أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

" نور الهداية "

مُهاجر

Well-Known Member
إنضم
17 أغسطس 2021
المشاركات
491
مستوى التفاعل
425
النقاط
63
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /

تفكرت :
في حال ذلكَ الإنسان وهو يتقلب في مناكب الحياة من غير من غير قيود أو حدود ،
ومن غير هدى ، جعل من مفاجآت الأيام النفس الذي بها يتنفسه ، متخبط يجر أذيال الغموض لا يدري أين تقع به قدمه ،
يعيش وقد فقد بوصلة الحقيقة التي توصله للغاية التي خلق من أجلها ، ليعيش بين أكناف الترقب ، تتناهشه الهموم والغموم ،

وبعد هذهِ المقدمة :
تعالوا لنعيش معا قصة ذلكَ الشاب الذي عاش تلك الحياة التي كانت عبارة عن سجن يذوق فيه أصناف الويلات وعذابات الهموم ،
بالرغم من تحرره من قيود المسؤوليات ، فهو شاب عرفته من قريب كان صديق دراسة ، عشق المغامرة ، يقتحم أسوار المخاطر ،
يتفنن في إتيان المشاكل ، امتهن العراك ، وأدمن التدخين ، وأخذ من الخمر نصيب ، ومن المعاكسات نفسا يتنفسه ،
ويدعي بأنه بذاك يكون التنفيس والتفريج ، خرج من المدرسة ولم يكمل التعليم ، هام بوجهه في الشوارع يتعلم فيها من كل نقيصة ،

أتعب أهله ، وأرق نفسه ، وأبكى من ذاك حتى عدوه ، دخل عالم الإدمان على المخدرات حتى عد من الزعماء في ذلك المجال ،
فكانت له اليد الطولا ، وكلمته وأمره ونهيه يقابلان بالسمع والطاعة ، ففي يوم من الأيام وبينما كان أخو بطل قصتنا يمشي في طريقه ،
فاعترضته عصابة أخرى فأشبعوه ضربا ، وعندما انتهت حفلة الضرب أخذ يهددهم بأنه سيخبر أخاه ، فضحك الجميع فسألوه ومن يكون أخوك ؟!

فقال
:
أخي فلان بن فلان فلما نطق بإسم أخوه جثو على ركبهم ، وقاموا يقبلون رأسه وقدمه ويتوسلون له على أن لا يخبر أخاه بما حصل ،
لأنهم يعلمون بأن نهايتهم ستكون الموت ! وفي المقابل كان لبطل قصتنا أخو شفيقا يذكره بالله ، ويحثه على أن يسعى لعيش الطمئنية والسعادة ،
فانقطعت عني أخبار صاحبنا ، وبعد مرور سنوات رأيته وقد ارخى لحيته ، وتبدلت حالته ، فلقد خالطت حلاوة الإيمان بشاشة قلبه ،
فدار بيتي وبينه حوار تبينت منه عن سبب هدايته ،

وفوق هذا :
علمت عنه أنه حفظ القرآن كاملا عن ظهر قلب ، حتى أصبح اليوم إماما لأحد المساجد ، يخبرني بأنه يعيش حياة الراحة النفسية ،
بعدما طلق حياة الأنعام التي ليس لها هم غير إشباع شهواتها واشباع بطنها .

" كانت تلك إشراقة على صفحة الحياة التي عاشها ذلك الشاب ،
لنأخذ منها الفوائد والعبر
".
 

مُهاجر

Well-Known Member
إنضم
17 أغسطس 2021
المشاركات
491
مستوى التفاعل
425
النقاط
63
قال لي أحدهم :
ذكرتني بأحد حلقات أحمد الشقيري
(أتوقع كانت عن السجون في الدنمارك)

حيث كان المذنب يعطى الفرصة للعودة للطريق السوي ويجد المجتمع معه لتحقيق ذلك.
في السجن ترى المسجونين يمشون مع الشرطة ويتكلمون معهم، يلعبون ألعاب الفيديو ويمتلكون صالة ترفيه،
تتوفر لديهم مكتبة كبيرة فيها من كل أصناف الكتب حتى القرآن الكريم والكتب الإسلامية للسجناء المسلمين.
وكثير من الحقوق لا أتذكرها. في نهاية الحلقة لم يتمالك المقدم نفسة وبدأ يبكي.

تقول الدراسة :
إن أغلبية من يخرج من ذلك السجن لا يعود للإجرام. هي بيئة كنت أتمنى لو كانت موجودة عندنا.
المذنب هنا يعامل كالشيطان سواء من المجتمع أو الجهات المسؤولة. عودة صديقك لطريق الهداية إنجاز يحسد عليه بصراحة
وهو درس لنا جميعاً لكي لا نفقد الأمل في من فقد الصراط المستقيم في هذة الحياة. الأمل موجود والفرصة
موجودة ورحمة رب العباد لا حدود لها.


فقلت
:
دعني أحكي لك وللأخوة والأخوات الأكارم ما يدلل على ما ذهبت إليه من حال بعض أفراد المجتمع
مع تعاطيهم مع من زلت بهم القدم : هذهِ قصة لا أعرف صاحبها ،
ولكن أخبرني بها أحد الأخوة القريبين مني عن رجل من بلدتهم ؛

يقول :
كان ذلكَ الرجل قمة في الأخلاق والتدين ، وكان شعلة من النشاط ومن الذين حملوا على عاتقهم هم الدعوة ، ونصح الناس وتعليمهم ،
وكان يحث على الخير ، أرهق جنود نفسه ، وأخلص بذلك لربه ، ونذر روحه في سبيل الدعوة ، فعاش بين أكناف الدعوة بذل المال ،
والجهد ، والوقت فكان ذلكَ حاله ، مرت الأيام والسنين إلا وتبدل الحال ، وانتكس ذلكَ الداعية على عقبه ، فترك الدعوة
بل تجاوز النكوص عن الإستقامة ،

ليخرج :
عن ربقة الإسلام رأسا ، ليستقر ويرتمي في أحضان الإلحاد ! ما الذي حدث له
_ بأمانة لم أتناول التفاصيل من صديقي الذي عاش أحداث تلك القصة _
فأصبح فاكهة المجالس ، يتندرون في حاله ، ويشمتون في أحواله ،
هجره الكثير وتركوه فريسة سهلة للضياع ، ولهمزات الشياطين ،
ولوحي النفس وغرور الحياة !

يقول صاحبي :
لقد كان كما هو طبعي أضع جدول أعمال ، أعدّه من الليل ، ليكون لي دليل ليوم غد حينها أدرج زيارة ذلك الرجل الذي ترك الإسلام ،
أذهب إلى بيته أطرق الباب وأعانقه واكتفي بقولي :
اشتقت لك فقلت أسلم عليك وأتركه من غير أن أفتح له باب نقاش وحوار ،
ومرت الأيام وانا أتفكر في حال ذلكَ الإنسان وأحوال من يحيطون به أما يساور فكرهم مدى حاجة ذلكَ التائه لمد يد العون ؟!
هل الهجر والتندر بحاله هو الحل ؟! مرت الشهور إلا وصاحبنا عاد لدين الله بعد البحث ومغالبة النفس ، وقبل ذلكَ توفيق الله له ،
فذهبت إليه والفرح لي جناح أطير به إليه ، عانقته والدموع تبلل كلي ،

فقال :
لي جملة لم أكن أعلم بأن ما كنت أفعله من زيارة قصيرة أن تبلغ ذلك المبلغ !
كنت سبباً من أسباب هدايتي بعد توفيق الله ، فقد كنت تزورني في حين الناس تخلو عني ،
وكنت تعانقني في حين الناس كانت تطعنني ، فلك الأجر من الله كما كنت عونا لي لتجاوز محنتي .



 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )