أوجاع ألظلام
Well-Known Member
يوم عشتُ حرة
جهزتُ فطوري، أضفتُ قطعتين من السكر في قهوتي؛ لديَ اليومَ رغبة بكسر القواعد وانتهاك كل التعاليم الطبية،
وتحذيرات أولادي. أود أن اتنفس حريتي قبل رحيلي ..عشت داخل جلباب أمي ..
سطّرت لي حياتي، زوجتني، سلمتْ سلطتها لزوجي، وقبل موته سلم المشعل لأبنائي.
حُجتهم جميعا أنهم يحافظون على صحتي …لديَ موعد اليوم مع طبيب القلب وكالعادة سيأتي ابني ليقلني إليهِ…
لن أذهب سأغلق هاتفي وأغادر البيت قبل وصوله.
لستُ طفلةً كي يصحبني مرشد في ذهابي وإيابي، وقد جاوزتُ السبعينَ.
ارتديتُ ثيابي على عجل، وضعت نظارتي الطبية، وانطلقت لعالم واسع يناديني. جلست بالمحطة أنتظر القطار،
انتابتني الغبطة وأنا أحدق بالمارة وأتحدث مع بعضهم أحيانا…
صعدتُ القطارَ، جلست بجانب النافذة كي استمتع بالمناظر؛ وكأنني كنتُ سجينة.
لِأول مرة: أشعر أن رئتي تتنفس الهواء، وأن قلبي يضخ الدم. ولساني يتكلم دون رقيب وأذنايَ تسمع ما أريد،
كل حواسي تمارس دورها على أكمل وجه . الى أين تقودني قدماي؟
منذ كنت شابة تمنيت زيارة قاعة سينما، أشاهدُ فيلما على تلك الشاشة الكبيرة…
بحثت في العروض، وجدت فيلما حسب رغبتي. ضحكتُ كطفلة، خجلت من نظرات من حولي،
كلهم بعمر أبنائي. شعرت بالجوع؛ وددت طبقا مشكلا؛ لا يهم كمية الدهون ولا نسبة الأملاح،
المهم أن أشعر بمعدتي تلتهم الطعام بشهية.
قبل عودتي تسكعت قليلا بالطرقات، وقفت أمام واجهات المحلات ..هذا اليوم سيخلده ذهني رغم شعوري بالإرهاق.
عند عودتي في المساء: أقبلت جارتي مسرعةً؛ تبارك رجوعي سالمة. تعجبتُ!
علمت منها أنَّ أولاديَ والشرطةَ؛ مستنفرون يبحثون عني في كل مكان..
أحلام كنيسي /تونس
جهزتُ فطوري، أضفتُ قطعتين من السكر في قهوتي؛ لديَ اليومَ رغبة بكسر القواعد وانتهاك كل التعاليم الطبية،
وتحذيرات أولادي. أود أن اتنفس حريتي قبل رحيلي ..عشت داخل جلباب أمي ..
سطّرت لي حياتي، زوجتني، سلمتْ سلطتها لزوجي، وقبل موته سلم المشعل لأبنائي.
حُجتهم جميعا أنهم يحافظون على صحتي …لديَ موعد اليوم مع طبيب القلب وكالعادة سيأتي ابني ليقلني إليهِ…
لن أذهب سأغلق هاتفي وأغادر البيت قبل وصوله.
لستُ طفلةً كي يصحبني مرشد في ذهابي وإيابي، وقد جاوزتُ السبعينَ.
ارتديتُ ثيابي على عجل، وضعت نظارتي الطبية، وانطلقت لعالم واسع يناديني. جلست بالمحطة أنتظر القطار،
انتابتني الغبطة وأنا أحدق بالمارة وأتحدث مع بعضهم أحيانا…
صعدتُ القطارَ، جلست بجانب النافذة كي استمتع بالمناظر؛ وكأنني كنتُ سجينة.
لِأول مرة: أشعر أن رئتي تتنفس الهواء، وأن قلبي يضخ الدم. ولساني يتكلم دون رقيب وأذنايَ تسمع ما أريد،
كل حواسي تمارس دورها على أكمل وجه . الى أين تقودني قدماي؟
منذ كنت شابة تمنيت زيارة قاعة سينما، أشاهدُ فيلما على تلك الشاشة الكبيرة…
بحثت في العروض، وجدت فيلما حسب رغبتي. ضحكتُ كطفلة، خجلت من نظرات من حولي،
كلهم بعمر أبنائي. شعرت بالجوع؛ وددت طبقا مشكلا؛ لا يهم كمية الدهون ولا نسبة الأملاح،
المهم أن أشعر بمعدتي تلتهم الطعام بشهية.
قبل عودتي تسكعت قليلا بالطرقات، وقفت أمام واجهات المحلات ..هذا اليوم سيخلده ذهني رغم شعوري بالإرهاق.
عند عودتي في المساء: أقبلت جارتي مسرعةً؛ تبارك رجوعي سالمة. تعجبتُ!
علمت منها أنَّ أولاديَ والشرطةَ؛ مستنفرون يبحثون عني في كل مكان..
أحلام كنيسي /تونس