اكتشاف 13 كيلومترا إضافية ضمن النظام الكهفي الأطول على مستوى العالم
يضم المتنزه منظومة كهفية ذات ممرات طويلة مع غرف ضخمة وأعمدة رأسية وصواعد وهوابط، وأشكال رائعة من إبر الجبس الدقيقة.
بتاريخ 11 سبتمبر/أيلول الجاري أعلنت خدمة المتنزهات الوطنية (NPS) الأميركية أن كهف ماموث سجل رقما قياسيا جديدا، وذلك بعد أن أمضى المساحون ساعات في رسم خرائط لـ13 كيلومترا إضافية من الممرات في "متنزه كهف ماموث الوطني" (Mammoth Cave National Park) بولاية كنتاكي الأميركية، الذي كان قد افتتح أول مرة عام 1941.
وهكذا فإن طول ممرات كهف الماموث الموثقة حسب التقرير المنشور على موقع "لايف ساينس" (Live Science) حتى يومنا هذا بات يبلغ 676 كيلومترا، وهو ما يقارب المسافة بين مدينة نيويورك ومدينة رالي بولاية كارولينا الشمالية.
الكهف الأطول على مستوى العالم
لم يكن رسم خريطة ممرات الكهف بالعمل السهل أو البسيط، إذ تضافرت جهود متطوعين في "مؤسسة أبحاث الكهوف" (Cave Research Foundation) -وهي مجموعة غير ربحية مقرها كنتاكي- وسكان محليين آخرين، بمن في ذلك أعضاء من "تحالف كنتاكي كارست المركزي" (Central Kentucky Karst Coalition) لإنجاز هذا العمل.ووفقا للبيان الرسمي لخدمة المتنزهات الوطنية، صرحت كارين ويلمز مديرة العمليات الشرقية في مؤسسة أبحاث الكهوف بأن "العديد من الرحلات داخل الكهف كانت طويلة وشاقة جراء صعوبات التسلق، وعبور الأماكن الضيقة، والزحف، والمياه والطين".
وما إن انتهت رحلتهم الشاقة عبر ممرات كهفية جديدة، حتى قام رسّامو الخرائط بتحويل البيانات التي جمعت إلى خريطة أضافت ممرات جديدة إلى كهف ماموث.
وهذه ليست المرة الأولى التي يسجل فيها كهف الماموث رقما قياسيا عالميا؛ ففي عام 1969 سجل رقما قياسيا عالميا بطول موثق للممرات المكتشفة آنذاك بلغ 105 كيلومترات، وفي سبتمبر/أيلول 1972 عقب عملية مسح استمرت 14 ساعة اكتشف رواد مؤسسة أبحاث الكهوف وجود صلة بين نظام كهف الماموث و"منظومة فلينت ريدج الكهفية" (Flint Ridge system)، وبذلك بلغ إجمالي الممرات الموثقة -حينئذ- في كهف ماموث 232 كيلومترا.
وهكذا أضيفت كيلومترات أخرى إلى كهف ماموث لدى اكتشاف الممرات بينه وبين الكهوف الأصغر، مثل "كهف بروكتر" (Proctor Cave) و"كهف روبيل" (Roppel Cave) و"كهف موريسون" (Morrison Cave).
موقع للتراث العالمي
يستقبل كهف ماموث أكثر من مليوني زائر سنويا، ويتكون من متاهة كبيرة تشكلت نتيجة تآكل الحجر الجيري، وهي ظاهرة تعرف علميا باسم التضاريس الكارستية، وتحدث أيضا في الصخور الأخرى القابلة للذوبان، مثل الرخام والجبس.تتشكل التضاريس الكارستية عندما تتسرب مياه الأمطار والأنهار من سطح الأرض إلى الأسفل عن طريق الشقوق والكسور والثقوب ثم تنتقل بعيدا تحت الأرض، لتذيب الصخور وتكوّن طبقة صخرية ناعمة تحت الأرض في الكهوف.
ويعدّ متنزه كهف ماموث الوطني واحدا من 13 موقعا طبيعيا في الولايات المتحدة تم الاعتراف بها ضمن قائمة اليونسكو لمواقع للتراث العالمي (World Heritage Site) من قبل الأمم المتحدة، حيث أضيف إليها عام 1981، كما تحول إلى محمية محيط حيوي (Biosphere Reserve) عالمية عام 1990.
ويضم المتنزه منظومة كهفية ذات ممرات طويلة مع غرف ضخمة وأعمدة رأسية وصواعد وهوابط، وأشكال رائعة من إبر الجبس الدقيقة، كما يتميز كهف الماموث باحتوائه على تنوع كبير من معادن الكبريتات يفوق أي تنوع آخر على مستوى منظومة الكهوف العالمية.
