قُلْ للأحبّةِ إن غابوا وإن آبوا
الروحُ فيكم ونبضُ القلبِ أوّابُ
تُقبَّلُ الأرضُ حُبّاً خلفَ مشيتكم
والقلبُ يعشقُ،هلْ في الحُبِّ توّابُ
إذا حضرتم لكانَ القلبُ جنّتكم
وإن رحلتمْ فهذي الروح ترتابُ
وإن رحلتُ ربيعُ العمرِ فدوتُكم
دمعُ المُحبِّ من الأبدانِ ينسابُ
خذوا يدي وترانيمي وقافيتي
فكيفَ أُفصحُ وما في الشوقِ إعرابُ
مدامعُ الحزنِ أمطارٌ على شفتي
وفي الحشايا عذاباتٌ وأتعابُ
هلّا تعودوا إلى داري فمنزلُكم
فوقَ العيونِ على الهاماتِ أهدابُ
هلّا تأوبوا إلى قصري لأُسكِنكم
فالقصرُ خالٍ وما في القصرِ أبوابُ
تحيا بكم كل ارض
للوجد عنكم روايات وأخبار
وللعلا نحوكم حاج وأوطار
وحيث كنتم فثغر الروض مبتسم
وأين سرتم فدمع العين مدرار
لله قوم إذا حلوا بمنزلة
حل السرور وسار الجود إن ساروا
تحيا بكم كل أرض تنزلون بها
كأنكم في بقاع الأرض أمطار
ونوركم يهتدي الساري برؤيته
كأنكم في ظلام الليل اقمار
لا أوحش الله ربعا من زيارتكم
يا من لكم في الحشا والقلب تذكار