✿قہہمہہر✿
بزونة المنتدى
- إنضم
- 22 أبريل 2016
- المشاركات
- 129,653
- مستوى التفاعل
- 2,419
- النقاط
- 114
ما هي الأداة التي استخدمها قابيل بقتل هابيل
كانت الأداة التي قتل بها قايين هابيل هي الصخرة التي ضربه بها وجذبه بها من رأسه، حيث جاء قابيل إلى هابيل وهو نائم في الجبل ثُم رفع الصخرة وضربه بها حتى مات، وروى ذلك لابن الجوزاء في المنتظم، كما جاء في تاريخ الإمام الطبري، كما بيّن ابن كثير في تفسيره قائلًا :”قال السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن عبد الله، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: قال تعالى :”فطوعت له نفسه قتل أخيه”، أي فطلبه ليقتله، ثُم فراغ الغلام منه في رؤوس الجبال، فجاءه في يوم من الأيام وهو يرعى غنمًا له، وهو نائم فرفع صخرة، فشدخ بها رأسه، فمات وقال الله سبحانه وتعالى :”فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ”، ومما ذُكر عن ابن جريج في مسألة قتل قابيل لأخيه هابيل قال: “ قطع قايين رأس هابيل بين حجرين: قتله وهو نائم فكسره وقتله، وقيل تمثل له إبليس وأخذ طيرًا، فوضع رأسه على حجر، ثم شدخ رأسه بحجر آخر، وقابيل ينظر إليه، فعلمه القتل، فرضخ قابيل رأس هابيل بين حجرين.
كما جاء أنّه قتل وهو مستسلم، وقيل: اغتاله وهو في النوم، فشدخ رأسه فقتله”، ونُقل ذلك عن جماعة من المفسرين كالثعلبي، وابن عطية، والبغوي، وابن عادل، وذكر ابن الجوزي في كتابه زاد المصير أن القتل كان على ثلاث آراء وتتمثل فيما رواه أبو صالح عن ابن عباس أنّ قابيل رماه بالحجارة حتَّى قتله، وما رواه مجاهد عن ابن عباس، والسدي عن أشياخه أنّ قابيل ضربه بصخرة على رأسه أثناء نومه فقتله.
وقيل أنّ قابيل ضرب رأس هابيل بين حجرين فقتله، وقيل أيضًا إنَّ قابيل قتل هابيل خنقًا وعضًا كما تقتل السباع فرائسها، وقال ابن جريج: لم يدر كيف يقتله، فتمثّل له إِبليس، وأخذ طائِرًا وجعل رأس الطائر على حجر، ثم ضربه بحجر آخر، مما دفع قابيل لتمثيل ما فعله إبليس أمامه وفعل بهابيل ذلك، وهناك قول آخر غير معروف حيث جاء عن ابن كثير وبعض أهل العلم أنّ قابيل قتل هابيل خنقًا وعضًا ، كما تقتل الأسود والسباع.
اذكر الأداة التي استعان بها قابيل لقتل هابيل
يغلب إجماع الكثير من المؤرخين وأهل العلم حول الأداة التي قتل بها قابيل هابيل هي حجر، ويرجع ذلك لما ورد في كتب من روى قصة قابيل مثل الثعلبي والبغوي وابن عطية وابن عادل وهذا ما ذكره ابن عباس والسعدي وابن جريح.
قصة قابيل وهابيل كما وردت في القرآن الكريم
تتميز قصة قابيل وهابيل بإنّها تُعتبر من أشهر القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم حيث تحكي القصة عن مقتل قابيل لأخيه هابيل وبذلك تُعد أول حادثة لقتل الأخ لأخيه في تاريخ البشرية، ووردت في كتاب الله تعالى في سورة المائدة في قول الله تعالى: “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ”.[1]
سر تخصيص الغراب دون غيره في قصة ابني آدم
ويرجع السر في إختصاص ذكر الغراب فيه دون غيره من الطيور والحيوانات فيما ورد في تفسير التحرير والتنوير:ويرجع تخصيص الغراب لهذا العمل إما لأنّ الدفن حيلة يتصف بها الغربان، وقد يرجع السبب أيضًا إلى أنّ الله تعالى اختاره لمناسبة ما يعتري الناظر إلى سواد لونه من الانقباض بما للأسيف الخاسر من انقباض النفس، ولعل هذا هو الأصل في تشاؤم العرب بالغراب، فقالوا: غراب البين، وورد في روح المعاني السر من ذكر الغراب دون غيره حيث أنّ الحكمة من كون الغراب هو المبعوث دون غيره من الحيوانات والطيور لكونه يتشاءم به في الفراق والاغتراب، وذلك مناسبة لقصة قتل قابيل لهابيل.
كما أنّ من طبيعة الغراب دائمًا أنّه يبحث في الأرض عن سُبل الحياة من خلال منقاره ورجله وأحيانًأ يقوم بدفن الأماكن التي نبش بها، فالحكمة من ذكر الغراب أن المسلم ينبغي عليه أن يتعلم من كل ما حوله حتى لو كان أقل منه مكانه، لأن الحكمة مفقودة لدى صاحبها، وإن وجدها المؤمن فهو أحق الناس بها، كما أرسل الله سبحانه وتعالى الغراب لابن سيدنا آدم”قابيل” وذلك بهدف تعليمه من خلال مشاهدته لما فعله الغراب من دفن الموتى، والدفن يُعد فريض كفاية على جميع الناس، فيجب دفن الإنسان الميت ولو كان غير مسلم، وقال الله سبحانه وتعالى في ذلك: “ألَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا* أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا” وقال سبحانه جل وعلاه: “ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ”.[2]
قابيل هل هو في الجنة أم في النار
اختلف علماء التفسير في أمر قابيل حول مقتله لأخيه، وهل هو في الجنّة أو في النّار، واختلف الكثير منهم في أنه عاصٍ لا كافر، فإذا قلنا إنّه كافر، فهو من الخالدين في جهنم، وإذا قلنا إنّه ليس بكافر، فهو ليس خالدًا على الإطلاق في الجحيم، ولكن لا يمكن التأكد من أنه سيدخل الجنة بغير عقاب، أو يكون أولاً من أهل النار ثم يصير الجنة، ومن إشكاليات علماء التفسير في مصير قابيل ما يلي:
ما ورد في تفسير القرطبي عن عبد الله بن عمرو وغالبية الناس قالوا:على الرغم من أنّ هابيل كان أقوى من قابيل لكنه تحرج أن يقتل قابيل، ويرى ابن عطية:أنّ هذا هو الظاهر والأدق، ومن هنا يتبين أنّ قابيل آثم لا كافر، لأنّه إذا كان كافراً فلن يكون هناك سبب للعار هنا، وإنما وجه التحرج في هذا أن المتحرج يأبى أن يقاتل موحدا ، ويرضى بأن يظلم ليجازى في الآخرة وفي هذا الصدد عثمان رضي الله عنه.
كما استدل على ذلك بحجة أنه نقل كلام هابيل لأخيه قابيل في قول الله تعالى: “فَتَكُونُ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ”، أن قابيل كافر، لأنً لفظ أصحاب الجحيم لا يذكر إلا عند الكفار كما حدث في القرآن، وينعكس هذا فيما ذكرناه فيما يتعلق بجمهور العلماء في تفسير الآية ومعنى “من أصحاب النار” أي: كم طالت مدتك فيها، وفي تفسير الثعلبي نجد أنّ العلماء اختلفوا حول هل هو كافر أم عاصي ومذنب والراجح أنّه من المذنبين. [3]