ابو مناف البصري
المالكي
هدفُ الأنبياء تبديل هذا الحيوان إلى إنسان
.
ما مِنْ موجود يُفسِدُ ويعيث في الأرض فساداً بقدر ما يفعل الإنسان، هذا الحيوان ذو القدمين، ولا يحتاج موجود إلى التربية بقدر ما يحتاج إليها هذا الحيوان ذو القدمين.
لقد بُعث جميع الأنبياء (عليهم السلام) من الأوّل حتى الآن، حتى الخاتم (صلّى الله عليه وآله)، من آدم وحتى الرسول الأكرم (عليهما السلام) لغرضٍ واحدٍ هو تبديل هذا الحيوان إلى إنسان، هذا هو الهدف.
جميع الكُتب التي أنزلت من السماء إلى الأنبياء، والقرآن أعظمها، أنزلت لهذه الغاية، لنجاة هذا الإنسان الذي تحيط به الظلمات: غرقوا في الدّنيا، لا يُفكّرون إلّا بأنفسهم، كلّ ما يُريدونه لأنفسهم، لا يُفكّرون أبداً بأنّ شيئاً آخر غيرهم موجود!!
إنّهم (الأنبياء عليهم السلام) يُريدون نجاة هؤلاء من الظلمات، وإيصالهم إلى عالم النور، ظلماتٌ كثيرة فوقها ظلمات، الآية الشريفة تُشير إلى أنّ الاستغراق في طلب الدّنيا هو الظلمات {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (البقرة: 257)
وإصلاحُ النّفس والإقبال على الله (تعالى) هو النّور الذي تُقابله ظلمات كثيرة ابتلى الإنسان بها، منها ما اشتدّت داخله، وسوّدت باطنه، ومنها ما لفّت المجتمع المحيط به، وعندما ينجو الإنسان من حلكة الظلمات يفوز بالنّور الواحد، ويعود الجميع إلى مبدأ واحد يجب أن يعودوا إليه.
جاء الرُسل لنجاة هؤلاء الذين غرقوا في الظلمات، فهم لا يرون إلّا أنفسهم، ولا يريدون شيئاً إلّا أنفسهم، ولا يُعيرون الآخرين أهميّة وقيمة، وكلّ ما هو موجود يُريدونه لأنفسهم!!
جاءوا لنجاة هؤلاء من ظاهرة الأنانيّة وحبّ النّفس التي هي منشأ جميع الظلمات، وإيصالهم إلى الإيمان بالله الذي هو النّور.
والذين وصلوا إلى مقام الإيمان بالله الذي هو مرتبة من الكمالات، لا يُفكّرون مثل ما نُفكّر نحن، فهؤلاء يفكّرون بغيرهم قبل أن يفكّروا بأنفسهم، إنّ الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) كان يعزُّ عليه ويغتمُّ للكافرين الذي لم يُسلموا ولم يُصبحوا مؤمنين، وقد جاء في الآية الكريمة: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿3﴾} (الشعراء)
كان الرسول يُريد لجميع العالم التوصّل إلى النور، فقد بُعث لكي يُنهي جميع هذا الصخب الموجود في الدّنيا، وهذا الصخب هو لأنفسهم، للتوصّل إلى السلطة، ولكي يقضي على هذا الصخب ويزرع في نفوس الناس بذر الإيمان بالله والتوجّه نحو النور الذي إذا بلغه النّاس حُلّت نزاعاتهم، وسادهم الوئام والسلام.
.
ما مِنْ موجود يُفسِدُ ويعيث في الأرض فساداً بقدر ما يفعل الإنسان، هذا الحيوان ذو القدمين، ولا يحتاج موجود إلى التربية بقدر ما يحتاج إليها هذا الحيوان ذو القدمين.
لقد بُعث جميع الأنبياء (عليهم السلام) من الأوّل حتى الآن، حتى الخاتم (صلّى الله عليه وآله)، من آدم وحتى الرسول الأكرم (عليهما السلام) لغرضٍ واحدٍ هو تبديل هذا الحيوان إلى إنسان، هذا هو الهدف.
جميع الكُتب التي أنزلت من السماء إلى الأنبياء، والقرآن أعظمها، أنزلت لهذه الغاية، لنجاة هذا الإنسان الذي تحيط به الظلمات: غرقوا في الدّنيا، لا يُفكّرون إلّا بأنفسهم، كلّ ما يُريدونه لأنفسهم، لا يُفكّرون أبداً بأنّ شيئاً آخر غيرهم موجود!!
إنّهم (الأنبياء عليهم السلام) يُريدون نجاة هؤلاء من الظلمات، وإيصالهم إلى عالم النور، ظلماتٌ كثيرة فوقها ظلمات، الآية الشريفة تُشير إلى أنّ الاستغراق في طلب الدّنيا هو الظلمات {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (البقرة: 257)
وإصلاحُ النّفس والإقبال على الله (تعالى) هو النّور الذي تُقابله ظلمات كثيرة ابتلى الإنسان بها، منها ما اشتدّت داخله، وسوّدت باطنه، ومنها ما لفّت المجتمع المحيط به، وعندما ينجو الإنسان من حلكة الظلمات يفوز بالنّور الواحد، ويعود الجميع إلى مبدأ واحد يجب أن يعودوا إليه.
جاء الرُسل لنجاة هؤلاء الذين غرقوا في الظلمات، فهم لا يرون إلّا أنفسهم، ولا يريدون شيئاً إلّا أنفسهم، ولا يُعيرون الآخرين أهميّة وقيمة، وكلّ ما هو موجود يُريدونه لأنفسهم!!
جاءوا لنجاة هؤلاء من ظاهرة الأنانيّة وحبّ النّفس التي هي منشأ جميع الظلمات، وإيصالهم إلى الإيمان بالله الذي هو النّور.
والذين وصلوا إلى مقام الإيمان بالله الذي هو مرتبة من الكمالات، لا يُفكّرون مثل ما نُفكّر نحن، فهؤلاء يفكّرون بغيرهم قبل أن يفكّروا بأنفسهم، إنّ الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) كان يعزُّ عليه ويغتمُّ للكافرين الذي لم يُسلموا ولم يُصبحوا مؤمنين، وقد جاء في الآية الكريمة: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿3﴾} (الشعراء)
كان الرسول يُريد لجميع العالم التوصّل إلى النور، فقد بُعث لكي يُنهي جميع هذا الصخب الموجود في الدّنيا، وهذا الصخب هو لأنفسهم، للتوصّل إلى السلطة، ولكي يقضي على هذا الصخب ويزرع في نفوس الناس بذر الإيمان بالله والتوجّه نحو النور الذي إذا بلغه النّاس حُلّت نزاعاتهم، وسادهم الوئام والسلام.