حوراء المعموري
Well-Known Member
كم قلتُ أصغِ وكم أبى أن يسمعا
ونصحتُ غِرّاً ماستجاب ولا وعى
ضحكتْ له الأيامُ ضِحْكة َخادع ٍ
فاغترَّ منخدعاً بهـا ! مُسـتمتعــا !
حتى إذا.. دَهـمَ المشـيبُ فِنـاءَه
واهتـزّ رُكـنُ بنـاءِه .. فتصدّعـا
وتضَعْضَعَتْ عَزَماتُه إذ خالهـا
سـتظلُّ ماضيـة ً ولـن تتضعضعـا
فتيقـّنَ القلبُ المكابـرُ حينهـــــا
أن الشـبابَ يُعـارُ كـَي يُسـترْجَعـا
لمّا أتاه الشـيبُ يضحك نازعـاً
عنــه ثيابــا – ظنّهــا لـن تُنزَعـــا
فأصاخ حينئذٍ ، وأطرقَ هامســــاً
قد كان نصحُك صائباً ؛ لو أسْمَعـا
كم كـان غِـرّا ذلك الرجُـلُ الذي
ظـنّ الحيــاةَ تظلُّ رَبْعـاً مُمْـرِعــا
لكنّهــا الدنيـا كـذلك ؛ شأنُـهـــا
ما تسـتقـرُّ ، وشـأنُنـا أن نخضعـا
شُدَّتْ إلى خيل الفـَناءِ ورَكبُهــا
يمضي بنا رُغما .. حثيثاً مُسرعا
أعمـارُنا بيد الزمـــان ودائـــعٌ
لابـُـدّ مِـن يـوم ٍ لهـا .. أنْ تُرْجَعـا
فتبارك الجبّــــارُ فـي مَلـَكوتِـــــه
كـم يسـتعـيدُ بقــدرةٍ ، مـا أودعــا