الطائر الحر
Well-Known Member
أول ما يتبادر إلى الأذهان عند الحديث عن جزر المالديف هو المياه الفيروزية، والرمال البيضاء المضيئة، وغروب الشمس الرائع بالألوان المتقنة، وبالطبع الفخامة.ولكن صدقوا أو لا تصدقوا، كان هناك وقت لم تكن فيه جزر المالديف واحدة من أكثر الأماكن سحراً في العالم.
وعندما افتتح محمد عمر مانيكو وثلاثة من أصدقائه "كورومبا"، أول منتجع سياحي في البلاد، في عام 1972، لم يكن هناك رصيف ميناء حتى، وكان على الزوار أن يواجهوا مستوى مياه يصل ارتفاعه إلى الخصر للوصول من القارب إلى الشاطئ.
قبل بناء هذا الرصيف (في الصورة) في ثمانينيات القرن الماضي، كان على الضيوف السير إلى منتجع كورومبا في مستوى مياه يصل ارتفاعه إلى الخصر
وكان معظم الزوار من الصحفيين والمصورين الإيطاليين.
ورغم من عدم وجود فلل ذات قاع زجاجي فوق المياه وطائرات مائية، كان من الواضح أن جزر المالديف كانت تُعرف بسحرها.
لم يكن هناك الكثير للقيام به في الجزر إلى جانب أخذ حمام شمس والذهاب للصيد.
واليوم، يتواجد أكثر من 100 منتجع موزع على أكثر من 1،200 جزيرة.
ومنتجع "كورومبا"، الذي يعني اسمه "جوز الهند" بلغة ديهيفي المحلية بجزر المالديف، كان في الأصل مزرعة جوز هند غير مأهولة. والآن لديه جميع المقومات لمنتجع جزر المالديف الفاخر.
ومع ذلك، من الجيد التفكير في ما بدت عليه الأمور في الأيام الأولى لصناعة السياحة هنا. ويُطلق بعض الناس على محمد عمر لقب "الرجل الذي بنى الجنة"، وهو لقب يستحقه حقاً.
وتم إنشاء أول مكان إقامة للضيوف من المرجان والحجر الجيري، إذ كان يجب إحضار المواد غير المتوفرة محلياً عن طريق السفن، والذي استغرق وصولها ما يصل إلى ثلاثة أشهر.
كانت الغرف بها مياه قليلة الملوحة تخرج من الصنابير.
وصلت الصحف متأخرة لأشهر وكانت خدمات الهاتف غير متسقة، إضافةً إلى أنه لا توجد متاجر في الجزيرة.
وقبل صناعة السياحة، لم يكن هناك سوى اثنين من المقيمين في الجزيرة، حيث يقع منتجع "كورومبا" الآن.
ولم تتوفر للأشخاص فرصة الانضمام إلى حصة لتعليم التجديف على الألواح أو الانتقال إلى جزيرة نائية بقارب سريع لتناول عشاء رومانسي تحت النجوم.
ولم يكن هناك الكثير ليفعله المسافرون إلى جانب صيد الأسماك وحمامات الشمس، التي استمتعوا بها ربما أكثر من اللازم.
هكذا بدا بهو المنتجع الأول في المالديف في عام 1972
ويتذكر محمد عمر قائلاً: "لقد كانوا سعداء للغاية"، مضيفاً أن البعض منهم استمتع بحمامات الشمس لمستوى مختلف جداً، لدرجة أن لونهم أصبح مثل لون الكركند.
ورغم من أن منتجع "كورومبا" هذه الأيام يتميز بالفلل والمطاعم الفاخرة، فإن وصف محمد عمر للأيام الأولى يبدو أشبه بملاذ الهيبز.
ويقول محمد عمر: "اعتدنا أن نقيم حفلة الشواء في الهواء الطلق وأن يكون لدينا شخصاً ما يعزف على آلة الجيتار".
وكان من الممكن أن يكون إخراج الناس إلى جزيرة منعزلة بعيدة في المحيط الهندي اقتراحاً محفوفاً بالمخاطر، ولكن بالنسبة إلى محمد عمر، كان القرار الأكثر منطقية في العالم. مضيفاً: "لم أشك في ذلك أبداً".
لحسن الحظ، لم يتغير غروب الشمس ومياه جزر المالديف الجميلة على الإطلاق. Credit: Courtesy Kurumba Maldives
ولحسن الحظ، لم تتغير بعض العادات، وعلى سبيل المثال، ما زال سكان المالديف يحصدون ثمار جوز الهند بالطريقة القديمة، بالتسلق أعلى الشجرة، وهي مهمة أصعب مما تبدو عليه.
كما أن المناظر الخلابة التي جلبت الناس إلى الجنة لأول مرة لا تزال رائعة الآن كما كانت عندما كان محمد عمر صبياً. وباعتباره رجلًا أكبر سناً يتجاوز سن التقاعد الطبيعي، فإنه لا يزال غير قادراً على الابتعاد عن المكان.
ومحمد عمر ليس الشخص الوحيد الذي فُتن بجمال جزر المالديف لدرجة أن الأشخاص الذين جاؤوا إلى الجزيرة، لا يريدون العيش في أي مكان آخر.
وجاءت دنيس شميدت في الأصل من موطنها الأصلي أي ألمانيا إلى جزر المالديف للعمل كمتدربة في أحد الفنادق. والآن، تعيش هناك بدوام كامل مع زوجها علي أمير، ويعمل الثنائي كمديرين لمنتجع "ريثي بيتش" في جزيرة "با أتول" الهادئة ولديهما ابنة صغيرة تكبر في هذه الجنة.
كان الضيوف الأوائل لمنتجع "كورومبا" من الإيطاليين.
وتحولت الآن مهمة شميدت الأصلية ومدتها ستة أشهر إلى أعوام، وليس من الصعب أن نفهم كيف يمكن لشخص ما أن يُفتن بالمناظر هنا ويريد البقاء إلى الأبد.
وقد تكون العزلة أحد الجوانب السلبية للعيش في جزيرة نائية، ولكن في عصر الجائحة، فإن جزر المالديف استخدمت الأمر لصالحها.
وتمكنت البلاد إلى حد كبير من البقاء مفتوحة بينما أغلقت وجهات أخرى أبوابها، رغم من الزيادة الأخيرة في الحالات التي دفعتها إلى تشديد القيود.
وحتى قبل ظهور فيروس "كوفيد-19"، كانت هناك مشكلة في جزر المالديف، ويشكل تغير المناخ وارتفاع منسوب البحار تهديداً وجودياً لهذه الجزر المنخفضة.
ويظهر التوازن البيئي الدقيق هنا تحت الأمواج في رحلة سفاري بالغطس في العديد من طبقات الشعاب المرجانية، والتي تواجه أضراراً ناتجة عن التلوث، والتآكل، وتغير المناخ.
ويُنظر إلى حسين "سندي" رشيد على نطاق واسع على أنه والد صناعة الغوص في جزر المالديف، بعد أن أصبح أول مدرب مرخص حاصل على شهادة "PADI" في البلاد، وحصل على شهادته في عام 1986.
ومع انطلاق صناعة السياحة الوليدة في البلاد آنذاك، بدأ رشيد في تلقي المزيد والمزيد من الطلاب. والآن، أفاد أن أكثر من 1،600 شخص بأنهم تبعوا خطواته الزاحفة.
ويصف التجربة تحت الماء قائلاً: "تصعد (من المياه) سعيداً، كأنك شخص آخر".
لكن تعليم الناس كيفية الغوص ليس سوى جزء بسيط من دعوة رشيد الحقيقية، أي الاهتمام بمياه جزر المالديف.وقد عمل رشيد على حظر قتل أسماك القرش بغرض الترفيه وبيع أسنانها كتذكارات، وأثمر هذا العمل الشاق ثماره في عام 2010، عندما أصبحت جزر المالديف واحدة من عدد قليل من البلدان في العالم التي تحظر صيد أسماك القرش تماماً. كما عزز انضمامه عام 2019 إلى قاعة مشاهير الغوص الدولي، إرثه كوصي على المحيط.
ويضيف رشيد وهو يلقي نظرة خاطفة على مياه الأكوامارين: "كل نوع يعيش هنا مهم بالنسبة لنا". بالتأكيد، قد تبدو أسماك القرش مخيفة، ولكنها جزء أساسي من النظام البيئي تحت الماء. ويوفر المرجان منزلًا للأسماك، والأسماك هي غذاء لأسماك القرش، ودورة الحياة هذه على بعد بضع بوصات فقط من سطح المياه.
وعندما افتتح محمد عمر مانيكو وثلاثة من أصدقائه "كورومبا"، أول منتجع سياحي في البلاد، في عام 1972، لم يكن هناك رصيف ميناء حتى، وكان على الزوار أن يواجهوا مستوى مياه يصل ارتفاعه إلى الخصر للوصول من القارب إلى الشاطئ.
قبل بناء هذا الرصيف (في الصورة) في ثمانينيات القرن الماضي، كان على الضيوف السير إلى منتجع كورومبا في مستوى مياه يصل ارتفاعه إلى الخصر
وكان معظم الزوار من الصحفيين والمصورين الإيطاليين.
ورغم من عدم وجود فلل ذات قاع زجاجي فوق المياه وطائرات مائية، كان من الواضح أن جزر المالديف كانت تُعرف بسحرها.
لم يكن هناك الكثير للقيام به في الجزر إلى جانب أخذ حمام شمس والذهاب للصيد.
واليوم، يتواجد أكثر من 100 منتجع موزع على أكثر من 1،200 جزيرة.
ومنتجع "كورومبا"، الذي يعني اسمه "جوز الهند" بلغة ديهيفي المحلية بجزر المالديف، كان في الأصل مزرعة جوز هند غير مأهولة. والآن لديه جميع المقومات لمنتجع جزر المالديف الفاخر.
ومع ذلك، من الجيد التفكير في ما بدت عليه الأمور في الأيام الأولى لصناعة السياحة هنا. ويُطلق بعض الناس على محمد عمر لقب "الرجل الذي بنى الجنة"، وهو لقب يستحقه حقاً.
وتم إنشاء أول مكان إقامة للضيوف من المرجان والحجر الجيري، إذ كان يجب إحضار المواد غير المتوفرة محلياً عن طريق السفن، والذي استغرق وصولها ما يصل إلى ثلاثة أشهر.
كانت الغرف بها مياه قليلة الملوحة تخرج من الصنابير.
وصلت الصحف متأخرة لأشهر وكانت خدمات الهاتف غير متسقة، إضافةً إلى أنه لا توجد متاجر في الجزيرة.
وقبل صناعة السياحة، لم يكن هناك سوى اثنين من المقيمين في الجزيرة، حيث يقع منتجع "كورومبا" الآن.
ولم تتوفر للأشخاص فرصة الانضمام إلى حصة لتعليم التجديف على الألواح أو الانتقال إلى جزيرة نائية بقارب سريع لتناول عشاء رومانسي تحت النجوم.
ولم يكن هناك الكثير ليفعله المسافرون إلى جانب صيد الأسماك وحمامات الشمس، التي استمتعوا بها ربما أكثر من اللازم.
هكذا بدا بهو المنتجع الأول في المالديف في عام 1972
ويتذكر محمد عمر قائلاً: "لقد كانوا سعداء للغاية"، مضيفاً أن البعض منهم استمتع بحمامات الشمس لمستوى مختلف جداً، لدرجة أن لونهم أصبح مثل لون الكركند.
ورغم من أن منتجع "كورومبا" هذه الأيام يتميز بالفلل والمطاعم الفاخرة، فإن وصف محمد عمر للأيام الأولى يبدو أشبه بملاذ الهيبز.
ويقول محمد عمر: "اعتدنا أن نقيم حفلة الشواء في الهواء الطلق وأن يكون لدينا شخصاً ما يعزف على آلة الجيتار".
وكان من الممكن أن يكون إخراج الناس إلى جزيرة منعزلة بعيدة في المحيط الهندي اقتراحاً محفوفاً بالمخاطر، ولكن بالنسبة إلى محمد عمر، كان القرار الأكثر منطقية في العالم. مضيفاً: "لم أشك في ذلك أبداً".
لحسن الحظ، لم يتغير غروب الشمس ومياه جزر المالديف الجميلة على الإطلاق. Credit: Courtesy Kurumba Maldives
ولحسن الحظ، لم تتغير بعض العادات، وعلى سبيل المثال، ما زال سكان المالديف يحصدون ثمار جوز الهند بالطريقة القديمة، بالتسلق أعلى الشجرة، وهي مهمة أصعب مما تبدو عليه.
كما أن المناظر الخلابة التي جلبت الناس إلى الجنة لأول مرة لا تزال رائعة الآن كما كانت عندما كان محمد عمر صبياً. وباعتباره رجلًا أكبر سناً يتجاوز سن التقاعد الطبيعي، فإنه لا يزال غير قادراً على الابتعاد عن المكان.
ومحمد عمر ليس الشخص الوحيد الذي فُتن بجمال جزر المالديف لدرجة أن الأشخاص الذين جاؤوا إلى الجزيرة، لا يريدون العيش في أي مكان آخر.
وجاءت دنيس شميدت في الأصل من موطنها الأصلي أي ألمانيا إلى جزر المالديف للعمل كمتدربة في أحد الفنادق. والآن، تعيش هناك بدوام كامل مع زوجها علي أمير، ويعمل الثنائي كمديرين لمنتجع "ريثي بيتش" في جزيرة "با أتول" الهادئة ولديهما ابنة صغيرة تكبر في هذه الجنة.
كان الضيوف الأوائل لمنتجع "كورومبا" من الإيطاليين.
وتحولت الآن مهمة شميدت الأصلية ومدتها ستة أشهر إلى أعوام، وليس من الصعب أن نفهم كيف يمكن لشخص ما أن يُفتن بالمناظر هنا ويريد البقاء إلى الأبد.
وقد تكون العزلة أحد الجوانب السلبية للعيش في جزيرة نائية، ولكن في عصر الجائحة، فإن جزر المالديف استخدمت الأمر لصالحها.
وتمكنت البلاد إلى حد كبير من البقاء مفتوحة بينما أغلقت وجهات أخرى أبوابها، رغم من الزيادة الأخيرة في الحالات التي دفعتها إلى تشديد القيود.
وحتى قبل ظهور فيروس "كوفيد-19"، كانت هناك مشكلة في جزر المالديف، ويشكل تغير المناخ وارتفاع منسوب البحار تهديداً وجودياً لهذه الجزر المنخفضة.
ويظهر التوازن البيئي الدقيق هنا تحت الأمواج في رحلة سفاري بالغطس في العديد من طبقات الشعاب المرجانية، والتي تواجه أضراراً ناتجة عن التلوث، والتآكل، وتغير المناخ.
ويُنظر إلى حسين "سندي" رشيد على نطاق واسع على أنه والد صناعة الغوص في جزر المالديف، بعد أن أصبح أول مدرب مرخص حاصل على شهادة "PADI" في البلاد، وحصل على شهادته في عام 1986.
ومع انطلاق صناعة السياحة الوليدة في البلاد آنذاك، بدأ رشيد في تلقي المزيد والمزيد من الطلاب. والآن، أفاد أن أكثر من 1،600 شخص بأنهم تبعوا خطواته الزاحفة.
ويصف التجربة تحت الماء قائلاً: "تصعد (من المياه) سعيداً، كأنك شخص آخر".
لكن تعليم الناس كيفية الغوص ليس سوى جزء بسيط من دعوة رشيد الحقيقية، أي الاهتمام بمياه جزر المالديف.وقد عمل رشيد على حظر قتل أسماك القرش بغرض الترفيه وبيع أسنانها كتذكارات، وأثمر هذا العمل الشاق ثماره في عام 2010، عندما أصبحت جزر المالديف واحدة من عدد قليل من البلدان في العالم التي تحظر صيد أسماك القرش تماماً. كما عزز انضمامه عام 2019 إلى قاعة مشاهير الغوص الدولي، إرثه كوصي على المحيط.
ويضيف رشيد وهو يلقي نظرة خاطفة على مياه الأكوامارين: "كل نوع يعيش هنا مهم بالنسبة لنا". بالتأكيد، قد تبدو أسماك القرش مخيفة، ولكنها جزء أساسي من النظام البيئي تحت الماء. ويوفر المرجان منزلًا للأسماك، والأسماك هي غذاء لأسماك القرش، ودورة الحياة هذه على بعد بضع بوصات فقط من سطح المياه.