- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,288,582
- مستوى التفاعل
- 47,611
- النقاط
- 113
ميسي «الحاضر» وإبرا «الماضي».. الأزمات تصنع الانتقالات
لا تزال مفاجأة ارتداء النجم الأرجنتيني لونيل ميسي قميص نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، يتردد صداها في الوسط الكروي العالمي، وهناك الملايين من الجماهير ينتظرون مشاهدة «البرغوث» في مباراته الأولى مع الفريق الفرنسي، غير أن صفقة رحيل ميسى عن برشلونة الإسباني، النادي الذي تربى بين جدرانه، لم يكن لها أن تكتمل لولا الأزمة المالية التي يعانيها الفريق الكتالوني.وليس ميسي وحده الذي رحل عن ناديه بسبب أزمات مالية، فهناك نجوم آخرون فضّلت أنديتهم التخلي عنهم من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة، ولعل الموسمين الماضيين هما أقرب دليل، وخصوصاً بعد أن تأثرت معظم الأندية بأزمة تفشي فيروس «كورونا» المستجد، حتى إن موسم الانتقالات الصيفية الجاري، أطلق عليه «موسم الصفقات المجانية».
وذلك بسبب رحيل نجوم عن أنديتهم في صفقات انتقال حرة، بعد انتهاء عقودهم وعدم قدرة أنديتهم على التجديد. وفي التقرير التالي يلقي «البيان الرياضي» الضوء على أبرز النجوم الذين حرمتهم «الأموال» من البقاء مع أنديتهم.
في أوائل أغسطس الجاري، كان الموعد مع مفاجأة أذهلت جمهور كرة القدم، حينما أعلن نادي برشلونة الإسباني انتهاء علاقته بنجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، بسبب عقبات اقتصادية وهيكلية تتعلق بقوانين رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، وكان من المتوقع أن يوقع ميسي على تجديد عقده مع ناديه، إلا أن كل شيء تغير بسبب اللوائح المالية.
اقتصادات
وقال برشلونة، «إنه على الرغم من التوصل لاتفاق مع ميسي بشأن تجديد عقده، إلا أنه لن يكون ممكناً إضفاء الطابع الرسمي بسبب العقبات الاقتصادية والهيكلية»، في وقت عانى النادي الكتالوني ثقل الديون التي تخطت مليار يورو، واضطر لبيع لاعبيه وتقليص نفقاته للتمكن من تمديد عقد ميسي الذي بذل هو الآخر كل ما بوسعه من أجل الاستمرار، ووافق على خفض راتبه بنسبة 50 في المئة.
ولكن في النهاية كان عليه الامتثال للوائح اللعب المالي النظيف التي وضعتها رابطة الدوري الإسباني، بوضع الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن لكل نادٍ إنفاقه على اللاعبين والطاقم التدريبي في كل موسم بما يتماشى مع إيراداته.
أيضاً كان رحيل المدافع المخضرم سيرجيو راموس عن ريال مدريد أمراً غير متوقع أذهل عشاق الملكي، ولكن راموس أصبح زميلاً لميسي في باريس سان جيرمان، بعد أن تنافسا سنوات طويلة في الدوري الإسباني، واستمرت المفاوضات بين راموس والريال عدة أشهر من أجل تجديد التعاقد، إلا أن الخلافات على الأمور المالية أدت إلى رحيل اللاعب.
رحيل زلاتان
أما النجم السويدي، زلاتان إبراهيموفيتش، فاحتل الحديث عن رحيله عن نادي ميلان مساحة كبيرة في وسائل الإعلام الإيطالية، وكشفت صحيفة «كالتشيو ميركاتو» أن هناك بعض الأسباب تؤكد رحيل إبراهيموفيتش عن ميلا، وأبرزها الأسباب المادية، ولكن «إبرا» كان بطل سيناريو مماثل حدث قبل 9 أعوام.
في موسم (2011- 2012)، قدم «إبرا» موسماً استثنائياً مع ميلان بعد أن انتقل إليه في صيف 2011 مقابل 24 مليون يورو من برشلونة، غير أن أزمة مالية عنيفة ضربت ميلان ومالكه سيلفيو بيرلسكوني، عكرت صفو هذه الأجواء، وبالتزامن مع تلك الأزمة كان فريق باريس سان جيرمان، يعمل على بناء فريق قوي قادر على المنافسة محلياً وقارياً.
وقدم النادي الفرنسي في صيف 2012 عرضاً للتعاقد مع المدافع البرازيلي تياجو سيلفا بمبلغ ضخم قدره 42 مليون يورو، ووافق ميلان سريعاً على بيع سيلفا للتخلص من راتبه المرتفع، فضلاً عن استغلال المبلغ في تسديد جزء من ديون النادي، ولكن موافقة ميلان السريعة على بيع سيلفا، شجعت سان جيرمان على التقدم بعرض لضم إبراهيموفيتش.
ورفض «إبرا» الفكرة في البداية بسبب ارتباطه بنادي ميلان وجماهيره، ولكن إدارة النادي لم يكن أمامها أي خيارات أخرى، وأجبرت إبراهيموفيتش على الرحيل، وهو ما حدث حينما تم الاتفاق على ضم اللاعب السويدي لصفوف سان جيرمان مقابل 20 مليون يورو.
وقتها قال اللاعب عن رحيله: «نائب رئيس ميلان طالبني بعدم القلق، لأنهم لا يخططون لبيعي، ولكن بعد أسابيع قليلة، كنت جالساً في منزلي، ووجدت 5 اتصالات من وكيل أعمالي يبلغني برغبة المدير الرياضي لسان جيرمان في الاتصال بي، ولكنني رفضت وأخبرت وكيلي أن رغبتي هي البقاء في ميلان، ولكنه صدمني حينما أكد أن ميلان قام ببيعي بالفعل. حاولت أن أزيد صعوبة المفاوضات بطلبات مالية، ولكنهم وافقوا على ما أردت».
سيناريو كاكا
وفي صيف عام 2009، كان النجم البرازيلي «كاكا» بطل سيناريو آخر للرحيل عن ناديه بسبب أزمة مالية، وقتها أعلن عن انتقال اللاعب من نادي ميلان الإيطالي إلى ريال مدريد الإسباني في صفقة بلغت 65 مليون يورو، وكان ثاني أغلى لاعب في تاريخ النادي الملكي.
وبعد إتمام الصفقة اعترف «كاكا» بأن انتقاله جاء ضد رغبته، وكان يتمنى أن يستمر في اللعب لمصلحة ميلان، غير أن الأزمة المالية التي ضربت أوروبا عام 2008، طالت الأندية الرياضية، لتضطر بعدها إدارة ميلان للتخلي عن نجم الفريق والاستسلام أمام العرض المالي المغري الذي قدمه ريال مدريد.
وفي عام 2015، أرغم المهاجم الفرنسي ديميتري باييت، على الرحيل عن ناديه أولمبيك مرسيليا الفرنسي، والانتقال إلى ويست هام يونايتد الإنجليزي نظير 15 مليون يورو، واعترف باييت بأن انتقاله كان رغماً عنه، إذ أكد أن إدارة النادي والجهاز الفني للفريق كانا يرغبان في استمراره في صفوف الفريق، غير أن تأخر عملية بيع البلجيكي غيانيللي إمبولا، عجل في بيع عقده من أجل تحقيق أرباح تنعش خزينة النادي، وحتى لو كان ذلك على حساب رغبة اللاعب.
الصفقات المجانية
وفي موسم الانتقالات الصيفية الجاري، سيطرت الصفقات المجانية على المشهد في الدوريات الأوروبية، وأبرمت عدة صفقات كبرى بنظام الانتقال الحر، بعد انتهاء عقود اللاعبين مع أنديتهم في نهاية الموسم المنصرم، وأبرزهم ميسي وراموس، وحتى الآن لم يشهد سوق الانتقالات سوى صفقات محدودة للغاية بمبالغ ضخمة.
ومن بين صفقات الانتقال الحر، انتقال اللاعب النمساوي دافيد ألابا من بايرن ميونخ الألماني إلى ريال مدريد، وكذلك رحيل إريك جارسيا من مانشستر سيتي الإنجليزي إلى برشلونة، أما الهولندي جورجينيو فينالدوم فقد كان قريباً من الانتقال إلى برشلونة في صفقة انتقال حر، ولكنه فضل عرض باريس سان جيرمان، وذلك بعد أن فشل في التوصل لاتفاق مع ليفربول لتجديد عقده.