العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
كتبت هذه القصيدة ردا على سعودي تهجم
على العراق ..
غدر الشباب فراح يركض مسرعا
غدت سنواتهِ لحظاتٍ بربيع ممرعا
وكم آملتنا الايام بالايامِ فمنا هربت
كأن المنى حراماً فأرتنا حلما مفزعا
ما هذه البلادةِ يا زمان وهذه الامعاتِ
فحسب علينا عمراً وظنوا إنه ممتعا
لا الصبا عشناهُ كما سالف الازمانِ
والشباب بدأناهُ بحربٍ وللنكبِ موزعا
قضيناهُ رصاصٍ وسوط جلادٍ لعين
فما رسمنا مستقبلاً لكي يكون مبدعا
تناثرت أشلاء ما طمحنا إليه ومتنا
وتفاخر جرذان الخليجِ كأنه لنا مشرعا
بسيل دمائنا بنوا دويلاتهم وتفاخروا
وكل قطرةٍ منا تساوي شواربهم متسعا
أنا ابن دجلة الخير وذاك الاباء وطني
لا أرأهم وإن تكلموا فلا يطرقون مسمعا
بدأ التأريخُ معهم حين فاضت البصرة
فطفح ما اخذه السيلُ فصارت لهم بلقعا
انا التأريخُ ومسلتي تشهدُ وأورٍ والجنائنُ
وأقدم حجراً بأرضهم من أرضنا انتزعا
لا أبكي وكيف يبكي التأريخُ جهالة قومٍ
فرعوا النساء واتتخذ الرجال دونهن برقعا
ولا أساوم حذوة فرسي إذ تطأ رؤوسهم طرا
فلي في خطو المهرةِ ألف بدرٍ تحتها يقعا
فيا لغدر الشباب حين أنشب خنجرهُ الصدِ
في خاصرتي ومني ضاع العمر و انتزعا
02/05/2020
العـ عقيل ـراقي