ماذا على قُرَّةِ العينينِ لو صَفَحَتْ
وعاوَدَتْ بوصالٍ بعدَ ما صَفَحَتْ
بايعتُها القلبَ إيجابًا بما وَعَدَتْ
فيَالَها صفْقَةً في الحُبِّ ما رَبِحَتْ
ويلاهُ من لَحْظها الفتَّاكِ إنْ نظَرتٍ
وآهِ من قَدِّها العَسَّالُ إنْ سَنَحَتْ
يموتُ قلبي ويحيا حَيْرةً وهُدًى
في عالَم الوَجْدِ إن صدَّتْ وإن جَنَحَتْ
يا سَرْحَةَ الأملِ الممنوعِ جانبُهُ
ويا غزالةَ وادي الحُسنِ إنْ سَرَحَتْ
ترفَّقي بفُؤادٍ أنتِ مُنيَتُهُ
ومُقْلَةٍ لسوى مرآكِ ما طَمَحَتْ
أفسدتُ في حُبِّكُمْ نفسي جَوًى وأسًى
والنفسُ في الحبّ مهما أفسِدَتْ صَلَحَتْ
ما زلتُ أسْحرُها بالشِّعرِ تسمعُهُ
من ذاتِ فهْمٍ ، تُجيدُ القولَ إنْ شَرَحَتْ
حتى إذا علِمَتْ ما حلَّ بي ، ورأت
سُقمي، وخافَتْ على نفسٍ بها افتَضَحَتْ
حَنَّتْ رَثَتْ عطفَتْ مالَتْ صَبَتْ عزَمَتْ
هَمَّتْ سَرَتْ وَصَلَتْ عادَتْ دَنَتْ مَنَحَتْ
محمود سامي البارودي
