أعہشہقہ أنہفہاسہكہ
Well-Known Member


يحكى أن شاباً ثرياً حدثت له صدمة عاطفية فقطع الطعام والشراب وظل على هذا الحال مدة من الزمن حتى خارت قواه ورق جلده ودق عظمه...
وعندما كان يوضع أمامه المأكل والمشرب كان يكتفي بتذوقه دون الشبع ...
فساءت حالته الصحية حتى أوشك أن يهلك فأحضر له والده أحذق الأطباء و وصفوا له العلاج ولكن دون جدوى ...
وكان للأب صديق حكيم، فأشار بأن يجعل إبنه يخرج من القصر باحثاً عن شيء ما لعله يتسلى وتتغير حالته الصحية والنفسية...
فحضّر له والده حاشية مكتملة لخدمته في مسيره، وكان من بين المرافقين صديقه الحكيم.. وبينما الشاب يتنقل من حقل إلى حقل ومن قرية إلى قرية حتى لمح من بعيد دخاناً يتعالى في الفضاء...
فأمر الراحلة بالتوجه إلى مكان الدخان ولما وصلوا وجدوا مخبزاً (تنور) وعليه جارية تقوم بالخبز وحولها أطفال صغار، فما تلبث أن تخبز بضعة أرغفة حتى يأكلوها ... فسأل الحكيم عن هذه الأسرة، فقيل له إنها عائلة أيتام مات الوالدان وخلفاهم وراءهما...
وقد اضطرت أختهم الكبرى على القيام بخدمتهم ...
صارت الجارية تخبز وتطعم إخوتها تارةً وتقدم للراحلة شيئاً من خبزها... فتناول الشاب من يدها رغيفاً محروقاً وبدأ يأكله وهو ينظر إليها حتى أكله بأكمله دون أن يلتفت... وأعجب بها أشد الإعجاب ...
فهمس للرجل الحكيم بأن يخطبها له فوافقت على شرط أن لا تتخلى عن إخوتها وأن يبقوا تحت رعايتها...
ولما عادت الراحلة إلى القصر فرح الأب بعودة ابنه سليماً معافىً وقد استرجع تمام صحته ... ولما حكى الصديق الحكيم حكاية الرغيف المحروق إلى الأب ختم قوله بعبارة :

ومحل استعماله هو اذا استلذ الشخص الجائع طعاماً وهو في الواقع يكون طعاماً سيئاً...
شكراً لمن يقرأ