☀ بٓــيہلہٓـــسہـانـ ☀
Well-Known Member
جرسٌ الساعةِ يفجرُ ذكرياتٍ مجدولةٍ في رأسها،
صوتُ أنينها كناعورةٍ قديمةٍ.
هاتفها يرنّ …..جرسُ البابِ يتشاركُ مع الهاتف.
الكونُ كأنه متآمرٌ عليّ، أوراقي مبعثرةٌ وأفكاري مسافرةٌ…
مديرُ صحيفتي لا يقدرُ مجهودي، زوجي هجرني، ماذا أفعل؟؟
في لحظة هيجان تلبسُ وتنزلُ تستقلّ الحافلة وتصلُ مكان عملها
تدخلُ غرفةَ المديرِ تقدّم استقالتها.
تغادرُ الصحفية وتمشي في الطريقِ،
يصادفها شابٌ يسوق امرأةً عاجزةً على كرسيّ، يطلبُ منها
تقفَ لدقائقَ ريثما يشتري طعامًا للعجوزِ،
تقبلْ وهي شاردةٌ، مضتْ ساعةٌ وأكثر…
لم يأتِ، والعجوز تبكي وتقول: لقد هربَ مني
تسألها: لماذا يهرب ؟! ألستِ أمهُ؟
– نعم أمّه أعذره فأنا على هذا الحال منذُ عشر سنين،
وقد طُردنا من البيتِ بسبب تأخرنا عن دفعِ الأجرةِ ستةَ أشهرٍ …
صرتُ عبْئًا عليه ولا أقاربَ لنا.
أرجوكِ خذيني إلى مأوى العجزة…
تسترجع أنفاسها عارضةً عليها أن تعيشَ معها فهي وحيدةٌ.
تتردد العجوز وبإلحاح من الصحفية تقبل عرضها
على أساسِ شهرٍ تجربُ المعيشةَ عندها.
نسيتْ أنها بلا عملٍ ….وتذكرتْ بعض ما وفرته من مال.
وصلتا المنزلَ وعباراتُ الشكرِ من العجوزِ أنستْها همّها.
أنستْها ابنها الذي خطفه زوجها منها وكان يقاربُ سنتين،
وغادر خارجَ البلادِ ….صار عمرَه عشر سنين
كل يوم تنزلُ الصحفيةُ للبحث عن عملٍ ونوباتُ السعالِ بزيادة…
لا تعطي لها بالًا
ترجعُ معها الحلوى والطعام وكأنّه صار طعم للحياة.
حالتها تسوء وهي ساهرةٌ تكتبُ المقالات.
كل صباحٍ العجوزُ بعدَ مغادرتها تقرأ مقالاتها.
وتتصلُ بدور الصحافةِ تعرضٌ عليهم المواضيعَ المكتوبةَ.
وذات يومٍ اتصلَ أحدٌهم بالعجوز يسأل عن العنوان
كي يقابلَ الصحفية ويطّلعَ على المقالات.
تستقبلهُ العجوزُ والصحفيةُ خارجَ البيتِ،
يُصعقُ بما قرأ….
– يا للهول إبداع إبداع…. أين كانت هذه المخلوقة؟؟
سأنتظرها حتى تأتي.
وهاهي تدخلُ – أعندنا ضيف؟!
العجوز: تعالي ياابنتي، تعالي هنا مفاجأةٌ.
– ماذا يحصل؟
أحضرت القهوة وهي في دهشةٍ وانتظارٍ
الرجل: سيدتي والدتُك أطلعتني على مقالاتك
وقد تفوقتِ على نفسكِ وأنا أتبنى
أبداعَكِ وأدعمكِ …
– ماذا أقول: وقد ظننتُ نفسي فاشلةً بسبب مديري السابق.
الرجل: غدًا موعدُنا في مقرّ صحيفتي وهذا العنوان.
شكرته وانصرفَ .
انهالتْ على العجوز تقبيلًا …
العجوز: أكادُ أختنقُ اتركيني…
ولكن لونكِ شاحب لا يعجبني
الصحفية: لا هو تعب وقلّة راحة.
في صباح اليومِ التالي تخرجُ للموعدِ ..
عندَ الظهيرةِ يتصل الرجلُ أين هي ؟؟
– خرجت لعندكَم …
يقطع حديثها رجل بوليس يقرعُ البابَ تتحركُ بكرسيها ببطء…
سيدتي هذا منزل السيدة نرجس؟؟
وجدناها قد فارقتْ الحياة على الرصيفِ قربَ الحافلة….
وهذا عنوان المشفى والتقرير يقول: كانت مصابة بسرطان الرئة…
أعتذر منكِ ….أرجو الذهاب إلى هناك لإجراء اللازم لدفنها…
غادرَ وخطّ السماعة مفتوحًا والباب مفتوحًا
صوتُ أنينها كناعورةٍ قديمةٍ.
هاتفها يرنّ …..جرسُ البابِ يتشاركُ مع الهاتف.
الكونُ كأنه متآمرٌ عليّ، أوراقي مبعثرةٌ وأفكاري مسافرةٌ…
مديرُ صحيفتي لا يقدرُ مجهودي، زوجي هجرني، ماذا أفعل؟؟
في لحظة هيجان تلبسُ وتنزلُ تستقلّ الحافلة وتصلُ مكان عملها
تدخلُ غرفةَ المديرِ تقدّم استقالتها.
تغادرُ الصحفية وتمشي في الطريقِ،
يصادفها شابٌ يسوق امرأةً عاجزةً على كرسيّ، يطلبُ منها
تقفَ لدقائقَ ريثما يشتري طعامًا للعجوزِ،
تقبلْ وهي شاردةٌ، مضتْ ساعةٌ وأكثر…
لم يأتِ، والعجوز تبكي وتقول: لقد هربَ مني
تسألها: لماذا يهرب ؟! ألستِ أمهُ؟
– نعم أمّه أعذره فأنا على هذا الحال منذُ عشر سنين،
وقد طُردنا من البيتِ بسبب تأخرنا عن دفعِ الأجرةِ ستةَ أشهرٍ …
صرتُ عبْئًا عليه ولا أقاربَ لنا.
أرجوكِ خذيني إلى مأوى العجزة…
تسترجع أنفاسها عارضةً عليها أن تعيشَ معها فهي وحيدةٌ.
تتردد العجوز وبإلحاح من الصحفية تقبل عرضها
على أساسِ شهرٍ تجربُ المعيشةَ عندها.
نسيتْ أنها بلا عملٍ ….وتذكرتْ بعض ما وفرته من مال.
وصلتا المنزلَ وعباراتُ الشكرِ من العجوزِ أنستْها همّها.
أنستْها ابنها الذي خطفه زوجها منها وكان يقاربُ سنتين،
وغادر خارجَ البلادِ ….صار عمرَه عشر سنين
كل يوم تنزلُ الصحفيةُ للبحث عن عملٍ ونوباتُ السعالِ بزيادة…
لا تعطي لها بالًا
ترجعُ معها الحلوى والطعام وكأنّه صار طعم للحياة.
حالتها تسوء وهي ساهرةٌ تكتبُ المقالات.
كل صباحٍ العجوزُ بعدَ مغادرتها تقرأ مقالاتها.
وتتصلُ بدور الصحافةِ تعرضٌ عليهم المواضيعَ المكتوبةَ.
وذات يومٍ اتصلَ أحدٌهم بالعجوز يسأل عن العنوان
كي يقابلَ الصحفية ويطّلعَ على المقالات.
تستقبلهُ العجوزُ والصحفيةُ خارجَ البيتِ،
يُصعقُ بما قرأ….
– يا للهول إبداع إبداع…. أين كانت هذه المخلوقة؟؟
سأنتظرها حتى تأتي.
وهاهي تدخلُ – أعندنا ضيف؟!
العجوز: تعالي ياابنتي، تعالي هنا مفاجأةٌ.
– ماذا يحصل؟
أحضرت القهوة وهي في دهشةٍ وانتظارٍ
الرجل: سيدتي والدتُك أطلعتني على مقالاتك
وقد تفوقتِ على نفسكِ وأنا أتبنى
أبداعَكِ وأدعمكِ …
– ماذا أقول: وقد ظننتُ نفسي فاشلةً بسبب مديري السابق.
الرجل: غدًا موعدُنا في مقرّ صحيفتي وهذا العنوان.
شكرته وانصرفَ .
انهالتْ على العجوز تقبيلًا …
العجوز: أكادُ أختنقُ اتركيني…
ولكن لونكِ شاحب لا يعجبني
الصحفية: لا هو تعب وقلّة راحة.
في صباح اليومِ التالي تخرجُ للموعدِ ..
عندَ الظهيرةِ يتصل الرجلُ أين هي ؟؟
– خرجت لعندكَم …
يقطع حديثها رجل بوليس يقرعُ البابَ تتحركُ بكرسيها ببطء…
سيدتي هذا منزل السيدة نرجس؟؟
وجدناها قد فارقتْ الحياة على الرصيفِ قربَ الحافلة….
وهذا عنوان المشفى والتقرير يقول: كانت مصابة بسرطان الرئة…
أعتذر منكِ ….أرجو الذهاب إلى هناك لإجراء اللازم لدفنها…
غادرَ وخطّ السماعة مفتوحًا والباب مفتوحًا