سيدنا عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدون ، كان من أصحاب سيدنا رسول الله
و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم. أول من عمل بالتقويم الهجري.
لقبه الفاروق. وكنيته أبو حفص، والحفص هو شبل الأسد، وقد لقب بالفاروق
لانه كان يفرق بين الحق والباطل ولايخاف في الله لومة لاإم.
إنه فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
إن عمر بن الخطاب من الطراز الذي تغمرك الهيبة وأنت تقرأ تاريخه المكتوب،
كما تغمرك الهيبة وأنت تجالس شخصه المتواضع
ستحدث عن بعض من جلال اعماله ، ومناسك بطولاته ، وأروع الانتصارات التي نقشها عمر بن الخطاب
بيمينه المبارك على جبين السماء، وخطها بيمينه الأنور على صفحة الأيام.
أرى أن أعظم ما يمكن أن أستهل به الحديث عن عظمة هذا الرجل: أن نبدأ بتلك الأوسمة التي وضعها بيمينه
المبارك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على صدر هذا الرجل العجيب المهيب؛ ليشمخ بها في الدنيا
ويسعد بها في الآخرة. ففي الحديث الذي رواه الترمذي من حديث ولده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)
و من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لقد كان فيمن كان قبلكم محدثون -أي: ملهمون- فإن يكن
في أمتي منهم أحد فإنه عمر).
و من حديث أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى
جوار قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لـعمر -يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم-: فتذكرت غيرة عمر ، فوليت
مدبراً! يقول أبو هريرة : فلما سمع ذلك عمر بكى رضي الله عنه وأرضاه وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟!).
و من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما أنا نائم عرض علي الناس،
وعليهم قمص -جمع قميص- فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي عمر وعليه قميص يجره،
قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: الدين).
و من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما أنا نائم أتيت بقدح من اللبن،
فشربت منه حتى إني أرى الري يخرج من بين أظفاري، ثم أعطيت فضلة شربتي لـعمر بن الخطاب ، قالوا: فما
أولته يا رسول الله؟ قال: العلم).
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: استأذن عمر بن الخطاب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويحدثنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فأذن النبي صلى الله عليه وسلم لـعمر ، فدخل
عمر بن الخطاب ورسول الله يضحك، فقال عمر بمنتهى الأدب والإجلال والإكبار: أضحك الله سنك يا رسول الله!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبت لهؤلاء اللاتي كن عندي يحدثنني، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب) فنظر
عمر بن الخطاب المؤدب الذي تربى على أستاذ البشرية ومعلم الإنسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، نظر
عمر إلى أستاذه ومعلمه صلى الله عليه وسلم وقال: أنت أحق أن يهبنك يا رسول الله، ثم التفت عمر إليهن وقال: يا
عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله؟! فقلن: نعم، أنت أفض وأغلظ من رسول الله يا عمر ! نعم نهابك ولا
نهاب رسول الله، ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) . فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم لـعمر :
(إيه يا ابن الخطاب ! والذي نفسي بيده لو لقيك الشيطان سالكاً فجاً لتركه لك وسلك فجاً غير فجك يا عمر)
لجأ النبي صلى الله عليه وسلم يوماً إلى الله وقال:
(اللهم! أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: بـعمر بن الخطاب أو بـعمرو بن هشام)
.........................................................................
بعض من مواقف سيدنا عمر :
كان سيدنا عمر دائم الرقابة لله في نفسه وفي عماله وفي رعيته، بل إنه ليشعر بوطأة المسئولية
عليه حتى تجاه البهائم العجماء فيقول: "والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسئولا
عنها أمام الله، واخاف ان يسألنى الله عنها لماذا لم تفتح لها الطريق يا عمر "
عن زيد بن اسلم قال: " أن عمر بن الخطاب طاف ليلة فغذا بامرأة في جوف دار
لها حولها صبيان يبكون ، وإذا قدر على النار قد ملأتها ماء فدنا عمر من
الباب فقال:
لها حولها صبيان يبكون ، وإذا قدر على النار قد ملأتها ماء فدنا عمر من
الباب فقال:
ياأمة الله !! لي شيء بكاء هؤلاء الصبيان؟
فقالت: بكاؤهم من الجوع
قال: فما هذه القدر التي على النار؟
قالت: قد جعلت فيها ماء اعللهم بها حتى يناموا وأوهمهم أن فيها شيئا
فجلس عمر يبكي ، ثم جاء على دار الصدقة وأخذ غرارة- وهو وعاء من الخيش
ونحوه يوضع فيه القمح ونحوه- وجعل فيها شيئا من دقيق ، وسمن وشحم وتمر
وثياب ودراهم حتى ملأ الغرارة ثم قال:
ونحوه يوضع فيه القمح ونحوه- وجعل فيها شيئا من دقيق ، وسمن وشحم وتمر
وثياب ودراهم حتى ملأ الغرارة ثم قال:
أي أسلم ، أي اسلم ن احمل عليّ
قلت: ياأمير المؤمنين أنا أحمله عنك
قال: لاأم لك ياأسلم ، أنا أحمله لأني المسؤول عنه في الآخرة
فحمله على عاتقه حتى أتى به منزل المرأة وأخذ القدر وجعل فيها دقيقا وشيئا
من شحم وتمر ، وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القدر – وكات لحيته عظيمة فرأيت
الدخان يخرج من خلال لحيته – حتى طبخ لهم ، ثم جعل يغرف بيده ويطعمهم حتى
شبعوا ثم خرج ".
من شحم وتمر ، وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القدر – وكات لحيته عظيمة فرأيت
الدخان يخرج من خلال لحيته – حتى طبخ لهم ، ثم جعل يغرف بيده ويطعمهم حتى
شبعوا ثم خرج ".
بينما عمر يخطب يوم الجمعة إذ ترك الخطبة و نادى:
"يا سارية الجبل" مرتين أو ثلاثة
فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم:إنه لمجنون، ترك خطبته فنادى يا سارية الجبل،
فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف و كان يبسط عليه فقال: يا أمير المؤمنين!!
تجعل للناس عليك مقالا، بينما أنت في خطبتك إذا ناديت يا سارية الجبل أي
شيء هذا؟؟
تجعل للناس عليك مقالا، بينما أنت في خطبتك إذا ناديت يا سارية الجبل أي
شيء هذا؟؟
فقال: و الله ما ملكت ذلك حين رأيت سارية و أصحابه يقاتلون عند جبل يؤتون
منه من أيديهم و من خلفهم فلما أملك أن قلت: "يا سارية الجبل" يلحقوا
بالجبل .
منه من أيديهم و من خلفهم فلما أملك أن قلت: "يا سارية الجبل" يلحقوا
بالجبل .
فلم تمض أيام حتى جاء رسول سارية بكتابه: إن القوم لقونا يوم الجمعة
فقاتلناهم من حين صلينا الصبح إلى أن حضرت الجمعة، وذر حاجب الشمس فسمعنا
صوت مناد ينادي الجبل مرتين فلحقنا بالجبل فلم نزل قاهرين عدونا حتى هزمهم
الله تعالى.
فقاتلناهم من حين صلينا الصبح إلى أن حضرت الجمعة، وذر حاجب الشمس فسمعنا
صوت مناد ينادي الجبل مرتين فلحقنا بالجبل فلم نزل قاهرين عدونا حتى هزمهم
الله تعالى.
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ينادي مناد
يوم القيامة: أين الفاروق فيؤتى به فيقول الله: مرحبا بك يا أبا حفص، هذا
كتابك إن شئت فاقرأه و إن شئت فلا، فقد غفرت لك، ويقول الإسلام: يا رب هذا
عمر أعزني في دار الدنيا فأعزه في عرصات القيامة، فعند ذلك يحمل على ناقة
من نور ثم يكسى حلتين لو نشرت إحداهما لغطت الخلائق، ثم يسير في يديه
سبعون ألف لواء، ثم ينادي مناد يا أهل الموقف هذا عمر فاعرفوه".
يوم القيامة: أين الفاروق فيؤتى به فيقول الله: مرحبا بك يا أبا حفص، هذا
كتابك إن شئت فاقرأه و إن شئت فلا، فقد غفرت لك، ويقول الإسلام: يا رب هذا
عمر أعزني في دار الدنيا فأعزه في عرصات القيامة، فعند ذلك يحمل على ناقة
من نور ثم يكسى حلتين لو نشرت إحداهما لغطت الخلائق، ثم يسير في يديه
سبعون ألف لواء، ثم ينادي مناد يا أهل الموقف هذا عمر فاعرفوه".
لما اشتد الجوع بالناس في عام الرمادة ، حلف عمر لا يأتدم بالسمن حتى يفتح على المسلمين عامه هذا .
فصار إذاأكل خبز الشعير والتمر بغير أدم يقرقر بطنه في المجلس فيضع يده عليه ويقول :
" إن شئت قرقر وإن شئت لاتقرقر ، مالك عندي أدم حتى يفتح الله على المسلمين."
يتبع
فصار إذاأكل خبز الشعير والتمر بغير أدم يقرقر بطنه في المجلس فيضع يده عليه ويقول :
" إن شئت قرقر وإن شئت لاتقرقر ، مالك عندي أدم حتى يفتح الله على المسلمين."
يتبع