ابو مناف البصري
المالكي
السوس والبعوض
السوسة هي ماينخر في الشيء حتى يُدمره.
والبعوض هي الحشرة التي تعيش على التغذي على دماء الناس وقد يُسبب لهم الأمراض.
والسوسة لا تختص فقط في النبات او الأسنان ومن الحشرات.
والبعوض لا يقتصر على الحشرات وتغذيها على الدماء.
عدد السوس في البشر وتأثيره قد يكون اكبر واكثر وعلينا مُحاربة هذا السوس والتحذير منه وعدم مُجاملته, فهو ينخر البشر ويُدمر المُجتمعات وينشر الأخلاق الغير انسانية والرذيلة.
والبعوض البشري يتغذى على دماء الناس ويُسبب لهم الأمراض بشكل آخر, وذلك بأفكاره واستغلاله فهو لا يكتفي بامتصاص دم البشر واخذ فائدته منهم, بل يُسبب لهم المرض حين يمتص دمائهم.
غاية السوس البشري والبعوض البشري هي تدمير المُجتمعات نخرها وتسبب المرض لها, لذلك علينا ان نُميزهم بيننا.
السوس والبعوض البشري يموت بتجاهله وعد اعطائه اي قيمة او اهمية وتحذير الناس منه, او على الأقل من الجانب السيء منه.
نحن في عصر اصبحنا نُعظم السوس والبعوض ونُقدم لهم نباتنا لكي ينخروه واجسامنا لكي يلدوغها, ولا نكتفي بذلك بل نُقدم ابنائنا لهم.
هُم موجودين في مُجتمعنا المادي, وفي مُجتمعنا الرقمي.
وفي كل جانب بلا استثناء تُوجد هذه الفئات.
وهؤلاء السوس والبعوض يُمهدون طريقهم لك ﻷختراقك من غير ان تشعر, وذلك إما بإستغفالك او استغلال غفلتك عنهم.
بإستغفالك وذلك ببث منطقهم وقواعدهم التي تنخر في المُجتمع وتبث فيه المرض من خلال بث افكارهم ومبادئهم التي تدعم مصالحهم, وهي بشكل آخر قد تدعم مصلحتك على نحو آخر ولكن المردود النهائي هو المضرة لكافة المُجتمع.
فهذه السوسة تنخر بداخل هذا النبات وتأكله من داخله حتى تتهاوى هذه النبتة وتسقط وتموت,
وهذا ما يحدث للمُجتمعات إذا لم تتدارك امرها وتقضي على هذه السوس, وتُصلح ما افسد.
وكذلك البعوض فهو يستغل غفلتك عنه فيلدغك بإبرته ويمتص دمك ويطير عنك وقد يُسبب لك المرض.
كذلك هُم بعوض المُجتمع البشري إذا لم تلتفت لهم وتكون واعي وحذر فسوف يمتصون دمك ويبثون المرض بداخلك.
وقد يجعلونك بعوضة مثلهم تُساهم في امتصاص دم الآخرين على حساب مصالحك الشخصية.
فقد يكون هذا السوس والبعوض يبث مُحتوى ثقافي او ديني او اقتصادي او تربوي او في العلاقات الإجتماعية والزوجية او في تكافل الناس وتعاونهم او في الحرية.
وفي كثير من الأحيان نحن نُساهم في تكاثر السوس والبعوض بسلوكياتنا السلبية.
هم قد يظهرون في البداية بمظهر حسن ويُحسنون منطقهم لكي تُعجب به, مثل تحسين الفكر الرأس مالي الإقتصادي وترك التعاون والتكافل بين الناس, وذلك بتصوير كل امر بأنه فرصة ربح والمُهم هو مصلحتك الشخصية ولا قيمة للمُجتمع.
او قد يظهرون بمظهر يستغل احد جوانبك المُظلمة لكي يُغذيها ويُحفز فيها شعور المظلومية والظهور للواقع لكي تنمو وتتقوى وتخرج للواقع من قبل افكار الإلحاد والشذوذ ووهم الحرية.
او قد يستغلون جهلك بضررهم فيتقربون منك ويتكلمون معك من خلال وسائل التواصل او بشكل مُباشر لكي يُبررون منطقهم لكي تقع في شباكهم, فهم افراد منبوذين ويُريدون ان يجمعوا من حولهم من يُكثر عددهم.
او قد يستغلون عدم اجابة المُجتمع على اسئلتك وتساؤولاتك فيكونوا هُم الفئة التي تستمع لك وتُغذيك بقناعاتها السلبية حتى تتدمر افكارك.
او قد يستغلون رُوح التعصب والصراع في المُجتمع, وذلك يكون حين يكون المُجتمع مُتزمت ومُتعصب ولايقبل النقاش ويرمي اي احد يُخالفه بالجهل ويُريد ان يفرض كل قواعده حتى الغير مُلزمة على الجكيع بلا نقاش.
فحين ذلك يُسببون نفور الكثير منهم, وهؤلاء النافرين سوف يبحثون من يُغذي فضولهم بالنقاش والكلام والإنفتاح حتى يغزوا افكارهم.
او قد يكون مشهور او مشهورة في وسائل التواصل الإجتماعي وهذه الشهرة جعلته نجم للآسف ويستمع له الناس ويُتابعونهم بكل سذاجة, وبزيادة عدد المُتابعين لهم نكون كمن يُغذي هذا السوس والبعوض ليتكاثر ويكبر ويكون تأثيره اقوى علينا وعلى ابنائنا.
فما هو حال ابنائكم حين يرون الأب والأم مُنهمكين في مُتابعة هؤلاء المشاهير المُفلسين ثقافياً وعلمياً ودينياً بل يبثون لكم الأفكار السلبية والهدامة, فتكون كمن قدم ايدي ابنائه واجسامهم لكي يلدغهم البعوض وينخرهم السوس.
او قد يُصورون لك الحضارة والتحضر والثقافة بمنظور سلبي وذلك بجعلها باللباس السافر وعدم الإكتراث بالحشمة والعفة, والمُبالغة في المُجاملات وعدم الإهتمام بأي روابط اسرية او زوجية او بين الأبناء ووالديهم, الحضارة تعني الإنفلات ولكن بفلسفة آخرى.
حين تستمع لهم وتُؤثر مصلحتك التي تخدمك وتخدمهم اكثر لكي تُغذي مصالحهم وتدوس على مُجتمعك فأنت تُساهم في تكثر وتقوية هذا السوس والبعوض.
حين تكون رقم يزيد عدد مُتابعيهم وتُكثر المشاهدات لهم وشعبيتهم فأنت تُساهم في تقويتهم وتكاثرهم.
حين تكون جزء من التعصب الأعمى بلا علم ومعرفة وتجهيل الآخرين فأنت تُساهم في كثرتهم وتقويتهم.
حين لا تكون حريص على ابنائك وبناتك وتحرسهم من خطر السوس والبعوض الرقمي وتُسلمهم لعالم الإنترنت بلا قيود, فأنت تُجرم في حقهم وتُقدمهم فريسة ووجبة للسوس والبعوض الرقمي.
كُن اقوى من هذا السوس والبعوض الذي في عالمنا الواقعي والرقمي وحاربه واقضي عليه بتركه وتجنبه وتحذير الآخرين منه وعدم الإنقياد وراء قناعاته وعدم دعمه.
وكُن واعي وعلى حذر مُنهم ومن طُرقهم ﻹستغفالك واستغلال غفلتك.
قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
السوسة هي ماينخر في الشيء حتى يُدمره.
والبعوض هي الحشرة التي تعيش على التغذي على دماء الناس وقد يُسبب لهم الأمراض.
والسوسة لا تختص فقط في النبات او الأسنان ومن الحشرات.
والبعوض لا يقتصر على الحشرات وتغذيها على الدماء.
عدد السوس في البشر وتأثيره قد يكون اكبر واكثر وعلينا مُحاربة هذا السوس والتحذير منه وعدم مُجاملته, فهو ينخر البشر ويُدمر المُجتمعات وينشر الأخلاق الغير انسانية والرذيلة.
والبعوض البشري يتغذى على دماء الناس ويُسبب لهم الأمراض بشكل آخر, وذلك بأفكاره واستغلاله فهو لا يكتفي بامتصاص دم البشر واخذ فائدته منهم, بل يُسبب لهم المرض حين يمتص دمائهم.
غاية السوس البشري والبعوض البشري هي تدمير المُجتمعات نخرها وتسبب المرض لها, لذلك علينا ان نُميزهم بيننا.
السوس والبعوض البشري يموت بتجاهله وعد اعطائه اي قيمة او اهمية وتحذير الناس منه, او على الأقل من الجانب السيء منه.
نحن في عصر اصبحنا نُعظم السوس والبعوض ونُقدم لهم نباتنا لكي ينخروه واجسامنا لكي يلدوغها, ولا نكتفي بذلك بل نُقدم ابنائنا لهم.
هُم موجودين في مُجتمعنا المادي, وفي مُجتمعنا الرقمي.
وفي كل جانب بلا استثناء تُوجد هذه الفئات.
وهؤلاء السوس والبعوض يُمهدون طريقهم لك ﻷختراقك من غير ان تشعر, وذلك إما بإستغفالك او استغلال غفلتك عنهم.
بإستغفالك وذلك ببث منطقهم وقواعدهم التي تنخر في المُجتمع وتبث فيه المرض من خلال بث افكارهم ومبادئهم التي تدعم مصالحهم, وهي بشكل آخر قد تدعم مصلحتك على نحو آخر ولكن المردود النهائي هو المضرة لكافة المُجتمع.
فهذه السوسة تنخر بداخل هذا النبات وتأكله من داخله حتى تتهاوى هذه النبتة وتسقط وتموت,
وهذا ما يحدث للمُجتمعات إذا لم تتدارك امرها وتقضي على هذه السوس, وتُصلح ما افسد.
وكذلك البعوض فهو يستغل غفلتك عنه فيلدغك بإبرته ويمتص دمك ويطير عنك وقد يُسبب لك المرض.
كذلك هُم بعوض المُجتمع البشري إذا لم تلتفت لهم وتكون واعي وحذر فسوف يمتصون دمك ويبثون المرض بداخلك.
وقد يجعلونك بعوضة مثلهم تُساهم في امتصاص دم الآخرين على حساب مصالحك الشخصية.
فقد يكون هذا السوس والبعوض يبث مُحتوى ثقافي او ديني او اقتصادي او تربوي او في العلاقات الإجتماعية والزوجية او في تكافل الناس وتعاونهم او في الحرية.
وفي كثير من الأحيان نحن نُساهم في تكاثر السوس والبعوض بسلوكياتنا السلبية.
هم قد يظهرون في البداية بمظهر حسن ويُحسنون منطقهم لكي تُعجب به, مثل تحسين الفكر الرأس مالي الإقتصادي وترك التعاون والتكافل بين الناس, وذلك بتصوير كل امر بأنه فرصة ربح والمُهم هو مصلحتك الشخصية ولا قيمة للمُجتمع.
او قد يظهرون بمظهر يستغل احد جوانبك المُظلمة لكي يُغذيها ويُحفز فيها شعور المظلومية والظهور للواقع لكي تنمو وتتقوى وتخرج للواقع من قبل افكار الإلحاد والشذوذ ووهم الحرية.
او قد يستغلون جهلك بضررهم فيتقربون منك ويتكلمون معك من خلال وسائل التواصل او بشكل مُباشر لكي يُبررون منطقهم لكي تقع في شباكهم, فهم افراد منبوذين ويُريدون ان يجمعوا من حولهم من يُكثر عددهم.
او قد يستغلون عدم اجابة المُجتمع على اسئلتك وتساؤولاتك فيكونوا هُم الفئة التي تستمع لك وتُغذيك بقناعاتها السلبية حتى تتدمر افكارك.
او قد يستغلون رُوح التعصب والصراع في المُجتمع, وذلك يكون حين يكون المُجتمع مُتزمت ومُتعصب ولايقبل النقاش ويرمي اي احد يُخالفه بالجهل ويُريد ان يفرض كل قواعده حتى الغير مُلزمة على الجكيع بلا نقاش.
فحين ذلك يُسببون نفور الكثير منهم, وهؤلاء النافرين سوف يبحثون من يُغذي فضولهم بالنقاش والكلام والإنفتاح حتى يغزوا افكارهم.
او قد يكون مشهور او مشهورة في وسائل التواصل الإجتماعي وهذه الشهرة جعلته نجم للآسف ويستمع له الناس ويُتابعونهم بكل سذاجة, وبزيادة عدد المُتابعين لهم نكون كمن يُغذي هذا السوس والبعوض ليتكاثر ويكبر ويكون تأثيره اقوى علينا وعلى ابنائنا.
فما هو حال ابنائكم حين يرون الأب والأم مُنهمكين في مُتابعة هؤلاء المشاهير المُفلسين ثقافياً وعلمياً ودينياً بل يبثون لكم الأفكار السلبية والهدامة, فتكون كمن قدم ايدي ابنائه واجسامهم لكي يلدغهم البعوض وينخرهم السوس.
او قد يُصورون لك الحضارة والتحضر والثقافة بمنظور سلبي وذلك بجعلها باللباس السافر وعدم الإكتراث بالحشمة والعفة, والمُبالغة في المُجاملات وعدم الإهتمام بأي روابط اسرية او زوجية او بين الأبناء ووالديهم, الحضارة تعني الإنفلات ولكن بفلسفة آخرى.
حين تستمع لهم وتُؤثر مصلحتك التي تخدمك وتخدمهم اكثر لكي تُغذي مصالحهم وتدوس على مُجتمعك فأنت تُساهم في تكثر وتقوية هذا السوس والبعوض.
حين تكون رقم يزيد عدد مُتابعيهم وتُكثر المشاهدات لهم وشعبيتهم فأنت تُساهم في تقويتهم وتكاثرهم.
حين تكون جزء من التعصب الأعمى بلا علم ومعرفة وتجهيل الآخرين فأنت تُساهم في كثرتهم وتقويتهم.
حين لا تكون حريص على ابنائك وبناتك وتحرسهم من خطر السوس والبعوض الرقمي وتُسلمهم لعالم الإنترنت بلا قيود, فأنت تُجرم في حقهم وتُقدمهم فريسة ووجبة للسوس والبعوض الرقمي.
كُن اقوى من هذا السوس والبعوض الذي في عالمنا الواقعي والرقمي وحاربه واقضي عليه بتركه وتجنبه وتحذير الآخرين منه وعدم الإنقياد وراء قناعاته وعدم دعمه.
وكُن واعي وعلى حذر مُنهم ومن طُرقهم ﻹستغفالك واستغلال غفلتك.
قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد