بالامس كان الرواق العباسي واليوم الرواق السعودي
قصة الرواق السعودي
بعد عامين من توليه الخلافة وقضائه على ثورة المقنع الخراساني واستقرار الأمور له، ذهب الخليفة المهدي ثالث خلفاء بني العباس إلى الحج عام 160هـ، لكنه تفاجأ بوضع الحرم المكي وضيقه على رواده من الحجيج، فلم يكن منه إلا أن أمر بتوسعته عبر شراء بعض البيوت المحيطة وضمها للحرم وهو ما تم.
بعد ذلك بأربعة أعوام ومع عودة المهدي للحج مجدداً تفاجأ بشيء جديد، التوسعة الأولى أنجزت، لكنها تركت الكعبة بعيدة عن المنتصف، بسبب وجود مسيل الوادي في إحدى الجهات، من هنا أمر المهدي بتوسعة شاملة جديدة تشمل تغيير مسار السيل وضبط الكعبة في المنتصف وإقامة ما عرف لاحقا بالرواق العباسي.
لم يغادر المهدي مكة حتى عاين بنفسه انتصاف الكعبة للحرم، عبر مخطط أولى ضبطه المهندسون من خلال رماح منصوبة مشدودة بجبال توضح الحدود المفترضة التوسعة القادمة.
ذهبت التوسعة إلى خطواتها العملية، حيث بدأت الأروقة في التشكل ضمن طراز معماري أنيق، وذلك بعدما جلبت الأعمدة الخاصة بها والأساطين الرخامية والتي بلغ عددها حوالي 496 عموداً من معظم أرجاء الدولة العباسية، عبر ميناء الشعيبة الواقع على البحر الأحمر.
كانت هذه التوسعة هي الأكبر تاريخيا حتى العصر السعودي، حتى أن مجموع ما أنفق فيه بلغ نحو 5 ملايين دينار ذهبي، ولم يكن جميع ما لحق الحرم المكي بعد ذلك عبر العصور إلا ترميمات وتطورات على أصل هذه التوسعة المهيبة.
بالطبع كان كل هذا قبل أن يأتي العصر السعودي، والذي شهد نقلة معمارية كبرى وتوسعات لم يشهد لها الحرم مثيلا من قبل، فمنذ اللحظة الأولى التي دخل فيها الملك عبد العزيز آل سعود إلى مكة عام 1924، أمر على الفور بإصلاحات وتصميمات للحرم.
لكن تلك الترميمات والإصلاحات لم تكن لتستوعب الأعداد الكبيرة المتزايدة لزوار بيت الله الحرام عاما بعد عام، من هنا أمر الملك عبد العزيز بالبدء في إنشاء مخطط شامل لتوسعة الحرم المكي عبر إضافة رواق جديد هو الرواق السعودي.
توفي الملك عبدالعزيز قبل أن يرى ثمرة توجيهه المبارك، لكن الملك سعود كان عند رغبة والده، فأصدر بيانا تاريخيا عام ١٩٥٥ بالبدء في أعمال التوسعة وتشييد الرواق السعودي ضمن ما خطط له والده.
استمر تشييد هذا الرواق المهيب عقودا طويلة، شملت كذلك عهدي الملكين الراحلين فيصل وخالد رحمهما الله، حيث حتى اكتمل الرواق السعودي عام 1976 محيطاً بالرواق العباسي ومكملاً له.
تكون الرواق السعودي من قبو ودور أرضي ودور أول وسطح وهذا لم يعرفه المسجد الحرام من قبل فقد كان يحتوي على دور أرضي فقط تمثل في الرواق العباسي، فازدادت به مساحة الحرم 130 ألف متر مربع، بعد أن كانت فقط 30 ألف متر مربع فقط.
الرواق هو بيت يُحمل على عمود واحد طويل، وفي فنون الجوامع هو المساحة أو الممر الواقع بين عامودين، وفي اللغة هو ما أحاط بالشي، فالرواق العباسي يحيط بالكعبة المشرفة والرواق السعودي يحيط بالرواق العباسي.
لم تتوقف التوسعات السعودية للحرم بل استمر ملوك السعودية ملكا بعد آخر يضيف مزيدا من المساحة والاهتمام والتشييد حتى بلغت مساحة الحرم حاليا أكثر من مليون متر مربع وارتفعت طاقته الاستيعابية أضعافا مضاعفة عما كان عليه في السابق.فاستحقوا بحق لقبهم "خادم الحرمين الشريفين"
اليوم وتتويجا للجهود السعودية الجبارة في خدمة الحرمين، صدر قرار تاريخي من رئاسة الحرمين الشريفين بإطلاق اسم الرواق السعودي على توسعة المطاف بالمسجد الحرام، لينتهي معه ذلك الخلط، ولتعاد به نسبة الأشياء إلى مدشنيها دون حيف أو غلو.
قصة الرواق السعودي
بعد عامين من توليه الخلافة وقضائه على ثورة المقنع الخراساني واستقرار الأمور له، ذهب الخليفة المهدي ثالث خلفاء بني العباس إلى الحج عام 160هـ، لكنه تفاجأ بوضع الحرم المكي وضيقه على رواده من الحجيج، فلم يكن منه إلا أن أمر بتوسعته عبر شراء بعض البيوت المحيطة وضمها للحرم وهو ما تم.
بعد ذلك بأربعة أعوام ومع عودة المهدي للحج مجدداً تفاجأ بشيء جديد، التوسعة الأولى أنجزت، لكنها تركت الكعبة بعيدة عن المنتصف، بسبب وجود مسيل الوادي في إحدى الجهات، من هنا أمر المهدي بتوسعة شاملة جديدة تشمل تغيير مسار السيل وضبط الكعبة في المنتصف وإقامة ما عرف لاحقا بالرواق العباسي.
لم يغادر المهدي مكة حتى عاين بنفسه انتصاف الكعبة للحرم، عبر مخطط أولى ضبطه المهندسون من خلال رماح منصوبة مشدودة بجبال توضح الحدود المفترضة التوسعة القادمة.
ذهبت التوسعة إلى خطواتها العملية، حيث بدأت الأروقة في التشكل ضمن طراز معماري أنيق، وذلك بعدما جلبت الأعمدة الخاصة بها والأساطين الرخامية والتي بلغ عددها حوالي 496 عموداً من معظم أرجاء الدولة العباسية، عبر ميناء الشعيبة الواقع على البحر الأحمر.
كانت هذه التوسعة هي الأكبر تاريخيا حتى العصر السعودي، حتى أن مجموع ما أنفق فيه بلغ نحو 5 ملايين دينار ذهبي، ولم يكن جميع ما لحق الحرم المكي بعد ذلك عبر العصور إلا ترميمات وتطورات على أصل هذه التوسعة المهيبة.
بالطبع كان كل هذا قبل أن يأتي العصر السعودي، والذي شهد نقلة معمارية كبرى وتوسعات لم يشهد لها الحرم مثيلا من قبل، فمنذ اللحظة الأولى التي دخل فيها الملك عبد العزيز آل سعود إلى مكة عام 1924، أمر على الفور بإصلاحات وتصميمات للحرم.
لكن تلك الترميمات والإصلاحات لم تكن لتستوعب الأعداد الكبيرة المتزايدة لزوار بيت الله الحرام عاما بعد عام، من هنا أمر الملك عبد العزيز بالبدء في إنشاء مخطط شامل لتوسعة الحرم المكي عبر إضافة رواق جديد هو الرواق السعودي.
توفي الملك عبدالعزيز قبل أن يرى ثمرة توجيهه المبارك، لكن الملك سعود كان عند رغبة والده، فأصدر بيانا تاريخيا عام ١٩٥٥ بالبدء في أعمال التوسعة وتشييد الرواق السعودي ضمن ما خطط له والده.
استمر تشييد هذا الرواق المهيب عقودا طويلة، شملت كذلك عهدي الملكين الراحلين فيصل وخالد رحمهما الله، حيث حتى اكتمل الرواق السعودي عام 1976 محيطاً بالرواق العباسي ومكملاً له.
تكون الرواق السعودي من قبو ودور أرضي ودور أول وسطح وهذا لم يعرفه المسجد الحرام من قبل فقد كان يحتوي على دور أرضي فقط تمثل في الرواق العباسي، فازدادت به مساحة الحرم 130 ألف متر مربع، بعد أن كانت فقط 30 ألف متر مربع فقط.
الرواق هو بيت يُحمل على عمود واحد طويل، وفي فنون الجوامع هو المساحة أو الممر الواقع بين عامودين، وفي اللغة هو ما أحاط بالشي، فالرواق العباسي يحيط بالكعبة المشرفة والرواق السعودي يحيط بالرواق العباسي.
لم تتوقف التوسعات السعودية للحرم بل استمر ملوك السعودية ملكا بعد آخر يضيف مزيدا من المساحة والاهتمام والتشييد حتى بلغت مساحة الحرم حاليا أكثر من مليون متر مربع وارتفعت طاقته الاستيعابية أضعافا مضاعفة عما كان عليه في السابق.فاستحقوا بحق لقبهم "خادم الحرمين الشريفين"
اليوم وتتويجا للجهود السعودية الجبارة في خدمة الحرمين، صدر قرار تاريخي من رئاسة الحرمين الشريفين بإطلاق اسم الرواق السعودي على توسعة المطاف بالمسجد الحرام، لينتهي معه ذلك الخلط، ولتعاد به نسبة الأشياء إلى مدشنيها دون حيف أو غلو.
