ظل آليآسمين
Well-Known Member
- إنضم
- 9 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 2,626
- مستوى التفاعل
- 10
- النقاط
- 38
أبو صالح
** لديه مزرعة تبعد عن مقر سكنه ما يزيد على 140 كيلو متر ويتردد إلى هذه المزرعة بين فينة وأخرى ، أحياناً في الأسبوع مرة أو مرتين أو ثلاث يُقيم فيها أحياناً يوم أو نصف يوم أو يومين أو ثلاثة أيام ، له سكن مؤقت في هذه المزرعة يجلس فيه وأحياناً أولاده معه ، هل تجري عليه رُخص السفر ؟
أما في الطريق فإنه يترخص برخص السفر هذا لا إشكال فيه كون المسافة مسافة سفر 100 كيلو مسافة سفر ، لكن إذا أقام في تلك المزرعة التي هي ملك له وفيها سكن له هل يُعتبر مسافراً أو أننا لا نعتبره مسافراً ؟ ، هذا يرجع إلى تحقيق المناط في معرفة العُرف هل العُرف عند الناس أن مثل هذا الرجل الذي يأتي إلى مزرعته التي يملكها أو التي له سكن فيها ، هل العُرف عند الناس أن هذا مقيم أو مسافر ؟! ، فإذا قلنا أن العُرف عند الناس أنه مسافر فيترخص برخص السفر ، وإذا قلنا العرف أنه مقيم فلا يترخص ، وعندي أن العُرف إذا أردنا أن نعرف العُرف ونضبط العُرف والناس يختلفون فيه اختلافاً كثيراً ، لكن عندي أن هناك مثال إذا ضربت هذا المثال اتضحت المسألة من جهة تحديد العُرف وهو : لا تسأل عن القصر والجمع وإنما ضع الفطر في نهار رمضان مكان القصر ، لو أن هذا الرجل في مزرعته أفطر في نهار رمضان أمام الناس ، يعني أتى بعد صلاة الظهر وأكل أمام الناس في رمضان ، هل ينكر عليه الناس أم لا ؟ ، فإذا كان الناس ينكرون عليه ويقولون لست مسافراً أنت في مزرعتك وأنت في بيتك في هذه المزرعة فإذا معنى ذلك أن العُرف يقتضي أنه ليس بمسافر ، أما إذا كان الناس يعذرونه ويرون أنه مسافر فنقول إنك مسافر .
والواقع أن الناس يُنكرون عليه ليس فقط لا يعتبرونه سفراً بل يُنكرون عليه كيف تكون في مزرعتك وتعتبر نفسك مسافراً ! ، فهو أشبه مالو كان رجل له أكثر من زوجة له زوجة هنا في بلده وزوجة في بلد آخر فهو هنا غير مسافر وهناك غير مسافر ، فالذي يظهر أن العُرف في هذه المسألة هو أننا لا نعتبره مسافراً مادام أن المزرعة ملكه ومادام أن البيت فيه سكن خاص له فهو كما لو كان له زوجتان زوجة هنا وزوجة هناك فالأقرب إذن أنه ليس مسافر وحينئذ نقول لا يترخص برخص السفر لا يقصر الصلاة ولا يجمع بين الصلاتين ولا يترخص بسائر رخص السفر ،
وعند الفقهاء قاعدة وهي أن المسلم إذا شك هل هو مسافر أو مقيم يقولون الأصل الإقامة الأصل في الإنسان الإقامة وليس السفر وحينئذ نرجع للأصل نقول الأصل أنك لا تترخص برخص السفر إلا إذا غلب على ظنك أنك مسافر فحينئذ تنتقل من هذا الأصل إلى اعتبارك مسافراً ، فإذا كنت متردداً الآن أو أن المسألة مختلف فيها عُرفاً فغلب جانب الاحتياط في هذا وهو الإقامة ، على أنني أرى أن العُرف في هذا العُرف الظاهر عند أكثر الناس يقتضي أنه ليس بمسافر وأنه يُعتبر مقيماً .
المقدم / حينما يسألون عن فدِم فلان أو حينما يرونه يحمدون الله عزوجل له بالسلامة ، الحمد لله على سلامة الوصول هل تُعتبر هذه قرائن تُحدد اتجاه العُرف ؟
هو لاشك قطع مسافة سفر يعني 100 كيلو مسافة سفر ولهذا في الطريق هو يترخص برخص السفر لكن الكلام إذا اقام كما لو كان له بيت آخر وعنده زوجة أخرى وأولاد في ذلك البلد فالناس أيضاً يهنئونه بسلامة الوصول ، هذه غير مؤثرة في هذا .
من حلقة يوم الجمعة 6/3/1434هـ أجاب فضيلة الشيخ : سعد بن تركي الخثلان - حفظه الله -
** لديه مزرعة تبعد عن مقر سكنه ما يزيد على 140 كيلو متر ويتردد إلى هذه المزرعة بين فينة وأخرى ، أحياناً في الأسبوع مرة أو مرتين أو ثلاث يُقيم فيها أحياناً يوم أو نصف يوم أو يومين أو ثلاثة أيام ، له سكن مؤقت في هذه المزرعة يجلس فيه وأحياناً أولاده معه ، هل تجري عليه رُخص السفر ؟
أما في الطريق فإنه يترخص برخص السفر هذا لا إشكال فيه كون المسافة مسافة سفر 100 كيلو مسافة سفر ، لكن إذا أقام في تلك المزرعة التي هي ملك له وفيها سكن له هل يُعتبر مسافراً أو أننا لا نعتبره مسافراً ؟ ، هذا يرجع إلى تحقيق المناط في معرفة العُرف هل العُرف عند الناس أن مثل هذا الرجل الذي يأتي إلى مزرعته التي يملكها أو التي له سكن فيها ، هل العُرف عند الناس أن هذا مقيم أو مسافر ؟! ، فإذا قلنا أن العُرف عند الناس أنه مسافر فيترخص برخص السفر ، وإذا قلنا العرف أنه مقيم فلا يترخص ، وعندي أن العُرف إذا أردنا أن نعرف العُرف ونضبط العُرف والناس يختلفون فيه اختلافاً كثيراً ، لكن عندي أن هناك مثال إذا ضربت هذا المثال اتضحت المسألة من جهة تحديد العُرف وهو : لا تسأل عن القصر والجمع وإنما ضع الفطر في نهار رمضان مكان القصر ، لو أن هذا الرجل في مزرعته أفطر في نهار رمضان أمام الناس ، يعني أتى بعد صلاة الظهر وأكل أمام الناس في رمضان ، هل ينكر عليه الناس أم لا ؟ ، فإذا كان الناس ينكرون عليه ويقولون لست مسافراً أنت في مزرعتك وأنت في بيتك في هذه المزرعة فإذا معنى ذلك أن العُرف يقتضي أنه ليس بمسافر ، أما إذا كان الناس يعذرونه ويرون أنه مسافر فنقول إنك مسافر .
والواقع أن الناس يُنكرون عليه ليس فقط لا يعتبرونه سفراً بل يُنكرون عليه كيف تكون في مزرعتك وتعتبر نفسك مسافراً ! ، فهو أشبه مالو كان رجل له أكثر من زوجة له زوجة هنا في بلده وزوجة في بلد آخر فهو هنا غير مسافر وهناك غير مسافر ، فالذي يظهر أن العُرف في هذه المسألة هو أننا لا نعتبره مسافراً مادام أن المزرعة ملكه ومادام أن البيت فيه سكن خاص له فهو كما لو كان له زوجتان زوجة هنا وزوجة هناك فالأقرب إذن أنه ليس مسافر وحينئذ نقول لا يترخص برخص السفر لا يقصر الصلاة ولا يجمع بين الصلاتين ولا يترخص بسائر رخص السفر ،
وعند الفقهاء قاعدة وهي أن المسلم إذا شك هل هو مسافر أو مقيم يقولون الأصل الإقامة الأصل في الإنسان الإقامة وليس السفر وحينئذ نرجع للأصل نقول الأصل أنك لا تترخص برخص السفر إلا إذا غلب على ظنك أنك مسافر فحينئذ تنتقل من هذا الأصل إلى اعتبارك مسافراً ، فإذا كنت متردداً الآن أو أن المسألة مختلف فيها عُرفاً فغلب جانب الاحتياط في هذا وهو الإقامة ، على أنني أرى أن العُرف في هذا العُرف الظاهر عند أكثر الناس يقتضي أنه ليس بمسافر وأنه يُعتبر مقيماً .
المقدم / حينما يسألون عن فدِم فلان أو حينما يرونه يحمدون الله عزوجل له بالسلامة ، الحمد لله على سلامة الوصول هل تُعتبر هذه قرائن تُحدد اتجاه العُرف ؟
هو لاشك قطع مسافة سفر يعني 100 كيلو مسافة سفر ولهذا في الطريق هو يترخص برخص السفر لكن الكلام إذا اقام كما لو كان له بيت آخر وعنده زوجة أخرى وأولاد في ذلك البلد فالناس أيضاً يهنئونه بسلامة الوصول ، هذه غير مؤثرة في هذا .
من حلقة يوم الجمعة 6/3/1434هـ أجاب فضيلة الشيخ : سعد بن تركي الخثلان - حفظه الله -