كل شخص على هذا الكوكب لديه حق الاختيار، فمثلاً يمكنك توجيه انتقادات لشخص آخر، ولديك كامل الحرية بعدم فعل ذلك أيضاً، لكن ليونيل ميسي لأنه كائن فضائي كما يقال، يعطي نفسه الحق بالانتقاد وعدم الانتقاد في الوقت ذاته، في نفس اللحظة، بل في نفس الجملة.
ميسي صرح يوم أمس بعد الفوز على إنتر ميلان منتقداً إدارة برشلونة “بسبب فترة التحضير، نحن نعاني من الإجهاد وثقل الحركة، لا أريد أن أنتقد، ولكنها حقيقة، عندما نسافر في الجولات التحضيرية لا نتدرب جيداً”.
كم أجد الأمر صعباً أن أنتقد أو أسخر من ميسي، فما فعله في مباراة الأمس فقط رغم أنه لم يسجل كفيل أن نتغاضى عن كل أخطائه، لكن لا بأس أن نناقش ما قاله هذه المرة، فأحياناً يجنب أن نتحلى بقليل من الجرأة، حتى لو كان يتربص لك الآلاف من عشاقه، اليوم قررت تخدير ضميري لساعة من الزمن حتى أنهي ما أريد قوله.
أولاً أريد أن أخبرك بمعلومة صغيرة عزيزي صاحب جائزة أفضل لاعب في العالم، لكي تحصل على راتب 42 مليون يورو سنوياً، ويتم تلبية مطالبك في سوق الانتقالات والجري وراء نيمار، يجب على النادي إقامة مثل هذه الجولات التحضيرية في الولايات المتحدة الأمريكية والصين وغيرها، وإلا من أين سيتم دفع راتبك وتجديد عقدك كل 3 ساعات؟
أما النقطة الثانية، فتتمثل في أن جميع أندية العالم تقوم بهذه الجولات كل صيف، ولا نرى أحد يشتكي من هذا الأمر، ومعظم الفرق لا تعاني من مشاكل بدنية كما يدعي ميسي، فليس لأنك أفضل لاعب في العالم وربما في التاريخ، يجب أن تصبح الأفضل في الانتقاد أيضاً، لأنه على ما يبدو لا تتمتع بمهارة عالية في هذا المجال.
أخبار متعلقة
بوجبا يطلب راتباً لا يصدق لتجديد عقده مع مانشستر يونايتد
جيامباولو لا يهتم بالانتقادات ويؤكد: استمتعت بأداء ميلان في تورينو
هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها ميسي انتقادات للإدارات والمسؤولين، فقد فعل ذلك بمرات عديدة خلال الفترة الماضية، بداية من الهجوم بشكل علني على الاتحاد الأرجنتيني، مروراً باتهام اتحاد أمريكا الجنوبية بأنه متواطئ مع البرازيل، انتهاءً بانتقاد إدارة البرسا على الجولات التحضيرية، دون أن ننسى كلماته الشهيرة بحق ساندرو روسيل عندما قال “يظنون أنفسهم يديرون شركة”.
شخصية ميسي الملائكية والهادئة تجعلنا نتعجب من هذه الانتقادات، خصوصاً أنه ليس بحاجة لتبرير شيء وهو يقدم المطلوب منه وأكثر كل أسبوع، فاختلاق الأعذار وتعليق الفشل على شماعة الآخرين ليس من صفات الأشخاص الناجحين، وهذا بحد ذاته أمر لا يمكن تفسيره.
كل ما ذكرناه لا يعني أن ميسي ليس محقاً بكلماته في بعض الأحيان، لكن كقائد للفريق، وفي هذه الظروف الصعبة، من الأفضل عدم تصعيد الأمور لوسائل الإعلام لأن هذا لن يجلب إلى مزيداً من عدم الاستقرار، خصوصاً وأن جيرارد بيكيه وكليمون لونجليه انتقدا الإدارة أيضاً قبل بضعة أيام، وبالتالي هذا يعطينا مؤشراً أن هناك شبه مؤامرة بين اللاعبين للإطاحة بإدارة جوسيب بارتوميو، لم أكن أعلم أن نيمار يعني كل هذا لميسي لدرجة إعلانه حرباً ضد المسؤولين في النادي بحجة التحضيرات المرهقة!
في الحقيقة، لست متعجباً من كلام ميسي، فقد تعلم من استاذه هذه السياسية، بالطبع نتحدث عن بيب جوارديولا الحمل الوديع الذي يحب الجميع ويحترمهم، طالما لم يتفوقوا عليه في أرض الملعب.
بيب جوارديولا قال في مؤتمر صحفي “أكثر ما يسعدني أننا حققنا كل هذه الإنجازات بدون مساعدة التحكيم، لقد حققنا كل شيء بأنفسنا، لا يملك أحد شيئاً ليفنده ويراجعه، لذلك أحب هذا الفريق”.
لا أعلم إلى أي مدى بيب جوارديولا واثقاً بنفسه ليطلق هذا التحدي، ولا أعرف أيضاً من يقصد في كلامه بأنه استفاد من التحكيم، ربما يقصد برشلونة ضد تشيلسي في المباراة التي صنعت أسطورته التدريبية؟
يبدو أن صديقنا يعاني من فقدان جزئي في الذاكرة، فكيف له أن لا يتذكر هدف مانشستر سيتي الأول في مرمى لفربول في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عندما تم نطح فيرجيل فان دايك على طريقة أندر تيكر؟
حسناً، ماذا عن مباراة سوانزي سيتي “الريمونتادية” في ربع نهائي كأس الاتحاد الموسم الماضي والتي صعد بسببها الفريق إلى نصف النهائي وأحرز اللقب؟ هل تريد المزيد عزيزي جوارديولا؟ يمكنني استعراض حالات مشابهة حتى يوم غد، لكن لا اعتقد أن هذا سيغير من واقع الحال شيئاً، فقد حاول جوزيه مورينيو قبلي كثيراً ولم ينجح، ونظر إليه الجميع على أنه “لوسيفر” كرة القدم.
ميسي صرح يوم أمس بعد الفوز على إنتر ميلان منتقداً إدارة برشلونة “بسبب فترة التحضير، نحن نعاني من الإجهاد وثقل الحركة، لا أريد أن أنتقد، ولكنها حقيقة، عندما نسافر في الجولات التحضيرية لا نتدرب جيداً”.
كم أجد الأمر صعباً أن أنتقد أو أسخر من ميسي، فما فعله في مباراة الأمس فقط رغم أنه لم يسجل كفيل أن نتغاضى عن كل أخطائه، لكن لا بأس أن نناقش ما قاله هذه المرة، فأحياناً يجنب أن نتحلى بقليل من الجرأة، حتى لو كان يتربص لك الآلاف من عشاقه، اليوم قررت تخدير ضميري لساعة من الزمن حتى أنهي ما أريد قوله.
أولاً أريد أن أخبرك بمعلومة صغيرة عزيزي صاحب جائزة أفضل لاعب في العالم، لكي تحصل على راتب 42 مليون يورو سنوياً، ويتم تلبية مطالبك في سوق الانتقالات والجري وراء نيمار، يجب على النادي إقامة مثل هذه الجولات التحضيرية في الولايات المتحدة الأمريكية والصين وغيرها، وإلا من أين سيتم دفع راتبك وتجديد عقدك كل 3 ساعات؟
أما النقطة الثانية، فتتمثل في أن جميع أندية العالم تقوم بهذه الجولات كل صيف، ولا نرى أحد يشتكي من هذا الأمر، ومعظم الفرق لا تعاني من مشاكل بدنية كما يدعي ميسي، فليس لأنك أفضل لاعب في العالم وربما في التاريخ، يجب أن تصبح الأفضل في الانتقاد أيضاً، لأنه على ما يبدو لا تتمتع بمهارة عالية في هذا المجال.
أخبار متعلقة
بوجبا يطلب راتباً لا يصدق لتجديد عقده مع مانشستر يونايتد
جيامباولو لا يهتم بالانتقادات ويؤكد: استمتعت بأداء ميلان في تورينو
هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها ميسي انتقادات للإدارات والمسؤولين، فقد فعل ذلك بمرات عديدة خلال الفترة الماضية، بداية من الهجوم بشكل علني على الاتحاد الأرجنتيني، مروراً باتهام اتحاد أمريكا الجنوبية بأنه متواطئ مع البرازيل، انتهاءً بانتقاد إدارة البرسا على الجولات التحضيرية، دون أن ننسى كلماته الشهيرة بحق ساندرو روسيل عندما قال “يظنون أنفسهم يديرون شركة”.
شخصية ميسي الملائكية والهادئة تجعلنا نتعجب من هذه الانتقادات، خصوصاً أنه ليس بحاجة لتبرير شيء وهو يقدم المطلوب منه وأكثر كل أسبوع، فاختلاق الأعذار وتعليق الفشل على شماعة الآخرين ليس من صفات الأشخاص الناجحين، وهذا بحد ذاته أمر لا يمكن تفسيره.
كل ما ذكرناه لا يعني أن ميسي ليس محقاً بكلماته في بعض الأحيان، لكن كقائد للفريق، وفي هذه الظروف الصعبة، من الأفضل عدم تصعيد الأمور لوسائل الإعلام لأن هذا لن يجلب إلى مزيداً من عدم الاستقرار، خصوصاً وأن جيرارد بيكيه وكليمون لونجليه انتقدا الإدارة أيضاً قبل بضعة أيام، وبالتالي هذا يعطينا مؤشراً أن هناك شبه مؤامرة بين اللاعبين للإطاحة بإدارة جوسيب بارتوميو، لم أكن أعلم أن نيمار يعني كل هذا لميسي لدرجة إعلانه حرباً ضد المسؤولين في النادي بحجة التحضيرات المرهقة!
في الحقيقة، لست متعجباً من كلام ميسي، فقد تعلم من استاذه هذه السياسية، بالطبع نتحدث عن بيب جوارديولا الحمل الوديع الذي يحب الجميع ويحترمهم، طالما لم يتفوقوا عليه في أرض الملعب.
بيب جوارديولا قال في مؤتمر صحفي “أكثر ما يسعدني أننا حققنا كل هذه الإنجازات بدون مساعدة التحكيم، لقد حققنا كل شيء بأنفسنا، لا يملك أحد شيئاً ليفنده ويراجعه، لذلك أحب هذا الفريق”.
لا أعلم إلى أي مدى بيب جوارديولا واثقاً بنفسه ليطلق هذا التحدي، ولا أعرف أيضاً من يقصد في كلامه بأنه استفاد من التحكيم، ربما يقصد برشلونة ضد تشيلسي في المباراة التي صنعت أسطورته التدريبية؟
يبدو أن صديقنا يعاني من فقدان جزئي في الذاكرة، فكيف له أن لا يتذكر هدف مانشستر سيتي الأول في مرمى لفربول في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عندما تم نطح فيرجيل فان دايك على طريقة أندر تيكر؟
حسناً، ماذا عن مباراة سوانزي سيتي “الريمونتادية” في ربع نهائي كأس الاتحاد الموسم الماضي والتي صعد بسببها الفريق إلى نصف النهائي وأحرز اللقب؟ هل تريد المزيد عزيزي جوارديولا؟ يمكنني استعراض حالات مشابهة حتى يوم غد، لكن لا اعتقد أن هذا سيغير من واقع الحال شيئاً، فقد حاول جوزيه مورينيو قبلي كثيراً ولم ينجح، ونظر إليه الجميع على أنه “لوسيفر” كرة القدم.