أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

يف نصل إلى النفـس ألمطمـئِنة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

زكي البصراوي

Well-Known Member
إنضم
10 أغسطس 2012
المشاركات
49
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
العراق
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي).. سورة الفجر – ج 30..


إن من الأمور الواضحة في القرآن الكريم، هو وصفه للنفوس على ثلاثة أصناف رئيسية وهي:

1. النفس الأمارة بالسوء: وهي النفس التي لم تخرج من فلك الشهوات والملذات، لدرجة أنها أصبحت أسيرة تلك الشهوات.. فما دامت هي أسيرة ذلك الفلك، فإنه من الطبيعي أن تأمر الإنسان بعمل ما يوافق شهواته.. وغالبا من يوافق الشهوات، لا بد وأن يصطدم في يوم من الأيام مع رغبة القانون (الشريعة).

2. النفس اللوامة: وهي النفس التي ما زالت في حالة تجاذب بين الهدى وبين الهوى، فهي تعيش حالة وسطية بين برزخ النفس الأمارة بالسوء، وبين النفس المطمئنة.. فتارة تخرج من جاذبية الشهوة والهوى، وتنطلق إلى الهدى والفلاح.. وتارة أخرى تضعف مقاومتها، فترجع إلى دائرة الشهوات.. فتراها ترجع إلى الله عز وجل، وتتذكر وقوعها في أجواء الرذيلة، فتتوب إلى الله، وتندم، وتلوم على ما صدر منها.. ثم تنسى، وترجع تارة أخرى إلى عالم الشهوات، لتعيش حالة أخرى من حالات الحسرة والندم، ثم الرجوع لله ... وهكذا!..

3. النفس المطمئنة: وهي آخر مراتب الكمال البشري، التي يصل إليها البشر من خلال تهذيب الروح، لإخراجها من عالم الأمارية إلى عالم اللوامية.. ومن ثم السعي للتشبه بتلك النفوس المطمئنة.

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي).. إن فعل الأمر (ارجعي) ملازم لهذه النفس.. أي أيتها النفس!.. أنت كنت عندي سابقا، وكنت قطعة من عالم الأنوار وعوالم القرب إلى الله، التي أنعم الله عليها وأنزلها إلى الأرض، والآن قد حان الوقت لأن ترجعي إلى ما كنت عليه.. فيجب علينا أن نعيش هذا الهاجس تجاه أنفسنا، أي أننا من الله عز وجل، وأننا راجعون إليه.. فلماذا إذن نلوث أنفسنا في هذه الأيام القصيرة؟.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).. فلماذا لا نحسب حساب الرجوع إلى الله عز وجل، ونكون بالمستوى الذي يريده المولى منا؟..

(ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً).. حيث أن أصل الوجود هو بهاتين الكلمتين: أن نكون راضين عن الله عز وجل، وهي علاقة العبد مع ربه.. وأن يكون الله عز وجل راضيا عنا، وهي علاقة الله مع العبد.. وهذا هو الهدف من الخلقة لقوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا لعبدون).. وهذه العبادة لها ثمرتان:

• ثمرة خلقية: وهي أن يكون العبد راضياً عن الله عز وجل.

• ثمرة خالقية: وهي أن يكون الله عز وجل راضياً على عبده.


لا بد لنا أن نعلم أن رضوان الله تعالى، ليس أمرا جزافيا بعيد المنال.. إنما الإنسان هو الذي بيده أن يرسم هذا الرضوان.. فأنت رضيت عن ربك وعبدته حق عبادته، فرضي الله عنك.. فإذن الرضوان الإلهي منشأه رضا العبد عن ربه، لأن هذا الرضا عن الله تعالى، يتبعك للعمل، وعملك يوجب أن يحقق رضوان الله عز وجل في حق نفسك.

(فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي).. يتبين من هذه الآية أن جزاء هذه النفوس المطمئنة أمران: أولاً: الدخول في عباد الله، وهو عالم الأنس بالأرواح الطيبة، في جنة الخلد مع محمد وآل محمد صلوت الله عليهم أجمعين.. وثانياً: الدخول في جنة الله عز وجل، والتنعم بنعيمها.. ويتبين لنا من الجزاء الأول أن المؤمن لا يأنس إلا بالله، أو بمؤمن مثله.. فهو يأنس بالله عز وجل، لأنه مصدر النعيم المعنوي الذي لا حد له.. وأما إذا كان لا يمكنه الأنس بالله تعالى، وذلك لوجود حجاب من الحجب المعينة، فأنه لا ضير من الشكوى والأنس بالمؤمنين، لأنه (من شكا الى مؤمن، فكأنما شكا إلى الله عز وجل).. وذلك لأن المؤمنين هم ممثلو الله عز وجل في الأرض.. و(أما من شكا إلى غير مؤمن، فكأنما شكا الله عز وجل).

إن الغرض من المدار في الاطمئنان، والمدار في الأنس، والمدار في النعيم، هو تهذيب الروح، لإخراجها من عالم الأمارية إلى عالم اللوامية، وبعد ذلك السعي إلى التشبه بتلك النفوس المطمئنة، التي بلغت أعلى درجات الاطمئنان.
 

"هيبه ملكـ "

Well-Known Member
إنضم
16 يونيو 2012
المشاركات
7,341
مستوى التفاعل
31
النقاط
48
الإقامة
العراق - الانبار - حديثة
الموقع الالكتروني
www.f-iraq.com
رد: يف نصل إلى النفـس ألمطمـئِنة

بوركت اخي الغالي

وجزيت خيراً لما قدمت

طرح مميز نسأل الله ان يكون في موازين حسناتك

تقبل مني مروري وردي المتواضع

تحيتي
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )