العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
تتدانى الليلُ وفي القلبِ خَورُ
إذ تفرعن فينا وباءُ كله كدرُ
وقد ملاء أفئدةً الناس رعبا
وشطَت العقولِ قصصاً وصورُ
ولكلِ طامةً تمرُ فبها نضحكُ
ولم تبالي الخليقةِ قط ما اهدروا
وتغافل البعض عن هباتِ اللهِ
فإن مع العُسرِ أوجد لنا اليسرُ
فذا اليسرُ في وادي السلام يعلو
فهو أبن أم العلا ويكفيكمُ الشرُ
هو عرسُ فاطمةً وأبن عمها
فما رُد زائرهُ قط فهو أبو شِبرُ
واليوم ببيت الله يكون مولدهُ
فَمنَ ذاك الذي لهُ مكةً سررُ
غير أبى حسنٍ فداءهُ الجميع
من رضوهُ أميراً وبولايتهِ سروا
ومن غضبوا من عدلهِ حين إتكأ
وطوت له السماواتِ بالحق الامرُ
فإذا أجن الليل تلقاهُ خريرُ دمعٍ
والصبحُ بوجه اليتامى باسم الثغرُ
لا تغرهُ حسنُ قامتها وذاك الغنجِ
ولا تلهوهُ في السحرِ فعنها يؤثرُ
قد طلقها ثلاثٍ وإستدار عنها
وسيان بين يديهِ الذهبُ والتبرُ
وتحلى غيرهُ بفيء العبادِ والدين
وهو يُلبسُ الأبهى لخادمهِ قنبرُ
وقد إستحيا من ثوبهِ المرقعُ
وجشبُ أديمهُ لا يلوكهُ الصخرُ
فهو كهفي وكهفُ من لاذ بهِ
وبالصلاة عليه يحلو لنا الذكرُ
وأرجوهُ لكل معضلةٍ تمرُ بي
وذخراً وشفيعاً لنا يوم الحشرُ
و لي صديقاً منذ الصغرِ موالياً
كنت أره بعد الصلاة يسجد للشكرُ
سألته عن تلك السجدةِ فتبشر وجهه
وقال أليس ولاية عليا تستحق الشكر
نعمةً تطوف حولنا من كل ناحيةٍ
وبها على البرايا ننعم وبها نفخرُ
خذ ما شئت من الاموال والبين
فلا تساوي سهماً والولاية الاوفرُ
ويوم خمٍ خير دليلٍ على ما ادعي
فذاك يوم التولية له والعيد الاكبرُ
ومَن ذا يعرف سماتي يوم السقيِ
غير ساقيها أميري على الكوثرُ
لا أبالي بنارٍ اذا إشدت زفيرها
فالقلبُ لاتحرقه ناراً فيه حيدر
وإن أحضرت لي الذنوب حينها
فأبى الحسنِ لعشقي له لا ينكرُ
فلا يساق عاشق علياً قط للجحيم
ذاك إعتقادي بمن قلع باب خيبر
أختمها لقصر الفهمِ مني لمنزلتهِ
فهو وإن شاد البنان به مختصرُ
أي إللهي هذه بضاعتنا مزجاةِ
و لي وللسامعين ولوالدينا نميرُ
فيا ذا العلا أهلاً للكرم والعطاء
فلا تردها علينا وأنت المجيرُ
08/03/2020
العـ عقيل ـراقي