لم يتبقَ الكثير على موعد انطلاق مباراة القمة بين ريال مدريد وليفربول، ساعة معرفة بطل أبطال أوروبا المظفر بذات الأذنين التي تنافس من أجلها أكثر من 32 فريقاً من أندية الصفوة منذ شهر سبتمبر. المواجهة الأخيرة ستكون أشبه بالمعركة بين عملاقين اعتادا على معانقة الفضة واعتلاء منصات التتويج.
فالأمر يتعلق بفريق القرن في أوروبا وبأكثر فريق متوج في دوري أبطال أوروبا، والذي سبق له وأن حمل اللقب في 12 مرة وسيسعى لتكرار الأمر للمرة الـ13 يوم السبت المقبل حينما سيواجه فريق ليفربول الذي فاز بأغلى الكؤوس الأوروبية في خمس مناسبات سابقة.
ولا شك أننا نتحدث اليوم عن أبرز فريقين في أوروبا خلال الوقت الحالي، عن فريقين تمكنا من تخطي مصاعب جمة سواءً في دور المجموعات أو في أدوار خروج المغلوب من أجل بلوغ النهائي الموعود.. نحن نتحدث أيضاً عن أفضل خط هجوم في المسابقة والمتمثل في الفريق الإنجليزي، كما نتحدث بالمقابل عن أفضل خط وسط في البطولة والمتمثل في ريال مدريد.
ولأن لكل جواد كبوة، فإن كل فريق يملك نقاط ضعف كما يملك نقاط قوة، وفي موضوع اليوم، سنحاول التطرق لنقاط الضعف المشتركة بين ليفربول وريال مدريد والتي قد يلعب عليها زين الدين زيدان ويورجن كلوب، من أجل الرفع من حظوظهما في الظفر بالمجد الأوروبي، فمن سيفوز باللقب في النهاية هو من سيتغلب على هذه المشاكل.
الخط الخلفي:
يعتمد جزء مهم من البناء الهجومي لريال مدريد على التقدم المتكرر للأظهرة التي تلعب في بعض المباريات دور الأجنحة الهجومية أكثر من الأظهرة الدفاعية، خاصة عندما يستحوذ الفريق على الكرة ويلعب أمام فرق متكدسة دفاعياً، وهو أمر من المرشح أن يحصل أمام ليفربول الذي يملك محمد صلاح في الرواق الأيمن، وساديو ماني في الجهة اليسرى.
الأمر له منافع هجومية جمة على كتيبة زين الدين زيدان، فالفريق يتمكن من توسيع رقعة اللعب أكثر، وبالتالي يحصل على بعض المساحات الإضافية، كما أن الأجنحة تدخل للعمق من أجل تقديم الزيادة العددية ومحاولة استغلال العرضيات القادمة من الرواقين، لكن للأمر آثار جانبية، خاصة في الشق الدفاعي.
صحيح أن جزء من عمل كروس هو التغطية على الصعود المتكرر لمارسيلو، وأن كاسميرو كثيراً ما يُساعد كارفاخال في مهامه الدفاعية، لكن الفريق يعاني كثيراً أمام الفرق التي تملك لاعبين سريعين في الرواقين، خاصة أثناء المرتدات السريعة حينما تتواجد المساحات في ظهر اللاعبين، ولكم في هدف جوشوا كيميتش وقبله هدفي ماندزوكيتش، خير دليل وأقرب مثال.
الأمر لا يقتصر بطبيعة الحال على تقدم الأظهرة فقط، بل يتمادى ليصل إلى قلبي الدفاع اللذين يعانيان من البطء أثناء تحضير الهجمة وسوء التمركز حين تكون الكرة في حوزة الخصم، الأمر الذي يؤدي لظهور بعض المساحات بين الثنائي الدفاعي وخط الوسط، وهو أمر لطالما استغلته الفرق المنافسة هذا الموسم للوصول إلى مرمى كيلور نافاس.
في الجهة المقابلة، نجد أن ليفربول يتحمل مشقة نفس المشاكل التي تكبدها ريال مدريد.. صحيح أن ألكسندر أرنولد تحسن مؤخراً على الصعيد الدفاعي، إلا أنه لا يزال يعاني من بطء في الارتداد، خاصة أمام الفرق التي تلعب كرة هجومية سريعة وسلسلة، ويكفي أن نشير إلى أن ليفربول تلقى العديد من الأهداف في الدوري الإنجليزي من جهة اللاعب الشاب.
أما بالنسبة لمحور الدفاع، فإن كتيبة يورجن كلوب تعاني أيضاً من سوء التمركز حين يكون الفريق المنافس في حالة هجومية، ناهيك عن التعامل الكارثي مع العرضيات، فالفريق استقبل هدفين من كرتين عرضيتين ضد وست بروميتش ألبيون قبل أسابيع قليلة في الدوري الإنجليزي، وهو أمر تكرر بشكل كبير في النصف الثاني من الموسم على الرغم من وصول فيرجيل فان ديك.
منطقة الارتكاز:
لا أحد من جماهير أو مُتابعي ريال مدريد قادر على إنكار الدور الكبير الذي لعبه كاسميرو في آخر موسمين من أجل إعطاء التوازن الدفاعي الذي يحتاجه الفريق في خط الوسط، فعند الحديث عن اللاعب البرازيلي، فأنت تتحدث عن لاعب الوسط الوحيد في ريال مدريد الذي لا يشغل باله كثيراً بالمهام الهجومية وكثيراً ما يقتصر على حماية ظهر زملائه وعلى تقليص عدد الكرات التي تصل لمنطقة جزاء فريقه.
كل شيء كان على ما يُرام في منطقة الارتكاز إلى غاية بداية الموسم المنقضي، عندما تراجع مستوى اللاعب البرازيلي بشكل مثير للقلق، فتدخلاته أضحت متهورة كثيراً، كما أنه بات يفتقد أحياناً لحسن التمركز في مواقع حساسة وهو ما تسبب في انكشاف دفاع ريال مدريد في أكثر من مناسبة.. طبعاً لا داعي لتذكيرك بالمستوى الذي قدمه ضد يوفنتوس في سانتياجو بيرنابيو لتعرف عمّا أتحدث.
في الجهة المقابلة، نجد أن ليفربول يتجثم مشقة المحور الدفاعي منذ مواسم عديدة، لأن جوردان هيندرسون ليس لاعب ارتكاز في الأصل، بل هو لاعب محور في المركز رقم 6، وهو نفس المركز الذي كان يشغله سابقاً مع المدرب رودجرز.. لذلك عانى ليفربول كثيراً فيما يخص بناء الهجمة وإضفاء الحركية اللازمة على التحول الهجومي للفريق.
لكن المشكلة التي لم يجد لها ليفربول حلاً هذا الموسم، هي معضلة الافتكاك السريع للكرة وتوفير الحماية اللازمة للأظهرة أثناء صعودها للأمام.. إضافة إلى عدم القدرة على تقليص المساحات بين قلبي الدفاع في الوضع الدفاعي.. هذه الأمور كلها تقع على عاتق لاعب الارتكاز الدفاعي، والحقيقة أن ريال مدريد قادر على خلق متاعب جمة للريدز في حال مشاركة إيسكو الذي يحسن التعامل مع المساحات المكشوفة.
الاستهتار غير المبرر:
عانى ريال مدريد من بعض التقاعس في هذا الموسم، فالأمر لم يكن متوقفاً على مباراة وحيدة أو فترة قصيرة، بل على موسم بأكمله، حيث ظهر التراخي على اللاعبين، فأصبحنا نتابع لاعبي الخصوم يتحركون في المساحات الخالية دون ضغط واضح، وهو أمر كلف الفريق الملكي العديد من النقاط في الدوري الإسباني، وكاد أن يكلفه مباريات أخرى في مسابقة دوري أبطال أوروبا، قبل أن ينجو منها بأعجوبة.
هذا التقاعس والتهاون كثيراً ما ظهر في ليفربول كذلك، حيث يفقد الريدز سيطرتهم على المباراة بسهولة لدرجة أن تقدمه في النتيجة بهدفين أو ثلاثة قد يكون غير مريح بالنسبة لجماهيره، نظراً لسهولة تلقيه للأهداف، وهو أمر تجلى في العديد من المباريات، ويكفي أن نتذكر مواجهة إشبيلية في دور المجموعات حين تقدم رجال كلوب بثلاثة أهداف دون رد في الشوط الأول، قبل أن يعود الفريق الأندلسي ويعدل النتيجة في الدقائق الأخيرة من المباراة.. دليل آخر؟ عُد إلى مباراة روما في الأولمبيكو والتي كاد أن يخسر فيها الريدز أسبقية الفوز بنتيجة 5/2 ذهاباً، حيث انهزم في ذلك اللقاء بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة دراماتيكية.
الحقيقة أن الأمر نفسي وذهني أكثر مما هو فني أو تكتيكي، وسيكون على المدرب الذي يريد الحصول على الكأس ذات الأذنين، أن يحضر لاعبيه بشكل كافٍ لخوض هذا النهائي بدون استهتار فادح أو تهاون فاضح.
فالأمر يتعلق بفريق القرن في أوروبا وبأكثر فريق متوج في دوري أبطال أوروبا، والذي سبق له وأن حمل اللقب في 12 مرة وسيسعى لتكرار الأمر للمرة الـ13 يوم السبت المقبل حينما سيواجه فريق ليفربول الذي فاز بأغلى الكؤوس الأوروبية في خمس مناسبات سابقة.
ولا شك أننا نتحدث اليوم عن أبرز فريقين في أوروبا خلال الوقت الحالي، عن فريقين تمكنا من تخطي مصاعب جمة سواءً في دور المجموعات أو في أدوار خروج المغلوب من أجل بلوغ النهائي الموعود.. نحن نتحدث أيضاً عن أفضل خط هجوم في المسابقة والمتمثل في الفريق الإنجليزي، كما نتحدث بالمقابل عن أفضل خط وسط في البطولة والمتمثل في ريال مدريد.
ولأن لكل جواد كبوة، فإن كل فريق يملك نقاط ضعف كما يملك نقاط قوة، وفي موضوع اليوم، سنحاول التطرق لنقاط الضعف المشتركة بين ليفربول وريال مدريد والتي قد يلعب عليها زين الدين زيدان ويورجن كلوب، من أجل الرفع من حظوظهما في الظفر بالمجد الأوروبي، فمن سيفوز باللقب في النهاية هو من سيتغلب على هذه المشاكل.
الخط الخلفي:
يعتمد جزء مهم من البناء الهجومي لريال مدريد على التقدم المتكرر للأظهرة التي تلعب في بعض المباريات دور الأجنحة الهجومية أكثر من الأظهرة الدفاعية، خاصة عندما يستحوذ الفريق على الكرة ويلعب أمام فرق متكدسة دفاعياً، وهو أمر من المرشح أن يحصل أمام ليفربول الذي يملك محمد صلاح في الرواق الأيمن، وساديو ماني في الجهة اليسرى.
الأمر له منافع هجومية جمة على كتيبة زين الدين زيدان، فالفريق يتمكن من توسيع رقعة اللعب أكثر، وبالتالي يحصل على بعض المساحات الإضافية، كما أن الأجنحة تدخل للعمق من أجل تقديم الزيادة العددية ومحاولة استغلال العرضيات القادمة من الرواقين، لكن للأمر آثار جانبية، خاصة في الشق الدفاعي.
صحيح أن جزء من عمل كروس هو التغطية على الصعود المتكرر لمارسيلو، وأن كاسميرو كثيراً ما يُساعد كارفاخال في مهامه الدفاعية، لكن الفريق يعاني كثيراً أمام الفرق التي تملك لاعبين سريعين في الرواقين، خاصة أثناء المرتدات السريعة حينما تتواجد المساحات في ظهر اللاعبين، ولكم في هدف جوشوا كيميتش وقبله هدفي ماندزوكيتش، خير دليل وأقرب مثال.
الأمر لا يقتصر بطبيعة الحال على تقدم الأظهرة فقط، بل يتمادى ليصل إلى قلبي الدفاع اللذين يعانيان من البطء أثناء تحضير الهجمة وسوء التمركز حين تكون الكرة في حوزة الخصم، الأمر الذي يؤدي لظهور بعض المساحات بين الثنائي الدفاعي وخط الوسط، وهو أمر لطالما استغلته الفرق المنافسة هذا الموسم للوصول إلى مرمى كيلور نافاس.
في الجهة المقابلة، نجد أن ليفربول يتحمل مشقة نفس المشاكل التي تكبدها ريال مدريد.. صحيح أن ألكسندر أرنولد تحسن مؤخراً على الصعيد الدفاعي، إلا أنه لا يزال يعاني من بطء في الارتداد، خاصة أمام الفرق التي تلعب كرة هجومية سريعة وسلسلة، ويكفي أن نشير إلى أن ليفربول تلقى العديد من الأهداف في الدوري الإنجليزي من جهة اللاعب الشاب.
أما بالنسبة لمحور الدفاع، فإن كتيبة يورجن كلوب تعاني أيضاً من سوء التمركز حين يكون الفريق المنافس في حالة هجومية، ناهيك عن التعامل الكارثي مع العرضيات، فالفريق استقبل هدفين من كرتين عرضيتين ضد وست بروميتش ألبيون قبل أسابيع قليلة في الدوري الإنجليزي، وهو أمر تكرر بشكل كبير في النصف الثاني من الموسم على الرغم من وصول فيرجيل فان ديك.
منطقة الارتكاز:
لا أحد من جماهير أو مُتابعي ريال مدريد قادر على إنكار الدور الكبير الذي لعبه كاسميرو في آخر موسمين من أجل إعطاء التوازن الدفاعي الذي يحتاجه الفريق في خط الوسط، فعند الحديث عن اللاعب البرازيلي، فأنت تتحدث عن لاعب الوسط الوحيد في ريال مدريد الذي لا يشغل باله كثيراً بالمهام الهجومية وكثيراً ما يقتصر على حماية ظهر زملائه وعلى تقليص عدد الكرات التي تصل لمنطقة جزاء فريقه.
كل شيء كان على ما يُرام في منطقة الارتكاز إلى غاية بداية الموسم المنقضي، عندما تراجع مستوى اللاعب البرازيلي بشكل مثير للقلق، فتدخلاته أضحت متهورة كثيراً، كما أنه بات يفتقد أحياناً لحسن التمركز في مواقع حساسة وهو ما تسبب في انكشاف دفاع ريال مدريد في أكثر من مناسبة.. طبعاً لا داعي لتذكيرك بالمستوى الذي قدمه ضد يوفنتوس في سانتياجو بيرنابيو لتعرف عمّا أتحدث.
في الجهة المقابلة، نجد أن ليفربول يتجثم مشقة المحور الدفاعي منذ مواسم عديدة، لأن جوردان هيندرسون ليس لاعب ارتكاز في الأصل، بل هو لاعب محور في المركز رقم 6، وهو نفس المركز الذي كان يشغله سابقاً مع المدرب رودجرز.. لذلك عانى ليفربول كثيراً فيما يخص بناء الهجمة وإضفاء الحركية اللازمة على التحول الهجومي للفريق.
لكن المشكلة التي لم يجد لها ليفربول حلاً هذا الموسم، هي معضلة الافتكاك السريع للكرة وتوفير الحماية اللازمة للأظهرة أثناء صعودها للأمام.. إضافة إلى عدم القدرة على تقليص المساحات بين قلبي الدفاع في الوضع الدفاعي.. هذه الأمور كلها تقع على عاتق لاعب الارتكاز الدفاعي، والحقيقة أن ريال مدريد قادر على خلق متاعب جمة للريدز في حال مشاركة إيسكو الذي يحسن التعامل مع المساحات المكشوفة.
الاستهتار غير المبرر:
عانى ريال مدريد من بعض التقاعس في هذا الموسم، فالأمر لم يكن متوقفاً على مباراة وحيدة أو فترة قصيرة، بل على موسم بأكمله، حيث ظهر التراخي على اللاعبين، فأصبحنا نتابع لاعبي الخصوم يتحركون في المساحات الخالية دون ضغط واضح، وهو أمر كلف الفريق الملكي العديد من النقاط في الدوري الإسباني، وكاد أن يكلفه مباريات أخرى في مسابقة دوري أبطال أوروبا، قبل أن ينجو منها بأعجوبة.
هذا التقاعس والتهاون كثيراً ما ظهر في ليفربول كذلك، حيث يفقد الريدز سيطرتهم على المباراة بسهولة لدرجة أن تقدمه في النتيجة بهدفين أو ثلاثة قد يكون غير مريح بالنسبة لجماهيره، نظراً لسهولة تلقيه للأهداف، وهو أمر تجلى في العديد من المباريات، ويكفي أن نتذكر مواجهة إشبيلية في دور المجموعات حين تقدم رجال كلوب بثلاثة أهداف دون رد في الشوط الأول، قبل أن يعود الفريق الأندلسي ويعدل النتيجة في الدقائق الأخيرة من المباراة.. دليل آخر؟ عُد إلى مباراة روما في الأولمبيكو والتي كاد أن يخسر فيها الريدز أسبقية الفوز بنتيجة 5/2 ذهاباً، حيث انهزم في ذلك اللقاء بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة دراماتيكية.
الحقيقة أن الأمر نفسي وذهني أكثر مما هو فني أو تكتيكي، وسيكون على المدرب الذي يريد الحصول على الكأس ذات الأذنين، أن يحضر لاعبيه بشكل كافٍ لخوض هذا النهائي بدون استهتار فادح أو تهاون فاضح.