الطائر الحر
Well-Known Member
كيف غيّرت حاوية إيفرغرين لألعاب الأطفال علم المحيطات؟
من أعقد الأمور التي حاول العلماء دراستها هي خطوط سير التيارات في المحيط، وتغيراتها مع الزمن، خاصة حينما يعبث التغير المناخي بها عاما بعد عام
إحدى الحاويات وبداخلها حوالي 29 ألف لعبة أطفال (الفرنسية)
في يناير/كانون الثاني 1992، وبينما كانت السفينة "إيفر لوريل" التابعة لشركة "إيفرغرين" التايوانية تشق طريقها عبر المحيط الهادي، منطلقة من هونغ كونغ إلى الولايات المتحدة، واجهت ظروف طقس قاسية تسببت في وقوع بعض الحاويات من على سطح السفينة.
واحدة من تلك الحاويات احتوت داخلها على حوالي 29 ألف لعبة أطفال تضمنت قنادس حمراء وضفادع خضراء وسلاحف زرقاء وبطا أصفر، هذه الألعاب كانت مصممة بالأساس لتطفو على سطح الماء، حيث توضع مع الأطفال الصغار في أحواض الاستحمام.
البط المسافر
إلى هذا الحد تنتهي الحادثة، وهي من نوع الحوادث المعتادة في هذا النطاق، لكن ألعاب شركة إيفرغرين نالت شهرة واسعة حينما اهتم عالم المحيطات الأميركي كورتيس إيبسماير Curtis Ebbesmeyer بتلك الحادثة، والتي اشتهرت لاحقا باسم الطافيات بأريحية The Friendly Floatees.
في علم المحيطات، فإن واحدة من أعقد الأمور التي حاول العلماء دراستها، هي خطوط سير التيارات في المحيط، وتغيراتها مع الزمن، خاصة حينما يعبث التغير المناخي بها عاما بعد عام.
نالت الحادثة شهرة واسعة حينما اهتم بها عالم المحيطات الأميركي كورتيس إيبسماير (ريتشفريشمان – فريشفوتو) في ذلك الوقت كانت الطرق التقليدية لدراستها هي إطلاق 600-1000 زجاجة مغلقة، تم وضع علامات عليها، في المحيط ثم انتظارها في المكان المتوقع لها، لكن 10 أو 20 فقط من تلك الزجاجات كان يصل للشواطئ، وبالتالي لم تكن النتائج دقيقة بالقدر الكافي، واحتاج العلماء لتكرار تجاربهم أكثر من مرة.
لكن مع حمولة بهذا الحجم، كان من المتوقع أن تظهر أكثر من 500 لعبة في شواطئ مناطق متفرقة من السواحل القريبة، طلب فريق إيبسماير من العاملين بتلك السواحل والسكان المحليين أن يقوموا بإطلاع المركز البحثي، إذا وجدوا الألعاب العائمة.
محاكاة حاسوبية
بعد مرور 10 أشهر على الحادث، بدأت أولى الألعاب في الظهور على طول ساحل ولاية ألاسكا الأميركية، على بعد حوالي 3200 كيلومتر من نقطة الحادثة، عُثر على 400 لعبة في المجموع على طول الساحل الشرقي لخليج ألاسكا الفترة التي مرت منذ بداية الحادثة حتى نهاية عام 1993.
تعاون إيبسماير مع جيمس إنجرهام عالم البيئة والمحيطات من الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي "نوا" (NOAA)، واعتمدا على نموذج محاكاة حاسوبي يستخدم قياسات ضغط الهواء ومتوسطات سرعة الرياح واتجاهها بين عامي 1946 و1993 لدراسة تيارات المياه في المحيط الهادي، طوره إنجرهام بالأساس ليساعد مصايد الأسماك.
حركة ألعاب الأطفال العائمة من عام 1992 إلى 2007 (نورد نورد ويست – ويكيبيديا) باستخدام النموذج الذي طوراه لدراسة تيارات المحيط، توقع العالمان
وصول المزيد من الألعاب إلى ولاية واشنطن الأميركية عام 1996، وهو ما حدث بالفعل، وتنبؤوا كذلك بأنه بعد 5-6 سنوات ستصل الألعاب إلى شمال المحيط الأطلسي، وهو أيضا ما حدث بالفعل، ورصدت ألعاب إيفر غرين على السواحل الأوروبية.
وقد وثقت دراسة -نشرت للدكتور كورتيس إيبساماير في دورية أدفانسنغ إيرث آند سبيس ساينس Advancing Earth and Space Science، بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأول 1994، النتائج العلمية التي بنيت بالأساس على حادث ألعاب الأطفال هذا، وما ترتب عليه من تطور في دراسات تيارات المحيط.
من أعقد الأمور التي حاول العلماء دراستها هي خطوط سير التيارات في المحيط، وتغيراتها مع الزمن، خاصة حينما يعبث التغير المناخي بها عاما بعد عام
إحدى الحاويات وبداخلها حوالي 29 ألف لعبة أطفال (الفرنسية)
في يناير/كانون الثاني 1992، وبينما كانت السفينة "إيفر لوريل" التابعة لشركة "إيفرغرين" التايوانية تشق طريقها عبر المحيط الهادي، منطلقة من هونغ كونغ إلى الولايات المتحدة، واجهت ظروف طقس قاسية تسببت في وقوع بعض الحاويات من على سطح السفينة.
واحدة من تلك الحاويات احتوت داخلها على حوالي 29 ألف لعبة أطفال تضمنت قنادس حمراء وضفادع خضراء وسلاحف زرقاء وبطا أصفر، هذه الألعاب كانت مصممة بالأساس لتطفو على سطح الماء، حيث توضع مع الأطفال الصغار في أحواض الاستحمام.
البط المسافر
إلى هذا الحد تنتهي الحادثة، وهي من نوع الحوادث المعتادة في هذا النطاق، لكن ألعاب شركة إيفرغرين نالت شهرة واسعة حينما اهتم عالم المحيطات الأميركي كورتيس إيبسماير Curtis Ebbesmeyer بتلك الحادثة، والتي اشتهرت لاحقا باسم الطافيات بأريحية The Friendly Floatees.
في علم المحيطات، فإن واحدة من أعقد الأمور التي حاول العلماء دراستها، هي خطوط سير التيارات في المحيط، وتغيراتها مع الزمن، خاصة حينما يعبث التغير المناخي بها عاما بعد عام.
نالت الحادثة شهرة واسعة حينما اهتم بها عالم المحيطات الأميركي كورتيس إيبسماير (ريتشفريشمان – فريشفوتو) في ذلك الوقت كانت الطرق التقليدية لدراستها هي إطلاق 600-1000 زجاجة مغلقة، تم وضع علامات عليها، في المحيط ثم انتظارها في المكان المتوقع لها، لكن 10 أو 20 فقط من تلك الزجاجات كان يصل للشواطئ، وبالتالي لم تكن النتائج دقيقة بالقدر الكافي، واحتاج العلماء لتكرار تجاربهم أكثر من مرة.
لكن مع حمولة بهذا الحجم، كان من المتوقع أن تظهر أكثر من 500 لعبة في شواطئ مناطق متفرقة من السواحل القريبة، طلب فريق إيبسماير من العاملين بتلك السواحل والسكان المحليين أن يقوموا بإطلاع المركز البحثي، إذا وجدوا الألعاب العائمة.
محاكاة حاسوبية
بعد مرور 10 أشهر على الحادث، بدأت أولى الألعاب في الظهور على طول ساحل ولاية ألاسكا الأميركية، على بعد حوالي 3200 كيلومتر من نقطة الحادثة، عُثر على 400 لعبة في المجموع على طول الساحل الشرقي لخليج ألاسكا الفترة التي مرت منذ بداية الحادثة حتى نهاية عام 1993.
تعاون إيبسماير مع جيمس إنجرهام عالم البيئة والمحيطات من الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي "نوا" (NOAA)، واعتمدا على نموذج محاكاة حاسوبي يستخدم قياسات ضغط الهواء ومتوسطات سرعة الرياح واتجاهها بين عامي 1946 و1993 لدراسة تيارات المياه في المحيط الهادي، طوره إنجرهام بالأساس ليساعد مصايد الأسماك.
حركة ألعاب الأطفال العائمة من عام 1992 إلى 2007 (نورد نورد ويست – ويكيبيديا) باستخدام النموذج الذي طوراه لدراسة تيارات المحيط، توقع العالمان
وصول المزيد من الألعاب إلى ولاية واشنطن الأميركية عام 1996، وهو ما حدث بالفعل، وتنبؤوا كذلك بأنه بعد 5-6 سنوات ستصل الألعاب إلى شمال المحيط الأطلسي، وهو أيضا ما حدث بالفعل، ورصدت ألعاب إيفر غرين على السواحل الأوروبية.
وقد وثقت دراسة -نشرت للدكتور كورتيس إيبساماير في دورية أدفانسنغ إيرث آند سبيس ساينس Advancing Earth and Space Science، بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأول 1994، النتائج العلمية التي بنيت بالأساس على حادث ألعاب الأطفال هذا، وما ترتب عليه من تطور في دراسات تيارات المحيط.