فوجدنا وبعدَ الرجوع الى الرواية التي يذكرها الشيخ المُفيد في الارشاد في كيفيٌة مصرع الحسين عليه السلام .. أنٌ ابو الفضل لم يفارق الحُسين قط .. وانهما حاربا معا .. وان مايرويهْ أرباب المقاتلْ من وصول العبٌاس الى المشرَعة ورجوعه منْها ومن ثم قطع الطريقُ عليه .. لينال منْ كفيٌه المتربصون له ُ من وراءِ نَخلاتْ .. فيقطعونهما .. ومن ثم مصرعه سلام الله عليه بضربة بالعمود على رأسه .. (( أنٌ كلٌ هذا انما حدثَ حينَ آفترقا وهما في القتالْ )).. فاذا ماسقط العبٌاس عليه السلام وآستغاث بأخيه .. جاء اليه الحسينْ تاركاً قتال اعداءهْ ليجدهُ بهذهِ الحالَه .. فعادَ حينها الى المخيٌم منكسراً .. يكفكفُ دموعه روحي له الفدا وهو يقول ا لان انكسر ظهري وقلٌة حيلتي وشَمتَ بي عدوٌي .. ومن ثمٌ يخبر زينبْ سلام اللٌه عليها بمصرعه فتصيح ( واعبٌاساه واخاه واضيعتنا بَعدك .. فبكى الحسين وبكت النٌسوة .
هكذا نرى .. وبهذهِ الكيفيٌة أنٌ العبٌاس صُرِِعْ .. ومن اراد ان ْ يقرأ المزيدْ عمٌا كتبناهْ .. فليراجعهُ في مظانه في هذه المدونَه .
ولي في هذا المقالْ .. وقفة روحيٌة اخرى معَ العبٌاس عليهْ السٌلام ..
هيَ الاخرىْ من ْ تأمٌلاتنا في هذه الشخصيٌة الربٌانيٌة .. وهذهِ هيَ الاخرى مما لم يسبقنا اليْها أحدْ . فإن أصبنا بها الحقيقَة فتلك من ألطاف اللٌه ومنْ توفيقاتهْ ولَه الحمد ُ أولاُ وآخراٌ .
وهذهِ الوقفةُ الروحيٌة متعلٌقَة بالروايةَ التي تتحدٌث عن رغبةِ العبٌاس ْ عليه السلام ْ وحينَ وصوله الى الفراتْ بشربِ الماءْ ..
وسوفَ نرى فيما اذا كانَت هذه الروايَة صحيحه ام لا ؟؟
يعني هلْ حقاً أنٌ العبٌاس أرادَ أنْ يشربَ الماءَ ؟؟
لنسرد الرواية اولا كما يتحدث بها التاريخ وكما يرويها خطباء المنبر وكما يعرفها النٌاسْ .. فتأمٌلَها جيٌداً .
الرٌوايهَ هكذا .
(( ولما رأى العبٌاس وحدة الحسين عليه السلام بعد قتل اصحابه وجملة من اهل بيته قال لاخوته من امه : تقدموا لاحتسبكم عند الله تعالى فانه لا ولد لكم ، فتقدموا حتى قتلوا ، فجاء إلى الحسين عليه السلام واستأذنه في القتال . فقال ( ع ) له : انت حامل لوائى ، فقال : لقد ضاق صدري وسئمت الحياة ، فقال له الحسين ( ع ) . انْ عزمت فاستسق لنا ماءا ، فاخذ قربته وحمل على القوم حتى ملء القربة قالوا واغترف من الماء غرفة ثم ذكر عطش الحسين ( ع ) فرمى بها وقال :
يا نفس من بعد الحسين هوني * وبعده لا كنت ان تكوني
هذا الحسين وارد المنون * وتشربين بارد المعين
والله ماهذا فعال ديني .. ولا فعال صادق اليقين ))
الى آخر مصرعه روحي فداهْ .
انتهتْ الرٌوايَه .
ولكَ الانَ أنْ تتوقٌف ْ أمامَ هذا السٌرد لوصفِ وصول العبٌاس عليه السٌلام والذي يتفٌقُ عليه الجميع وبلا آستثناء من أنٌه وحينَ وصولهِ الى الفراتْ ( آغترفَ منَ الماءْ )
ومنْ ثمٌ ماذا ؟؟ وهنا توقٌف طويلا ً..
منْ انٌه وحينَ شعورهِ ببردِ الماء كما يصفها البعض الاخرْ وآغترافهِ منهُ :
تذكٌر عطش ُ الحسينْ !!!!!!؟؟
قف ْ بروحك وعقلكَ هنا ..
عند ..
تذكٌر عطش الحسينْ .!!
مالذي يعني ْ هذا ؟؟
يعنيْ أنٌ أبا الفضلْ سلام اللٌه عليهْ … كانَ ناسياً لعطشِ الحسينْ وفي هذه اللحظةِ تذكٌرْ !!؟؟
المعنى لايبتعدُ اطلاقاً عن هذه الحقيقةِ . فإنٌما يتذكٌر الانسان الشٌيء إذا كانَ ناسياً لهْ . فالعبٌاس إذن وبهذه الرواية ِ تقودكَ الى هذهِ الزاوية من التفكيرْ ..
فَيأتيْ السؤال ْ …
هَل ْ تعتَقِدْ أنٌ العبٌاس قدْ نسيَ حقاً ( ولو للحظةِ واحدَة ) عطشَ أخيهْ الحسينْ ؟؟
فاذا ماتذكٌرَه بعدئذِ رمى بالماءْ . !!
وأصبَحَ له هذا الموقفْ من اجلٌ المناقبْ لأبي الفضل في يومِ العاشرْ منْ محرٌمْ . لكونهِ آثرَ أخاه على نفسهْ .فصارتْ المراثي الحسينية من لطمياتِ ونعي لاتلهج الا بهذه المنقبَة كلما تطٌرقوا الى سيرتهِ ومواقفه يوم العاشرْ منْ محرٌمْ .. فيبكي لَها الكبيرُ والصغيرْ .
وقبلَ أن نقولَ رأينا لاتنسى أمراً في غاية الاهميٌة العقائديٌة وهو : انٌك انْ توٌغلتَ في مقامِ العبٌاس عليه السلام عندَ الحُسينْ لوجدتَهُ ((نَفسه التي بينَ جَنبيهْ )) .. وكأنٌه نفسُ علي بن ابي طالب بالنسبة الى رسول اللٌه صلوات الله عليهْ . ويكفيكَ دليلاً على أنٌ العبٌاس بهذه المنزلَة هو قول الحُسينْ عليه السلام له لما زحف َ القوم ليلة العاشر (اركب بنفسي أنت يا أخي) فتأمٌل .. أي يفتديه بنفسهْ وهوَ المعصومْ وولي الامر من قبلِ السٌماء .
هذا اولا ..
وقد وجد َ العلماء ادلٌة على ان للعبٌاس عصمة مكتسبَة وهي غيرها عند الائمة والانبياء .. أنقلها هنا للفائدة ثم اعود للموضوع .
الادلٌة على عصمتهْ ::
ـ قول الصادق (عليه السلام) في زيارته الشريفة: (لعن الله امة استحلت منك المحارم وانتهكت في قتلك حرمه الاسلام)، فان حرمة دين الاسلام لا تنتهك بقتل أي مسلم مهما كان عظيماً الا ان يكون سيداً للدين الاسلامي وإماماً معصوماً أو تالياً للمعصوم.
2ـ قول السجاد (عليه السلام) في الحديث: (وان لعمي العباس منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء والصديقين يوم القيامة)، فان قوله (عليه السلام) جميع الشهداء والصديقين خصوصاً بأداة التأكيد الجمعي يشمل كل شهيد وكل صديق حتى المعصومين من الشهداء والصديقين كالانبياء الكرام والشهداء من الانبياء، ولو لم يكن العباس معصوماً لم يتم غبطة المعصوم لدرجته لان المعصوم اعظم درجة من الجميع فلا يغبط غير المعصوم فلا بد ان يكون العباس معصوماً…حتى يغبطه الشهداء والصديقون والمعصومون على درجاته العالية ومقاماته الرفيعة.
3ـ تصدي دفنه من قبل الامام السجاد (عليه السلام) كدفن الامام الحسين (عليه السلام) وهو من خصوصيات المعصومين، مع قوله الامام السجاد عند ذلك: (ان معي من يعينني) في حديث الايقاد الذي نقله السيد المقرم قدس سره في كتاب (العباس عليه السلام) مضافاً الى قول الامام الحسين (عليه السلام) له كان لما زحف الاعداء على مخيمه عشية التاسع من المحرم: (اركب بنفسي أنت يا أخي) الذي يفيد تفدية نفسه المطهرة له، ولا يناسب تفدية المعصوم الا للمعصوم. ( انتهى ) 1
بعد هذا نَرجع الى صلبِ الموضوعْ ونسألُ منْ جديدْ :
هَل ْتعتَقدْ انٌ مَن يكون بهذهِ الدرجة العالية من السٌمو الملكوتيْ .. وبهذا المقام المقدٌس عندَ الحسينْ .. يمكنهُ أنْ ينسى عطش الحُسينْ وهو الحُسينْ !!
ولو قيلَ لكَ انٌ أمٌا يتضوٌر ولدها عطشاً فنَسَت عطشهُ ومِنْ ثمٌ تذكٌرتهُ وهي تغرفُ لها ماءا من نَهرْ .. هل يحتوي عقلكَ هذا التصوٌر !!
فاذا كانَ كذلكَ ولانٌ الحسينْ يعيشُ في روحهِ الى درجةِ الكمالْ .. ويسري حبٌه في دمهْ الى درجةِ العشقِ الالهيْ .. وهوَ إمامَه واخوهْ بل وآبن الزٌهراء .. فلا عقلَ يمكنهُ ان يتصوٌر والى حد الاستحالةَ لقبولِ هكذا تصوٌر منْ انٌ العبٌاس يمكنهُ ان ينسى عطشَ الحُسينْ .
فيعترضنا وبلاشَكْ هذا السؤالْ :
اذن كيف نفسٌر مقولتَه ( يا نفس من بعد الحسين هوني *
وبعده لا كنت ان تكوني
هذا الحسين وارد المنون *
وتشربين بارد المعين )) ؟؟
فكلٌ كلمة فيها ترمي الى ثبوتِ هذه الحقيقَه . !!
حقيقةَ أنٌ العبٌاس همٌ بشربِ الماءْ !!
فنقول ُ ..
مَنْ قالَ أنٌه همٌ ليشرَبْ ؟؟ الرواية تقول انٌه آغترفَ من الماءْ واما عزْمَه على الشٌربْ فلا .. ولكَ الادلٌة على ان كلماته سلام الله عليه هي النٌافية لهذه الحقيقَة .. حقيقة عزمهِ على الشٌربْ . وهذا ماتوصٌلنا اليهْ بعد كل هذه المقدمة التي ذكرتْ . واليكَ الادلٌة .
اولاً … قولهُ سلام الله عليه ( والله ماهذا فعال دينيْ )
ونسأل اي دين يحرٌم على العبٌاس أن ْ يشربَ الماء وهو الملتهبْ عطشاً وفي ساحة معركة ..؟؟
هَل ْ هناك منْ حرمة تراها لو شربَ العبٌاس الماء .. حتى يقول قولهُ هذا ؟؟ بل لربٌما الراجح شرعا هنا هو الشٌربْ لحماية نفسه من الهلاك اولا ولتقويته ِ على قتالْ الأعداء .
اذن لماذا قال ماهذا فعال دينيْ ؟؟
هذا لا يعني انْ تامٌلناهْ الا أن فعل َ الشٌربْ للماء ْ (( بالنسبة للعبٌاس لا لسواه )) وتامٌل ماسوف اقوله الانْ :: ( سيخرجهُ من ْ مقامهِ حيثُ هوَ عندَ اللٌه وعندَ الحسينْ الى مقامٍ ادنى )) وان الدينَ الذي ْ كانَ يعنيه انما هوَ دين ُ (( ملائكي ٌ الطٌهر كالذي يمتلكه المعصومْ ) .. مرتبطُ بعصمةِ الحُسينْ !
ثانياً ..
قوله ( ولافعال صادق ا ليقينْ )
وهذا القول مرتبط بما سَبَقهْ . فصدق اليقينْ عند ابي الفضل بلغَ من المرتبة ماجعل َ شربَ الماء اليه والحسين بهذا الحال .. معصيَة !! فلايمكن بأي حال من الاحوال ْ أنْ يهمٌ بهْ او يعزمْ على الاتيانِ بهْ .
وتسأل أنتَ ..
ولكنْ أينَ نفي حقيقة َ أن العبٌاس قدْ آغترفَ من الماء ْ في هذينِ الدليلينْ ؟؟ فهاأنت َ تؤكْدها .. لا تنفيهما .
فأقول …
النٌفي الذي أردناهْ .. هو أنٌ العبٌاس قدْ آغترفَ ..
ليشربَ الماء ْ !!
وآرجع للدليل ْ الاوٌل والثانيْ ثانية ً.. تتجلٌى لك حقيقةَ آستحالةَ أن العبٌاس وهو بهذا الكيانِ الملكوتيْ .. يفكٌر أنْ يشربَ الماء َ او أنٌه نسي عطشَ الحُسين ومن ثمٌ تذكٌرَه !!
اذا عرفتَ هذا وتيٌقنتَ بهْ ..
سأصلْ وإياكَ الى ما نريد الوصول اليهْ منْ حقيقَة .
وهي ..
أنٌ ابا الفصل العبٌاس .. نَعم قدْ وصلَ المشرعَة .. ونعمْ قَد آغترفَ ماءاً .. ولكن ْ
لا ليشرَبْ !!!!!!!!
أو انٌه همٌ بالشٌربْ فتذكٌر عطش الحُسينْ !!
لا نرى ذلكْ ..
انٌما نرى أمراً آخرْ ..
ماهو هذا الامرْ .. وهو خلاصة القولْ .
ان أبا الفضلْ سلام اللٌه عليهْ انٌما أرادَ انْ يقتلَ آخر صيحاتْ النفس ْ اللامَعصومَة في داخلهِ .. وكأنٌها كانَتْ تجرٌه بخيطِ الآدميٌة الى فعلٍ مباحٍ حَسنْ .. لاإشكالَ فيهْ .. وكأنٌ الله اختبره بهذه المشقٌة التي مابعدها مشقٌة في رفعةِ نفسهِ الى درجةِ العصمةْ . فحاورَ نفسَهُ المطهٌرَة بمقولتهْ هذه وهو يغترفُ من الماءْ ( لا ليشربْ ) .. ولكن ليريها مدى مقدرتهِ على تجاوزِ هذا النٌداءْ منْها ( كأنٌه يقول لها هذا هو الماء ) فيتحدٌاها بغعل الاغتراف منَ الماءْ .. وَلو تأمٌلت كلماتهِ جيداً وانت َ بهذا الحضور الذهني ْ لشخصيٌة ابو الفضلْ لبانَتْ لكَ هذهِ الحقيقَه جليٌة واضحَه .
آقرأها الانْ .. وفي ذهنكَ صورة هذا التحدٌي الجليلْ للذاتْ من ابو الفضلْ وهو يغترف ُ من الماءْ .. ويخاطبها
يانفسُ منْ بعدِ الحسينْ هوني ..
كأنه يقول لها .. ايتها النٌفس .. منْ انتِ بعدَ الحُسينْ ؟؟ فهوني ْ … لولاه ماكنت ِ انْ تكونيْ .. اي لولا الحسينْ لاكينونةَ ملكوتيٌة لكِ قد مسٌت مقام العصمة .
ثمٌ يؤنٌبها ..
فيقول وبصيغة المؤنٌب ردٌد الكلماتْ في خاطركْ .. وكأنٌك بدلا منَ العبٌاس تمسكُ بالماءْ .
هذا الحسينْ وارد المنونِ !!
وتشربينَ باردَ المعينْ !!
يعني ايتها النٌفس وتريدينَ منٌي ان اذوقكِ البارد المعينْ والحسين بتلكَ الحال ؟؟
لا والله ماهذا فعال ديني
ولافعال صادق اليقينْ .
فهو في كلٌ هذا في حوار روحانيْ مع نفسه المطٌهرَة .
وحينَها رمى الماءْ .. ليمسكَ بنورِ رضا الله الاكملْ … وليعرج بنفسه ِ بعد َ فعله هذا الى الدرجة التي سوف يغبطها عليه جميع الشهداء والصديقون بلا آستثناء ..
ومنذ البدءْ لو ان المنصفَ تامٌل قولهُ وهو يَتفاخرُ بمقدرتَه ِ على تحطيمِ صنمِ الذٌاتيٌة والارتقاءْ به الى كمال العبوديٌة المطلقة والاستسلامْ الاكمل ْ لوليْ الامر ْ وهو يتجاوز هذا الاختبار الالهي لعرفَ ان الحسين كان يعيش في وجدانهِ فكيف ينسى عطشه ؟؟
بل يقرٌر بأرجوزتهِ ان (نفْسه) للحسينْ وقا وفي كل حالاتها .. فكيف اذن نقول انه نسيَ عطش الحسينْ سلام الله عليهما ؟؟
تأمٌل أرجوزتهْ !!
لا أرهب الموت إذا الموت رقى * حتى أوارى في المصاليت لقا
نفسي لابن المصطفى الطهر وقا * انى أنا العباس أغدو بالسقا .
فكانَ آستشهاده سلام الله عليه فيما بعد وهو يحمي آل الرسولْ وحاملا لواء َ آل محمٌدْ ِ بعد مقارعته ِ المنافقين َ ِ بتلك البطولة التي يندر مثلها الا عندَ ابيهْ امير المؤمنينْ وبذلك الثباتْ وبتلك الشجاعة … الى ان سقط روحي له الفدا على رمضاء كربلاء وهو بتلك الحاله التي يعرفها كل ٌ موالي .. كانَ كلٌ هذا كلٌه من صميمِ جوهرهِ الذي أنشأه أبوه أمير المؤمنينْ عليه السلام وتربٌى عليهْ مع اخوتهِ المعصومينْ سلام الله عليهم . فآستحق منْ كل هذا الذي ذكرناهْ (ان يكونَ في عينِ الله بهذا المقامْ الذي لم يبلغه قط الا المعصومين انفسهمْ )
هذا هوَ العبٌاس كما أراهْ .. وأقول رأيي هذا ..لانه الاقرب اليٌ روحياً ولاأميل الى غيره وان آتفق عند الجميعْ بمختلف مستوياتهمْ العلميةْ . وسألقى الله بهْ .. ومَن وجَدَ بهْ ماوَجَدتْ . فَلَه ُ ذلكْ .
ولايمس اطلاقاً بالمتوارثْ عندنا في الكتب وعلى ألسنة خطباء المنبرْ منْ إنٌ أيثارَه بعدم شربِ الماء لاجلِ أخيهْ الحسين ( سلام الله عليهما ) هو منْ اسبابِ وصوله الى هذه المنزلَة .. مع أنٌي لا ارى هذا .. ولن أرى !!
فالإيثارُ فضيلة .. مثلها مثلَ اي فضيلة اخرى .. فمع سموٌها كقيمة إنسانيٌة رائعَة لكنٌ بمقدورِ بعضِ النٌاس التخلٌق بِها . وكم من قصص للايثار ما نسمعه ونقرأه ْ .. فهي إذن لا تخلقُ كياناً سماوياُ تحفٌه العناية الالهيٌة بكل هذه الجلالَة كالتي أعطاها اللٌه للعبٌاس عليه السلام وعلى مرٌ العصور .. لولا أنٌ فعله هذا من عدم شربه الماءْ كانَ آختباراً ألهياً أوصله الى ماهو عليهْ في الدنيا والآخرَة.
وصلى الله على محمٌد وال بيته الطيبين الطاهرينْ .
**************************************************************************************
