قد يتعمد الرجال في المجتمعات القديمة العناية بالشارب، حتى أن يكون طويلاً أكثر مما يجب، كنوع من التعبير عن الرجولة، ولكن في المجتمعات المدنية الحديثة لم يعُد هناك مَن يهتم بهذا المظهر، فهل يعتبر الشارب رمزا للرجولة أم إثبات لموقف الرجل في الحياة، أم هو نوع من الأناقة يُثير إعجاب النساء؟
شاهدنا كثيراً في الأفلام القديمة كيف كان المعلم يبرم شاربه ويقسم به، فما دلالة الشارب الآن؟
يقول عادل عبدالحميد، طالب جامعي في العشرين من عمره: كان شاربي أول شيء أعتني به كي أثبت من خلاله أنني رجل، كنت فخوراً جداً بنفسي في هذا الوقت، وكنت أجلس أمام المرآة وأظل أبرم “شنبي” وقتاً ليس بالقليل، وأشعر بالزهو كأنني امتلكت نواصي الرجولة والقيادة، لكنني مع الزمن ومع تطور وعيي تولّدت لديّ قناعة بأن هذه المسألة مجرد شكل، وأن ثمة أشياء أعظم منها بكثير حاولت أن أعتني بها، وأنميها في نفسي بدلا من الاهتمام بشاربي.
ويعتبر بسام مصطفى، طالب جامعي، أن الشارب مكمل لهيئته العامة كرجل، لذا ليس لديه الاستعداد أبدا لحلقه، حيث أن هذا الشارب لم يخلقه الله عبثاً، إنه أهم مظهر يفرق بين الرجل والآخر، وهو الدليل القاطع على الرجولة، كما أنه ليس موضة أسير عليها أو أتركها، إنه جزء من شخصيتي كرجل، وحتى لو كان مظهري سيئاً به، فإنني لن أتنازل عنه أبداً، وبصراحة الرجل من دون شارب ولحية لا يُعتبر رجلا.
ولا أهتم إذ ما كانت النساء يفضّلن الرجل بشارب أو من دونه، فهذه المسألة غير خاضعة لتقييم أي إنسان سواي، ولن أستجيب لأي ضغوط في اتجاه حلق شاربي، “فهو جزء عزيز عليّ”، ولن أفرّط فيه أبداً تحت أيّ ظروف، ولن أنحني أبداً إلى “حلاق”، بغرض إزالة شعرة واحدة من هذا العزيز.
الرجل بأفعاله وتصرفاته وليس للشارب أي علاقة من قريب أو بعيد بالرجولة، إنما هو مجرد مظهر وليس من المنطقي أن نحكم على الناس من مظهرهم
ويعتبر المهندس كمال محمد، أن الشوارب مسألة مبدأ، فمنذ الصغر نشأنا وتربيّنا على أن الشارب جزء مهم وعزيز في الوجه ولا بد للرجل الحفاظ عليه، كونه يضفي على مظهره القوة و”الحمشنة”، وهما صفتان مطلوبتان في الرجل، وبغض النظر عما إذا كانت هذه الفكرة صحيحة أم خاطئة فقد رُسخت في داخلنا، وأصبحت إرثاً ثقافياً لا نستطيع أن نتخلى عنه بين ليلة وضحاها.
ويقول: إن خطيبته دائماً تلح عليه أن يحلق “الشنب” تماشياً مع الموضة، لكنه لا يبدو مقتنعاً برأيها، إذ لم يفكر أبداً في أن يزيله، حيث يوضح أنه عِشرة عمر، ربما أخففه قليلاً إرضاء لخطيبتي، لكن أن أتخلى عنه تماماً فهذا مستحيل.
ويقول جلال حمدي، ويعمل محاسبا بإحدى الشركات: الرجل بأفعاله وتصرفاته، وليس للشارب أي علاقة من قريب أو بعيد بالرجولة، إنما هو مجرد مظهر، وليس من المنطقي أن نحكم على الناس من مظهرهم، أنا مثلاً حليق الشارب، “لا يليق بي”، ولا يناسب شكل وجهي، وأشعر بأنني أفضل مظهراً من دونه، ولو كان يناسبني لأطلقته، لكن في الحالتين هذا الأمر لا يؤثر في شخصيتي سلباً أو إيجاباً.
ويضيف: الرجولة فكرة مختلفة جداً، لها علاقة بجوهر الشخصية وليس في المظهر، والمظهر قضية لا تخضع لإجماع الناس، فلكلّ وجهة نظره حسب ثقافته وبيئته، فمثلاً نحن المصريون في الصعيد وفي المناطق الريفية نهتم بالشارب، إذ يمثل لنا قيمة اجتماعية كبيرة، أما في المدن فالناس أكثر انفتاحاً، ولا يعطون للشارب أي اعتبار، وأحياناً يكون مثاراً للسخرية والتوبيخ.
مسألة الشارب كان لها مظهر اجتماعي بين الناس من قبل وإن كانوا حتى اليوم في بعض المجتمعات يهتمون بها كثيراً
سارة محمود، طالبة جامعية تؤكد أن أول ما يجذبها في شكل الرجل هو شاربه، خصوصاً إذا كان معتنياً به حسب قولها: لا يجذبني أبداً الرجل حليق الشارب، حيث أشعر بأنه ناعم، ولا تعجبني النعومة لدى الرجال، فالشارب يعطي مظهراً ذكورياً وخشناً، وحلاقته تجعله شبيهاً بالنساء.
وتتفق المحامية نادية مع هذا الرأي، فهي تحب أن يكون للرجل الذي سيتزوجها شارب، وتؤكد أنها لن تتنازل عن هذا الشرط مطلقاً، ولا تخفي أنها تنفر من الرجل حليق الشارب وتشعر “بأن شيئاً ما ينقصه”.
وفي قناعة نادية، فإن المظهر لا ينفصل كثيراً عن الجوهر، والمرأة تبحث في الرجل عن مواصفات الرجولة ومظاهرها التي تدل عليها، وبالتأكيد الشارب أحدها، حتى فتى الأحلام الذي كنا نتخيّله أيام مراهقتنا، كان يتمتع بمواصفات جسدية معينة تعكس قوته ورجولته، ولا أظن أننا كنا نتخيّله حليق الشارب أو ناعماً وأملس أبداً.
وفي رأي غادة فايق، مهندسة ديكور: إن الرجل صاحب الشارب موضة قديمة، وأنا أميل إلى ذاك الذي يتبنى باستمرار “لوك” يوائم متغيرات العصر وحاجاته، الآن الفتيات أصبحن لا يرغبن في “سي السيد” ذي الشارب الكثيف، والنموذج الحديث للرجل الذي يبحثن عنه أصبح حليق الذقن والشارب، أو على الأقل أن يكون شاربه مهذباً وخفيفاً، إن الفتاة تريد شاباً يعرف متطلبات المرحلة التي يعيشها من حيث المظهر والهيئة، وليس ذاك الذي لا يزال يعيش في “عصر الشارب..”.
الرجولة فكرة مختلفة جداً، لها علاقة بجوهر الشخصية وليس في المظهر، والمظهر قضية لا تخضع لإجماع الناس، فلكلّ وجهة نظره حسب ثقافته وبيئته
وترى الدكتورة مي مصطفى إسماعيل أستاذ الدراسات أن مسألة الشارب كان لها مظهر اجتماعي بين الناس من قبل، وإن كانوا حتى اليوم في بعض المجتمعات يهتمون بها كثيراً، فقد كانوا في الماضي ينظرون إلى الرجل كمظهر وشكل وقوام وقوة عضلات وشارب ولحية، وشاهدنا في كثير من الأفلام القديمة هذا النموذج للرجل الذي يربط بين الرجولة والشارب، حتى أنه كان بالفعل يقسم بحلق شاربه إذا لم يستطع تنفيذ أو حل مشكلة ما.
أما الآن فالأمر قد تغيّر ولم يعُد الأهم هو مظهر الرجل واختلفت الأمور، حتى أن البعض أصبح لا يفضّل الاعتناء بالشارب بل تهذيبه أو إزالته.
فالأمر مرتبط بالعادات والتقاليد في المجتمع، فمثلاً من أهمّ ما يقوم به الرجل الأوروبي في الصباح هو حلق شاربه ولحيته والتوجه إلى العمل، ومَن يربط بين الشارب والرجولة فهو مخطئ بالطبع، فليس هناك صلة أو علاقة بينهما، وهناك في حياتنا ما نهتم به أكثر
شاهدنا كثيراً في الأفلام القديمة كيف كان المعلم يبرم شاربه ويقسم به، فما دلالة الشارب الآن؟
يقول عادل عبدالحميد، طالب جامعي في العشرين من عمره: كان شاربي أول شيء أعتني به كي أثبت من خلاله أنني رجل، كنت فخوراً جداً بنفسي في هذا الوقت، وكنت أجلس أمام المرآة وأظل أبرم “شنبي” وقتاً ليس بالقليل، وأشعر بالزهو كأنني امتلكت نواصي الرجولة والقيادة، لكنني مع الزمن ومع تطور وعيي تولّدت لديّ قناعة بأن هذه المسألة مجرد شكل، وأن ثمة أشياء أعظم منها بكثير حاولت أن أعتني بها، وأنميها في نفسي بدلا من الاهتمام بشاربي.
ويعتبر بسام مصطفى، طالب جامعي، أن الشارب مكمل لهيئته العامة كرجل، لذا ليس لديه الاستعداد أبدا لحلقه، حيث أن هذا الشارب لم يخلقه الله عبثاً، إنه أهم مظهر يفرق بين الرجل والآخر، وهو الدليل القاطع على الرجولة، كما أنه ليس موضة أسير عليها أو أتركها، إنه جزء من شخصيتي كرجل، وحتى لو كان مظهري سيئاً به، فإنني لن أتنازل عنه أبداً، وبصراحة الرجل من دون شارب ولحية لا يُعتبر رجلا.
ولا أهتم إذ ما كانت النساء يفضّلن الرجل بشارب أو من دونه، فهذه المسألة غير خاضعة لتقييم أي إنسان سواي، ولن أستجيب لأي ضغوط في اتجاه حلق شاربي، “فهو جزء عزيز عليّ”، ولن أفرّط فيه أبداً تحت أيّ ظروف، ولن أنحني أبداً إلى “حلاق”، بغرض إزالة شعرة واحدة من هذا العزيز.
الرجل بأفعاله وتصرفاته وليس للشارب أي علاقة من قريب أو بعيد بالرجولة، إنما هو مجرد مظهر وليس من المنطقي أن نحكم على الناس من مظهرهم
ويعتبر المهندس كمال محمد، أن الشوارب مسألة مبدأ، فمنذ الصغر نشأنا وتربيّنا على أن الشارب جزء مهم وعزيز في الوجه ولا بد للرجل الحفاظ عليه، كونه يضفي على مظهره القوة و”الحمشنة”، وهما صفتان مطلوبتان في الرجل، وبغض النظر عما إذا كانت هذه الفكرة صحيحة أم خاطئة فقد رُسخت في داخلنا، وأصبحت إرثاً ثقافياً لا نستطيع أن نتخلى عنه بين ليلة وضحاها.
ويقول: إن خطيبته دائماً تلح عليه أن يحلق “الشنب” تماشياً مع الموضة، لكنه لا يبدو مقتنعاً برأيها، إذ لم يفكر أبداً في أن يزيله، حيث يوضح أنه عِشرة عمر، ربما أخففه قليلاً إرضاء لخطيبتي، لكن أن أتخلى عنه تماماً فهذا مستحيل.
ويقول جلال حمدي، ويعمل محاسبا بإحدى الشركات: الرجل بأفعاله وتصرفاته، وليس للشارب أي علاقة من قريب أو بعيد بالرجولة، إنما هو مجرد مظهر، وليس من المنطقي أن نحكم على الناس من مظهرهم، أنا مثلاً حليق الشارب، “لا يليق بي”، ولا يناسب شكل وجهي، وأشعر بأنني أفضل مظهراً من دونه، ولو كان يناسبني لأطلقته، لكن في الحالتين هذا الأمر لا يؤثر في شخصيتي سلباً أو إيجاباً.
ويضيف: الرجولة فكرة مختلفة جداً، لها علاقة بجوهر الشخصية وليس في المظهر، والمظهر قضية لا تخضع لإجماع الناس، فلكلّ وجهة نظره حسب ثقافته وبيئته، فمثلاً نحن المصريون في الصعيد وفي المناطق الريفية نهتم بالشارب، إذ يمثل لنا قيمة اجتماعية كبيرة، أما في المدن فالناس أكثر انفتاحاً، ولا يعطون للشارب أي اعتبار، وأحياناً يكون مثاراً للسخرية والتوبيخ.
مسألة الشارب كان لها مظهر اجتماعي بين الناس من قبل وإن كانوا حتى اليوم في بعض المجتمعات يهتمون بها كثيراً
سارة محمود، طالبة جامعية تؤكد أن أول ما يجذبها في شكل الرجل هو شاربه، خصوصاً إذا كان معتنياً به حسب قولها: لا يجذبني أبداً الرجل حليق الشارب، حيث أشعر بأنه ناعم، ولا تعجبني النعومة لدى الرجال، فالشارب يعطي مظهراً ذكورياً وخشناً، وحلاقته تجعله شبيهاً بالنساء.
وتتفق المحامية نادية مع هذا الرأي، فهي تحب أن يكون للرجل الذي سيتزوجها شارب، وتؤكد أنها لن تتنازل عن هذا الشرط مطلقاً، ولا تخفي أنها تنفر من الرجل حليق الشارب وتشعر “بأن شيئاً ما ينقصه”.
وفي قناعة نادية، فإن المظهر لا ينفصل كثيراً عن الجوهر، والمرأة تبحث في الرجل عن مواصفات الرجولة ومظاهرها التي تدل عليها، وبالتأكيد الشارب أحدها، حتى فتى الأحلام الذي كنا نتخيّله أيام مراهقتنا، كان يتمتع بمواصفات جسدية معينة تعكس قوته ورجولته، ولا أظن أننا كنا نتخيّله حليق الشارب أو ناعماً وأملس أبداً.
وفي رأي غادة فايق، مهندسة ديكور: إن الرجل صاحب الشارب موضة قديمة، وأنا أميل إلى ذاك الذي يتبنى باستمرار “لوك” يوائم متغيرات العصر وحاجاته، الآن الفتيات أصبحن لا يرغبن في “سي السيد” ذي الشارب الكثيف، والنموذج الحديث للرجل الذي يبحثن عنه أصبح حليق الذقن والشارب، أو على الأقل أن يكون شاربه مهذباً وخفيفاً، إن الفتاة تريد شاباً يعرف متطلبات المرحلة التي يعيشها من حيث المظهر والهيئة، وليس ذاك الذي لا يزال يعيش في “عصر الشارب..”.
الرجولة فكرة مختلفة جداً، لها علاقة بجوهر الشخصية وليس في المظهر، والمظهر قضية لا تخضع لإجماع الناس، فلكلّ وجهة نظره حسب ثقافته وبيئته
وترى الدكتورة مي مصطفى إسماعيل أستاذ الدراسات أن مسألة الشارب كان لها مظهر اجتماعي بين الناس من قبل، وإن كانوا حتى اليوم في بعض المجتمعات يهتمون بها كثيراً، فقد كانوا في الماضي ينظرون إلى الرجل كمظهر وشكل وقوام وقوة عضلات وشارب ولحية، وشاهدنا في كثير من الأفلام القديمة هذا النموذج للرجل الذي يربط بين الرجولة والشارب، حتى أنه كان بالفعل يقسم بحلق شاربه إذا لم يستطع تنفيذ أو حل مشكلة ما.
أما الآن فالأمر قد تغيّر ولم يعُد الأهم هو مظهر الرجل واختلفت الأمور، حتى أن البعض أصبح لا يفضّل الاعتناء بالشارب بل تهذيبه أو إزالته.
فالأمر مرتبط بالعادات والتقاليد في المجتمع، فمثلاً من أهمّ ما يقوم به الرجل الأوروبي في الصباح هو حلق شاربه ولحيته والتوجه إلى العمل، ومَن يربط بين الشارب والرجولة فهو مخطئ بالطبع، فليس هناك صلة أو علاقة بينهما، وهناك في حياتنا ما نهتم به أكثر
