الطائر الحر
Well-Known Member
4 بلدان عربية اهتمت بمشاريع الجينوم، توقف أحدها وتواصل المشاريع الثلاثة الأخرى (بيكساباي)
نجحت قطر في إنجاز أكبر مشروع وطني للجينوم في المنطقة العربية، وتعمل اليوم على تطويره ليصبح عربيا حيث قامت بتوسيع برنامجها الوطني لعدد معتبر من السكان العرب المقيمين بقطر، وذلك ضمن مشروع طموح يتولى تنفيذه "برنامج قطر جينوم".
ويعد علم الجينوم من أهم التخصصات العلمية اليوم، ذلك أنه يفتح الأبواب نحو تطبيق الطب الدقيق حيث يمكن بناء على نتائجه وصف العلاجات للمرضى بدقة، أو حتى اجتناب بعض الأمراض الوراثية أو المناعية.
المشروع القطري-العربي
وقال الدكتور سعيد إسماعيل مدير "برنامج قطر جينوم" في تصريح لموقع مؤسسة قطر "حتى الان قمنا بإنجاز تسلسل 20 ألف جينوم قطري، ونحن بصدد إجراء تسلسل 3 آلاف من سكان البلاد العربية".
و"نأمل في غضون الأشهر القليلة المقبلة أن تشمل الدراسة أيضا 10% من القطريين، في حين أن الهدف النهائي هو إنجاز تسلسل الغالبية العظمى من السكان".
وأضاف "علميا، 10% نسبة جيدة بما يكفي لالتقاط معظم المتغيرات الجينية ذات الصلة من الناحية الطبية، وهذا سيسمح لنا بإعداد أول جينوم مرجعي قطري شامل. نحن نعرف الآن ما هي المكونات الرئيسة للجينوم المرجعي القطري".
وخلص الدكتور إسماعيل إلى أن "الخطوة التالية تكمن في تحويل الجهود البحثية إلى التنفيذ السريري، ونأمل أن نبدأ ذلك مع مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب في المستقبل القريب".
مشاريع الجينوم تفتح الأبواب نحو تطبيق الطب الشخصي الدقيق (بيكساباي)
نجاح محلي سعودي ومصري
إلى جانب قطر، تعد مصر والسعودية من الدول التي تولي اهتماما كبيرا بإعداد برامج الجينوم البشري، لكن مشاريع هاتين الدولتين لم تتجاوز حدودهما حيث لا تزال مقتصرة على المواطنين المحليين.
وتنفذ السعودية مشروعا طموحا للجينوم البشري السعودي، أطلقته مدينة "الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا" في الرياض عام 2014، وهو برنامج بعيد المدى يهدف إلى تحليل عينات قد تصل إلى 100 ألف بحلول عام 2030، وفقا للموقع الالكتروني للبرنامج . ويضيف الموقع أن البرنامج تمكن حتى اليوم من تحليل عينات ما يفوق ألفي عائلة.
وفضلا عن ذلك، نجحت مصر مؤخرا في إعداد أول مرجع مصري للجينوم البشري بالتعاون مع فريق بحث ألماني قام بتحليل عينات من الحمض النووي لمجموعة تتألف من 110 مصريين، وهو الإنجاز الذي كان محل دراسة علمية نشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications) في الـ18 من الشهر الماضي.
اعلان
وعلى الرغم من أن عدد الأفراد الذين خضعوا للتحليل ليس معتبرا، فإن المشرفين على الدراسة أكدوا في بحثهم أن الخطوة إيجابية جدا لأنها ستفتح الباب نحو توسيع الجينوم، كما أن المبادرة تعد الأولى في منطقة شمال أفريقيا.
مشروعات الجينوم تحتاج لتجهيزات وفرق متخصصة، وتمثل خطوة أولى إيجابية (بيكساباي)
الجزائر -حلم لا يزال ينتظر
وتعد الجزائر أيضا من بين الدول العربية التي أبدت اهتماما كبيرا بإعداد مشروع الجينوم للجزائريين، وقد تداولت الفكرة في دوائر وزارة البحث العلمي مطلع عام 2014، حيث أوكلت لمركز البحث في البيوتكنولوجيا بمدينة قسنطينة مهمة إعداد المشروع.
وقالت مديرة المركز الدكتورة حليمة بن بوزة -في تصريح للجزيرة نت عبر الهاتف- إنه "أعدّ للمشروع بخطى ثابتة حيث جندت كل الوسائل الضرورية لإنجاحه، وتم التواصل مع باحثين جزائريين مقيمين خارج البلد وباحثين أميركيين عملوا كثيرا على هذا الموضوع، لكن الأمور توقفت فجأة دون تقديم توضيحات بشأن ذلك".
وأضافت بن بوزة "كان من المفترض أن نقوم بتحليل عينات 5 آلاف شخص بمساعدة باحثين جزائريين في الداخل والخارج.. كنا نحلم ونتطلع إلى دخول عالم الطب الدقيق، لكن للأسف توقف كل شيء فجأة، ولا نعرف اليوم مصير هذا المشروع الحلم".