ابو مناف البصري
المالكي
من وحي ذكرى ولادة إمام الإنسان (ع) :
الروح القدسيّة والنفس الكاملة لأمير المؤمنين (ع) إختزنت كلّ ما هو نور وجمال وذو ألق وحرارة من المبادئ والصفات الإنسانيّة التي أجلَّها وأكبرها وأعظمها في قلبه ونفسه وعقله كلّ منصف من أبناء البشر ، من أبناء عصره أم غيرهم، من محبّيه ومريديه أم من غيرهم.. لأنَّهم وجدوا في سيرته العملية المباركة العطرة ، في خُلقِه ، في روحه الإنسانيّة الشفّافة، في حركاته وسكناته ، في كلامه وصمته، وجدوا الإنسان الكامل الذي وصل الى أعلى درجات الكمال النفسي والعقلي المتصوّرة في موجود ممكن..
وجدوا فيه النموذج الإنساني المتفرّد في إنسانيته الذي طالما بحثوا عنه ليكون دواءً وشفاءً لأدواء نفوسهم، وبلسماً لجروحهم، ومَعيناً عذباً يروي ظمأ أرواحهم، ويسقي أشجار الأمل في نفوسهم، ويُشبع طمع
عقولهم، وجدوا فيه مفزعاًَ يتوجّهون إليه في الملمّات، وملاذاً آمناً تطمئن وتسكن عنده نفوسهم، وباباً مهيّعاً يدخلون منه إلى حَرم قُدس ربّهم وخالقهم..
نبارك لكم ولكلّ أبناء العائلة البشرية الكبرى ذكرى الولادة الميمونة العطرة
للروح الإنسانيّة الكبرى،
والنفس الرقيقة الصافية العامرة المُزهرة بحبّ الله تعالى،
ولادة الذات الإنسانيّة المعجزة بكمالاتها والمتفرّدة بإمتلاكها مفاتيح التحكّم بذاتها تحكّماً ربانيّاً تامّاً كاملاً وسمتها بوسم الذات الإنسانيّة الأعظم والأكمل والأجمل،
والعبد الصالح
الذي كانت علامته الفارقة و توقيعه و إمضاؤه و بصمة نفسه :
" إلهي كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً،و كفى بيّ فخراً أن تكون ليّ ربّاً، أنت كما أُحبّ فأجعلني كما تحبّ " . .
كلّ عام وأنتم بأمير المؤمنين (ع) أعرف
إلهي بحقّ علي(ع) ، وبقدره عندك وفقنا لحبّ علي، ولمعرفة علي ،وللتوليّ لعلي (ع)،
وتلطّف علينا وثبّتنا على نهجه وولايته..
وتفضّل علينا بتوفيقك وتسديدك للكون دائماً وأبداً في الصف الذي فيه علي بن أبي طالب (ع)..
الشيخ مهدي عاتي المالكي..