✿قہہمہہر✿
بزونة المنتدى
- إنضم
- 22 أبريل 2016
- المشاركات
- 129,653
- مستوى التفاعل
- 2,419
- النقاط
- 114
الإستعجال في إجابة الدعاء
يعتبر الدعاء هو الخيط الواصل بين العبد وربه، ففي الدعاء يسمع الله سبحانه وتعالى الشكوى والقهر والتمني والرجاء، ومن فضل الله ونعمته علينا أنه لم يجعل للدعاء وقت محدد في اليوم ولا يوم محدد في السنة، ففي كل الأوقات يمكنك التحدث مع الله عز وجل و الشعور بأنه محاط بكَ في كل وقت وفي كل حين.
ويعتقد الإنسان بأنه بمجرد ما يدعي الله بما في قلبه، فسوف يتحقق له في اليوم التالي. فقد يجهل الانسان معرفة الغيب، ولو علم الغيب لأختار واقعه، ولكن الإنسان قد خُلق عجولا، كما قال الله تعالى في الآية الكريمة “وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا “
فيدعو الإنسان الدعاء بالشر على العباد ويدعو دعاء ه ايضاً بالخير وينتظر إجابة الدعاء في أوقات قريبة من الدعاء والإستعجال في إجابة الدعاء لهو من أسوء الأمور لأنه من الممكن وأن يصل بالإنسان بأن لا يحسن الظن بالله والعياذ بالله بأنه سوف يفقد الأمل بأن دعوته سوف تجاب وفيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”
وهو لا يعلم أن ذلك الإستعجال سوف يفقده شغف إنتظار المسئلة، وأن الله سبحانه وتعالى يدبر له أمره فيقول الله عز وجل ” يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ “
فهل تعتقد أنه من الصعب على الله عز وجل أن يؤخر لكَ طلبك، وهو العلي القدير فالله يعلم ما يخفي قلبك من الهموم والأوجاع، فيقول الله عز وجل ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ” لذلك فلما العجلة فالإستعجال في أي شيء لا يأتي منه إلا كل ضرر ليس أكثر، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم : «التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ» [1] [2]
هل التأخر في إجابة الدعاء يدل على عدم محبة الله لكَ
لقد وعدنا الله سبحانه وتعالى بإجابة الدعاء حتى ولو طال الإنتظار فيقول الله سبحانه وتعالى ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
وينبغي لمن كان له دعوة وقد تأخر الإجابة لها، فإنه لا يعلم بأن تلك الدعوة قد تحمل في طياتها العديد من الأقدار إذا تحققت، فالله سبحانه هو مالك الملك ، لا راد لفضله ولا معقب لحكمه، ولا اعتراض على عطائه ومنعه ولله سبحانه الحكمة البالغة فلا يعطي شيئا ولا يمنع إلا لحكمة لا يعلمها غيره، وقد ترى الشيء تظنه خيراً ولكن حكمته سبحانه لا تقتضيه.
والدعاء يعتبر من انواع العبادة لله ففيه نجد ترجي وتعظيم لله سبحانه وتعالى، و اليقين الكامل بأن الله مُجيب الدعاء علاوة على ذلك الدعاء في كل وقت وفي كل حين، وليس في الأوقات التي تحتاج إلى الدعاء فقط.
ولا يوجد أي علاقة بين حب الله للعبد وبين التأخر في إجابة الدعاء، فالله يعلم السر ويدبر الأمر بصورة إلاهية لكي يبهرك بالنتيجة، فالتأخير في الدعاء ما هو إلا للخير لكَ.
قد يمنحك الصبر لتنتظر فيزداد تعلقك بالأمر، وإشتياقك له، مما يجعلك تلح و تتوسل وتترجى الله في دعائك، والله يحب أن يسمع صوت عبده له وهو يناجيه ويطلب منه
قد يكون التأخير لكي يختبر قوة تحملك وقوة صبرك على عدم تحقيق الدعاء .
أن الله جل وعلا قد أختار له أن يعوضه عما طلب بما ينفعه في الجنة والآخرة
أنه قد منع عنه شر ما دعا به
أن الله قد جعل في ذلك التأخير تصريف للشر الذي كاد أن يحدث، ولم يكن على باله، فصرف الله عنه تحقيقه بسبب دعوته، ويكون ذلك خيرًا له بحكمة من الله [2] [3]
ما هي موانع إجابة الدعاء
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك “
فلا يجب أن يدعو الإنسان بالشر، وينتظر إجابة الدعوة من الله، وبعد ذلك يأتي بالشكوى أن الله لا يستجيب لدعائه، أو أن يكون يفعل المحرمات و يأكل أموال الناس بالباطل وبعد كل ذلك يدعون الله وينتظرون إستجابة الدعاء على أحر من الجمر. والناس في الدعاء ثلاثة أحوال
– دعاء المشركيين بغير الله
هم المشركون، الذين يتخذوا مع الله خليلا، فأنهم قد يخلصوا في دعائهم في أوقات الشدة فقط، مثلهم، كمثل المسلمين الذين يتذكرون الله في أوقات الشدة والضيق فقط، وفي أوقات الرخاء لا يدعون قال تعالى: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: ((مَنْ سرَّهُ أن يستجيب اللهُ له في الشدائد والكُرَبِ، فَلْيُكْثِرِ الدعاء في الرخاء))
– المستكبرين على الدعاء
والمستكبرين قوما قد أعطاهُمُ الله من واسع فضله فلم يشكروا؛ بل طغوا واستكبروا، وقد قال الله في هؤلاء: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].
المؤمنون
ومنهم المؤمنون الذين قد عرفوا قدر ربهم، وأيقنوا أنه لا سعادة ولا فلاح في الدنيا والآخرة إلا منه.وقد قال تعالى مُثْنيًا عليهم: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]. [4]
ما هي الأمور التي يجب مراعتها عند الدعاء
الإخلاص لله في الدعاء
لا بد للمؤمن أن يخلص في الدعاء، فالدعاء هو شكل من اشكال العبادة حيث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدُّعَاءُ هو العِبَادة)
وقد قال الله تعالى مبينًا وجوب إخلاص العبادة له: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾
وقال تعالى: {﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18].
ألاَّ يستعجل العبد في استجابة الدعاء
إن الله سبحانه وتعالى هو أعلم بمصالح العباد، يؤخر من يشاء ويستجاب لمن يشاء كما قال الرسول، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ ما لم يَعْجَل، يقول دَعَوْتُ فلم يستجب لي
ألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَزَالُ يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم))
أن يكون حاضر القلب أثناء الدعاء
الترجي إلى الله مع مناجاته في خشوع وسكينة، موقنًا بالإجابة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((ادْعُوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه) [4]