معنى الأمن من مكر الله
2. الأمن من مكر الله تعالى، أي عذابه سبحانه للعاصي، و أخذه إيّاه من حيث لا يحتسب.
بيان معنى الأمر من مكر الله تعالى :
أصلُ الأمن في اللغة: طمأنينة النفس وزوال الخوف.
أما معنى المكر
قال بعض اهل التفسير :ان كلمة «المكر» بالمصطلح المعاصر تختلف كثيراً عن معناها اللغوي، فالمكر بالمعنی المعاصر هو وضع الخطط الشيطانية الضارّة، و لكن معناها بلغة العرب هو البحث عن العلاج لأمر مّا، و قد يكون حسنا أو سيّئاً.
وفي كتاب «المفردات» للراغب نقرأ: المكر: صرف الغير عمّا يقصد -خيراً كان أم شرّاً-.
و في القرآن وردت كلمة «المكر» مقرونة بكلمة «الخير»، إذ يقول ﴿وَ اللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ﴾(1) ، كما وردت مع «السيّئ»: ﴿وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾(2) ، و عليه يكون المقصود من الآية هو أنّ أعداء المسيح وضعوا الخطط الشيطانية للوقوف بوجه هذه الدعوة الإلهيّة، و لكن اللّه لكي يحفظ حياة نبيّه و يصون الدعوة مكر أيضا فأحبط كلّ ما مكروه.
و أما معناه الاصطلاحي فقد ذكره السيد المصنف -حفظه الله ورعاه- و لكن سنبينه بعون الله أكثر، حيث نقول أن الأمن من مكر الله تعالى بمعنى كون الإنسان يطمئن قلبه ولا يخاف عقوبة الله و لا يبالي ولا يخاف عقوبة الله، إما لجهله أو لغروره بأنه موحد، أو لأنه يعتقد أن المعاصي لا تضره.
⁃ ورود المكر في الآيات القرآنية و الروايات الشريفة عن أهل البيت عليهم السلام :
عَنْ صَفْوَانِ الجَمّالِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَاعَبْدِ اللهِ (علیه السلام) وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ قَبْلَ التَّکْبِیرِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تُؤْیِسْنِي مِنْ رَوْحِكَ وَ لَا تُقَنِّطْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تُؤْمِنِّي مَکْرَكَ فَإِنَّهُ لَا یَأْمَنُ مَکْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ(3) .
عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (علیه السلام) قَالَ: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (علیه السلام) ... فَقَالَ أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ الْکَبَائِرَ مِنْ کِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ نَعَمْ یَا عَمْرُو أَکْبَرُ الْکَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللهِ یَقُولُ اللهُ وَ مَنْ یُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ بَعْدَهُ الْإِیَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ یَقُولُ إِنَّهُ لا یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْکافِرُونَ ثُمَّ الْأَمْنُ لِمَکْرِ اللهِ لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ یَقُولُ فَلا یَأْمَنُ مَکْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ(4) .
روي عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ): "من أمن مكر الله هلك"(5) .
عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) الْفَقِیهُ کُلُّ الْفَقِیهِ مَنْ لَمْ یُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَ لَمْ یُؤْیِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللهِ وَ لَمْ یُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَکْرِ اللهِ(6) .
⁃ ومن أهم الوسائل لعلاج الأمن من مكر الله:
أن يكثر المسلم من مطالعة نصوص الوحيين التي تتحدث عن وعد الله و وعيده والترغيب والترهيب.
⁃ و من أسباب الأمن من مكر الله :
الجهلُ بالله وضعف الإيمان به.
—————————
(1) سورة آل عمران، الآية: 54.
(2) سورة فاطر، الآية: 43.
(3) الكافي الشريف ج2 - باب الدعاء قبل الصلاة - الحديث رقم 3.
(4) الكافي الشريف ج2 - باب الكبائر - الحديث رقم 24.
(5) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي، ميزان الحكمة للريشهري.
(6) نهج البلاغة، ميزان الحكمة للريشهري
2. الأمن من مكر الله تعالى، أي عذابه سبحانه للعاصي، و أخذه إيّاه من حيث لا يحتسب.
بيان معنى الأمر من مكر الله تعالى :
أصلُ الأمن في اللغة: طمأنينة النفس وزوال الخوف.
أما معنى المكر
قال بعض اهل التفسير :ان كلمة «المكر» بالمصطلح المعاصر تختلف كثيراً عن معناها اللغوي، فالمكر بالمعنی المعاصر هو وضع الخطط الشيطانية الضارّة، و لكن معناها بلغة العرب هو البحث عن العلاج لأمر مّا، و قد يكون حسنا أو سيّئاً.
وفي كتاب «المفردات» للراغب نقرأ: المكر: صرف الغير عمّا يقصد -خيراً كان أم شرّاً-.
و في القرآن وردت كلمة «المكر» مقرونة بكلمة «الخير»، إذ يقول ﴿وَ اللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ﴾(1) ، كما وردت مع «السيّئ»: ﴿وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾(2) ، و عليه يكون المقصود من الآية هو أنّ أعداء المسيح وضعوا الخطط الشيطانية للوقوف بوجه هذه الدعوة الإلهيّة، و لكن اللّه لكي يحفظ حياة نبيّه و يصون الدعوة مكر أيضا فأحبط كلّ ما مكروه.
و أما معناه الاصطلاحي فقد ذكره السيد المصنف -حفظه الله ورعاه- و لكن سنبينه بعون الله أكثر، حيث نقول أن الأمن من مكر الله تعالى بمعنى كون الإنسان يطمئن قلبه ولا يخاف عقوبة الله و لا يبالي ولا يخاف عقوبة الله، إما لجهله أو لغروره بأنه موحد، أو لأنه يعتقد أن المعاصي لا تضره.
⁃ ورود المكر في الآيات القرآنية و الروايات الشريفة عن أهل البيت عليهم السلام :
عَنْ صَفْوَانِ الجَمّالِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَاعَبْدِ اللهِ (علیه السلام) وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ قَبْلَ التَّکْبِیرِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تُؤْیِسْنِي مِنْ رَوْحِكَ وَ لَا تُقَنِّطْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تُؤْمِنِّي مَکْرَكَ فَإِنَّهُ لَا یَأْمَنُ مَکْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ(3) .
عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (علیه السلام) قَالَ: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (علیه السلام) ... فَقَالَ أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ الْکَبَائِرَ مِنْ کِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ نَعَمْ یَا عَمْرُو أَکْبَرُ الْکَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللهِ یَقُولُ اللهُ وَ مَنْ یُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ بَعْدَهُ الْإِیَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ یَقُولُ إِنَّهُ لا یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْکافِرُونَ ثُمَّ الْأَمْنُ لِمَکْرِ اللهِ لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ یَقُولُ فَلا یَأْمَنُ مَکْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ(4) .
روي عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ): "من أمن مكر الله هلك"(5) .
عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) الْفَقِیهُ کُلُّ الْفَقِیهِ مَنْ لَمْ یُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَ لَمْ یُؤْیِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللهِ وَ لَمْ یُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَکْرِ اللهِ(6) .
⁃ ومن أهم الوسائل لعلاج الأمن من مكر الله:
أن يكثر المسلم من مطالعة نصوص الوحيين التي تتحدث عن وعد الله و وعيده والترغيب والترهيب.
⁃ و من أسباب الأمن من مكر الله :
الجهلُ بالله وضعف الإيمان به.
—————————
(1) سورة آل عمران، الآية: 54.
(2) سورة فاطر، الآية: 43.
(3) الكافي الشريف ج2 - باب الدعاء قبل الصلاة - الحديث رقم 3.
(4) الكافي الشريف ج2 - باب الكبائر - الحديث رقم 24.
(5) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي، ميزان الحكمة للريشهري.
(6) نهج البلاغة، ميزان الحكمة للريشهري
