د. عارف الشيخ
ورد في المعجم الكبير للطبراني عن القاسم عبدالرحمن عن أبيه عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنتم وربع أهل الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: كيف أنتم وثلثها؟ قالوا: ذاك أكثر، قال: كيف أنتم والشطر؟ قالوا: ذاك أكثر، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أهل الجنة عشرون ومئة صف، أنتم منها ثمانون صفاً». (انظر المعجم الكبير ج 10 ص 184، وانظر مسند أحمد، وأبي يعلى، والبزار، وصحيح ابن حيان، ومستدرك الحاكم، ومسند الدرامي، ورواه ابن ماجه والترمذي، وصححه الألباني).
وورد أيضاً عن أبي سعيد الخدري عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: «والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبرّنا، فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبرّنا، فقال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبّرنا، قال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود». (متفق عليه)
يفهم من هذه الأحاديث أن في الجنة من ليسوا من أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بدليل أن الحديث حدّد فقال: «أهل الجنة عشرون ومئة صف، المسلمون ثمانون صفاً».
لكن ورد أيضاً عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة».
فهل بين الحديثين تناقض؟ كلا، لأنه من المعلوم أن الله أرسل رسلاً وأنبياء قبل محمد، صلى الله عليه وسلم، ولكل من هؤلاء أمة أو لأكثرهم، وكلهم كانوا يدعون إلى توحيد الله ونبذ الأوثان.
فمن هؤلاء من آمن بنبيه، وكل مؤمن منهم لا بد أن يكافأ على إيمانه، وفي الحديث أيضاً: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة»، وهذا الحديث يدل على أن هناك تنافساً على دخول الجنة بين الأمم، والرسول، صلى الله عليه وسلم، يريد أن تكون أمته أكبر من الأمم السابقة.
ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قوله تعالى «ثلة من الأولين وثلة من الآخرين»: ظاهر القرآن في هذا المقام أن الأولين في الموضعين من الأمم الماضية، والآخرين فيهما من هذه الأمة.
أما شمول الآيات لجميع الأمم، فقد دل عليه أول سورة الواقعة، لأن قوله تعالى: «إذا وقعت الواقعة» إلى قوله: «فكانت هباء منبثاً» لا يخص أمة دون أمة، وأن الجميع مسؤولون في الأهوال والحساب والجزاء، وأصحاب اليمين ربما يكونون الأكثر من أمة محمد، ولهذا نعلم أن ما دلّ عليه ظاهر القرآن واختاره ابن جرير لا ينافي ما جاء من أن نصف أهل الجنة من هذه الأمة.*
(انظر أضواء البيان ج5 ص 23
ورد في المعجم الكبير للطبراني عن القاسم عبدالرحمن عن أبيه عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنتم وربع أهل الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: كيف أنتم وثلثها؟ قالوا: ذاك أكثر، قال: كيف أنتم والشطر؟ قالوا: ذاك أكثر، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أهل الجنة عشرون ومئة صف، أنتم منها ثمانون صفاً». (انظر المعجم الكبير ج 10 ص 184، وانظر مسند أحمد، وأبي يعلى، والبزار، وصحيح ابن حيان، ومستدرك الحاكم، ومسند الدرامي، ورواه ابن ماجه والترمذي، وصححه الألباني).
وورد أيضاً عن أبي سعيد الخدري عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: «والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبرّنا، فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبرّنا، فقال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبّرنا، قال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود». (متفق عليه)
يفهم من هذه الأحاديث أن في الجنة من ليسوا من أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بدليل أن الحديث حدّد فقال: «أهل الجنة عشرون ومئة صف، المسلمون ثمانون صفاً».
لكن ورد أيضاً عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة».
فهل بين الحديثين تناقض؟ كلا، لأنه من المعلوم أن الله أرسل رسلاً وأنبياء قبل محمد، صلى الله عليه وسلم، ولكل من هؤلاء أمة أو لأكثرهم، وكلهم كانوا يدعون إلى توحيد الله ونبذ الأوثان.
فمن هؤلاء من آمن بنبيه، وكل مؤمن منهم لا بد أن يكافأ على إيمانه، وفي الحديث أيضاً: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة»، وهذا الحديث يدل على أن هناك تنافساً على دخول الجنة بين الأمم، والرسول، صلى الله عليه وسلم، يريد أن تكون أمته أكبر من الأمم السابقة.
ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قوله تعالى «ثلة من الأولين وثلة من الآخرين»: ظاهر القرآن في هذا المقام أن الأولين في الموضعين من الأمم الماضية، والآخرين فيهما من هذه الأمة.
أما شمول الآيات لجميع الأمم، فقد دل عليه أول سورة الواقعة، لأن قوله تعالى: «إذا وقعت الواقعة» إلى قوله: «فكانت هباء منبثاً» لا يخص أمة دون أمة، وأن الجميع مسؤولون في الأهوال والحساب والجزاء، وأصحاب اليمين ربما يكونون الأكثر من أمة محمد، ولهذا نعلم أن ما دلّ عليه ظاهر القرآن واختاره ابن جرير لا ينافي ما جاء من أن نصف أهل الجنة من هذه الأمة.*
(انظر أضواء البيان ج5 ص 23