أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

هند بنت عتبة رضى الله عنها

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38

13245136781000.gif

كانت هند تمتلك شخصية قوية طموحة في مجتمع لا تمتلك معظم نسائه هذه المؤهلات.

في بداية حياتها تزوجت برجل اسمه حفص بن المغيرة من بني مخزوم، وأنجبت منه ولدا ثم وقع الطلاق.. لا

تخبرنا المصادر التاريخية الموثوقة عن سبب هذا الطلاق، لكن تخبرنا أن شخصية هند بنت عتبة قد صقلت

بعد هذا الحادث؛ فلقد شعرت هند أنها أصبحت أكثر نضجا بعد هذه التجربة، وقررت أن تتحمل مسئولية نفسها

وألا تترك أحدا يقرر لها مصيرها حتى لو كان أبوها عتبة بن ربيعة بن شمس بن عبد مناف سيد قومه

وصاحب الرأي.




ولأن هند قررت أن تحصل على اعتراف بحقها في إدارة حياتها بعد تجربتها السابقة واجهت والدها وقالت له:

"إني امرأة قد ملكت أمري، فلا تزوجني رجلا حتى تعرضه علي". فوافق والدها على ذلك بعد أن شعر أن ابنته

قد أصبحت امرأة ناضجة العقل تمتلك التجربة والرأي.





لم تكد الأيام تمر حتى رزقها الله بخاطبين جاءا في وقت واحد، مما أسعد قلب والدها الذي خصص لها جلسة

طويلة يتناقش معها في أمر الخاطبين.





الحقيقة أن الخاطبين كانا من سادات قريش، لكن كان لكل منهما شخصية مختلفة عن الآخر، كان والد هند

حصيفا، فبدلا من أن يخيِّر ابنته في أسماء تحدث معها عن شخصية كل منهما كما عرف عنه الأقربون،



فالأول رجل شريف ذو حسب، من يراه يظنه غافلا ساذجا، لكنه ليس كذلك، وهو طيب القلب شديد التسامح،

وهو شخص رقيق مهذب سيطيع أمرها ويترك لها ماله تتحكم فيه كما تشاء، ولأنه يعرف قوة شخصية ابنته

لم ينس أن يقول لها إنه يمكنك أن تتحكمي فيه خاصة لو ضعف قليلا.




أما الثاني ففي القمة من الشرف والحسب أيضا، لكنه ذو شخصية قوية قيادية، وله رأي مطاع، يحب لمن حوله

أن يطيعه فيكون رفيقا بهم، أما في حالة عصيانه يكون ذا بأس شديد، وهو علاوة على ذلك شديد الغيرة، شديد

في أمر الحجاب، ولا يستطيع أحد أن يقهره.



ربما كان والد هند يعتقد أنها ستقبل بالأول لأنه سيمنحها مساحة كبيرة تحقق من خلالها ذاتها القوية، لكنها لم

تتردد في اختيار الثاني لأنها ببساطة صادقة مع نفسها، فحاجة المرأة القوية إلى الرجل القوي أشد من حاجة

المرأة الضعيفة؛ لأن المرأة مهما كانت قوية تريد أن تشعر بأنوثتها وهذا لن يتحقق إلا مع رجل ذي شخصية

قوية، وهو ما عبَّرت عنه هند لأبيها حين قالت له إن شخصية الأول تضيع المرأة، وإني أرفضه ولا أريد أن

أعرف حتى من يكون، أما الثاني فهو نِعم الرجل الذي أقبل بقوامته علي، ولكن يا أبي لا تيسر له الأمر حتى لا

يظن أننا متشوقون له، ولا تصعِّب عليه الأمر جدا حتى لا ينفر.. هكذا أعلنت هند عن رأيها، ونظمت لوالدها

المنهج الذي تريده أن يتعامل به مع زوج ابنته.





كانت هند بنت عتبة امرأة طموحة، وقد صاغت هذا الحلم في ولدها معاوية الذي بذلت جهدا كبيرا في تعليمه

وتربيته، فعندما رآه البعض وهو لم يزل في سن صغيرة ورأوا مدى اهتمام هند به قالوا لها: إن ولدك هذا

سيكون سيد قومه، لكن هذا لا يحقق طموح هند التي قالت لهم بجرأتها المعتادة: ثكلته أمه إن لم يسد إلا قومه،

فلعلها كانت تنظر للمستقبل وتطمح أن يتجاوز ولدها معاوية نجاح أبيه، ولم تكن مجرد كلمات تقال، بل طموح

وثَّاب يُلقى في وعي الصغير.





ولعل هذا الطموح الحاد هو ما دفعها لمحاربة الدعوة الإسلامية بكل طاقاتها حتى لا يتجاوز بنو هاشم قومها

في المجد والشرف.. لم تمنح هند عقلها فرصة للتفكير في مبادئ الدعوة الجديدة وما تدعو إليه من مبادئ العدل

والمساواة، بل لعل هذا ما أشعل غضبها أن يتساوى السادة والعبيد عند الله تعالى.





ظلت هند على موقفها المعادي للإسلام حتى وقعت غزوة بدر وقُتل أبوها عتبة بن ربيعة وعمها شيبة بن ربيعة

وقُتل أخوها الوليد بن عتبة بن ربيعة وقُتل ابنها حنظلة بن أبي سفيان، ففقدت أربعة من أقرب الأقرباء لها في

هذه الغزوة، حتى كاد أن يجن جنونها، فأصبحت موتورة تشبه القنبلة الموقوتة التي انفجرت في غزوة أُحُد، فلقد

شكلت ما يشبه الكتيبة النسائية من مشركات قريش، وخرجت للمعركة تنشد الشعر وتضرب بالدف وتحمس


الرجال وتتحرك ذهابا وإيابا بين الجنود حتى كاد أبو دجانة أن يقتلها بالسيف لولا تراجعه في اللحظة الأخيرة

كونها امرأة.





في البداية عندما تراجع المشركون ثبتت هند وأخذت تلقي التراب في وجوه المشركين الناكصين حتى تبدِّل

الميزان.



لم تكتف هند بالنصر الذي حققه قومها، فسارت بين قتلى المسلمين هي والكتيبة النسائية يمزقن الأنوف والآذان

ويصنعن منها حلي وخواتم وأقراطا، حتى وصلت لجثمان حمزة بن عبد المطلب الذي كان لها ثأر شخصي معه

بعد أن قتل أباها يوم بدر، فمزقت بطنه واستخرجت كبده وبدأت في أكلها علَّها تشفي غليلها المشتعل، ثم لم تقدر

فألقتها من فمها.





ظلت هند على عدائها لا تنسى قتلاها يوم بدر حتى كان يوم فتح مكة، وعندها كانت المواجهة الحادة بينها وبين

أبي سفيان الذي أسلم بعد أن التقى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعاد بعد أن التقى جيش المسلمين الجرار

يدعو المشركين للإسلام وعدم المواجهة بينما وقفت هند تحرضهم على القتال، ولم تلبث إلا قليلا حتى هدأت

وبدأت في إعادة ترتيب أفكارها بعد أن أصبح هناك واقع جديد.




ولكن لعل العفو العام الذي أطلقه النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أحد الأمور التي أثارت عقلها، ففي الوقت

الذي تنفَّست الكراهية والانتقام وجدت النبي يعفو ويغفر، ويبدأ صفحة جديدة ينسى فيها الاضطهاد والعذاب

والقتل والتنكيل الذي تعرض له المسلمون.





دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - متواضعا رحيما فملك القلوب حتى هذا القلب العنيد الذي ملكته هند بنت

عتبة.. دخل الإيمان لقلبها وهي ترى هذه الأصنام تتساقط وتتصدع ولا ترد عن نفسها شيئا.


وعندما جلس الرسول ليبايع الناس على الإسلام، جاءت هند بنت عتبة، وهي منتقبة متنكرة لا يعرفها،

والرسول يبايع النساء في ذلك اليوم، وكانت بيعة النساء على: ألاّ يشركن بالله شيئًا، ولا يسرقن، ولا يزنين،

ولا يقتلن أولادهن، ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن، ولا يعصينه في معروف. (فبدأت النساء

تبايع، وقال لهن: "بَايِعْنَنِي عَلَى أَلاَّ تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا".


"وَلاَ تَسْرِقْنَ".



فوقفت هند وقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني، ويكفي بَنِيَّ، فهل عليَّ من

حرج إذا أخذت من ماله بغير علمه؟



فقال : "خُذِي مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِيكِ وَبَنِيكِ بِالْمَعْرُوفِ".



ثم قال الرسول : "وَإِنَّكِ لَهِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ؟".



قالت: نعم، هند بنت عتبة، فاعفُ عمَّا سلف عفا الله عنك. كانت هند على يقين أن النبي سيعفو عنها فلقد تيقنت

من نبوته.



قال: "وَلاَ تَزْنِينَ".


قالت هند: يا رسول الله، وهل تزني الحرة؟



فقال : "وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ؟".



فقالت هند: قد ربيناهم صغارًا، وقتلتهم كبارًا، هل تركت لنا ولدًا إلا قتلته يوم بدر؟ أنت قتلت آباءهم يوم بدر،

وتوصينا بأولادهم.



فتبسم النبي وأكمل: "وَلاَ تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيِدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ".



فقالت هند: والله إن إتيان البهتان لقبيح.



فقال: "وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ".



فقالت هند: والله ما جلسنا هنا وفي أنفسنا أن نعصيك في معروف


وعندما عادت هند من لقاء النبي - صلى الله عليه وسلم -ذهبت فحطمت صنمها بيدها وأخذت توجه له الحديث

وتقول: كنا منك في غرور.


أسلمت هند وحسن إسلامها وذهبت لتؤدي دورها مع المجاهدين، فشهدت معركة اليرموك مع زوجها أبي

سفيان، وكانت تحرض على قتال الروم، وهكذا حتى آخر لحظات حياتها كانت إيجابية قوية مع الحق الذي

تعتقد والحمد لله أن هداها للحق والخير، ولولا أن نواة هذا الحق كانت موجودة في أعماقها ما استطاعت أن

تستقبل هذا الحق
 
إنضم
27 أغسطس 2012
المشاركات
2,816
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
العمر
26
رد: هند بنت عتبة رضى الله عنها

▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒
3ef3c006448de6106f441222c2ed0986.gif

جزاك الله خيـر
وجعله في موازين حسناتك
آنآر الله قلبك بالآيمآن وطآعة الرحمن
دمت بحفظ الرحمن
3ef3c006448de6106f441222c2ed0986.gif


♥♡▓█▒☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡
 

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
رد: هند بنت عتبة رضى الله عنها

بارك الله فيك عزيزتي
شاكره لتوآجدكـ ـآلمستمر
..//~
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )