- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,301,127
- مستوى التفاعل
- 48,312
- النقاط
- 117
الأصل في مثل هذا التأنيثُ مع المذكَّر، والتذكيرُ مع المؤنث، فتقول: جاء الرجال الخمسة، وجاء النساء الخمس، ولكنّ النحويين أجازوا أيضاً موافقة العدد للمعدود، في مثل هذا، فنقول: جاء الرّجال الخمس، وجاء النسوة الخمسة، كما ورد في سؤالك، نصَّ على ذلك الصّبان في حاشيته على الأشموني الذي هو شرحٌ لألفية ابن مالك، في باب العدد، ونقله عن النووي، والنّووي نقله عن النّحاة، ولم يذكر علّة ذلك، وقد بدا لي فيه سبب لطيف، وهو أنَّ مراعاة التذكير والتأنيث حين يتقدّم العدد على المعدود؛ لأنّ المعدود متأخّر لا يدرى ما هو حتّى ينطق به المتكلّم، فكانت مراعاة القواعد في ذلك حكماً لازماً، وأمّا إذا تقدّم المعدود فقد عرف جنسه وتبيّن أنه ذكر أو أنثى، وصار ضبط العدد أمراً زائداً، واستوى فيه التذكير والتأنيث، فإن ذكّرنا مع المذكر فذاك هو الأصل الأصيل، وإن أنثنا مع المذكر لم يكن في ذلك اختلاج؛ لأنّ ذلك ماضٍ على القاعدة في العدد، وهي مخالفة العدد للمعدود.
ولا غرابة على العقل النحويّ الجبّار أن يكون له ذلك الأفق الواسع، المبني على المنطق، والتأمل، والذوق.
ولا غرابة على العقل النحويّ الجبّار أن يكون له ذلك الأفق الواسع، المبني على المنطق، والتأمل، والذوق.