عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
وقفات مع الأشهر الحرم
\\
تعيين الأشهر الحرم واختيارها هو مظهر من مظاهر كمال حكمة الله وعلمه: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾[القصص: 68] ، وهذه الأشهر هي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، ومحرم، ورجب.
وقد ورد ذكرها في القرآن مجملاً، ونص النبي صلّ الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي بكرة رضي الله عنه. قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾[التوبة: 36].
وقوله تعالى: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ أي لا تظلموها بالمعاصي ولا القتال ،وذلك تعظيماً لأمرها ،وتغليظاً للذنب فيها.
وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ أي أن تحريم هذه الأشهر الأربعة الحرم هو الدين المستقيم: دينُ إبراهيم وإسماعيل وقد كانت العرب تعظم هذه الأشهر فغيّر بعضهم وبدّل بتأخيرها عن موعدها فيؤخرون تحريم محرم إلى صفر،وهكذا تحايلاً على حرمات الله.
ومن تعظيم المؤمن لربه أن يعظم ما عظمه سبحانه، بل هو من أمارات خيريته وتقواه: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾[الحج: 30]، ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾[الحج: 32] وإذا كان أهل الجاهلية يعظمون هذه الأشهر بترك القتال فيها، وعدم التعرض لمن قاتلهم؛ فإن المؤمن بالله ورسوله أولى بتعظيمها -لا تقليدا، بل- تعبداً واتباعاً.
ومن أعظم دلالات تحريم هذه الأشهر عند المسلم: الكف فيها عن المعاصي كلها، فإن ارتكاب المعاصي لا ريب أنه ظلم للنفس، وقد قال الله عن هذه الأشهر بخصوصها: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾. قال قتادة: الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، لكن الله يعظم من أمره ما يشاء.
ومما تُعظّم به الأشهر الحرم: الازدياد من العمل الصالح، فللزمان الفاضل ميزة على غيره، لذا كان بعض السلف يكثرون من صومها،كما ذكره ابن رجب. - ومن قصرت همّته عن الازدياد من العمل الصالح في الأشهر الحرم؛ فليرحم نفسه بالكف عن المعاصي.
تنبيه: السيئات لا تضاعف كمية لا في الأشهر الحرم ولا غيرها، لكنها تعظم من حيث الكيفية.
رزقنا الله جميعا تعظيم أمره ونهيه، والله الموفق.
\\
تعيين الأشهر الحرم واختيارها هو مظهر من مظاهر كمال حكمة الله وعلمه: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾[القصص: 68] ، وهذه الأشهر هي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، ومحرم، ورجب.
وقد ورد ذكرها في القرآن مجملاً، ونص النبي صلّ الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي بكرة رضي الله عنه. قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾[التوبة: 36].
وقوله تعالى: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ أي لا تظلموها بالمعاصي ولا القتال ،وذلك تعظيماً لأمرها ،وتغليظاً للذنب فيها.
وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ أي أن تحريم هذه الأشهر الأربعة الحرم هو الدين المستقيم: دينُ إبراهيم وإسماعيل وقد كانت العرب تعظم هذه الأشهر فغيّر بعضهم وبدّل بتأخيرها عن موعدها فيؤخرون تحريم محرم إلى صفر،وهكذا تحايلاً على حرمات الله.
ومن تعظيم المؤمن لربه أن يعظم ما عظمه سبحانه، بل هو من أمارات خيريته وتقواه: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾[الحج: 30]، ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾[الحج: 32] وإذا كان أهل الجاهلية يعظمون هذه الأشهر بترك القتال فيها، وعدم التعرض لمن قاتلهم؛ فإن المؤمن بالله ورسوله أولى بتعظيمها -لا تقليدا، بل- تعبداً واتباعاً.
ومن أعظم دلالات تحريم هذه الأشهر عند المسلم: الكف فيها عن المعاصي كلها، فإن ارتكاب المعاصي لا ريب أنه ظلم للنفس، وقد قال الله عن هذه الأشهر بخصوصها: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾. قال قتادة: الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، لكن الله يعظم من أمره ما يشاء.
ومما تُعظّم به الأشهر الحرم: الازدياد من العمل الصالح، فللزمان الفاضل ميزة على غيره، لذا كان بعض السلف يكثرون من صومها،كما ذكره ابن رجب. - ومن قصرت همّته عن الازدياد من العمل الصالح في الأشهر الحرم؛ فليرحم نفسه بالكف عن المعاصي.
تنبيه: السيئات لا تضاعف كمية لا في الأشهر الحرم ولا غيرها، لكنها تعظم من حيث الكيفية.
رزقنا الله جميعا تعظيم أمره ونهيه، والله الموفق.