الطائر الحر
Well-Known Member
بعد طول انتظار، تساقطت أخيرا الثلوج هذا الشتاء في مراكز المدن الكردستانية، خاصة السليمانية التي اكتست بلون الثلج الأبيض هي وجبالها المحيطة بالمدينة من كل طرف.
وفور الهطول الثلجي، يسارع السكان في كردستان لارتياد المناطق الجبلية للتمتع بالطقس، حيث اللعب بكرات الثلج والتصارع بها وصناعة رجال الثلج ومجسماته وغير ذلك من طقوس خاصة بمثل هذه الأيام.
وينتشر على جنبات الطرق الجبلية وعلى مداخلها الباعة المتجولون بعرباتهم والتي يقبل مرتادو تلك الأماكن عليها بكثافة لشراء عدة الرحلة الثلجية، من حاجيات وسلع وطعام وشراب حيث الإقبال الشديد على أكلات بعينها محببة في الطقس البارد المثلج.
وفضلا عن المشروبات الساخنة والشاي، وفي مقدمتها الإقبال الكبير على شراء "الشلغم" وهو الشمندر المغلي المغمس في الدبس، وهي وصفة تقليدية كردية شهيرة في فصل الشتاء، إلى جانب الفول المسلوق وغير ذلك من وصفات خاصة بفصل الأمطار والثلوج.
ورغم تحذيرات دوائر المرور والدفاع المدني من وجوب توخي الحذر أبان الخروج لنزهات الثلج تلك، خاصة في الطرق الجبلية، لكن ذلك لا يمنع اكتظاظها بآلاف مؤلفة من المركبات والعربات حيث تطغى فرحة الثلج الناصع على محيا الناس كبارا وصغارا، ويغدو الاستمتاع به واللهو شغلهم الشاغل بلا منازع.
ولتساقط الثلوج بحسب خبراء الطقس فوائد جمة للبيئة والتربة، لا سيما لجهة تعزيز مخزون المياه الجوفية وتقليل خطر الجفاف هذه السنة، خاصة وأنه طيلة هذا الشهر لم تهطل الأمطار.
كما يأتي موسم الثلوج في وقت كان هناك مخاوف من أن يكون شتاء هذا العام جافا.
وتشتهر مدينة السليمانية وكردستان عامة بثلوجها الكثيفة كل شتاء، خاصة في أعالي الجبال وقممها والتي تتحول إلى مقصد للسياحة الشتوية خاصة من قبل المواطنين العراقيين القادمين من مناطق وسط وجنوب العراق، الذين تعد كردستان العراق وجهتهم المفضلة في مختلف فصول السنة، نظرا للطبيعة الجبلية والخضراء الخلابة.