✿قہہمہہر✿
بزونة المنتدى
- إنضم
- 22 أبريل 2016
- المشاركات
- 129,653
- مستوى التفاعل
- 2,419
- النقاط
- 114
هل ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات
قال العلماء إن المسائل الغيبية لا يجوز إثباتها أو نفيها إلا بدليل يثبتها أو ينفيها فما أثبته النص كتابٌ وسنة في أمر من أمور الغيب وجب إثباته وما نفاه الكتاب والسنة منها فإن الواجب نفيه وما لم يثبته الكتاب والنسة فإن الواجب علينا ألا نثبته ولا ننفيه والمتقرر عن العلماء أن لا مدخل للعقول في مسألة الغيب
فينبغي في مثل هذه المسائل أن نربي أنفسنا وعقولنا وأبنائنا وطلابنا على ألا يدخلوا عقولهم فيها وألا يكثروا من مثل هذه الأسئلة التي ربما أوجبت لهم شيئاً من الشبهات أو الخيالات الفاسدة التي تفسد عقيدتهم وعلينا أن نربيهم على أن يعظموا أمر الله تبارك وتعالى وأن لا يدخل في مثل هذه المسائل
وإذا علم هذا فليعلم أن الله تبارك وتعالى أخبر أن الملك الذي يقبض الأرواح إنما هو ملك الموت فالذي يقبض أرواح بنى آدم إنما هو ملك الموت وأما أرواح البهائم والطير وغيرها من سائر أصناف الحيوانات والطيور على وجه الكرة الأرضية فإننا لا نعلم نصاً ورد فيه ذلك لا من الكتاب ولا من السنة الصحيحة ليس هناك دليل يدل على ذلك وعلى أن ملك الموت هو الموكل بقبض أرواح الحيوانات والبهائم والطير.
القول الأول: إنما ورد في ذلك بعض الأحاديث التي لا تصح من جهة إثباتها فالحديث الذي رواه بعضهم حول البهائم كلها من القمل والبرغوثيات والجراد والخيل والبغال كلها والبقر وغير ذلك آجالها في التسبيح فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها وليس إلى ملك الموت من ذلك شيء ولكن ذلك الحديث من ذلك اللفظ لا يصح بل جمع عليه أهل كثير من أهل العلم بأنه حديث موضوع.
القول الثانى: ذهب بعض أهل العلم إلى أن الملك الموكل بقبض الأرواح على وجه الأرض وعلى وجه العموم والإطلاق سواء لبنى آدم أو الجن أو غيرهما من أصناف المخلوقات من الحيوانات وسائر البهائم والطير أن الملك الموكل بقبض الجميع إنما هو ملك الموت.
القول الثالث: من أهل العلم من قال أن الله عز وجل هو الذى يتوفى أرواح البهائم والطير بنفسه فيعدم حياتها.
القول الرابع: كما ذكر ذلك جمع من أهل العلم فالله أعلم بالحال فالذي يخصنا هنا أن الموكل بقبض أرواح البشر إنما هو ملك الموت وأن الموكل بقبض أرواح البهائم والطير أمره إلى الله تبارك وتعالىّ ولم يكلفنا الله عز وجلّ أن نتعرف على شيئاً من ذلك ولا أن نعتقد شيئاً من ذلك فالبحث عن إجابات لمثل هذه الأسئلة من جملة ما نهى عنه النبى محمد صلى الله عليه وسلم في قوله “هلك المتنطعون” فهذا من البحث الذي لا فائدة فيه ومن التعمق الذي نهى النبي عنه شرعاً لأنه لا يترتب عليه خبرة دينية ولا ثمرةٌ دنيوية والله تبارك وتعالى أعلى و أعلم.[1][2]
روح الحيوانات بعد الموت
قبض أرواح الحيوانات وما مصير روح الحيوان بعد موته فقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن ملك الموت يقبض أرواح البشر فقال تعالى في سورة السجدة آية 11( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)
وبالنسبة لأرواح الحيوانات لم يُذكر قابضها ولا هيئة ملك الموت الذي يقبض أرواحهم وقد اجتهد العلماء وقالون بأن ملك الموت يقبض أرواح جميع المخلوقات وبعض منهم رجح أن الله سبحانه وتعالى هو من يتوفى الحيوانات بنفسه.
أخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم إنه فى الآخرة يقتص كل حيوان من الآخر والقرآن دل في أكثر من موضع أن الحيوانات كلها تُبعث يوم القيامة كما قال عز وجلّ في كتابه العزيز في سورة الأنعام في آية 38 (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)
فكل الحيوانات تُحشر يوم القيامة مع الأنس والجن كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم”لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة”، حيث يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم أن المظالم لا يمكن أن تضيع حتى المظالم بين الحيوانات حتى يقتص منها الله ثم بعد أن يقتص الله عز وجلّ يجعلها تراباً فذاك هو اليوم الذي يقول فيه الكفار يا ليتني كنتُ تراباً ويتمنى أن يكون مثل هذه الحيوانات ولا يعذب في النار.[3][4]
سكرات موت الحيوانات
قال الله عز وجلّ في كتابه العزيز في سورة ق آية 19 (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) فالسكرة هي حالة تعرض ما بين الإنسان والحيوان وبين عقله أي عدم إحكام سلطة العقل على الجسد وهناك عائق في التحكم فإن الحيوانات لها روح تُقبض فهناك علاقة بين الروح والجسد فالروح متعشقة للجسد
فحينما يأتي أمر الله عز وجلّ أن تخرج الروح من الجسد فخروجها يكون فيه فراق مؤلم لصاحب الجسد فيشتد الآلم ويحصل له هذه الحالة من حالات الحيلولة بينه وبين العقل، فالروح خروجها من الجسد يشبه بأن لو آتيت بسيخ ووضعته على النار حتى يسخن بشدة ثم وضعته فوق صوفه ونزعته منها فانظر بذلك بأي شيئاً يخرج.[5][6]
هل الحيوانات لها روح
لعلنا نلاحظ قديماً وحديثاً أن هناك أناس حتى من أهل العلم الشرعي أو العلماء يزعموا مزاعم دون أي دليل مناقض للنصوص ذلك علم مجهول لا يجوز أن نقول فيه إلا من النصوص القرآنية، فهناك أناس يقولون أن الحيوان ليس به روح ولكن لماذا؟
قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة التحريم آية 12 (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا) لماذا لم يقل الله عز وجلّ فنفخنا فيه الروح يريد الله عز وجلّ أن يوضح لنا أن الروح التي نُفخت في الإنسان روحٌ مشرفة لذلك إذا كانت الروح فقط هي التي بثت في الإنسان كان يُذكر نفخنا فيه الروح لا من روحنا فالروح درجات وكذلك الناس حينما تخرج أرواحهم فتكون مختلفة روح طيبة جاءت من قبل الأرض وروح خبيثة جاءت من قبل الأرض لذلك جاء الطيب والخبيث في ضوء الممارسة ولكن في النهاية إما بيدنسها أو قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها في ضوء ذلك جاء الحيوان فيه روح.
قال المسيح عليه السلام من أدلة أنه رسول كما جاء في سورة آل عمران آية 49 (أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً) والملفت هنا حينما نفخ فيه ليس فقط يتحول إلى طير حي ويطير بإرادة الله عز وجلّ وهناك الآن قضيتين في نفخ المسيح عليه السلام الحياة والروح فالسبب الأول حياة في هذا الطين وروح.
جاء في حديث عن الرسول صلى الله عله وسلم قال(لا تتَّخذوا شيئًا فيهِ الروحُ غرضاً) حيث جاء ذلك الحديث حينما كان النبي محمد يمر على بعض الأنصار ووجدهم واضعين حمامة ويقوموا بتوجيه الأسهم عليها وهي حية.[7][8]