العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

لقطة قريبة وقصيرة لاحد شهداء الحشد المقدس
من الخيال كتبتها عن اخر ليلة مع من يحب ..
من الخيال كتبتها عن اخر ليلة مع من يحب ..
ها أنتَ تغادرُ قبل المجيء
وتترك ظلكَ مضلات حزنٍ
فوق مجرات اللقاء..
تتأملُ وجه أمُكَ بصلاة الفجرِ
وترقب تربتها وفحت السجودِ
تلمهُ بقطعة خضراء
وترفعها بين كفيها للدعاء..
تكتبُ وصيتُكَ قبل الشروق
وتختمها بالدموعِ كأنها الفراق
جاء بلا ربيعاً مزهراً
كأن الايام تمثلت بالشتاء..
وتفرك راحتيكَ فقد استلَت
كل صرخات البردِ لصوتك
وبحَ عن النداء..
ترسمُ في زاوية الورقةِ شمساً
لتعيدَ بعض الزوارق للنهرِ
واجنحة النوارس البعيدةِ جداً
ارهقها طول المدى
فعانقت اشرعة القواربَ
كأنها تُعيدُ البداء..
وانتَ كما حكايات الليلِ
كلما طالت كان دفئها اجمل
وبعض الصبيةِ حول المدفئةِ
يرقبون الراوي وعيونهم
مملوءةٍ بالحدسِ
اما يسمعون
الخيرِ او ثمة بلاء..
الشوق طفح فوق الوجوه
وبعضهم اخذ يقرض الاضافر
وصوت الحطب يدقُ ملكوت الانصات
فالنار تأكله ويصرخ الحطب
وهم في لهوٍ عنه فالحكاية مشوقةٍ
ويستعجلونها ولا يريدون لها الانتهاء..
وهناك في الجهة الاخرة كانت تجلس
في يدها صورتُكَ الاخيرة
وتحاورها بصمت عاشقةٍ
تلاعبُ جديلتها وتبتسمُ
حين تخرُ دمعتها فوق الشفاهِ
وتمسحها بلا وعيٍ
وتعانق عيناها سقف الغرفةِ
سمعت ذات مرة ان الارواح
تنزل من الاعالي
علك تنزلُ فوق مخدعها
وتكتب مرة لها اللقاء..
20/05/2025
العـ عقيل ـراقي