سنة 1960 كانت الفنانة هند رستم فى طريقها للسفر خارج مصر وفى المطار اقترب منها معجب من معجبيها بعدما فشلت محاولات إبعاده عنها وكانت فى قمة مجدها الفنى) وسألها:" والنبى.. يا ست هند عايز أسألك سؤال( السائل كان من أهل الصعيد فيما يبدو من ملامحه ولهجته وفى طريقه للسفر إلى الخليج) فردت ضاحكة:
" أوعى تقول لى انك عايز تتجوزنى"؟! رد:
" لا.. يا ست ربنا يخليك لبيتك..أنا بس عايز اسألك هل أنت الآن سعيدة بالشهرة والفلوس والمجد"؟
•••
ردت بعدما تحولت ملامح وجهها إلى الجدة والالتزام قائلة: " صحيح الفلوس حلوة.. لكن الشهرة والمجد والفلوس مش كل حاجة فى الدنيا" ثم قالت بعد لحظة صمت طالت قليلاَ:
" من عشر سنوات كنت فتاة مطلقة ولديها طفلة صغيرة ( اسمها بسنت) وأمى مريضة ولا يوجد عندى دخل مادى غير 3 جنيه كانت أجرى على مشهد أو اثنين ككومبارس فى السينما.. وأمى كانت مريضة وتعيش معى فى القاهرة ولا املك ثمن الدواء لها ومن شدة الفقر تركتنى وعادت إلى الإسكندرية حتى تخفف عنى العبء وظل الأمر على هذا الحال حتى تغيرت الأحوال وجاء لى عقد عمل فى السينما مع السيدة آسيا وأخذت منه أول ( عربون ) عمل محترم وأول ما مسكت الفلوس جريت على محطة القطار للسفر للإسكندرية حتى اشترى العلاج لأمى وافرحها بالفلوس والمجد والشهرة"!
•••
فى القطار بدأت أشعر بالخوف، والخوف تحول إلى حزن، والحزن تحول إلى بكاء. وسألتنى امرأة كانت تجلس فى بجوارى:
" فيه حاجة يا بنتى؟" قلت لها :
" لا.. مفيش..أمى بس عيانه شوية"!
-- ردت:
" ألف سلامة عليها"!
ونزلت من القطار وأخذت تاكسي ووصلت إلى مدخل البيت ودموعى تسبق خطواتى فوجدت الستات يرتدين الملابس السوداء.
•••
-- بلهفة وخوف وفزع سألت:" أمى فين"؟
-- تعيشي انت.. أمك ماتت!
-- امته ده حصل؟
-- من ساعتين كده!
فوقفت مذهولة وبعد لحظات انهمرت دموعها وسألت الستات فى الجنازة بهستريا:
"والدوا..والفلوس..والشهرة..والمجد ..والنجاح" كل هذا - فى هذه اللحظة لا قيمة له" !
•••
ثم قالت للسائل:
" صدقنى مفيش فى(" الدنيا أحلى من راحة البال")! قالت ذلك ثم تحركت إلى صالة السفر وهى تقول للسائل:
" اشوف وشك بخير"!
رد:" مع السلامة يا ست هند"!
ثم وقفت وسألته:" مقلتليش أنت منين من الصعيد"؟
-- من جرجا ( مدينة تابعة لمحافظة سوهاج جنوب مصر ) يا ست هند!
-- ردت بضحكتها العالية:
" أحسن ناس
" أوعى تقول لى انك عايز تتجوزنى"؟! رد:
" لا.. يا ست ربنا يخليك لبيتك..أنا بس عايز اسألك هل أنت الآن سعيدة بالشهرة والفلوس والمجد"؟
•••
ردت بعدما تحولت ملامح وجهها إلى الجدة والالتزام قائلة: " صحيح الفلوس حلوة.. لكن الشهرة والمجد والفلوس مش كل حاجة فى الدنيا" ثم قالت بعد لحظة صمت طالت قليلاَ:
" من عشر سنوات كنت فتاة مطلقة ولديها طفلة صغيرة ( اسمها بسنت) وأمى مريضة ولا يوجد عندى دخل مادى غير 3 جنيه كانت أجرى على مشهد أو اثنين ككومبارس فى السينما.. وأمى كانت مريضة وتعيش معى فى القاهرة ولا املك ثمن الدواء لها ومن شدة الفقر تركتنى وعادت إلى الإسكندرية حتى تخفف عنى العبء وظل الأمر على هذا الحال حتى تغيرت الأحوال وجاء لى عقد عمل فى السينما مع السيدة آسيا وأخذت منه أول ( عربون ) عمل محترم وأول ما مسكت الفلوس جريت على محطة القطار للسفر للإسكندرية حتى اشترى العلاج لأمى وافرحها بالفلوس والمجد والشهرة"!
•••
فى القطار بدأت أشعر بالخوف، والخوف تحول إلى حزن، والحزن تحول إلى بكاء. وسألتنى امرأة كانت تجلس فى بجوارى:
" فيه حاجة يا بنتى؟" قلت لها :
" لا.. مفيش..أمى بس عيانه شوية"!
-- ردت:
" ألف سلامة عليها"!
ونزلت من القطار وأخذت تاكسي ووصلت إلى مدخل البيت ودموعى تسبق خطواتى فوجدت الستات يرتدين الملابس السوداء.
•••
-- بلهفة وخوف وفزع سألت:" أمى فين"؟
-- تعيشي انت.. أمك ماتت!
-- امته ده حصل؟
-- من ساعتين كده!
فوقفت مذهولة وبعد لحظات انهمرت دموعها وسألت الستات فى الجنازة بهستريا:
"والدوا..والفلوس..والشهرة..والمجد ..والنجاح" كل هذا - فى هذه اللحظة لا قيمة له" !
•••
ثم قالت للسائل:
" صدقنى مفيش فى(" الدنيا أحلى من راحة البال")! قالت ذلك ثم تحركت إلى صالة السفر وهى تقول للسائل:
" اشوف وشك بخير"!
رد:" مع السلامة يا ست هند"!
ثم وقفت وسألته:" مقلتليش أنت منين من الصعيد"؟
-- من جرجا ( مدينة تابعة لمحافظة سوهاج جنوب مصر ) يا ست هند!
-- ردت بضحكتها العالية:
" أحسن ناس