✿قہہمہہر✿
بزونة المنتدى
- إنضم
- 22 أبريل 2016
- المشاركات
- 129,653
- مستوى التفاعل
- 2,419
- النقاط
- 114
أول امرأة تحترف الكتابة في تاريخ أوروبا
أول امرأة تحترف الكتابة في تاريخ أوروبا هي الكاتبة الشهيرة كريستين دي بيزان (Christine de Pizan) والتي ولدت عام 1363 ميلاديًا في مدينة البندقية بإيطاليا، هي كاتبة شهيرة في أواخر القرون الوسطى في أوروبا وهي مناهضة للأفكار العنصرية ضد النساء فلقد قاومت ما يُعرف باسم كره النساء أو ما يعرف بالميسوجينية، وهي الأفكار النمطية السائدة خلال القرون الوسطى في أوروبا والتي كانت تضطهد المرأة حتى أن الكاتبات النساء قبل ذلك كانوا ينشرون أعمالهم الروائية وغيرها تحت أسماء مستعارة باسم رجال وذلك حتى تتم الموافقة على نشر أعمالهم.
انتقلت كريستين من مدينة البندقية إلى باريس بسبب عمل والدها كعراف عن الملك الفرنسي تشارل الخامس، ولقد تم تزويجها وهي فتاة صغير في الخامسة عشر من عمرها وذلك كما كان يحدث مع جميع الفتيات في هذه الحِقبة الرجعية، ولقد قامت كريستين بإنجاب ثلاثة أطفال من زوجها وذلك خلال العشر سنوات الي قضوها معًا لكنه توفي وهي في الخامسة والعشرين من عمرها متأثرًا بإصابته بمرض الطاعون وكانت تقوم على إعالة عائلتها وحيدة بدون وجود دخل مادي فلجأت كريستين دي بيزان إلى الكتابة كعمل يجلب لها المال، وعلى الرغم من من أصول إيطالية لكن كانت كتاباتها ذات جذور فرنسية وطنية متأصلة، وكانت لغة كتابتها هي اللغة الفرنسية العامية، ولقد ذاع صيتها في بادئ الأمر كشاعرة وليست كاتبة للأدب النسوي.[1]
مسيرة كريستين دي بيزان الأدبية
اشتركت كريستين دي بيزان في الجدال الأدبيّ المعروف على قصيدة رومانسية الوردة (Le Roman De La Rose) وذلك في عام 1402 ميلاديًا، فلقد قامت بالتّحريض على إقامة مناظرة بين جميع الأطراف للتشكيك في الوقائع الأدبية لقصيدة جان دي موي (Jean De Meun) وذلك لتصوير الشاعر النّساء كأنّهنّ مُغريات لا أكثر، ولقد قامت بالرد على ادّعاءات جان في كتابها الشهير أقصوصة وردة (Le Dit De La Rose) حيث زعمت كريستين هنا أن وجهةَ نظر الكاتب تحمل كارهيةٌ للنّساء بصورة فظّة وواضحة وغير أخلاقيّة ومُغرضة.
كانت كريستين بالإضافة إلى ذلك مفكرةً سياسية قوية ومخضرمة، حيث قامت بنشر قصيدة مجازية تسمى الطريق الطويل إلى الدراسة (Le Chemin De Long Estude) وذلك في نفس العام وخلال حرب المائة عام القائمة بين ملوك فرنسا وملوك إنجلترا، وفي هذه البادرة الجريئة إشارةٍ منها إلى أنه من الممكن أن يتم تحقيق العدل على الأرض من خلال ملك واحد ذي صفاتٍ معينة.
أعمال كريستين دي بيزان الأدبية
قامت كريستين بحكي قصة حياة الملك شارل الخامس في كتابها الحقائق والأخلاق الحكيمة للملك الحكيم تشارلز الخامس (Le Livre des fais et bonnes meurs du sage roy Charles V) وذلك في عام 1403، ولقد صَورتْهُ كحاكمَ وقائدَ سياسيّ مثالي، ولكنّها قامت بانتقاد أحوال البلاط الملكي، كما كانت كريستين أكبرَ مُناصرةٍ للمرأة في وقتها، وكانت بذلك سابقةً لأوانِها، فلقد قامت بإكمال كتابها مدينةِ النّساء عام 1405، ونشرت بعدَه كتابها الفضائل الثلاث (Le Livre des trois vertus) ويعرف أيضًا بكَنز مدينة النّساء؛ وذلك لأن كتابها الأول يقوم بتوضيحُ أهمية إسهامات المرأة السابقة في المجتمع، والكتاب الثاني يقوم بتعليم جميع ساكنات مدينة النساء كيفيّة غرس الخصال النافعة.
استطاعت كريستين أن تنتهي من واحد وأربعين عملاً وذلك كان خلال الثلاثين عامًا التي قضتها في مسيرتها الأدبية وذلك منذ عام 1399م حتى عام 1429م، ويمكننا اعتبار الكاتبة كريستين دي بيزان هي أول كاتبة محترفة تظهر في قارة أوروبا بأكملها،
ولقد تميزت أوائل أعمالها الشعرية الغزلية بكونها ملمة بجميع العادات الأرستقراطية آنذاك والأزياء المعاصرة، ولاسيما الأزياء الخاصة بالنساء، وقامت بزجها في أبياتها الشعرية، وذلك بالإضافة إلى ممارسة الفروسية، ولقد عكست لنا برسائلها المجازية والتعليمية العديد من المعلومات الذاتية عن حياتها وأفكارها ووجهات نظرها، بالإضافة أيضًا إلى منهجها الفردي والإنساني تجاه التراث كالميثولوجيا والأساطير والتاريخ الذي تعلمته من علماء الدين، كما تحدثت عن الأصناف الأدبية والموضوعات الغزلية والدراسية للشعراء الإيطاليين المعاصرين والفرنسيين خاصة الذين قد حازوا على إعجابها.
ولقد نجحت الكاتبة كريستين دي بيزان في التأثير في الشعر الإنجليزي في القرن الخامس عشر، وذلك بعد أن تلقت الدعم والتشجيع الذي من رُعاة إنجليز وفرنسيين أرستقراطيين مهمين وملكيين، ويظهر إلينا هذا التأثير في نجاح مجموعة كبيرة من الكتابات الإبداعية والأساليب البلاغية التي امتلأت بها هذه الكتابات، والتي كانت تتحدى فيها العديد من الكتاب المشهورين من الرجال خاصةً، مما أصابهم منها سهام النقد، ومن أمثال ذلك الشاعر جان دي مون (Jean de Meun) وجميع الذين قد تضمنت أعمالهم الأدبية أي معتقدات أو أفكار معادية للمرأة.
عادت أعمال دي بيزان إلى مكانتها المرموقة في السنوات الأخيرة وذلك بسبب جهود العديد من العلماء مثل العالم تشاريتي كانون ويلارد (Charity Cannon Willard)، والعالمة إيرل جيفري ريتشاردز (Earl Jeffrey Richards) وسيمون دي بوفوار (Simone de Beauvoir)، ولقد تجادل بعض العلماء حول كونها أول من كانت لها اتجاهات نسوية آنذاك، ومن أوئل النساء اللائي قمن باستخدام اللغة الفرنسية ببراعة فذة وفعالية كبير حتى تقوم بتوصيل فكرتها عن أن المرأة يمكنها أن تلعب أدوار هامة داخل المجتمعات، لكن هذا التوصيف قد قابله نقاد آخرون بشيءٍ من التحدي حيث قاموا بزعم أنه استخدام هذه الكلمة ينطوي على العديد من المفارقات التاريخية وأن معتقدات كريستين دي بيزان لم تتبلور كفايةً كي تستحق مثل هذا الوصف.
كتاب مدينة السيدات
تبدأ القصّة الكتاب بالبطلة كريستين دي بيزان -الكاتبة- وهي تقوم بقراءة كتاب لماثيولوس، حيث تقرأ منه القليل ثم تَضَعه جانبًا لشعورها بالاستياء لخُلو هذا الكتاب من المصداقيّة الأسلوبيّة والموضوعيّة، فتقول: (هذا الكتاب بالرغم من أنّه لا يملكُ أيّ سلطةٍ، جعلني أتساءل كيف يميل كثيرٌ من الرجال -بما فيهم المتعلّمون- للكلام والكتابة عن النّساء بأسلوبٍ مهينٍ خبيث، ليس ماثيليوس هذا وحده، بل عامة الرّجال، يبدو في أطروحات جميع الفلاسفة والشعراء والخطباء -لا متّسعَ لذكر أسمائِهم- أنّهم يتكلَّمون بلسانٍ واحد)
بعدها تقوم البطلة كريستين بفحصِ شخصيّتها وسلوكِها مثل أي امرأةٍ طبيعيّة، وأيضًا قامت بفحَص مَن حولَها مِن النساء في المجتمع سواء كُنّ أميراتٍ أم سيداتٍ من الطبقة المتوسّطة أو الطبق الفقيرة، حيث تأمل أن تقوم بإصدار حكُم عادل بضمير دون التحيّز إلى كَونِ شهادة الرجال المرموقين صحيحة أم لا.
وكلما أمضت البطلة كريستين المزيد من الوقت في القيام بالمواجهة وتحليل المشكلة كلما كان من الصعب أن ترى وتفهم كيف يمكن أن تكونَ ادّعاءاتهم صحيحة، وذلك طبقًا لِما وجدته بسلوك النّساء وشخصياتهم.
ومع ذلك فقد جادلَت كريستين بشدّة ضد النساء فقالت: (من المستحيل أنّ كلّ هؤلاء الرجال المشهورين الذين يحظون بفهمٍ عميقٍ، وعلي ما يبدو أنّ رؤيتَهم واضحةٌ في كلّ شيء أن يتكلموا كلامًا باطلًا في كثيرٍ من المناسبات في حق النّساء، فلم أجد كتابًا عن الأخلاق -أيًا كان كاتبه- إلّا وجدت فيه عدّة فصولٍ تهاجم المرأة.)
ثم تكتمل لنا قصة الكتاب بصورة مجازية، فتأتي ثلاث سيدات، سيدة السبب، وسيدة الحق، وسيدة الاستقامة؛ وتقول كريستين في كتابها: ( لقد حضرن ليوجِّهن كريستين ويعلّمونها كيفية بناء مدينةٍ للسيّدات العفيفات، فتحكي لها سيدة السبب عن نبل النساء والمخاطر والصعاب التي يواجهنها، فتقول كريستين أن المرأة أنبل المخلوقات على وجه الأرض، ولكن برغم ذلك يقول شيشرون -كاتب روماني وخطيب- أنّه يجب على الرجل ألا يخدم أيّ امرأة، وأيُّ رجلٍ يفعل ذلك فإنّه يهين نفسه، فلا يجب على أيِّ رجلٍ أن يخدم أيَّ أحدٍ أدنى منه، فترد عليها سيّدة السبب بأنّ الرجل أو المرأة يحتكمان إلى فضيلةٍ أعظم، ليس الجلال أو الجنس، ولكن حسن المعاملة والفضيلة.)[2]
أول امرأة تحترف الكتابة في تاريخ أوروبا هي الكاتبة الشهيرة كريستين دي بيزان (Christine de Pizan) والتي ولدت عام 1363 ميلاديًا في مدينة البندقية بإيطاليا، هي كاتبة شهيرة في أواخر القرون الوسطى في أوروبا وهي مناهضة للأفكار العنصرية ضد النساء فلقد قاومت ما يُعرف باسم كره النساء أو ما يعرف بالميسوجينية، وهي الأفكار النمطية السائدة خلال القرون الوسطى في أوروبا والتي كانت تضطهد المرأة حتى أن الكاتبات النساء قبل ذلك كانوا ينشرون أعمالهم الروائية وغيرها تحت أسماء مستعارة باسم رجال وذلك حتى تتم الموافقة على نشر أعمالهم.
انتقلت كريستين من مدينة البندقية إلى باريس بسبب عمل والدها كعراف عن الملك الفرنسي تشارل الخامس، ولقد تم تزويجها وهي فتاة صغير في الخامسة عشر من عمرها وذلك كما كان يحدث مع جميع الفتيات في هذه الحِقبة الرجعية، ولقد قامت كريستين بإنجاب ثلاثة أطفال من زوجها وذلك خلال العشر سنوات الي قضوها معًا لكنه توفي وهي في الخامسة والعشرين من عمرها متأثرًا بإصابته بمرض الطاعون وكانت تقوم على إعالة عائلتها وحيدة بدون وجود دخل مادي فلجأت كريستين دي بيزان إلى الكتابة كعمل يجلب لها المال، وعلى الرغم من من أصول إيطالية لكن كانت كتاباتها ذات جذور فرنسية وطنية متأصلة، وكانت لغة كتابتها هي اللغة الفرنسية العامية، ولقد ذاع صيتها في بادئ الأمر كشاعرة وليست كاتبة للأدب النسوي.[1]
مسيرة كريستين دي بيزان الأدبية
اشتركت كريستين دي بيزان في الجدال الأدبيّ المعروف على قصيدة رومانسية الوردة (Le Roman De La Rose) وذلك في عام 1402 ميلاديًا، فلقد قامت بالتّحريض على إقامة مناظرة بين جميع الأطراف للتشكيك في الوقائع الأدبية لقصيدة جان دي موي (Jean De Meun) وذلك لتصوير الشاعر النّساء كأنّهنّ مُغريات لا أكثر، ولقد قامت بالرد على ادّعاءات جان في كتابها الشهير أقصوصة وردة (Le Dit De La Rose) حيث زعمت كريستين هنا أن وجهةَ نظر الكاتب تحمل كارهيةٌ للنّساء بصورة فظّة وواضحة وغير أخلاقيّة ومُغرضة.
كانت كريستين بالإضافة إلى ذلك مفكرةً سياسية قوية ومخضرمة، حيث قامت بنشر قصيدة مجازية تسمى الطريق الطويل إلى الدراسة (Le Chemin De Long Estude) وذلك في نفس العام وخلال حرب المائة عام القائمة بين ملوك فرنسا وملوك إنجلترا، وفي هذه البادرة الجريئة إشارةٍ منها إلى أنه من الممكن أن يتم تحقيق العدل على الأرض من خلال ملك واحد ذي صفاتٍ معينة.
أعمال كريستين دي بيزان الأدبية
قامت كريستين بحكي قصة حياة الملك شارل الخامس في كتابها الحقائق والأخلاق الحكيمة للملك الحكيم تشارلز الخامس (Le Livre des fais et bonnes meurs du sage roy Charles V) وذلك في عام 1403، ولقد صَورتْهُ كحاكمَ وقائدَ سياسيّ مثالي، ولكنّها قامت بانتقاد أحوال البلاط الملكي، كما كانت كريستين أكبرَ مُناصرةٍ للمرأة في وقتها، وكانت بذلك سابقةً لأوانِها، فلقد قامت بإكمال كتابها مدينةِ النّساء عام 1405، ونشرت بعدَه كتابها الفضائل الثلاث (Le Livre des trois vertus) ويعرف أيضًا بكَنز مدينة النّساء؛ وذلك لأن كتابها الأول يقوم بتوضيحُ أهمية إسهامات المرأة السابقة في المجتمع، والكتاب الثاني يقوم بتعليم جميع ساكنات مدينة النساء كيفيّة غرس الخصال النافعة.
استطاعت كريستين أن تنتهي من واحد وأربعين عملاً وذلك كان خلال الثلاثين عامًا التي قضتها في مسيرتها الأدبية وذلك منذ عام 1399م حتى عام 1429م، ويمكننا اعتبار الكاتبة كريستين دي بيزان هي أول كاتبة محترفة تظهر في قارة أوروبا بأكملها،
ولقد تميزت أوائل أعمالها الشعرية الغزلية بكونها ملمة بجميع العادات الأرستقراطية آنذاك والأزياء المعاصرة، ولاسيما الأزياء الخاصة بالنساء، وقامت بزجها في أبياتها الشعرية، وذلك بالإضافة إلى ممارسة الفروسية، ولقد عكست لنا برسائلها المجازية والتعليمية العديد من المعلومات الذاتية عن حياتها وأفكارها ووجهات نظرها، بالإضافة أيضًا إلى منهجها الفردي والإنساني تجاه التراث كالميثولوجيا والأساطير والتاريخ الذي تعلمته من علماء الدين، كما تحدثت عن الأصناف الأدبية والموضوعات الغزلية والدراسية للشعراء الإيطاليين المعاصرين والفرنسيين خاصة الذين قد حازوا على إعجابها.
ولقد نجحت الكاتبة كريستين دي بيزان في التأثير في الشعر الإنجليزي في القرن الخامس عشر، وذلك بعد أن تلقت الدعم والتشجيع الذي من رُعاة إنجليز وفرنسيين أرستقراطيين مهمين وملكيين، ويظهر إلينا هذا التأثير في نجاح مجموعة كبيرة من الكتابات الإبداعية والأساليب البلاغية التي امتلأت بها هذه الكتابات، والتي كانت تتحدى فيها العديد من الكتاب المشهورين من الرجال خاصةً، مما أصابهم منها سهام النقد، ومن أمثال ذلك الشاعر جان دي مون (Jean de Meun) وجميع الذين قد تضمنت أعمالهم الأدبية أي معتقدات أو أفكار معادية للمرأة.
عادت أعمال دي بيزان إلى مكانتها المرموقة في السنوات الأخيرة وذلك بسبب جهود العديد من العلماء مثل العالم تشاريتي كانون ويلارد (Charity Cannon Willard)، والعالمة إيرل جيفري ريتشاردز (Earl Jeffrey Richards) وسيمون دي بوفوار (Simone de Beauvoir)، ولقد تجادل بعض العلماء حول كونها أول من كانت لها اتجاهات نسوية آنذاك، ومن أوئل النساء اللائي قمن باستخدام اللغة الفرنسية ببراعة فذة وفعالية كبير حتى تقوم بتوصيل فكرتها عن أن المرأة يمكنها أن تلعب أدوار هامة داخل المجتمعات، لكن هذا التوصيف قد قابله نقاد آخرون بشيءٍ من التحدي حيث قاموا بزعم أنه استخدام هذه الكلمة ينطوي على العديد من المفارقات التاريخية وأن معتقدات كريستين دي بيزان لم تتبلور كفايةً كي تستحق مثل هذا الوصف.
كتاب مدينة السيدات
تبدأ القصّة الكتاب بالبطلة كريستين دي بيزان -الكاتبة- وهي تقوم بقراءة كتاب لماثيولوس، حيث تقرأ منه القليل ثم تَضَعه جانبًا لشعورها بالاستياء لخُلو هذا الكتاب من المصداقيّة الأسلوبيّة والموضوعيّة، فتقول: (هذا الكتاب بالرغم من أنّه لا يملكُ أيّ سلطةٍ، جعلني أتساءل كيف يميل كثيرٌ من الرجال -بما فيهم المتعلّمون- للكلام والكتابة عن النّساء بأسلوبٍ مهينٍ خبيث، ليس ماثيليوس هذا وحده، بل عامة الرّجال، يبدو في أطروحات جميع الفلاسفة والشعراء والخطباء -لا متّسعَ لذكر أسمائِهم- أنّهم يتكلَّمون بلسانٍ واحد)
بعدها تقوم البطلة كريستين بفحصِ شخصيّتها وسلوكِها مثل أي امرأةٍ طبيعيّة، وأيضًا قامت بفحَص مَن حولَها مِن النساء في المجتمع سواء كُنّ أميراتٍ أم سيداتٍ من الطبقة المتوسّطة أو الطبق الفقيرة، حيث تأمل أن تقوم بإصدار حكُم عادل بضمير دون التحيّز إلى كَونِ شهادة الرجال المرموقين صحيحة أم لا.
وكلما أمضت البطلة كريستين المزيد من الوقت في القيام بالمواجهة وتحليل المشكلة كلما كان من الصعب أن ترى وتفهم كيف يمكن أن تكونَ ادّعاءاتهم صحيحة، وذلك طبقًا لِما وجدته بسلوك النّساء وشخصياتهم.
ومع ذلك فقد جادلَت كريستين بشدّة ضد النساء فقالت: (من المستحيل أنّ كلّ هؤلاء الرجال المشهورين الذين يحظون بفهمٍ عميقٍ، وعلي ما يبدو أنّ رؤيتَهم واضحةٌ في كلّ شيء أن يتكلموا كلامًا باطلًا في كثيرٍ من المناسبات في حق النّساء، فلم أجد كتابًا عن الأخلاق -أيًا كان كاتبه- إلّا وجدت فيه عدّة فصولٍ تهاجم المرأة.)
ثم تكتمل لنا قصة الكتاب بصورة مجازية، فتأتي ثلاث سيدات، سيدة السبب، وسيدة الحق، وسيدة الاستقامة؛ وتقول كريستين في كتابها: ( لقد حضرن ليوجِّهن كريستين ويعلّمونها كيفية بناء مدينةٍ للسيّدات العفيفات، فتحكي لها سيدة السبب عن نبل النساء والمخاطر والصعاب التي يواجهنها، فتقول كريستين أن المرأة أنبل المخلوقات على وجه الأرض، ولكن برغم ذلك يقول شيشرون -كاتب روماني وخطيب- أنّه يجب على الرجل ألا يخدم أيّ امرأة، وأيُّ رجلٍ يفعل ذلك فإنّه يهين نفسه، فلا يجب على أيِّ رجلٍ أن يخدم أيَّ أحدٍ أدنى منه، فترد عليها سيّدة السبب بأنّ الرجل أو المرأة يحتكمان إلى فضيلةٍ أعظم، ليس الجلال أو الجنس، ولكن حسن المعاملة والفضيلة.)[2]