاعر الرحمة الفياضة للإبنة الصابرة المحبة، والتي أرسلت أغلى ما تملك وبعثت أنفس ما تلبس، ليستأذن النبي أصحابه أن يطلقوا لها زوجها ويردوا لها عقدها، فتعود لها ذكرى أمها معطرة بحنان أبيها، يحملها لها الزوج الحبيب وابو الولد القريب.
.
ثم يفرق الدين بين الزوجين، وتمضي السنوات ولا ترضى زينب غير أبي أمامة زوجا، وبإحساس الحب تنتظر لحظة إسلامه، وليس كإحساس الزوجة المحبة يكشف المستقبل وينير السبل، وكان ما ظنته وانتظرته وهي أعلم بنقاء أعماقه، فقد آب الشارد لروضة الحق، وعاد للبيت بعد طول غياب، ليمتزجا روحا وجسدا وإيمانا وطهرا، وتغرد في أفياء حياتهم طيور السعد والود.
من قصص الحب في الاسلام
***
بين الحنين والحنان؛ لا تملك القلوب الجليلة إلا الخشوع، لتكسر كل قواعد العالم المادي، وينتصر الحب.
.
وفي موقف زينب بنت رسول الله يوم بدر، يرجف فؤادها بين جيشين إذ يلتقيان على أمرٍ قد قدر، أحدهما يقوده أبوها ويتبعه أهل ملتها ودينها وأنصار ربها، وأحدهما فيه زوجها وأبو ولدها، ثم حين يأتي الخبر تسأل أول ما تسأل عن أبيها ودينها لتسجد شكراً لله أن منحهم النصر، ثم ينبض القلب بعواطفه الخاصة لتسأل عن الزوج وما عمل، فيأتي الخبر يطمئنها أنه أسير عند المسلمين.
.
ولا تجد الزوجة المحبة إلا عقداً ورثته عن أمها، تنزعه عن عنقها وتودع معه رائحة الأم الراحلة، ثم تبعثه مع الرسل ليكون فداء تفك به زوجها من الأسر، فيمضي العقد بين مكة والمدينة من يدٍ كريمةٍ إلى يدٍ أكرم وأبر، يقع عليه نظر المصطفى فيضيء له شعاعاً من أجمل الذكرى، ويرحل به من مكانه وزمانه لزمن خديجة وأيام الحب الرقراق بين يديها، وكأنما الحنين عاد بالعقد ليزدان بالتألق حول عنقها، فيسأل بلسان الدهشة عمن أرسل هذا، فيجيبونه إنه فداء زينب لزوجها أبي العاص بن وائل.
.
يسيل الفؤاد رقةً وحنانا كما سال من قبل حنينا، وتتلاطم في أعماق الأب مشاعر الرحمة الفياضة للإبنة الصابرة المحبة، والتي أرسلت أغلى ما تملك وبعثت أنفس ما تلبس، ليستأذن النبي أصحابه أن يطلقوا لها زوجها ويردوا لها عقدها، فتعود لها ذكرى أمها معطرة بحنان أبيها، يحملها لها الزوج الحبيب وابو الولد القريب.
.
ثم يفرق الدين بين الزوجين، وتمضي السنوات ولا ترضى زينب غير أبي أمامة زوجا، وبإحساس الحب تنتظر لحظة إسلامه، وليس كإحساس الزوجة المحبة يكشف المستقبل وينير السبل، وكان ما ظنته وانتظرته وهي أعلم بنقاء أعماقه، فقد آب الشارد لروضة الحق، وعاد للبيت بعد طول غياب، ليمتزجا روحا وجسدا وإيمانا وطهرا، وتغرد في أفياء حياتهم طيور السعد والود.