أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

مواهب الغدير

فتنةة العصر

رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
إنضم
7 أغسطس 2015
المشاركات
1,312,930
مستوى التفاعل
173,897
النقاط
113
الإقامة
السعودية _ الأحساء ♥️

أوّلاً: الدرجات الرفيعة


روي عن الإمام الرضا سلام الله عليه أنه قال:
«لو عرفَ الناسُ فضل هذا اليومِ بحقيقتهِ لصافحَتْهُمُ الملائكةُ في كلِّ يومٍ عشْرَ مرّاتٍ»(1).
يقول الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه: «إنّا لأُمَراءُ الْكَلام»(2).
وهذا يعني أنّهم سلام الله عليهم يختارون كلماتهم بدقّة ولا يطلقونها جزافاً، فينبغي الوقوف عند كلّ كلمة وحرف من كلامهم.
وإذا تأمّلنا في هذه الرواية عند قول الإمام الصادق سلام الله عليه: «لَو عَرفَ النَّاسُ» ورجعنا إلى قواعد اللغة العربية واستعمال «لو» فيها لأدركنا معنى هذا الكلام فإنّ «لو» حرف امتناع، وهو يستعمل في الموارد المستحيلة، وهذا يعني أنّ معرفة الناس فضل هذا اليوم حقّ المعرفة أشبه بالمستحيل بل هو مستحيل لعامّة الناس، فالمقصود بالمعرفة هنا المعرفة الحقّة الكاملة وليس المعرفة حسب السعة للأفراد، قال سبحانه وتعالى:
(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)(3).
وهذا التعبير في شأن وعظمة يوم الغدير تعبير قلّ نظيره؛ إذ لم يرد في موضع آخر أيّ رواية تشير إلى مصافحة الملائكة للعباد.
إنّ المصافحة تعبير عن الاحترام والتقدير وإظهار للمحبّة والميل؛ ومن جهة أخرى فإنّ الملائكة ليسوا كبني آدم، فهم لا يتصرّفون بمحبّة مع كلّ أحد هكذا اعتباطاً؛ وذلك لأنّ ملاكاتهم إلهية، ومن ثمّ فهم لا يعصون الله أبداً. يقول الله تعالى في وصفهم: (لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ)(4).
وكما أنّ الأنبياء والرسل والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يد الولاية لمن لا يحبّون الله ولا يحبّهم الله تعالى فكذلك الملائكة لا يصافحون أحداً اعتباطاً، وهذا يعني أنّ من يصافحه الملائكة يكون قد بلغ درجة رفيعة من المعرفة.
ولكي ندرك الدرجة التي بلغها العارف بفضل يوم الغدير، لابدّ من التمعّن في هذه الرواية؛ فإنّ الملائكة لو بجّلت شخصاً مرّة واحدة في الشهر بل في السنة، فهذا يعني الشيء الكثير، فكيف إذا صافحته في اليوم عشر مرّات!
إنّ بعض الناس قد لا يزور أقرباءه وأصدقاءه حتى ولو مرّة واحدة في السنة، فإذا كانت علاقتنا قوية بمن نزوره فربما زرناه في الشهر مرّة، أو إذا زادت علاقتنا زرناه في الأسبوع مرّة، وربّما زرنا بعض الأشخاص المقرّبين الودودين الينا في اليوم مرّة وصافحناهم. فإذا كان الشخص خليلاً أميناً وحافظاً لسرّنا، فربما لقيناه في اليوم الواحد عشر مرّات وأظهرنا له ما نكنّ من حبّ وعلقة.
هنالك رواية تقول إنّ أرواح الأنبياء تزور محبّي آل محمّد صلى الله عليه وآله وأنّه تصافحهم الملائكة(5)، ولكن هناك فرق كبير بين الروايتين، لأنّ مصافحة الملائكة وفي كلّ يوم عشر مرّات قضية استثنائية تماماً.
وهذا يعني أنّ معرفة فضل يوم الغدير بالنحو الكامل أعلى بكثير من سعة إدراكنا، ويكون معنى الحديث: لو فرضنا أنّ أحداً عرف قدر يوم الله الغدير كما هو في الواقع لصافحته الملائكة كلّ يوم عشر مرّات.
ولبيان عظمة منزلة العارف بقدر وعظمه الغدير نقول: لو أنّ العارف لفضل يوم الغدير حقّاً قد عمّر 83 سنة ولنفرض أنّه بلغ هذه المعرفة وهو في العشرين من عمره، فإنّ الملائكة كانت تصافحه كلّ يوم عشر مرّات خلال 63 سنة أي أنّها صافحته حوالي 229550 مرّة، وهذا يدلّ على عظمة ورفعة مكانة هذا الشخص، وأعظم بها من منزلة.
وهذا معناه أنّ الملائكة تصافح العارف بفضل هذا اليوم ضعف عدد الصلوات اليومية. فلو عمّر مثل هذا الإنسان مئة عام فإنّ لكلّ يوم من أيّام عمره مثل هذا التوفيق، بأن تصافحه فيه الملائكة، ومهما تكن آثار هذه المصافحة وبركاتها المعنوية فهي عظيمة بلا شكّ.


ثانياً: تضاعف الأجر والثواب


• لقد تحدّث الإمام السجّاد سلام الله عليه عن رحمة الله تعالى في شهر رمضان المبارك وليلة العيد فقال:
«إن لله عزّ وجلّ في كلّ ليلةٍ من شهر رمضانَ عندَ الإفطار سبعين ألف ألف عتيقٍ من النار، كلٌّ قدِ استوجَبَ النارَ، فإذا كان آخرَ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ أعتقَ فيها ما أعتَق في جميعِه»(6).
ولكن لنستمع إلى ما رُوي عن الإمام الرضا سلام الله عليه بشأن يوم الغدير، حيث قال:
«ويُعتَقُ في يومِ الغديرِ منَ النارِ ضِعْفَ ما أُعتِقَ في شهرِ رمضانَ وليلةِ القدرِ وليلةِ الفطر»(7).
وهذا الأمر يدلّ على المكانة الرفيعة للغدير عند الله تعالى.
• وروى الشيخ الطوسي في التهذيب، عن الإمام الرضا سلام الله عليه، عن آبائه سلام الله عليهم عن أمير المؤمنين سلام الله عليه قال:
«الدِّرْهَمُ فيهِ ـ أي في عيد الغدير ـ بِألفِ ألفِ دِرْهَم»(8).
ولو وضعنا هذه الرواية إلى جانب الرواية التي تقول: «الدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ»(9)، فسنحصل على نتيجة مهمّة وهي أنّ الإنسان المؤمن وإن لم يكن قادراً على التصدّق في يوم الغدير، فإنّه يستطيع الحصول على ذلك الأجر من خلال دعوته الآخرين وحثّهم للقيام بهذا العمل بأيّ نحو كان، ولا شكّ أنّ إعطاء هذا الثواب لا يُنقص من كرم الله تعالى:
«لاَ تَزيدُهُ كَثرةُ العَطاءِ إلاّ جوداً وكرَماً»(10).
الجدير بالذكر أنّ كلّ الروايات التي نقلناها عن الغدير والمثوبات الإلهية العظيمة فيه كانت تتعلّق بأداء «عمل» خاص فيه بنحو ما، إلا هذه الرواية فإنّ الثواب الإلهيّ المذكور فيها ليس سببه أداء عمل خاصّ بل إنّه أجر وعطاء على «معرفة» عظمة وفضل ذلك اليوم.
إنّ فهم هذه الرواية ليس بالأمر الهيّن، ومن المناسب أن يبحث العلماء والفضلاء في هذا الباب كثيراً وأن يضعوا ما يتوصّلون إليه بين يدي طلاّب معارف أهل البيت عليهم السلام.


استحباب الصوم في يوم الغدير


من المعلوم أنّه يحرم الصوم في عيدي الفطر والأضحى، ولكنه يستحبّ في الجمعة ـ الذي يُعدّ ثالث الأعياد الإسلامية ـ ويكره في أيام مثل عاشوراء(11)، أما في عيد الغدير فقد وردت بخصوصه عبارة يظهر أنها لم تستعمل في غيره وهي:
«وذَلكَ يَومُ صيامٍ وَقيامٍ وإطعامِ الطَّعَام»(12).


بحث فقهي


طبقاً لهذه الرواية يظهر أنّ الصيام وإطعام الطعام كليهما مستحبّان في يوم الغدير، وكما نعلم فإنّه يكره للمضيف (أي من يطعم الطعام) أن يكون صائماً، ومن ثم يبدو أنّ هناك تزاحماً بين صيام هذا اليوم والإطعام فيه.
من جهة أخرى يستحبّ للضيوف أن يكونوا صائمين في هذا اليوم، وههنا سيحصل تزاحم أيضاً بين استحباب الصيام وبين استحباب إجابة دعوة المؤمن الذي عمل باستحباب إطعام الطعام في هذا اليوم (إلا أن نقول لا بأس بنقض الصوم بالاستجابة لدعوة المؤمن).
ولا يمكن حلّ المسألة بأن يصوم الإنسان في نهار يوم الغدير ويطعم الطعام عند الإفطار ودخول الليل، وذلك لأن لليوم إطلاقين أحدهما النهار والليل معاً أي ما مجموعه 24 ساعة، أو أكثر من ذلك كاليوم الأوّل من شهر رمضان الذي يبدأ برؤية الهلال، أو مضاعفة دية القتل التي تبدأ في اليوم الأول من رجب الذي يجري الحكم عليه من غروب اليوم السابق، أما الإطلاق الآخر لليوم فهو النهار كما يقال يستحبّ صيام يوم الغدير، ومن ثمّ فإطلاق يوم الغدير على الوقت من طلوع الفجر حتى غروب الشمس صحيح، أمّا إطلاقه على أكثر من ذلك فخلاف الظاهر. ويمكن أن يقال إنّ حلّ التعارض هو بأن يصوم الشخص ولكن يعطي المال لغيره كي يقوم بالإطعام نيابة عنه، ولكن هذا خارج عن محلّ البحث أيضاً لأن الكلام في أن يباشر المؤمن الإطعام بنفسه. ويعود الجواب النهائي لهذه المسألة برأينا إلى باب التزاحم، فصيام يوم الغدير وإطعام الطعام فيه فضيلتان لا يمكن الجمع بينهما وعلى المكلّف أن يختار أحدهما، أمّا أيّهما الأفضل ليختاره فلذلك بحث آخر لا يسع المجال له هنا.
 

مغلق

Well-Known Member
إنضم
2 سبتمبر 2015
المشاركات
42,005
مستوى التفاعل
259
النقاط
113
الإقامة
تركيا
رد: مواهب الغدير

شكـرَاًً عَے المجَهُهود s=151 s=151
 
إنضم
1 ديسمبر 2017
المشاركات
47,268
مستوى التفاعل
199
النقاط
63
الإقامة
الدنمارك
رد: مواهب الغدير

دائما التميز في الانتقاء
سلمتم على روعه طرحكم
نترقب المزيد من جديدكم الرائع
 

*Marwa*

Well-Known Member
إنضم
30 يناير 2015
المشاركات
2,752
مستوى التفاعل
83
النقاط
48
الإقامة
بغداد
رد: مواهب الغدير

طرح مميز
يعطيك العافية
 

*Marwa*

Well-Known Member
إنضم
30 يناير 2015
المشاركات
2,752
مستوى التفاعل
83
النقاط
48
الإقامة
بغداد
رد: مواهب الغدير

طرح مميز
يعطيك العافية
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,315
مستوى التفاعل
3,191
النقاط
113
رد: مواهب الغدير

جزاك الله خيرا

يًعّطيًكْ آلِعّآفيًه
عّلِى آلِمجهوَدِ آلِرٍآئعّ
وَلآعّدِمنآ جدِيًدِكْ آلِرٍآقيً
وَدِيً وَآحتِرٍآميً
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )