Al_Ramadi Angel
:: ضيف شرف ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2012
- المشاركات
- 900
- مستوى التفاعل
- 7
- النقاط
- 18
- الإقامة
- العراق / الرمادي
- الموقع الالكتروني
- www.sunnti.com
** الأسبوع الماضي حفل بعدة قضايا دولية وكذلك قضايا محلية؛ من هذه القضايا الدولية ما يجري في مصر، هناك حراك سياسي كبير جدًا متجدد وكذلك مُفاجئ في بعض صوره، هناك تصعيد تجاه العملية الشرعية التي تمت هناك وتجاه النظام القائم هناك النظام المُنتخب، حصل عدة تعاطي مع هذا الحدث القائم منها ما نتفق معه ومنها ما نختلف ونرفضه تمامًا بحكم فضيلة الشيخ نظرتك العامة لهذا الموضوع ولهذه القضية السياسية الساخنة التي تجري، أبرز ما لاحظته وأبرز صور العلاج لهذا الوضع؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم أسعدنا بطاعتك ووفقنا لمرضاتك واملأ قلوبنا بمحبتك وتعظيمك ورجائك وخشيتك وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا هداة مهتدين برحمتك يا أرحم الراحمين.
نحن نعيش مرحلة فاصلة في تاريخ أمتنا الإسلامية، وما يحصل في ثورات الربيع العربي لا يمكن أن يرضى به أعداء الأمة في الداخل والخارج؛ في داخل الأمة الإسلامية أو خارجها، ولذلك ذُهلوا من هذه الأحداث المُتسارعة التي ولله الحمد أوصلت أهل الإسلام من أهل هذه البلدان وهم الجديرون بأن يحكِّموا في عباد الله حكم الله عز وجل ويحكموا بشريعته ذُهلوا كيف وصلوا بهذه السرعة وبهذا الدعم الشعبي الذي لم يكونوا يتوقعونه، والقضية ليست في مصر وحدها الآن كل ما يحصل اليوم في دول الربيع العربي في مصر في سوريا في ليبيا في تونس شيء عجب حقيقة، ومؤامرات خبيثة ودسائس متنوعة الوجوه والصور لأجل إجهاض الحكم الإسلامي وإبعاد الإسلاميين أو من عنده غيرة دينية أو تعاطف مع الإسلام وأهله عن حكم هذه البلدان، ونحن نعرف أنه يشترك في هذا أعداء الأمة الذين قال الله عز وجل فيهم: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ ﴿البقرة: ١٢٠﴾مهما حاولت استرضاءهم والتنازل لهم فإنهم لن يرضوا عنك إلا أن تكفر بدينك وتتبع ملتهم وتكون مجرد تابع ذليل لهم وقال: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ ﴿البقرة: ٢١٧﴾يعني لا يمكن أن يرضيهم شيء أي تنازل تقوم به ولو كنت أعدل الناس وأصدق الناس وأبر الناس وأرحم الناس بكل الناس المسلم والكافر والقريب والبعيد، لايمكن أن يرضوا عنك إلا أن تكون تابعًا لهم ﴿حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ ﴿البقرة: ١٢٠﴾ لكن الذي يزيد في البلاء وجود المنافقين في داخل الصف المسلم وهم والله أشد خطرًا على أهل الإسلام وعلى هذه الثورات المباركة من الأعداء الصُرحاء الواضحين؛ لأنهم يتكلمون باسم الإسلام ومصالح الوطن وهم أشد الناس عداوة للإسلام ولمصلحة الوطن، أناس يهمهم مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية وغيرها، ولذلك قال الله عز وجل عن هؤلاء المنافقين: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ﴾ ﴿المنافقون: ٤﴾ أي العدو الحقيقي الأكبر الأخطر ﴿فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾ ﴿المنافقون: ٤﴾ ولهذا لما أنزل الله عز وجل الآيات في أول سورة البقرة التي يبين فيها أقسام الناس وقسمهم إلى ثلاثة أقسام؛ مؤمن وكافر ومنافق؛ أنزل في المؤمنين خمسة آيات، وفي الكفار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية نظرًا لخطورتهم، وكشف زيف ادعاءاتهم التي الآن يرددونها في مصر وفي تونس وفي ليبيا وفي غيرها من بلاد العالم الإسلامي حتى في الدول المستقرة تجد هذه الحرب والصراع بين أهل الإيمان الصادق وأهل النفاق والادعاء بمصالح الوطن وهم يسعون لمصالحهم الشخصية وهم عملاء أو جهلة مخدوعون لا يدركون عواقب الأمور ومآلاتها والخطط التي تُحاك للأمة، ولهذا يستأصلون ويُستدرجون مع الأسف، يقول الله عز وجل عنهم: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ ﴿البقرة: ١١﴾، ما يحدث اليوم في مصر يا أخي بشكل عجيب هم يزعمون الإصلاح وحماية مصالح الوطن والدفاع عن قضايا الأمة، وهم مع الأسف الشديد يسعون الآن لإثارة حرب أهلية، أعداء الأمة لا يُرضيهم يا أخي أن تستقر الأوضاع في مصر ولا أن يقطف المجاهدون الأشاوس الأبطال في سوريا ثمرة نصرهم، ولهذا انظر الآن كيف بدأ تدخل [تحركات سريعة جدًا] وبشكل عجيب، والآن يستعدون للدخول في سوريا لماذ؟ يريدون أن يقطفوا ثمرة هذا النصر وأن يعينوا في هذه البلاد حكومة تتجاوب مع مصالحهم ولو كانت ضد مصلحة سوريا وضد مصلحة الإسلام وأهل الإسلام.
وأنا أحذر إخواننا في سوريا أنتم الحقيقة ضربتم أروع الأمثلة في الاستبسال والتضحية والبطولة والصبر والمصابرة التي والله يعجب لها الإنسان، لكنه نصر الله عز وجل وتثبيته لعباده، الآن بقي التحدي الأكبر في نظري وهو مسألة قطع الطريق على المتربصين بهذه الثورة المباركة والذين يريدون قطف ثمارها، وسبق أن قلت في هذه القناة هم عُرفت خططهم وانكشفت للناس في الحرب التي صارت في العراق وفي أفغانستان وفي مناطق عدة في العالم؛ يعني أولاً يريدون أن يفرضوا القيادات التي تتجاوب مع مصالحهم ولو ضد مصلحة سوريا ومصلحة الأمة العربية والإسلامية، إن لم ينجحوا فإنهم لا يمكن أن يرضوا بأن يبقى هذا البلد مستقرًا وأن ينعم بروح النصر والأمن التي يسعى إليها وحرية الإنسان وكرامة الإنسان أيًّا كان، لا يريدون، الآن لهم حوالي سنتين وهم يتفرجون على هذا النظام المتوحش المجرم الإرهابي الذي لم يعرف له العالم مثيلاً وهو يقتل شعبه بالمئات يوميًّا ولا يستثني أحدًا؛ النساء والأطفال والشيوخ والمساجد والمدارس، ويدمر مصالح المجتمع وبُناه التحتية والعالم يتفرج، مجرد استنكارات بالكلام والله أعلم ماذا يحصل من تحت الطاولة، والقضية مكشوفة، الآن ما كانوا يصدقون أن المجاهدون سيثبتون حتى أنهم بدئوا يصنعون أسلحة من الداخل وأسلحتهم كلها يكسبونها من هذا النظام المجرم، والآن على وشك أن يحسموا القضية معه، وهذا نصر عظيم وفتح من الله عز وجل، وأراد الله لهذه الثورة المباركة أن تبقى نظيفة طاهرة؛ لا يستطيع أحد من أعداء الأمة أن يقول نحن الذين وقفنا معكم أو ناصرناكم، لكن يبقى الخطورة أنهم إذا لم يستطيعوا فرض النظام الذي يتوافق مع مصالحهم –أجزم جزمًا والعلم عند الله عز وجل- أنهم سيسعون لإثارة الفتنة بين المجاهدين وبين مجالس المقاومة في الداخل والخارج بحيث يكون هناك تنافر وحرب أهلية تقضي على البقية الباقية من مصالح هذا البلد وأهله وهنا مكمن الخطر، وهذا الذي فعلوه في العراق؛ فرضوا النظام الذي يريدونه أو أرادوا فرضه فعجزوا فماذا فعلوا؟ بدئوا بإثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد والتركمان وفرقوا المجتمع شيعًا وأحزابًا ثم انظر ماذا آل إليه الوضع بعد أن قضوا على المجاهدين، وقضوا على الصحوات التي أنشئوها لمقاتلة المجاهدين، مصيبة يا أخي، الآن انظر من الذي يحكم العراق، والعراق رجع قرونًا إلى الوراء وهذا ما يريدونه لأي دولة مسلمة، لا يريدون لها خيرًا، لا نريد ولا نرضى أن يتكرر السناريو في العراق أو في أفغانستان في سوريا وهذا ما سيسعون إليه هذا ما سيسعون إليه؛ ولهذا وصيتي لأحبتي وإخواني في سوريا في الداخل وفي الخارج أن يتقوا الله عز وجل في وطنهم وفي دينهم وفي أمتهم وأن يحرصوا على جمع الكلمة ولم الشمل والتغاضي عن الخلافات الجانبية الهامشية، ويحرصوا على تحقيق الأمن والاستقرار الذي له الأولوية القصوى الآن، وعلى اختيار الأمناء الأكفاء بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية أو المناطقية أو غيرها، يجب أن تُغلَّب مصلحة الوطن ومصلحة الدين والأمة على كل شيء، وأيضًا أن يحذروا من القتال فيما بينهم مهما كانت الخلافات لأن هناك من يؤجج هذه الفتن والخلافات، كم أحزنني يا أخي وأنا أسمع بعد أن أُعلن عن الاتلاف السوري الموحد -وهي خطوة في نظري إيجابية وإن كانت هناك ملحوظات عديدة عليها- أن بعض المجاهدين هناك يُعلن أنه ضد هذا الائتلاف ولن يخضع له قبل أن تستقر الأمور والعدو مازال يقاتلهم بشراسة! يا أخي لا نريد أن يتحارب المجاهدون وأهل الخير وأهل الوطنية والحرص على مصلحة سوريا فيما بينهم، يجب أن يتفقوا
المقدم: كما يا شيخ ينبغي أن لا تُغفل هذه الجهود العظيمة التي قام بها المجاهدون والسفك من الدماء
يا أخي أنا أقول لهم القدح المعلّى ولهم المكانة الكبرى ولذلك إن كانوا شُغلوا بالجهاد ثم حسموا المعركة مع هذا يجب أن يكون لهم التأثير الأكبر في الحكم في سوريا، لا يجوز يا أخي، هذا أيضًا يؤجل الائتلاف السوري وغيره من الائتلافات والمجالس الوطنية على اختلافها، إن كانوا يريدون مصلحة الوطن يجب أن يُعرف حق هؤلاء وأن تُقدَّر تضحياتهم، وهم أيضًا ما ضحوا إلا لحرصهم على الوطن ومصالح الوطن وتحقيق أمن ومحاربة هذا النظام المجرم.
في مصر يا أخي أنا ادعوا العلماء والمشايخ والمفكرين والناشطين في مجال حقوق الإنسان وجميع القوى الوطنية المخلصة في مصر أن يتفطنوا لهذه المكائد والمؤامرات التي تُحاك لهذا النظام الذي اختاره الشعب، ليست القضية بين الإخوان وبين الشعب إنما القضية هي صراع بين الإسلام والكفر، بين من يريدون تطبيق الشريعة وبين من يحاربون الله ورسوله والمؤمنين، ولذلك يعني من الأشياء العجيبة يا أخي محاولات هؤلاء الفلول لاقتحام القصر الجمهوري وكان حسب ما قرأت في بعض التقارير أنهم أرادوا دخوله بالقوة والاستيلاء عليه ثم يعلنون إسقاط الشعب للحكومة ثم يرتبون مع مشير ما أن القوات المسلحة ستنحاز للشعب وتكون ثورة مضادة لإجهاض الثورة المصرية المباركة التي ولله الحمد قلبت الموازين وفي وقت وجيز ولله الحمد وجنبت مصر كوارث لا نجد أمثالها في سوريا وفي ليبيا وغيرها، لا يريدون أن ينجح هذا النظام، الآن أنتم انتخبتم هذا الرئيس وحكومته لأربع سنوات، الآن هو طرح الدستور للاستفتاء إن كنتم ديمقراطيين كما تزعمون وتريدون الحرية وأن الكلمة للشعب هو الآن جعل الكلمة لكم، إن كان فعلاً هذا الدستور وغيره من القرارات غير مناسبة صوتوا ضده وأقنعوا الشعب هذه هي الديمقراطية، لكن ماذا يقولون أنا قرأت وهذه من الأشياء المضحكة ونسمعها من كثير من هؤلاء العلمانيين والليبراللين حتى في بلادهم؟ يقولوا لك والله الشعب والشعوب العربية ما زالت غير ناضجة ولا تعرف من هو الأفضل لتختاره، شف يدعون إلى الديمقراطية والحرية لكن جاءت ضد هواهم والرياح التي يريدونها ماذا يفعلون؟! يشككون في الشعب كله أنه شعب غبي ولا يفهم! يا سبحان الله إلى هذه الدرجة! لكن لو جاءت بمن يريدون قالوا هذه الديمقراطية وهذه التي نحن ندعوا إليها ونريدها لأنها لمصلحتهم، ففيها ازدواجية، دائمًا يكيلون بمكيالين إن جاء في صالحهم ما شاء الله نفخوا فيها ودبّجوا المدائح لها وهذه الديمقراطية وهذه ثمرتها، وإن كانت ضدهم لا الشعب مايزال لا يفهم مصالحه وفيه سذاجة وبساطة ويمكن استغفاله، فماذا تريدون؟! يريدوا أن يفرضوا ما يردون بالقوة، هذا الذي فعلوا؛ قتلوا الحراس حول القصر الجمهوري ثم يتباكون عليهم، اليوم أنا اشاهد في بعض القنوات [العربيه] شيء عجيب الحقيقة مع هؤلاء المتظاهرين وكيف يصفون رئيس الدولة بأوصاف والله لا تليق بآحاد الناس، حتى أوصاف يا أخي مُقذعة ولا يقولها إلا قليل الأدب، وقبلها بأسبوعين أستمع إلى النائب العام الذي عُزل وكيف كان يتكلم على الرئيس ويصفه بالجهل والسذاجة وبالكذب وأشياء بكلمات سوقية وأنا أستحي أن أقولها الآن، يقول عن من؟! عن رئيس دولة يجب أن تُحفظ هيبته وكرامته لأجل هيبة الدولة.
يا أخي أقول لهم يجب أن تقطعوا الطريق على هؤلاء، وأنا أيضًا أحذر الأخيار والمخلصين الذين يُدركون هذه المخططات من أن يُجروا إلى صدامات أو قتل، إياكم أن يُهرق قطرة دم واحدة، ولكن ليكن هناك وعي وتبصير للشعب بحيث يقفون ضد هذه الثورة المضادة التي يُراد بها إبعاد الإسلام عن الحكم وإحلال العلمانية التي عانت منها الشعوب العربية والإسلامية مع الأسف عقوداً من الزمن.
من حلقة يوم الجمعة 23/1/1434هـ أجاب فضيلة الشيخ : عبدالعزيز الفوزان - حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم أسعدنا بطاعتك ووفقنا لمرضاتك واملأ قلوبنا بمحبتك وتعظيمك ورجائك وخشيتك وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا هداة مهتدين برحمتك يا أرحم الراحمين.
نحن نعيش مرحلة فاصلة في تاريخ أمتنا الإسلامية، وما يحصل في ثورات الربيع العربي لا يمكن أن يرضى به أعداء الأمة في الداخل والخارج؛ في داخل الأمة الإسلامية أو خارجها، ولذلك ذُهلوا من هذه الأحداث المُتسارعة التي ولله الحمد أوصلت أهل الإسلام من أهل هذه البلدان وهم الجديرون بأن يحكِّموا في عباد الله حكم الله عز وجل ويحكموا بشريعته ذُهلوا كيف وصلوا بهذه السرعة وبهذا الدعم الشعبي الذي لم يكونوا يتوقعونه، والقضية ليست في مصر وحدها الآن كل ما يحصل اليوم في دول الربيع العربي في مصر في سوريا في ليبيا في تونس شيء عجب حقيقة، ومؤامرات خبيثة ودسائس متنوعة الوجوه والصور لأجل إجهاض الحكم الإسلامي وإبعاد الإسلاميين أو من عنده غيرة دينية أو تعاطف مع الإسلام وأهله عن حكم هذه البلدان، ونحن نعرف أنه يشترك في هذا أعداء الأمة الذين قال الله عز وجل فيهم: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ ﴿البقرة: ١٢٠﴾مهما حاولت استرضاءهم والتنازل لهم فإنهم لن يرضوا عنك إلا أن تكفر بدينك وتتبع ملتهم وتكون مجرد تابع ذليل لهم وقال: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ ﴿البقرة: ٢١٧﴾يعني لا يمكن أن يرضيهم شيء أي تنازل تقوم به ولو كنت أعدل الناس وأصدق الناس وأبر الناس وأرحم الناس بكل الناس المسلم والكافر والقريب والبعيد، لايمكن أن يرضوا عنك إلا أن تكون تابعًا لهم ﴿حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ ﴿البقرة: ١٢٠﴾ لكن الذي يزيد في البلاء وجود المنافقين في داخل الصف المسلم وهم والله أشد خطرًا على أهل الإسلام وعلى هذه الثورات المباركة من الأعداء الصُرحاء الواضحين؛ لأنهم يتكلمون باسم الإسلام ومصالح الوطن وهم أشد الناس عداوة للإسلام ولمصلحة الوطن، أناس يهمهم مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية وغيرها، ولذلك قال الله عز وجل عن هؤلاء المنافقين: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ﴾ ﴿المنافقون: ٤﴾ أي العدو الحقيقي الأكبر الأخطر ﴿فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾ ﴿المنافقون: ٤﴾ ولهذا لما أنزل الله عز وجل الآيات في أول سورة البقرة التي يبين فيها أقسام الناس وقسمهم إلى ثلاثة أقسام؛ مؤمن وكافر ومنافق؛ أنزل في المؤمنين خمسة آيات، وفي الكفار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية نظرًا لخطورتهم، وكشف زيف ادعاءاتهم التي الآن يرددونها في مصر وفي تونس وفي ليبيا وفي غيرها من بلاد العالم الإسلامي حتى في الدول المستقرة تجد هذه الحرب والصراع بين أهل الإيمان الصادق وأهل النفاق والادعاء بمصالح الوطن وهم يسعون لمصالحهم الشخصية وهم عملاء أو جهلة مخدوعون لا يدركون عواقب الأمور ومآلاتها والخطط التي تُحاك للأمة، ولهذا يستأصلون ويُستدرجون مع الأسف، يقول الله عز وجل عنهم: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ ﴿البقرة: ١١﴾، ما يحدث اليوم في مصر يا أخي بشكل عجيب هم يزعمون الإصلاح وحماية مصالح الوطن والدفاع عن قضايا الأمة، وهم مع الأسف الشديد يسعون الآن لإثارة حرب أهلية، أعداء الأمة لا يُرضيهم يا أخي أن تستقر الأوضاع في مصر ولا أن يقطف المجاهدون الأشاوس الأبطال في سوريا ثمرة نصرهم، ولهذا انظر الآن كيف بدأ تدخل [تحركات سريعة جدًا] وبشكل عجيب، والآن يستعدون للدخول في سوريا لماذ؟ يريدون أن يقطفوا ثمرة هذا النصر وأن يعينوا في هذه البلاد حكومة تتجاوب مع مصالحهم ولو كانت ضد مصلحة سوريا وضد مصلحة الإسلام وأهل الإسلام.
وأنا أحذر إخواننا في سوريا أنتم الحقيقة ضربتم أروع الأمثلة في الاستبسال والتضحية والبطولة والصبر والمصابرة التي والله يعجب لها الإنسان، لكنه نصر الله عز وجل وتثبيته لعباده، الآن بقي التحدي الأكبر في نظري وهو مسألة قطع الطريق على المتربصين بهذه الثورة المباركة والذين يريدون قطف ثمارها، وسبق أن قلت في هذه القناة هم عُرفت خططهم وانكشفت للناس في الحرب التي صارت في العراق وفي أفغانستان وفي مناطق عدة في العالم؛ يعني أولاً يريدون أن يفرضوا القيادات التي تتجاوب مع مصالحهم ولو ضد مصلحة سوريا ومصلحة الأمة العربية والإسلامية، إن لم ينجحوا فإنهم لا يمكن أن يرضوا بأن يبقى هذا البلد مستقرًا وأن ينعم بروح النصر والأمن التي يسعى إليها وحرية الإنسان وكرامة الإنسان أيًّا كان، لا يريدون، الآن لهم حوالي سنتين وهم يتفرجون على هذا النظام المتوحش المجرم الإرهابي الذي لم يعرف له العالم مثيلاً وهو يقتل شعبه بالمئات يوميًّا ولا يستثني أحدًا؛ النساء والأطفال والشيوخ والمساجد والمدارس، ويدمر مصالح المجتمع وبُناه التحتية والعالم يتفرج، مجرد استنكارات بالكلام والله أعلم ماذا يحصل من تحت الطاولة، والقضية مكشوفة، الآن ما كانوا يصدقون أن المجاهدون سيثبتون حتى أنهم بدئوا يصنعون أسلحة من الداخل وأسلحتهم كلها يكسبونها من هذا النظام المجرم، والآن على وشك أن يحسموا القضية معه، وهذا نصر عظيم وفتح من الله عز وجل، وأراد الله لهذه الثورة المباركة أن تبقى نظيفة طاهرة؛ لا يستطيع أحد من أعداء الأمة أن يقول نحن الذين وقفنا معكم أو ناصرناكم، لكن يبقى الخطورة أنهم إذا لم يستطيعوا فرض النظام الذي يتوافق مع مصالحهم –أجزم جزمًا والعلم عند الله عز وجل- أنهم سيسعون لإثارة الفتنة بين المجاهدين وبين مجالس المقاومة في الداخل والخارج بحيث يكون هناك تنافر وحرب أهلية تقضي على البقية الباقية من مصالح هذا البلد وأهله وهنا مكمن الخطر، وهذا الذي فعلوه في العراق؛ فرضوا النظام الذي يريدونه أو أرادوا فرضه فعجزوا فماذا فعلوا؟ بدئوا بإثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد والتركمان وفرقوا المجتمع شيعًا وأحزابًا ثم انظر ماذا آل إليه الوضع بعد أن قضوا على المجاهدين، وقضوا على الصحوات التي أنشئوها لمقاتلة المجاهدين، مصيبة يا أخي، الآن انظر من الذي يحكم العراق، والعراق رجع قرونًا إلى الوراء وهذا ما يريدونه لأي دولة مسلمة، لا يريدون لها خيرًا، لا نريد ولا نرضى أن يتكرر السناريو في العراق أو في أفغانستان في سوريا وهذا ما سيسعون إليه هذا ما سيسعون إليه؛ ولهذا وصيتي لأحبتي وإخواني في سوريا في الداخل وفي الخارج أن يتقوا الله عز وجل في وطنهم وفي دينهم وفي أمتهم وأن يحرصوا على جمع الكلمة ولم الشمل والتغاضي عن الخلافات الجانبية الهامشية، ويحرصوا على تحقيق الأمن والاستقرار الذي له الأولوية القصوى الآن، وعلى اختيار الأمناء الأكفاء بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية أو المناطقية أو غيرها، يجب أن تُغلَّب مصلحة الوطن ومصلحة الدين والأمة على كل شيء، وأيضًا أن يحذروا من القتال فيما بينهم مهما كانت الخلافات لأن هناك من يؤجج هذه الفتن والخلافات، كم أحزنني يا أخي وأنا أسمع بعد أن أُعلن عن الاتلاف السوري الموحد -وهي خطوة في نظري إيجابية وإن كانت هناك ملحوظات عديدة عليها- أن بعض المجاهدين هناك يُعلن أنه ضد هذا الائتلاف ولن يخضع له قبل أن تستقر الأمور والعدو مازال يقاتلهم بشراسة! يا أخي لا نريد أن يتحارب المجاهدون وأهل الخير وأهل الوطنية والحرص على مصلحة سوريا فيما بينهم، يجب أن يتفقوا
المقدم: كما يا شيخ ينبغي أن لا تُغفل هذه الجهود العظيمة التي قام بها المجاهدون والسفك من الدماء
يا أخي أنا أقول لهم القدح المعلّى ولهم المكانة الكبرى ولذلك إن كانوا شُغلوا بالجهاد ثم حسموا المعركة مع هذا يجب أن يكون لهم التأثير الأكبر في الحكم في سوريا، لا يجوز يا أخي، هذا أيضًا يؤجل الائتلاف السوري وغيره من الائتلافات والمجالس الوطنية على اختلافها، إن كانوا يريدون مصلحة الوطن يجب أن يُعرف حق هؤلاء وأن تُقدَّر تضحياتهم، وهم أيضًا ما ضحوا إلا لحرصهم على الوطن ومصالح الوطن وتحقيق أمن ومحاربة هذا النظام المجرم.
في مصر يا أخي أنا ادعوا العلماء والمشايخ والمفكرين والناشطين في مجال حقوق الإنسان وجميع القوى الوطنية المخلصة في مصر أن يتفطنوا لهذه المكائد والمؤامرات التي تُحاك لهذا النظام الذي اختاره الشعب، ليست القضية بين الإخوان وبين الشعب إنما القضية هي صراع بين الإسلام والكفر، بين من يريدون تطبيق الشريعة وبين من يحاربون الله ورسوله والمؤمنين، ولذلك يعني من الأشياء العجيبة يا أخي محاولات هؤلاء الفلول لاقتحام القصر الجمهوري وكان حسب ما قرأت في بعض التقارير أنهم أرادوا دخوله بالقوة والاستيلاء عليه ثم يعلنون إسقاط الشعب للحكومة ثم يرتبون مع مشير ما أن القوات المسلحة ستنحاز للشعب وتكون ثورة مضادة لإجهاض الثورة المصرية المباركة التي ولله الحمد قلبت الموازين وفي وقت وجيز ولله الحمد وجنبت مصر كوارث لا نجد أمثالها في سوريا وفي ليبيا وغيرها، لا يريدون أن ينجح هذا النظام، الآن أنتم انتخبتم هذا الرئيس وحكومته لأربع سنوات، الآن هو طرح الدستور للاستفتاء إن كنتم ديمقراطيين كما تزعمون وتريدون الحرية وأن الكلمة للشعب هو الآن جعل الكلمة لكم، إن كان فعلاً هذا الدستور وغيره من القرارات غير مناسبة صوتوا ضده وأقنعوا الشعب هذه هي الديمقراطية، لكن ماذا يقولون أنا قرأت وهذه من الأشياء المضحكة ونسمعها من كثير من هؤلاء العلمانيين والليبراللين حتى في بلادهم؟ يقولوا لك والله الشعب والشعوب العربية ما زالت غير ناضجة ولا تعرف من هو الأفضل لتختاره، شف يدعون إلى الديمقراطية والحرية لكن جاءت ضد هواهم والرياح التي يريدونها ماذا يفعلون؟! يشككون في الشعب كله أنه شعب غبي ولا يفهم! يا سبحان الله إلى هذه الدرجة! لكن لو جاءت بمن يريدون قالوا هذه الديمقراطية وهذه التي نحن ندعوا إليها ونريدها لأنها لمصلحتهم، ففيها ازدواجية، دائمًا يكيلون بمكيالين إن جاء في صالحهم ما شاء الله نفخوا فيها ودبّجوا المدائح لها وهذه الديمقراطية وهذه ثمرتها، وإن كانت ضدهم لا الشعب مايزال لا يفهم مصالحه وفيه سذاجة وبساطة ويمكن استغفاله، فماذا تريدون؟! يريدوا أن يفرضوا ما يردون بالقوة، هذا الذي فعلوا؛ قتلوا الحراس حول القصر الجمهوري ثم يتباكون عليهم، اليوم أنا اشاهد في بعض القنوات [العربيه] شيء عجيب الحقيقة مع هؤلاء المتظاهرين وكيف يصفون رئيس الدولة بأوصاف والله لا تليق بآحاد الناس، حتى أوصاف يا أخي مُقذعة ولا يقولها إلا قليل الأدب، وقبلها بأسبوعين أستمع إلى النائب العام الذي عُزل وكيف كان يتكلم على الرئيس ويصفه بالجهل والسذاجة وبالكذب وأشياء بكلمات سوقية وأنا أستحي أن أقولها الآن، يقول عن من؟! عن رئيس دولة يجب أن تُحفظ هيبته وكرامته لأجل هيبة الدولة.
يا أخي أقول لهم يجب أن تقطعوا الطريق على هؤلاء، وأنا أيضًا أحذر الأخيار والمخلصين الذين يُدركون هذه المخططات من أن يُجروا إلى صدامات أو قتل، إياكم أن يُهرق قطرة دم واحدة، ولكن ليكن هناك وعي وتبصير للشعب بحيث يقفون ضد هذه الثورة المضادة التي يُراد بها إبعاد الإسلام عن الحكم وإحلال العلمانية التي عانت منها الشعوب العربية والإسلامية مع الأسف عقوداً من الزمن.
من حلقة يوم الجمعة 23/1/1434هـ أجاب فضيلة الشيخ : عبدالعزيز الفوزان - حفظه الله -