ابو مناف البصري
المالكي
*هل تعلمون أنّنا قد كسرنا المملحة ؟!!*
يقول أمير المؤمنين (علبه السلام) «ثمرة العقل مداراة الناس»
العلامة المجلسي (قدس سره) عندما التجأ إليه أحد المؤمنين بأنّ جاره من المطربين وشقاوات إصفهان يؤذيه في الليالي، فطلب منه العلامة أن يدعوهم إلى العشاء ويحضر هو أيضاً، ولمّـا دخل المطربون المجلس وجدوا في زاوية الدار العلاّمة المجلسي، فتعجّب من حضوره، فجلس بجواره، فأراد أن يسخر من العلامة ليضحك أصحابه عليه فقال: يا شيخ، سجاياكم أفضل أم سجايانا؟ فإنّا وإن كنّا من الفاسقين إلا أنّ لنا صفة وسجيّة تفقدونها أنتم المؤمنون
فقال العلامة : وما هي؟
فقال : نحن معاشر الشقاوات من أخلاقنا أنّه إذا أكلنا من طعام أحد لا نكسر مملحته ولا نخونه (كنايةً عن رعاية الذمّة والملح وعدم الخيانة بمال وناموس مَن يأكلون زاده)
فقال له الشيخ : لا تصدق في كلامك
فغاض الشقيّ وقال: أنا وأصحابي كلّنا ملتزمون بهذه السجيّة، فإمّا أن تثبت خلاف ذلك وإلا.... فأجابه العلامة: يا هذا، ألست طيلة عمرك تأكل ملح الله وزاده وتكسر المملحة وتخالفه وتعصيه؟! ما أن سمع الرجل هذه الكلمة التي خرجت من الأعماق، إلا وارتعدت فرائصه وأمر حاشيته بالخروج من المجلس، وعند السحر أتى مع جماعته إلى العلامة، وقال له: يا شيخ، حتى الفجر فكّرنا في مقولتك هذه، فوجدنا الحق معك وكسرنا المملحة، وهذه ليست من شيمتنا، والآن أتيناك تائبون مستغفرون، فهل لنا توبة؟
فرحّب بهم العلامة، واهتدى هو وأصحابه على يديه، فحسن حالهم.
طالب العلم والسيرة الأخلاقية
يقول أمير المؤمنين (علبه السلام) «ثمرة العقل مداراة الناس»
العلامة المجلسي (قدس سره) عندما التجأ إليه أحد المؤمنين بأنّ جاره من المطربين وشقاوات إصفهان يؤذيه في الليالي، فطلب منه العلامة أن يدعوهم إلى العشاء ويحضر هو أيضاً، ولمّـا دخل المطربون المجلس وجدوا في زاوية الدار العلاّمة المجلسي، فتعجّب من حضوره، فجلس بجواره، فأراد أن يسخر من العلامة ليضحك أصحابه عليه فقال: يا شيخ، سجاياكم أفضل أم سجايانا؟ فإنّا وإن كنّا من الفاسقين إلا أنّ لنا صفة وسجيّة تفقدونها أنتم المؤمنون
فقال العلامة : وما هي؟
فقال : نحن معاشر الشقاوات من أخلاقنا أنّه إذا أكلنا من طعام أحد لا نكسر مملحته ولا نخونه (كنايةً عن رعاية الذمّة والملح وعدم الخيانة بمال وناموس مَن يأكلون زاده)
فقال له الشيخ : لا تصدق في كلامك
فغاض الشقيّ وقال: أنا وأصحابي كلّنا ملتزمون بهذه السجيّة، فإمّا أن تثبت خلاف ذلك وإلا.... فأجابه العلامة: يا هذا، ألست طيلة عمرك تأكل ملح الله وزاده وتكسر المملحة وتخالفه وتعصيه؟! ما أن سمع الرجل هذه الكلمة التي خرجت من الأعماق، إلا وارتعدت فرائصه وأمر حاشيته بالخروج من المجلس، وعند السحر أتى مع جماعته إلى العلامة، وقال له: يا شيخ، حتى الفجر فكّرنا في مقولتك هذه، فوجدنا الحق معك وكسرنا المملحة، وهذه ليست من شيمتنا، والآن أتيناك تائبون مستغفرون، فهل لنا توبة؟
فرحّب بهم العلامة، واهتدى هو وأصحابه على يديه، فحسن حالهم.
طالب العلم والسيرة الأخلاقية