- الإمام القدوة، قاضي دمشق، وصاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي. - حكيم هذه الأمة، وسيد القراء بدمشق. - وهو معدود فيمن تلا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يبلغنا أبداً أنه قرأ على غيره، وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -. - وتصدر للإقراء بدمشق في خلافة عثمان، وقبل ذلك. عن خيثمة: قال أبو الدرداء: كنت تاجراً قبل المبعث، فلما جاء الإسلام، جمعت التجارة والعبادة، فلم يجتمعا، فتركت التجارة، ولزمت العبادة. - قلت (أي الذهبي):الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد، وهذا الذي قاله هو طريق جماعة من السلف والصوفية، ولا ريب أن أمزجة الناس، تختلف في ذلك، فبعضهم يقوى على الجمع، كالصديق، وعبد الرحمن بن عوف، وكما كان ابن المبارك، وبعضهم يعجز، ويقتصر على العبادة، وبعضهم يقوى في بدايته، ثم يعجز، وبالعكس، وكل سائغ، لكن لا بد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال. - قال أبو الزاهرية: كان أبو الدرداء من آخر الأنصار إسلاماً، وكان يعبد صنماً، فدخل ابن رواحة، ومحمد بن مسلمة بيته فكسرا صمنه، فرجع فجعل يجمع الصنم، ويقول: ويحك! هلا امتنعت! ألا دفعت عن نفسك، فقالت أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد، دفع عن نفسه، ونفعها! فقال أبو الدرداء: اعدي لي ماء في المغتسل، فاغتسل، ولبس حلته، ثم ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنظر إليه ابن رواحه مقبلاً، فقال: يا رسول الله، هذا أبو الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا؟ فقال: ((إنما جاء ليسلم، إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم)) . - عن مكحول: كانت الصحابة يقولون: أرحمنا بنا أبو بكر، وأنطقنا بالحق عمر، وأميننا أبو عبيدة، وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ، وأقرأنا أبي، ورجل عنده علم ابن مسعود، وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل. - وقال ابن إسحاق: كان الصحابة يقولون: أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء. - وروى عون بن أبي جحيفة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بين سلمان وأبي الدرداء، فجاءه سلمان يزوره، فإذا أم الدرداء متبذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت: إن أخاك لا حاجة له في الدنيا، يقوم الليل، ويصوم النهار، فجاء أبو الدرداء فرحب به، وقرب إليه طعاماً، فقال له سلمان: كل. قال: إني صائم، قال: أقسمت عليك لتفطرن، فأكل معه، ثم بات عنده، فلما كان من الليل، أراد أبو الدرداء أن يقوم، فمنعه سلمان وقال: إن لجسدك عليك حقاً ولربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً، وصم وافطر، وصل، وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه، فلما كان وجه الصبح، قال: قم الآن إن شئت، فقاما، فتوضآ، ثم ركعا، ثم خرجا إلى الصلاة، فدنا أبو الدرداء ليخبر رسول الله بالذي أمره سلمان: فقال له: ((يا أبا الدرداء، إن لجسدك عليك حقاً، مثل ما قال لك سلمان)) . - عن محمد بن كعب، قال: جمع القرآن خمسة: معاذ، وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وأبيّ، وأبو أيوب، فلما كان زمن عمر، كتب إليه يزيد بن أبي سفيان: إن أهل الشام قد كثروا، وملؤوا المدائن، واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فأعني برجال يعلمونهم. فدعا عمر الخمسة، فقال: إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن، ويفقههم في الدين، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم، وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا، فقالوا: ما كنا لنتساهم، هذا شيخ كبير لأبي أيوب، وأما هذا فسقيم لأبي، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء. فقال عمر: ابدؤوا بحمص، فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة، منهم من يلقن، فإذا رأيتم ذلك، فوجهوا إليه طائفة من الناس، فإذا رضيتم منهم، فليقم بها واحد، وليخرج واحد إلى دمشق، والآخر إلى فلسطين، قال: فقدموا حمص فكانوا بها، حتى إذا رضوا من الناس، أقام بها عبادة بن الصامت، وخرج أبو الدرداء إلى دمشق، ومعاذ إلى فلسطين، فمات في طاعون عمواس، ثم صار عبادة بعد إلى فلسطين وبها مات، ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات. - عن ابن أبي ليلى، قال: كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد: سلام عليك، أما بعد، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله، أبغضه الله، فإذا أبغضه الله، بغضه إلى عباده. - عن أبي الدرداء: إني لآمركم بالأمر وما أفعله، ولكن لعل الله يأجرني فيه. - عن ميمون بن مهران، قال أبو الدرداء: ويل للذي لا يعلم مرة، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات. - عن عون بن عبد الله: قلت لأم الدرداء: أي عبادة أبي الدرداء كانت أكثر؟ قالت: التفكر والاعتبار. - وعن أبي الدرادء: تفكر ساعة خير من قيام ليلة. - عن ابن حليس: قيل لأبي الدرداء وكان لا يفتر من الذكر: كم تسبح في كل يوم؟ قال: مائة ألف، إلا أن تخطئ الأصابع. - عن بلال بن سعد، أن أبا الدرادء قال: أعوذ بالله من تفرقة القلب، قيل: وما تفرقة القلب؟ قال: أن يجعل لي في كل واد مال. - روي عن أبي الدرداء، قال: لولا ثلاث ما أحببت البقاء: ساعة ظمأ الهواجر، والسجود بالليل، ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى أطايب الثمر. - حريز بن عثمان: حدثنا راشد بن سعد، قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء، فقال: أوصني، قال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا ذكرت الموتى، فاجعل نفسك كأحدهم، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا، فانظر إلى ما يصير. - عن عبد الله بن مرة، أن أبا الدرداء قال: اعبد الله كأنك تراه، وعد نفسك في الموتى، وإياك دعوة المظلوم، واعلم أن قليلاً يغنيك خير من كثير يلهيك، وأن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى. - عن أبي الدرداء: إياك دعوات المظلوم، فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار. - وروى لقمان بن عامر، أن أبا الدرداء قال: أهل الأموال يأكلون ونأكل، ويشربون ونشرب، ويلبسون ونلبس، ويركبون ونركب، ولهم فضول أموال ينظرون إليها وننظر إليها معهم، وحسابهم عليها ونحن منها براء. - عن ابن جبير، عن أبيه، قال: لما فتحت قبرس مر بالسبي على أبي الدرداء، فبكى، فقلت له: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: يا جبير، بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله، فلقوا ما ترى، ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه. - عن أم الدرداء، قالت: كان لأبي الدرداء ستون وثلاث مائة خليل في الله، يدعو لهم في الصلاة، فقلت له في ذلك، فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب، إلا وكل الله به ملكين يقولان: ولك بمثل، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة. - قالت أم الدرداء: لما احتضر أبو الدرداء، جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ - مات أبو الدرداء اثنتين وثلاثين.
- الإمام القدوة، قاضي دمشق، وصاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي. - حكيم هذه الأمة، وسيد القراء بدمشق. - وهو معدود فيمن تلا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يبلغنا أبداً أنه قرأ على غيره، وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -. - وتصدر للإقراء بدمشق في خلافة عثمان، وقبل ذلك. عن خيثمة: قال أبو الدرداء: كنت تاجراً قبل المبعث، فلما جاء الإسلام، جمعت التجارة والعبادة، فلم يجتمعا، فتركت التجارة، ولزمت العبادة. - قلت (أي الذهبي):الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد، وهذا الذي قاله هو طريق جماعة من السلف والصوفية، ولا ريب أن أمزجة الناس، تختلف في ذلك، فبعضهم يقوى على الجمع، كالصديق، وعبد الرحمن بن عوف، وكما كان ابن المبارك، وبعضهم يعجز، ويقتصر على العبادة، وبعضهم يقوى في بدايته، ثم يعجز، وبالعكس، وكل سائغ، لكن لا بد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال. - قال أبو الزاهرية: كان أبو الدرداء من آخر الأنصار إسلاماً، وكان يعبد صنماً، فدخل ابن رواحة، ومحمد بن مسلمة بيته فكسرا صمنه، فرجع فجعل يجمع الصنم، ويقول: ويحك! هلا امتنعت! ألا دفعت عن نفسك، فقالت أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد، دفع عن نفسه، ونفعها! فقال أبو الدرداء: اعدي لي ماء في المغتسل، فاغتسل، ولبس حلته، ثم ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنظر إليه ابن رواحه مقبلاً، فقال: يا رسول الله، هذا أبو الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا؟ فقال: ((إنما جاء ليسلم، إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم)) . - عن مكحول: كانت الصحابة يقولون: أرحمنا بنا أبو بكر، وأنطقنا بالحق عمر، وأميننا أبو عبيدة، وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ، وأقرأنا أبي، ورجل عنده علم ابن مسعود، وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل. - وقال ابن إسحاق: كان الصحابة يقولون: أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء. - وروى عون بن أبي جحيفة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بين سلمان وأبي الدرداء، فجاءه سلمان يزوره، فإذا أم الدرداء متبذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت: إن أخاك لا حاجة له في الدنيا، يقوم الليل، ويصوم النهار، فجاء أبو الدرداء فرحب به، وقرب إليه طعاماً، فقال له سلمان: كل. قال: إني صائم، قال: أقسمت عليك لتفطرن، فأكل معه، ثم بات عنده، فلما كان من الليل، أراد أبو الدرداء أن يقوم، فمنعه سلمان وقال: إن لجسدك عليك حقاً ولربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً، وصم وافطر، وصل، وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه، فلما كان وجه الصبح، قال: قم الآن إن شئت، فقاما، فتوضآ، ثم ركعا، ثم خرجا إلى الصلاة، فدنا أبو الدرداء ليخبر رسول الله بالذي أمره سلمان: فقال له: ((يا أبا الدرداء، إن لجسدك عليك حقاً، مثل ما قال لك سلمان)) . - عن محمد بن كعب، قال: جمع القرآن خمسة: معاذ، وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وأبيّ، وأبو أيوب، فلما كان زمن عمر، كتب إليه يزيد بن أبي سفيان: إن أهل الشام قد كثروا، وملؤوا المدائن، واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فأعني برجال يعلمونهم. فدعا عمر الخمسة، فقال: إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن، ويفقههم في الدين، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم، وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا، فقالوا: ما كنا لنتساهم، هذا شيخ كبير لأبي أيوب، وأما هذا فسقيم لأبي، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء. فقال عمر: ابدؤوا بحمص، فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة، منهم من يلقن، فإذا رأيتم ذلك، فوجهوا إليه طائفة من الناس، فإذا رضيتم منهم، فليقم بها واحد، وليخرج واحد إلى دمشق، والآخر إلى فلسطين، قال: فقدموا حمص فكانوا بها، حتى إذا رضوا من الناس، أقام بها عبادة بن الصامت، وخرج أبو الدرداء إلى دمشق، ومعاذ إلى فلسطين، فمات في طاعون عمواس، ثم صار عبادة بعد إلى فلسطين وبها مات، ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات. - عن ابن أبي ليلى، قال: كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد: سلام عليك، أما بعد، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله، أبغضه الله، فإذا أبغضه الله، بغضه إلى عباده. - عن أبي الدرداء: إني لآمركم بالأمر وما أفعله، ولكن لعل الله يأجرني فيه. - عن ميمون بن مهران، قال أبو الدرداء: ويل للذي لا يعلم مرة، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات. - عن عون بن عبد الله: قلت لأم الدرداء: أي عبادة أبي الدرداء كانت أكثر؟ قالت: التفكر والاعتبار. - وعن أبي الدرادء: تفكر ساعة خير من قيام ليلة. - عن ابن حليس: قيل لأبي الدرداء وكان لا يفتر من الذكر: كم تسبح في كل يوم؟ قال: مائة ألف، إلا أن تخطئ الأصابع. - عن بلال بن سعد، أن أبا الدرادء قال: أعوذ بالله من تفرقة القلب، قيل: وما تفرقة القلب؟ قال: أن يجعل لي في كل واد مال. - روي عن أبي الدرداء، قال: لولا ثلاث ما أحببت البقاء: ساعة ظمأ الهواجر، والسجود بالليل، ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى أطايب الثمر. - حريز بن عثمان: حدثنا راشد بن سعد، قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء، فقال: أوصني، قال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا ذكرت الموتى، فاجعل نفسك كأحدهم، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا، فانظر إلى ما يصير. - عن عبد الله بن مرة، أن أبا الدرداء قال: اعبد الله كأنك تراه، وعد نفسك في الموتى، وإياك دعوة المظلوم، واعلم أن قليلاً يغنيك خير من كثير يلهيك، وأن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى. - عن أبي الدرداء: إياك دعوات المظلوم، فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار. - وروى لقمان بن عامر، أن أبا الدرداء قال: أهل الأموال يأكلون ونأكل، ويشربون ونشرب، ويلبسون ونلبس، ويركبون ونركب، ولهم فضول أموال ينظرون إليها وننظر إليها معهم، وحسابهم عليها ونحن منها براء. - عن ابن جبير، عن أبيه، قال: لما فتحت قبرس مر بالسبي على أبي الدرداء، فبكى، فقلت له: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: يا جبير، بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله، فلقوا ما ترى، ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه. - عن أم الدرداء، قالت: كان لأبي الدرداء ستون وثلاث مائة خليل في الله، يدعو لهم في الصلاة، فقلت له في ذلك، فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب، إلا وكل الله به ملكين يقولان: ولك بمثل، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة. - قالت أم الدرداء: لما احتضر أبو الدرداء، جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ - مات أبو الدرداء اثنتين وثلاثين. **** نزهة الفضلاء 1/157
[/SIZE]
[SIZE=+0]جزاااك الله خير والله [/SIZE]
[SIZE=+0]وجعلها في موازين حسناااتك[/SIZE]
[SIZE=+0]اسال الله ان يعطر ايامك بالرياحين [/SIZE]
[SIZE=+0]دمت بطاعة الله[/SIZE]
[SIZE=+0]
[/SIZE]
[SIZE=+0]جزاااك الله خير والله [/SIZE]
[SIZE=+0]وجعلها في موازين حسناااتك[/SIZE]
[SIZE=+0]اسال الله ان يعطر ايامك بالرياحين [/SIZE]
[SIZE=+0]دمت بطاعة الله[/SIZE]
[SIZE=+0]