مَن يخبرهُ
إني لا زلت أعيش
اني بخير..
أعرف طلاسم روحي
وأقرأ كل ليلةٍ
ادعية السحرِ
وأمشط شعري
وأجلس قرب الشباكِ
أفردُ حبات قمحٍ
لطائري المجنون
يغفو براحتي
اراهُ متعباً
أتعبهُ ثقل جناحيهِ
فعمرهُ اوشك
ان ينفذ
لكن قلبهُ اغانٍ
ينشئ أغانيهِ
رغم جرحه
كيف يطرب
بنات الحي
يراقصُ جدائلهن
يمرحُ فوق صدورهنَ
يعرف متى يوكرُ
حين تكون الازرارُ
بلا نفعٍ
يدفء ساقيه
ويلصق خديهِ
بخد الترف المتقع
يتلصص لكوةٍ
لطالما حَلمَ
ان يشمها..
فاترةً شفاهها
كعربون مودةٍ
لكل الماضين
الذين تركوا
احلامهم تغرقُ
فوق مناديل الصبايا
يسئل النوتيةُ
ان اخر زورقٍ
سيخرج للابحارِ
تشير الساعة
ان الصبح سيتأخر
فحمل اكياساً
من احلامهِ المسروقةِ
وصعد الزورق
أه صحيح
الزورق متهالك
لكن سيوصلهُ
بوصلتهُ تشير
لجيكور هناك
وعيناهُ تريدان
البصرةَ
اشتدَ عزف قلبه
اضطرب كثيراً
حين ذكرت البصرةِ
اخذ يلتف حول نفسه
عله لم ينسى شيء
سرى الزورق
بهدأة الليل
والروجةُ كنسيم الفجرِ
تُلقِ نفسها على نفسها
استوسط النهر
اخذ خبزةٍ
للنوتيي ، تفضل
النوتيي لم يرد عليه
كأن من اقصى الارضِ
أسمر داكن
قد استوطنت الشمس
وجههُ قبل الولادةِ
انبعث ضوء الفنار
اخذ يقترب اكثر
ويتراقص فوق الموجِ
وكلما سرى
اخذ يكبر فوق الموجِ
سأل النوتيي
متى نصل
قال وصلنا
لكن الميناء مكتظ
بالعاشقين
كيف ستنجو
من أعينهم
اطرق برأسهِ قليلاً
قال بالصمتِ
سيعرفون لغتي
وحين يرونَ
احلامي معي
يكفون عني عيونهم
نزلتُ بخفيي حُنين
لم يُبقي علي الشوق
إلا بعض هويةً
اني لا زلت اعيش
اني بخير
29/04/2021
العـ عقيل ـراقي
