الطائر الحر
Well-Known Member
المرحلة الأولى من مشروع الشراكة بين ناسا وقطر تهدف لوضع تصميم المركبة "OASIS" وإعداد خطة للإطلاق أواخر عام 2025 (ناسا)
أعلنت وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) على موقعها الالكتروني الرسمي عن شراكة مع مؤسسة قطر؛ بهدف تطوير قمر اصطناعي علمي يقوم برسم خرائط للمياه الجوفية في الصحاري، ودراسة ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي.
وتضم النظم البيئية للأرض أماكن متطرفة تكون فيها مساحات رملية شديدة الحرارة، مثل الصحراء الكبرى، أو مساحات جليدية شديدة البرودة، مثل تلك الموجودة في غرينلاند وأنتاركتيكا. وتتلقى هذه المناطق القاحلة كمية قليلة جدا من الأمطار السنوية، وتعد تأثيرات تغير المناخ فيها غير مفهومة جيدا. وهنا يأتي دور جهد مشترك بين وكالة ناسا ومؤسسة قطر بهدف فهم تلك النظم البيئية، بالإضافة إلى مساعدة المجتمعات التي تتأثر بهذه التغييرات.
وتذكر ناسا أن الباحثين في مشروع دراسة الأسطح القاحلة المدارية والصفائح الجليدية (OASIS) سيقومون بتصميم مهمة قمر اصطناعي لاستكشاف الكثبان الرملية والصفائح الجليدية لبعض الأماكن على الأرض باستخدام تكنولوجيا الرادار، المشابهة لتلك المستخدمة بواسطة مركبة استكشاف المريخ المدارية (MRO) التابعة لناسا.
وسيكون الهدف الأساسي للمشروع اكتشاف ومراقبة مصادر المياه العذبة تحت الأرض، والتي تسمى طبقات المياه الجوفية، وذلك لأن العديد من طبقات المياه الجوفية في صحراء شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية -من بين مناطق أخرى- تُستنفد بسرعة لدعم احتياجات المجتمعات المحلية، حسب ناسا.
وتهدف المرحلة الأولى إلى وضع تصميم المركبة "OASIS" وتعني الواحة والأجهزة الملحقة بها، وإعداد خطة للإطلاق أواخر عام 2025 بالتزامن مع الدورة المنخفضة للحركة الشمسية، وذلك بعد أن يتم استكمال المراحل المختلفة للمشروع.
وبحسب الاتفاقات الدولية المعلن عنها رسميًا على موقع ناسا، يعد هذا الاتفاق -الذي يحمل الرقم 668- أول اتفاق مشترك بين ناسا وبلد عربي بشأن تصميم مركبة فضاء خاصة بهذه الدراسات المناخية.
ويشارك في هذه الدراسة معمل الدفع النفاث بوكالة ناسا، بالتعاون مع الباحثين في جامعة حمد بن خليفة عضو مؤسسة قطر، تحت إشراف د. عصام حجي رئيس المشروع.
وقال د. حجي للجزيرة نت إن هذه أول مهمة مخصصة بالكامل لدراسة المناطق الصحراوية والجافة والتي لا يعرف بشكل كامل مدى تفاعلها مع التغيرات المناخية بالعقود القليلة القادمة التي تعصف بمناطق عديدة شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
اعلان
وستسهم البيانات للمركبة "OASIS" في جمع معلومات فريدة عن أماكن وخواص المياه الجوفية على عمق 50 مترًا من سطح الأرض، وقياس التغيرات في سُمك الجليد بالقطبين الشمالي والجنوبي لتحديد دورهما في ارتفاع منسوب المحيطات الذي يهدد مناطق عديدة حول العالم وخاصة المناطق الصحراوية المنخفضة، مستخدمة تكنولوجيا التصوير بالرادار.
وعاد حجي ليشير إلى أنه -في خلال العامين القادمين- سيتم تطوير تصميم جهاز التصوير الراداري المنخفض الترددات، على هذه المركبة، حتى يمكن القيام بهذا المسح، وهي مهمة صعبة نتيجة وجوب تطوير واستخدام هوائيات رادارية بحجم بضعة عشرات الأمتار التي من الصعب وضعها على مركبات مدارية قريبة من الطبقات العليا للغلاف الجوي الكثيف للأرض.
ولذلك يستحدث المشروع تصميما فريدا، وليس استنساخا لتجارب مشابهة أطلقت مسبقا على القمر والمريخ، وفق د. حجي.
وتم الإعلان عن المشروع تزامنا مع مؤتمر التعاون القطري الأميركي، المنعقد في واشنطن، بمشاركة وزراء الخارجية والتعليم وقيادات أخرى من الولايات المتحدة وقطر.
ويأتي المشروع تتويجًا لجهود بدأت منذ 10 سنوات شملت دراسات وتعاونات عدة في الكويت وعمان والمغرب وتونس.
وأبرمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومتاحف قطر، الأربعاء الماضي 3 اتفاقيات مع مؤسسات أميركية، للتعاون والشراكة في المجالات التعليمية، والبحوث ذات الصلة بالمياه والتغير المناخية والرياضة، والحفاظ على التراث، حسبما ذكرت الوكالة الرسمية.
وتضمنت الاتفاقيات الإعلان عن مشروع التعاون بين مؤسسة قطر و"ناسا". ومن المقرر أن يعمل باحثون من برنامج علوم الأرض التابع لمختبر الدفع النفاث التابع للوكالة، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، على مشروع تصميم المهمة البحثية لدراسة المياه الجوفية بالمناطق الصحراوية وسُمك الطبقات الجليدية بالمناطق القطبية. وتعد الصحراء الرملية والمناطق الجليدية الأماكن الأكثر جفافًا في العالم.