أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

نفحات عطرة من سيرة السيدة ( أم البنين ) عليها السلام ...

فتنةة العصر

رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
إنضم
7 أغسطس 2015
المشاركات
1,312,995
مستوى التفاعل
174,026
النقاط
113
الإقامة
السعودية _ الأحساء ♥️
نفحات عطرة من سيرة السيدة ( أم البنين ) عليها السلام ...
18.jpg

كريم محمد حاتم الساعدي
20/10/2015
قراءات: 1249


ذكرَ المؤرخون إن الإمام علي (ع) لم يتزوج امرأة غير الزهراء(ع) خلال أيام حياتها معهُ ، وبعد شهادتها طلب من أخيه عقيل أن يختار له امرأة من بيوتات العرب الكريمة وتنحدر عن آباء شجعان كرام ، يضربون في عروق النجابة والإباء ، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية ، فقد كان عقيل بن أبي طالب نسابة عارفاً بأخبار العرب ، فأجابه عقيل قائلاً :
"أخي ، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابية ، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها." ثم مضى عقيلُ إلى بيت حزام ضيفاً فأخبره أنه قادم عليه يخطب ابنتَه الحرة إلى سيد الأوصياء علي ( عليه السلام ) فلما سمع حزام ذلك هَشَّ وَبَشَّ ، وشعر بأن الشرف ألقي عليه ، إذ يصاهر ابنَ عم المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومَن ينكر علياً ( عليه السلام ) وفضائله ، وهو الذي طبق الآفاق بالمناقب الفريدة
فقد كانت فاطمة الكلابيه الي اشتهرت بكنايتها بـ (أمّ البنين ) من النساءِ الفاضلاتِ، العارفات بحقّ أهل البيت عليهمُ السلام ، وكانتْ فصيحة بليغةً ورعة ذات زهدٍ وتقىً وعبادة، لذلك أختارها علي (عليه السلام) لتكون زوجة لهُ ،
أسمها : فاطمة بنت حزام أبو المحل بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب ، وأمها تمامة بن سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب..
ولدت على الأرجح بعد الهجرة بخمس سنين وتوفيت في 13 جمادي الثانية يوم الجمعة عام 64 بعد مقتل الحسين على ما تذهب إليه بعض الروايات ،
ومن المعلوم إن أم البنين ( عليها السلام ) غلبت كنيتها على اسمها لأمرين :
1- أنها كُنِّيَت بـ ( أم البنين ) تشبهاً وتيمناً بجدتها ليلى بنت عمرو حيث كان لها خمسة أبناء..
2-التماسها من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يقتصر في ندائها على الكنية ، لئلا يتذكر الحسنانِ ( عليهما السلام ) أمَّهما فاطمة ( عليها السلام ) يوم كان يناديها في الدار فتزداد آلامهما لفقدها .


تزوجها أمير المؤمنين (ع) فولدت له عباس وعبد الله وجعفر وعثمان وعاشت معه في رحاب طاهر ودافئ مدة ليست بالقليلة ، وعرفت بأنها من النساء الفاضلات العارفات بحق الإمام وأولاده الأربعة من فاطمة الزهراء (ع) فأخلصت في ولائها له متعمقة في مودته وبلغ لها الوفاء حدا حتى انها لما أدُخلت على الامام علي عليه السلام ، كان ولداه الحسن والحسين مريضين، فأخذت تشاطرهما الألم وتصبرهما ، ومن حسن فعالها انها طلبت من الإمام ان لا يناديها باسم فاطمة كي لا يتذكر الحسنان وزينب وأم كلثوم أمهم فاطمة فيعيدوا عليهم آلام الفراق وتشتد الحرقة حرقتان، فاقترح عليها الإمام اختيار كنية (ام البنين) كما أسلفنا ، فكانت نعم المعاشر للإمام والمباشر لسراءه وضراءه، وكانت تتعامل مع أولاد الإمام معاملتها مع أولادها بعين اللطف والحنان، فعظموها وأكرموها وأحبوها.
وإذا تميّزت هذه المرأة الطاهرة بخصائصها الأخلاقية، فإنّ مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها : الوفاء، فعاشت مع أميرِ المؤمنين عليه السّلام في صفاءٍ وإخلاص، وعاشتْ بعد شهادته سلام الله عليه مدّة طويلةً لم تتزوّج من غيره، كما أنّ زوجاته الأخريات : أمامه وأسماء بنت عميس وليلى النهشليّة لم يخرجنَ إلى أحدٍ بعده ، وقد خطب المغيرةُ بنُ نوفل أمامة، ثمّ خطبها أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث فامتنعتْ، وروت حديثاً عن عليّ عليه السّلام "أنّ أزواج النبيّ والوصيّ لا يتزوّجن بعده" .
رزقت من أمير المؤمنين علي بن ابي طالب بأربعة من البنين وهم :


1-العباس بن علي بن أبي طالب المولود 4 شعبان 26هـ. وأستشهد وله من العمر أربع وثلاثون سنة ، و للعباس (عليه السلام) عقب ُ{أبناء}ولم يكن لأخوته الثلاثة، وكان رجلاً جميلاً حتى لُقّب بـ (قمر بني هاشم). وشجاعاً جسيماً بحيث يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطان الأرض خطاً، وكان لواء الإمام الحسين (عليه السلام) معه يوم استُشهد، ولقِّب بـ (السقّاء) لأنه استسقى الماء من الأعداء لأخيه الحسين (عليه السلام) وعائلته ولكن قُتل قبل أن يوصل الماء إليهم،
2- عبد الله بن علي بن أبي طالب عمره يوم الطف خمس وعشرون سنة ، وقُتلَ ولا عقبَ لهُ ..
3-عثمان بن علي بن أبي طالب كان يوم الطف ابن ثلاث وعشرين سنة ،
4-جعفر بن علي بن أبي طالب وهو أصغرهم يوم الطف ، ولد بعد أخيه عثمان بنحو سنتين ، فكان عمره الشريف يوم استشهاده تسعة عشر سنة ..

وشاء الله ان تقترب أيام كربلاء، لتضاعف هذه الأم الصالحة عطاءها وتزيد وفاءها، فتقف ذاك الموقف المشرف والمشرق والذي انعدم مثيله وافتقد نظيره. فتدفع أولادها الأربعة إلى ساحة الوغى إلى جانبهم إمامهم الحسين ليقعوا قرابين زاكية على ساحة كربلاء مقطعين ومجزرين .
ينقل لنا العلامة الدربندي : انه أتى زهير بن القين إلى العباس وقال: "أريد ان أحدثك بحديث، فقال حدث فقد حلا وقت الحديث. فقال زهير: إعلم يا أبا الفضل إن أباك أمير المؤمنين، لما أراد ان يتزوج بأمك ام البنين بعث إلى أخيه عقيل وكان عارفا بأنساب العرب فقال علي: (أخي عقيل اخطب لي امرأة من ذوي البيوت والحسب والنسب والشجاعة، لكي أصيب منها ولدا يكون شجاعا وعضدا ينصر ولدي هذا وأشار إلى الحسين، ليواسيه في طف كربلاء، وقد أدخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر عن حلائل أخيك وعن إخوانك "، فارتعد العباس من حديث زهير وتمطى في ركابه، مسجلا مواقف شهد بها العدو والصديق في ذاك اليوم
ومن المعلوم إن أم البنين لم تحضر واقعة الطف ، إلاّ أنّها واست أهل البيت ( عليهم السلام ) و ضحَّت من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي بتقديم أولادها الأبطال الأربعة فداءً للحسين ( عليه السَّلام ) و لأهدافه السامية .
والموقف الأورع والأروع حينما يدخل الناعي المدينة وهو (بشر بن حذلم) ويصيح: (يا أهل يثرب لا مقام لكم.. الخ) فيخرج رجال ونساء المدينة ليتلقوا الخبر ومن بينهم ام البنين (ع )..
ذكر العلامة المامقاني في تنقيحه، أن بشراً قال: رأيت امرأة كبيرة تحمل على عاتقها طفلاً وهي تشق الصفوف نحوي، فلما وصلت قالت: يا هذا أخبرني عن سيدي الحسين، فعلمت أنها ذاهلة، لأني أنادي : قُتل الحسين، وهي تسألني عنه، فسألت عنها، فقيل لي: هذه أم البنين، فأشفقت عليها وخفت أن أخبرها بأولادها مرة واحدة. فقلت لها: عظم الله لكِ الأجر بولدك عبد الله. فقالت: ما سألتك عن عبد الله، أخبرني عن الحسين، قال، فقلت لها: عظم الله لكِ الأجر بولدك عثمان. فقالت: ما سألتك عن عثمان، أخبرني عن الحسين. قلت لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر. قالت: ما سألتك عن جعفر، فإن ولدي وما أظلته السماء فداء للحسين، أخبرني عن الحسين. قلت لها: عظم الله لكِ الأجر بولدك أبي الفضل العباس. قال: بشر، لقد رأيتها وقد وضعت يديها على خاصرتها وسقط الطفل من على عاتقها، وقالت: لقد والله قطعت نياط قلبي، أخبرني عن الحسين. قال، فقلت لها: عظم الله لك الأجر بمصاب مولانا أبي عبد الله الحسين . فما ان سمعت بالخبر، حتى صرخت مولولة ورجعت إلى دار بني هاشم منادية:
(الا لا تزار الدار الا بأهلها .. على الدار من بعد الحسين سلام )

وذكر المؤرخون ان ام البنين بعد الفاجعة بفقدان الحسين وأولادها الأربعة، خطت خمسة قبور (من باب الرمز) في مقبرة البقيع، تبكي عليهم واستمرت لوعتها وأحزانها حتى وفاتها ..
ثم واصلت جهادها الإعلامي بعد مقتل سيد الشهداء و وصول أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى المدينة المنورة ، فكانت تخرج كل يوم إلى مقبرة البقيع و معها عبيد الله ولد ولدها العباس ، فتندب أبناءها الأربعة أشجى نُدبة ،لإنها كانت شاعرة فصيحة ، فيجتمع الناس إليها فيسمعون بكاءها و ندبتها و يشاركوها العزاء ، وكان مروان بن الحكم على شدّة عداوته لبني هاشم يجيء في مَن يجيء ، فلا يزال يسمع ندبتها و يبكي ،
كما كانت تقيم مجالس العزاء في بيتها فتنوح و تبكي على الحسين ( عليه السَّلام ) و على أبنائها الشهداء الأربعة ، لكن كان بكاؤها لهم أقل من بكائها على الحسين ، فلقد هان خبر مقتل أولادها أمام مقتل الحسين ابن فاطمة وهذا الموقف يكشف عن عمق ولائها ومودتها لآل الرسول ومدى وفائها للزهراء البتول ، ولما دخلت السيدة زينب (سلام الله عليها) المدينة بعد قتل الحسين والرجوع من السبي والتقت نظراتها بنظرات أم البنين صاحت "وآخاه وا عباساه " فأجابتها أم البنين "وا ولداه واحسيناه" .


لقد جعلت أم البنين هذا العزاء والمأتم صرخة فَجّرت من خلاله كيان يزيد، حيث كان واليه على المدينة آنذاك (عمر بن سعيد) يكتب للطاغية ما سببت أم البنين له من إزعاج ،وكانت العقيلة زينب أيضا تزور ام البنين في دارها لتشاطرها المصاب على أولادها حتى أمر يزيد بإخراجها من المدينة فالتزمت الشام ولم تبين لنا المصادر زمن رجوعها للمدينة المنورة .. و لم تزل حالتها هذه حتى التحقت بالرفيق الأعلى
ويظهر للمتتبع لأخبار أم البنين أنها كانت مخلصة لأهل البيت متمسكة بموالاتهم عارفة بشأنهم مستبصرة بأمرهم فكانت هذه المبجلة قد أضاءت طريق الإصلاح والإصلاح لحالها من دور مهم في أحداث التاريخ لعربي والإسلامي

عُرفت أم البنين بكراماتها المتعددة وعرفانها ومكانتها عند الله وسائر آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأقبل الناس عليها يستشفعون بمكانتها الرفيعة عند الله ورسوله لقضاء حاجاتهم ، وتروى في ذلك الكثير من الكرامات التي لا مجال لذكرها ..
توفيت هذه السيدة الجليلة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة : 64 هـجرية في المدينة المنورة و دُفنت بالجانب الغربي من جنة البقيع بالقرب من إبراهيم وزينب وأم كلثوم وعبد الله والقاسم وغيرهم من الأصحاب والشهداء ، وحيث يتوافد الزائرون لزيارة مرقدها الطاهر .
فسلام على ام الشهداء المتوفاة على حب آل الرسول والمتوخاة لنصرة ابن البتول، فاطمة بنت حزام الكلابية ..


******** انتهى *******
 

عاشق الليل

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2015
المشاركات
1,789
مستوى التفاعل
19
النقاط
18
رد: نفحات عطرة من سيرة السيدة ( أم البنين ) عليها السلام ...

بارك الله فيكِى

وجزاكِى الله خير الجزاء
دمتِى برضى الله وحفظه ورعايته
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )