العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

لا أطيلُ القول إلا إني بكِ أشرُ
وبين جنوني وما جناهُ البصرُ
أعيذُ نهديكِ من العيون والحسدُ
وأعيذُ هوانا من البُعدِ والضجرُ
لاعبيها بين شفاه الجمرِ وإشعليها
فتلك تحملُ معانٍ لاتُهدأُ ولا تقرُ
يكتنزُ الصبر الوليدُ في أعاليهِ
كلما دَبَ فيها ناراً فهي تستعرُ
ويعانقُها ذائباً من لهوِ حرارتهِ
كأن العناقَ بعد بعادٍ يشبه الظفرُ
وكيف يسألُ من به بالشوق خبلُ
وبموردٍ يقصي الافهام عنه والنظرُ
حين يشتدُ لحن الاجسادِ وما يهملُ
تتساقط النيران فلا تُبقي ولا تذرُ
أي الشفاه لها وأي جنونٍ يُطربُ
بهاغنج الاناث بل بها كل الصورُ
كأن الانوثةِ منها للاناث قد صيغت
ولا أجزم ففيها للورودِ أنوثةً تتفجرُ
زاهٍ يرتجيه الماءُ له محيا ورواءُ
ويخرُ فوق الشفاهِ فيصيبهُ السكرُ
كيف لشفاهٍ مرها الماء ذات مرةٍ
فحلى وكأنه من عنبرٍ طعمه سكرُ
وحين يمرُ فوق بحور النهد قصائداً
يخرسُ حينها اليراعُ ويختتمُ الشعرُ
قلادةً تزدادُ نضارةً فوق صدرها
دونهُ تكون هباءً وبلا معنى او ذكرُ
هذه حبيبتي من ألف نجيمةٍ ونجيمة
تجمعت وصاغ حُسنها كامل البدرُ
تجيءُ من شموس الفجر لها حكايةً
والحكايا بالفجرِ مفادها للشوق سرُ
وكل الاسرار لدى عيون العاشقين
تباحُ.فلا العين تكتمُ والشفاه تُخبرُ
تخبرُ ان الغرام عند الوالهين عطشٍ
لا يرويهِ إلا الانصهار في لُبة العطر
فلا يلامُ العاشقين فما أسرفوا بلياليهم
فالليلُ منجى لأشواقهمِ ودفءُ سريرُ
زيتونياً ذاك المتوحشُ حين العناقُ
وتساقُ الروح إليه كلما عليها يتجمهرُ
آهٍ لو إن الليل لليلةٍ يطاوعُ المحبين
لكان كلُ ذي شوقٍ عن شوقهِ يخبرُ
ويغفو ملء جفونهِ بين الوداعةِ فيه
ويكتبُ لمعشوقهِ أنظمُ وأجمل شعرُ
16/01/2019
العـ عقيل ـراقي