” إن الكلمات تعكس تفتت هذه الثقافة السلم يُدعي من الآن فصاعدا ” توازن الرعب ” ، و خيانة الشعوب تُدعي ” الأمن القومي ” والعنف المأسساتي يُدعي ” النظام ” والتنافس في شريعة الغاب يُدعي ” الليبرالية ” ومجموع هذه التقهقرات يُدعي ” النظام “.”
كانت تلك إحدى مقولات المفكر الفرنسي روجيه جارودي، الذي اعتنق الإسلام في عام 1982.
رحل جارودي في منتصف يونيو في عام 2012، عن عمر يناهز 98عاما، رحل هذا الفيلسوف الباحث طوال حياته عن اليقين، رحل بعد أن أثار الجميع ضده ، بعد أن قال الحق الذي لم يعجب منتقديه، قرابة قرن شهد جارودي خلالها أحداث جسام و نزاعات غبية وحروب مدمرة، ما جعل تجربته الفلسفية غنية بقيم التسامح والحوار والتواصل .
رجل حوار الحضارات :
وقال جارودي الذى ألف حوالى سبعين كتاباً إن ” أشد ما يحملني على الفخر هو تمسكي بالحلم الذي راودني في سن العشرين، أعني وحدة الأديان الثلاثة المسيحية واليهودية والإسلام”. واصفا نفسه بأنه ” دون كيشوت ” يناضل ضد طواحين الهواء الرأسمالية.
فند جارودي فكرة التفوق الغربي على العالم، واعتقاده أنه صاحب الحضارة العظمى ومصدر كل التقدم في هذه الدنيا لمجرد أنه – اليوم – هو الأقوي، وأكد جارودي في ثلاثة كتب هي ” كلمات إنسان ، و من أجل حوار بين الحضارات، وكيف يصبح الإنسان إنسانياً؟ “، على تهافت هذه الأفكار وكذبها.
قالها ولم يخشي أحد، وكأنه يصيح صارخا في وجوه مواطنيه ” أن الغرب مجرد صدفة، فالغّرب ليس تعريفاً جغرافياً، ولكنه تلك المجموعة من القيم والقوى والثقافات والماديات التي تُميزه كحضارة متقدمة في عصرنا الراهن .
وأكد جارودي على أن كل المنجز الحضاري الغربي له جذوراً في حضارات أخري ، وأن الحضارة الغربية على وشك أن تجر العالم للهلاك لاستخدامها للقوة الغاشمة.
وكان جارودى يرى أن الحل في تدرك الحضارة الغربية حجمها الحقيقي بين حضارات العالم الأخرى، ويقوم حوار بين الحضارات يكون الجميع فيه على قدم المساواة.
البحث عن اليقين :
أعتنق جارودي البروتستانتية وهو في عمر الرابعة عشر، وقد كانت أمه كاثوليكية وأبيه ملحداً، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1937عُين أستاذا للفلسفة.
أسر خلال الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1940 إلى 1942، وفي عام 1945 انتخب نائبا في البرلمان الفرنسي، وصدر أول مؤلفاته عام 1946، وحصل على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو.
رغم إيمان جارودي بأهمية الفلسفة الماركسية إلا أنه كان دائم الخلاف مع رفاقه في الحزب الشيوعي الفرنسي ، و طرد من الحزب سنة 1970م بسبب انتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي، وفي نفس السنة أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية وبقي مديرا له لمدة عشر سنوات.
خاض جدالا مع الفيلسوف جان بول سارتر الذي انفصل آنذاك عن الحزب الشيوعي الفرنسي، على اجتياح الاتحاد السوفياتي للمجر، وفي المكتب السياسي للحزب لقب بـ ” الكاردينال ” بسبب انجذابه للكنيسة.
خلال الستينيات وجد نفسه منجذبا للدين ، وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية، بحكم أنه كان عضواً في الحوار المسيحي- الشيوعي ، وخلال عقد السبعينيات بدأ يميل إلى الإسلام في هذه الفترة.
في 2 يوليو 1982 أشهر إسلامه، وكتب بعد إسلامه ” وعود الإسلام، و الإسلام يسكن مستقبلنا “، ولكن بعدت عنه الدوائر الإسلامية، وخاصة عندما انتقد تيارات الفكر الإسلامي المعاصرة، وأعلن أنه لم يتخل باعتناقه الإسلام عن جوهر المسيحية وكنه الماركسية.
كانت تلك إحدى مقولات المفكر الفرنسي روجيه جارودي، الذي اعتنق الإسلام في عام 1982.
رحل جارودي في منتصف يونيو في عام 2012، عن عمر يناهز 98عاما، رحل هذا الفيلسوف الباحث طوال حياته عن اليقين، رحل بعد أن أثار الجميع ضده ، بعد أن قال الحق الذي لم يعجب منتقديه، قرابة قرن شهد جارودي خلالها أحداث جسام و نزاعات غبية وحروب مدمرة، ما جعل تجربته الفلسفية غنية بقيم التسامح والحوار والتواصل .
رجل حوار الحضارات :
وقال جارودي الذى ألف حوالى سبعين كتاباً إن ” أشد ما يحملني على الفخر هو تمسكي بالحلم الذي راودني في سن العشرين، أعني وحدة الأديان الثلاثة المسيحية واليهودية والإسلام”. واصفا نفسه بأنه ” دون كيشوت ” يناضل ضد طواحين الهواء الرأسمالية.
فند جارودي فكرة التفوق الغربي على العالم، واعتقاده أنه صاحب الحضارة العظمى ومصدر كل التقدم في هذه الدنيا لمجرد أنه – اليوم – هو الأقوي، وأكد جارودي في ثلاثة كتب هي ” كلمات إنسان ، و من أجل حوار بين الحضارات، وكيف يصبح الإنسان إنسانياً؟ “، على تهافت هذه الأفكار وكذبها.
قالها ولم يخشي أحد، وكأنه يصيح صارخا في وجوه مواطنيه ” أن الغرب مجرد صدفة، فالغّرب ليس تعريفاً جغرافياً، ولكنه تلك المجموعة من القيم والقوى والثقافات والماديات التي تُميزه كحضارة متقدمة في عصرنا الراهن .
وأكد جارودي على أن كل المنجز الحضاري الغربي له جذوراً في حضارات أخري ، وأن الحضارة الغربية على وشك أن تجر العالم للهلاك لاستخدامها للقوة الغاشمة.
وكان جارودى يرى أن الحل في تدرك الحضارة الغربية حجمها الحقيقي بين حضارات العالم الأخرى، ويقوم حوار بين الحضارات يكون الجميع فيه على قدم المساواة.
البحث عن اليقين :
أعتنق جارودي البروتستانتية وهو في عمر الرابعة عشر، وقد كانت أمه كاثوليكية وأبيه ملحداً، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1937عُين أستاذا للفلسفة.
أسر خلال الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1940 إلى 1942، وفي عام 1945 انتخب نائبا في البرلمان الفرنسي، وصدر أول مؤلفاته عام 1946، وحصل على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو.
رغم إيمان جارودي بأهمية الفلسفة الماركسية إلا أنه كان دائم الخلاف مع رفاقه في الحزب الشيوعي الفرنسي ، و طرد من الحزب سنة 1970م بسبب انتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي، وفي نفس السنة أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية وبقي مديرا له لمدة عشر سنوات.
خاض جدالا مع الفيلسوف جان بول سارتر الذي انفصل آنذاك عن الحزب الشيوعي الفرنسي، على اجتياح الاتحاد السوفياتي للمجر، وفي المكتب السياسي للحزب لقب بـ ” الكاردينال ” بسبب انجذابه للكنيسة.
خلال الستينيات وجد نفسه منجذبا للدين ، وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية، بحكم أنه كان عضواً في الحوار المسيحي- الشيوعي ، وخلال عقد السبعينيات بدأ يميل إلى الإسلام في هذه الفترة.
في 2 يوليو 1982 أشهر إسلامه، وكتب بعد إسلامه ” وعود الإسلام، و الإسلام يسكن مستقبلنا “، ولكن بعدت عنه الدوائر الإسلامية، وخاصة عندما انتقد تيارات الفكر الإسلامي المعاصرة، وأعلن أنه لم يتخل باعتناقه الإسلام عن جوهر المسيحية وكنه الماركسية.