أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

أقبية الغياب

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,534
مستوى التفاعل
53,018
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
رد: أقبية الغياب

[FONT=&quot]
BJ7TmCTCAAIT_aQ
[/FONT]

[FONT=&quot]ظننت إنني .. غادرتك[/FONT]
[FONT=&quot]اليوم تحديداً [/FONT]
[FONT=&quot]يراودني شعوراً[/FONT]
[FONT=&quot]أن ادس يدي بيديك..![/FONT]
[FONT=&quot]ونركل كل تلك الفوضى التي حالت .. بيننا[/FONT]
[FONT=&quot]نتنفس بعض الحرية[/FONT]
[FONT=&quot]نسيرتحت المطر ..[/FONT]
[FONT=&quot]نجرب أن نحب بعضنا دون خوف[/FONT]
[FONT=&quot]أو تشاطرني نسائم هذا المساء[/FONT]
[FONT=&quot]أتذوق غيرتك[/FONT]
[FONT=&quot]والتماعة الشوق بعينيك
[/FONT]
[FONT=&quot]ثم تختبئ تحت نبضي .. قليلاً[/FONT]
[FONT=&quot]كـــ حلم أبيض يلامس رمشي[/FONT]
[FONT=&quot]تمنحني حق اللجوء لأحضانك[/FONT]
[FONT=&quot]حتى لو كان ذلك على هيئة سعادة مؤقتة[/FONT]
[FONT=&quot]الصباح[/FONT]
[FONT=&quot]القهوة[/FONT]
[FONT=&quot]النسمات الباردة ..[/FONT]
[FONT=&quot]المطر[/FONT]
[FONT=&quot]المساءات التي جمعتنا[/FONT]
[FONT=&quot]كل الأشياء التي تربطني .. بك[/FONT]
[FONT=&quot]تحرضني [/FONT]
[FONT=&quot]لشهية حديث ,, دافيء[/FONT]
[FONT=&quot]لأضيع بعينيك مجدداً ..[/FONT]
[FONT=&quot]لــ أخبرك[/FONT]
[FONT=&quot]كم أحبك ..[/FONT]
[FONT=&quot]وكم أفتقدك
[/FONT]





[FONT=&quot][FONT=&quot][media]https://d.top4top.net/m_10461z9lk1.mp3[/media][/FONT][/FONT]
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,534
مستوى التفاعل
53,018
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
رد: أقبية الغياب

4384140.png



أتوق إليك ..
الى عشب أخضر

نتمددُ عليه
تحتَ سَماء غائمة
الى شارع طويل مبلل بـــ المَطر
ومِظلة واحدة
الى شتاء أبيض ..

يبرر دفء .. روحك
يترجم تلك البهجة
التي يحدثها صوتك
والألفة التي تزهر بداخلي .. معك
أتوق لأن تتكيء على كتفي
ونسير معاً الى الأبد
هكذا ببساطة ..
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,534
مستوى التفاعل
53,018
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
رد: أقبية الغياب

كانا صديقين ..
أحبت فيه شخصيته .. وأشياء أخرى
أحب عذوبتها وصوتها الآسر

ذات إقتراب ..
أخبرها ماذا لو جربتي كلمة ,, أحبك ,, بــ صوتك
قالتها بهمس ,, خفق قلبيهما
لكنها أردفت بخجل .. تعرف إنني لا أقصدها
هو أردف أيضاً نعم نعم
فنحن صديقين .. فحسب ..!

وفي تلك الليلة سجلت الملائكة .. كذبتين

51596760_1038402803013815_952326173738663936_n.jpg
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,534
مستوى التفاعل
53,018
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
رد: على رصيف المحطة

خطر ببالي .. أن

ادس هنا قصصي التي بقيت عالقة في قسم زواره نادرون
وليتها تليق برواد هذا المكان

14969540289bjluwaiting.jpg




على رصيف المحطة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بدأ النعاس يتسرب اليه

ثم غط في نوم كان يحس معه بهزهزة القطار المستمرة
وأصوات العجلات الحديدية ...
برهة من الزمن ثم صحى على صوت صافرة القطار والتي

أعلنت عن توقفه في المحطة الثانية ..
على أضواء القطار الخافته
لمح ساعته تشير الى الثانية عشرة بعد منتصف الليل
قبل أن يهبط سأل أحدهم عن موعد إنطلاقه ثانيةً

فاجابه وهو على عجلة من أمره
بعد ساعة من الان سيدي ..
خرج من القطار محتاراً كيف وأين سيقضي

دقائق هذه الساعة القادمة
رصيف المحطة كان خالياً إلامن بعض المسافرين

الذين توجهوا نحو باب المغادرة

أما هو فقد كان عليه ان ينتظر في هذه الليلة الشتائية الباردة

أغلق زرائر معطفه ,, أحكم لف اللفاف الصوفي

حول رقبته
بدأ يشعر بتسرب القليل من النسمات الباردة

الى جسمه الدافي
حيث تمتزج البرودة بالدفء محدثةً

ذلك الإحساس اللذيذ بالقشعريرة والدفء معاً
انتهت بقايا ضجيج المسافرين وراح الصمت يلف المكان

إنتابه الشعور بالوحدة
وشيئاً من ذلك الحزن الذي يأتي مصحوباً بالذكريات
كان رصيف المحطة الخالي من الناس والليلة الباردة

كافية لتستدعي ذكرياته
أحزانه
بضع مسرات قليلة
غرق فيها بعد أن جلس على أول مصطبة أمامه
كان ينظر لأوراق الأشجار المتناثرة على الرصيف

حيث تتلاعب بها النسمات الباردة
عندما أخترق أفكاره وذلك الهدوء الذي يعم المكان
صوتاً ملائكياً يأتي من مصطبة أخرى تبعد بضعة أمتار على يمينه
حدق باتجاه الصوت المنساب بعذوبة ورقة

أخذته أقدامه دون أن يشعر .. صوب ذلك الصوت
توقف خلفها مباشرةً
كانت تدندن بنغمة حزينة
وهبتُ القلب ... لَك
وهبتُ العُمر ... لَك
فكم أغريتني
وكم دللّتني
وكم غَنيتُ ... لَك
فقلي ياتُرى فقلْ ماذا جَرى
ليَغدوا حُبنا
هواءً في شَبك


الله ...

دون أن ينتبه خرجت تلكَ الكلمة منه
سكتت على الفور أدارت وجهها نَحوه
آآه ... لقد أخفتني
براءة جميلة قد تناثرت بين عينيها وهي تلفظ تلك الكلمات

التي خرجت مرتبكة من وجه غايةً بالرقة
بدت وكأنها أميرة من العهد الاندلسي
قال وهو يغالب دهشته : آسف آنستي لم أقصد إخافتك
غير أن عذوبة صوتك وروعة الكلمات إجتذباني

دون أن أشعر فتطفلت على غير عادتي
وفي الواقع أنا غير نادم أبداً على تطفلي هذا
قالت مبتسمة


لعله الشعور بالوحدة هو مامنحني لحظات البوح هذه
ويبدو إنني رفعت صوتي قليلاً

ولكن يبدولي إنك تحب الشعر ..؟
نعم آنستي واكتب القليل منه .. لكنه ليس بجمال ماتكتبين
آه .. شكراً لك تفضل إجلس


هل أنت مسافر .. ؟
نعم آنستي وعليَّ إنتظار إنطلاق القطار المتجه للعاصمة

بعد أقل من ساعة
بلا شك إنه أمراً مملاً قضاء الوقت بالإنتظار في هذه الليلة الباردة
أجابته وقد كسا وجهها الحزن
على الأقل ياسيدي إنك تعرف متى ينتهي إنتظارك
لكن الأسوأ أن تنتظر أمراً دون معرفة

متى يحدث وكيف سيحدث..؟
هذا صحيح آنستي

ولكن هل لتلك الكلمات التي كنت تنشديها

علاقة بالامر
كلا سيدي أبداً إنها من خيالي .. فحسب
فحتى هذه اللحظة

لم يلامس قلبي ذلك الشيء الذي يدعى الحب
كانت تتحدث وهي تضع يديها في جيبي الكنزة التي ترتديها لتحصل على القليل من الدفء

بدت كانها وردة نبتت على سفح جبل جليدي
صوتها,, ورقتها

وذلك التعبير اللطيف الذي أضافته خصلات شعرها
التي بلون الكرز على وجهها الفاتن الناصع
لم تسمح له أن يشعر بالوقت

أو أن يحس بكل شيء حوله ,, عدا إنه كان يستمتع بكل لحظة من الوقت الذي صار يمضي سريعاً عليه
هنا قال لها: آنستي كيف يمكن لإمرأة بهذا السحر

أن تكون خارج منطقة الحب
تورد وجهها خجلاً
ليس الأمر كما تظن فالقلب ياسيدي منطقة حرة

لايمكن لنا أن نتلاعب بها
الحب شيء طاهر يعبق بالنقاء ولايمكن أن أمنحه

إلا لشخص يحبني وكأنني الأنثى الوحيدة في هذا العالم
ويحترمني ويرعاني كما يرعى نفسه
أنا ياسيدي كأي فتاة

لها فارس أحلامها الذي ترسمه في خيالها وتنتظره
ثم سرعان ماتجده


أما أنا فيبدوا إنني تماديت في رسم ذلك الفارس مثالياً
فطال انتظاري ..
وهنا أخرجت يديها وراحت تفركهما ببعض بحثاً عن الدفء
إنتبه هو لما يحدث نزع معطفه ووضعه على كتفيها
بدا عليها الإرتباك
لطف منك سيدي أن تفعل ذلك

غير إنك مرهق من السفر وأنت بحاجة إليه اكثر مني
كم أشعر بالامتنان لك
في داخلها أحاسيس كثيرة مرت ومشاعر لطالما إفتقدتها

ولكن مسافراً أتى من المجهول ليحدث في داخلها الساكن

كل هذه الضجة
آنستي


يسعدني أن أفعل ذلك لامرأة أتشارك معها جمال هذه اللحظات

وحب القصائد والأشعار.... والأهم من ذلك
إنتظار من يقاسمني دواخلي وسنين عمري المتبقية ليمتلكها ويمتلكني معها
نعم آنستي نحن نتشابه حتى في الإنتظار

غير إنني ذاهب للعاصمة لأقرر إن كنت سأتزوج من إمرأة

تم إختيارها لي دون أن أراها
و ها أنا البي دعوة أقاربي الساذجة دون قناعة مني
لأنني تمنيت أن أحظى بزوجة وحبيبة في وقت واحد
وفي الحقيقة لست أدري كيف سيكون الأمر

إذا ما رفضت هناك هذه الفكرة العبثية
أنا مشوش وحائر و عيناك الآن تمنحني سبباً وجيهاً

لكي أفكر وأعيد ترتيب أوراقي ولا أعرف سيدتي
لماذا أشعر إن قلبي لم يعد كما كان

وأجهل أيضاً من أين أتيت بجراءتي هذه
أطرقت بخجل كبير وكأنها تريد أن تترجم مايحدث
لانها للتو بدأت تشعر بأمر ما في دواخلها

التي راحت تسأل بألحاح
أتراه هو .. ذلك الذي كانت بانتظاره ؟
أم إنها مشاعر إعجاب سريعة ماتلبث أن تتلاشى كزبد البحر !!
أتعرف .. أيها المسافر
لست أدري مالذي جعلني أبوح لك بما اشعر

وافتح لك صندوق دواخلي بهذه السرعة

لكنني أحسست وكأنني أعرفك منذ زمن بعيد
تهاوت مع ملامح لطفك كل خطوطي الحمراء وفقدت قدرتي على منع قلبي من البوح بما أشعر


حقاً آسفة لازعاجك بهلوستي هذه ...

واطلقت ضحكة رقيقة كانت هي الأجمل

من بين الضحكات التي رآها في حياته
آنستي .. لعلني اليوم اكثر مسافراً حضى برفقة رائعة
ولكنني أتسائل ..؟
ماذا لو صادفت ذلك الفارس فجاءة
حدّقت بوجهه وبنظرة حائرة


أجابت ..
عند ذلك سأقول له
أنت هو
مرت لحظات من الصمت ينظر كل منهما الى الاخر
في داخلها كانت تردد

ما هذا مالذي يحدث لي ؟؟
لماذا لم أعد أشعر بسلطتي على مشاعري
إستفاقت من شرودها على صوت صفير القطار
نهض واقفاً وهو يمسك بحقيبته ,, لكنه مازال ينظر الى عينيها
إقترب أحدهم قائلاً له : قطارك سيدي على وشك الرحيل
أجابه وهو لايزال ينظر اليها : أحتاج لدقيقة أخرى
قال لها


اذاً ماذا الآن ... هل أقول وداعاً
وضعت وجهها في راحتي يديها ثم رفعته ناظرة إليه بحزن
إسمعني أيها المسافر ..

كانت تلك الساعة هي أقصر وأجمل ساعة
في عمري أتمنى أن تكون هي كذلك .. لك
ناولته المعطف وهي تقول يبدوا إن الوقت مر سريعاً
كنت رقيقاً معي ولن أنسى ذلك
أنا أعمل في هذه المحطة ,, سيسعدني أن أراك مجدداً
نعم آنستي ربما نلتقي
فعلاً أستطيع أن أقول إنني صادفت أروع إمرأةً

حتى الان
مشى خطوات نحو القطار
التفت قائلاً هل فاتك أن تقولي شيئاً
أجابت وقد لاحت دمعة رقيقة من عينيها .. نعم

نسيت أن أقول الى اللقاء


رفع يديه مودعاً ويائساً ثم إختفى بين جموع المسافرين
أكملت تلك الدمعة إنسكابها فوق خدها المتورد

وهي تنظر للقطار وهو يتحرك
رفعت يدها المرتجفه تلوح بالوداع
وهي تهمس بحزن
أنت هو

بقلمي
أمير الحرف
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,534
مستوى التفاعل
53,018
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
رد: رسائل الياسمين ..

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('https://www.f-iraq.com/vb/backgrounds/2.gif');background-color:crimson;border:10px double darkred;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


13603524722.jpg

رســـائل الياســـمين


قبالة الشاطيء...

في يوم خريفي هادي


جلست على تلك المصطبة الخشبية ,, في زاوية أعد فيها القدر كل شيء

لتكون مساحة استدعاء الذكريات

ملامح المكان تشبه الى حد كبير رقتها

وتحاكي ترانيم الحزن التي تطل من خلف جمال عينيها

هناك فقط تستطيع أن تحلم كيفما شاءت ,, بذلك الفارس الذي طال انتظاره

أين هو ..؟
ومتى قد يأتي ؟؟

ليفكك أسرار شوقها ووحدتها التي تعالى صوتها بعد خمس وعشرين ربيعاً

أصابعها كانت تحفر بضع حروف على المقعد الخشبي

ربما قلبها هو من كتب عبارة (حزن الياسمين)

وكأنها تصرخ بوجه كل الخطوط الحمراء هذا (عيب ) وذاك ممنوع

لكن دواخلها قد بلغت سن الرشد الآن
وأين قد يجدها ذلك الفارس وهي تختبيء خلف خجلها

الذي يحاول أن يلغي بتسلط أحلامها كأي فتاة أخرى

من مكتبه الذي يطلُّ على الشاطيء .. كان يتأملها
إنها هي مرة أخرى

كل يوم في نفس المكان تجلس لوقت طويل لا تنتظر أحداً
ولا أحد ينتظرهاً .. وكأنها تلتقي ذاتها هناك
وجد نفسه قد أدمن مراقبتها

ربما هي الحدث الأكثر تشويقاً في يومه
ثم تحول فضوله الى رغبة عارمة ليعرف سر تلك الفتاة
بالأمس مر من أمامها كانت فاتنة بذلك الوجه المستدير البريء
جدائل شعرها المتموجة المرسلة الى الخلف أوجدت في اعماقه

الف سبب لمحاولة التقرب منها من جديد
ربما ستخاف وتهرب وتنقطع عن المجيء
لكنه اقترب منها ثم بادرها

مساء الخير
تطلعت صوبه بفزع وكأنه ضبطها متلبسة بجرم التأمل وحدها !
خرقت قوانين حيائها حين سمحت لعينيها أن تلاقي عينيه

وقد تشابكت مشاعر الخوف والخجل وتلك النشوة التي تحدث في مكان ما في الروح لتطفو على الجلد قشعريرة وتحول القلب الى مساحة استيقاظ الأحلام

أ .. لكِ هذا القلم آنستي ..؟
بالامس وجدته هنا .. فظننت انه لكِ

يبدو لي من النوع الثمين

لابد إنه هدية ..
تفضلي خذيه
مد يده بالقلم مبتسماً

مدت يدها بارتياب تأملت القلم ثم أعادته
أشكرك لكنه ليس قلمي ..

دون استئذان
جلس بجانبها وكأنه وجد بداية جيدة
حسناً تفضلي خذيه

فقد لاحظتك تكتبين أحياناً ,, ومادام صاحبه لم يسأل عنه
اذاً تستحقيه
إبتسمت مترددة أرادت أن تحسم الأمر ..
أنت أولى به .. فأنت من وجده
أنا أحب القراءة فحسب ولا أكتب



وبهدوء لم يخلو من الجرأة وضع القلم بحقيبتها

تطلعت بوجهه وقد صبغت حمرة الخجل خديها

آها شكراً لك .. وابتعدت قليلاً وكأنها تذكرت للتو

إنه شخص غريب .. ولماذا تجيبه على أسئلته
ثم عفواً هل كنت تراقبني هل تسكن قريباً من هنا ؟؟

نعم

ربما لأن نافذة مكتبي تطل على الشاطي

وتصادف إني لمحتك هنا دون قصد مرات عدة

صمتت رغم شعورها بالارتياح وهي تحاول أن تهرب من الحوار الذي تشعب دون قصد منها

نهضت بسرعة أرجوك خذ القلم لقد تأخرت مع السلامة
وركضت مبتعدة دون أن تلتفت له

ماكان من داعي لتقولي له مع السلامة
أنبت نفسها

ربما كانت فكرة جيدة للاقتراب منها هكذا شعر لحظتها

تلك الليلة لم تفارقها إبتسامة ماكرة وعيناها يتلألأ فيهما بريق الفرح والحيرة
لقد أخرج القلم من جيبه ربما أراد حجة للحديث معي



بضع مرات أعادت شريط ذلك الحوار القصير المنعش وهي تلف أطراف خصلة من شعرها على محيط سبابتها

وإحساس بنكهة جديدة لم تألفها تسرب إليها وهي تشعر

إنها تنام على غيمة

المقعد الخشبي ظل خالياً في اليوم التالي

ويومان آخران مضيا غطت أوراق الخريف الصفراء ماكُتب على تلك المصطبة

خطواتها هذه المرة أكثر إرتباكاً وهي تقترب من الشاطيء
فقط بنظرة صغيرة حاولت أن تلمح النافذة الزجاجية في الطابق الثاني
لم تكن تريده ان يضبطها تفتش عنه
أزاحت أوراق الأشجار المتراكمة على المقعد الخشبي
إنضغط قلبها وهي ترى عبارة أخرى محفورة قرب عبارتها
((طال انتظاري للياسمين))

وبسرعة إستعادة تلك اللحظات

ارتباكه ,, وسامته ,, كلماته

هل عليها أن تبقى أو ترحل

ماذا تريد هي ؟؟
تمنت لو إن القدر يصنع شيئاً في تلك اللحظات
لكنه لم يفعل

مر الوقت سريعاً لم يظهر ذلك المتطفل الذي القى الحصى في نهرها الساكن
فاحدث تلك الضجة الرقيقة
أصابعها مرت مراراً فوق حروفه على المقعد الخشبي
بضع خطوات إبتعدت عن المكان
توقفت مترددة
جالت بنظرها في المكان لم يكن من أحد هناك
اقتربت من مقعدها كتبت شيئاً وغادرت بسرعة
...........

لم يمر احداً قرب المقعد الخشبي
لبضعة أيام
لازالت النافذة الزجاجية مسدلة الستائر
والاوراق الصفراء تغطي تحتها طفولة حب محفورة بخجل
..........

بدا وجهها أكثر اشراقاً ونبضاتها أكثر سرعة حين أزاحت الغطاء الخريفي عن كراس الرسائل الخشبي علها تجد رداً منه
لكن رسالتها الأخيرة ظلت وحيدة .. كوحدتها هي
أحست إنه لم يمر من هنا

كلمتان وحرف واحد فقط كل ما استطاعت حينها أن تضعه جواباً لذلك المتطفل الذي مر كالحلم

((كنت هنا...أ))

لم تستطع أن تكملها ( أ نتظرك)
شعور الاحباط والندم بدأ يحتل دواخلها
ربما تسرعت قليلاً ,, ربما هو لم يكن يقصد شيئاً
ماهذا ماذا افعل بنفسي ؟
تباً له لن أهتم لأمره بعد الان

فتحت حقيبتها تبحث عن قلم لتمحو تلك الحروف لتلغي ذلك الوهم

أ .. لكِ هذا القلم آنستي .؟
الصوت القادم من الخلف كان هذه المرة بنكهة أخرى
التفتت وقد تبددت تلك الثورة العارمة بداخلها
وعاد ذلك الشيء الذي بدأ ينمو وينمو في ارجاء قلبها
ومن جديد تلاقت عيونهما

ملامح وجهها تمردت هذه المرة عليها
إبتسامتها المشرقة كانت ردها الأول
لازال يمد يده التي تحمل ذلك القلم ولازالت هي متجمدة الأطراف
لكنها أخيراً أجابت كلا سيدي

إنه لك ولا أظنك تحتاجه للحديث معي

اطرق بخجل وتلعثم قليلاً

نعم آنستي إنه لي

عادت لها تلك الابتسامة الماكرة وهي تهمس لنفسها

كنت أعرف ذلك

لكنه استطرد
لم يكن باليد حيلة لأتقرب منك
لطالما تمنيت أن يحدث ما يحصل الان
كنت مريضاً في الأيام الماضية نسيت كل شيء

لكن الشيء الوحيد الذي لازمني قرب سرير المرض

هو أنتِ

اطرقت بخجل في لحظة كانت دواخلها تذوب سريعاً

استغل تلك اللحظة أزاح تلك الأوراق الخريفية الصفراء عن رسالتها العالقة استجمع جرأته وأكمل رسالتها الأخيرة

((كنت هنا .. أ.. حبك))

بقلمي

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,534
مستوى التفاعل
53,018
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
رد: ليلة حب دافئة ..

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('https://www.f-iraq.com/vb/backgrounds/9.gif');border:8px double red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
iq-free_com_1419414119_353.jpg





ليلة حب دافئة ..


وسط الليل كان يمشي هائماً
يتبع قلبه
في شوارع تبدو ملامحها حزينة
يشعر بتلك الوحدة
في دواخله
الخالية من أي رغبة حقيقية

كانت ليلة ميلاد .. باردة
حين توقف أمامه من جديد
حدث من تدبير القدر
هذه المرة
لم يكن قلبه يدرك ما ينتظره في داخل الغاليري
معرض بيع اللوحات الأكثر فخامةً في المدينة
بدا هادئاً
اضواءه الخافته منحته احساساً اكبر بالوحدة
هناك كان أقرب مايكون الى عالمه
وكأنه يبحث عن حزنه في زوايا المكان
من جديد... توقف أمام تلك اللوحة
شدته في مامضى
رأى فيها طفولته
وأيامه المبعثرة وسط هزائم وانكسارات كثيرة
لم ينتبه حينما وقفت قربه
صوت رقيق بادره
يبدو انها تعجبتك كثيراً...؟
فلطالما شاهدتك تقف أمامها لوقت طويل

كما لو أنه أفاق من حلم حزين
التفت اليها دون أن يسترجع نفسه من ذلك العالم

مالت برأسها قليلاً وكأنها تتفحصه
هل أنت بخير سيدي ..؟
شيئاً مابوجهها المشرق .. استعاده
كانت فاتنة تحيط بوجهها الناصع .. هالة طفولية
أنتبه لصوتها .... آهاا... عفواً
مساء الخير آنستي
كنت شارداً فحسب
لاحت منها ابتسامة توغلت في جميع حواسه
وأيقظت شيئاً من سنين عمره الماضية بلحظات
عفواً سيدي مساؤك خير.. أولاً
وأسفة لتطفلي عليك ,, لكنني أتواجد هنا أحياناً
ودوماً كنت أراك مشدوداً لهذه اللوحة وبشكل ملفت
لهذا اقتحمت عليك هذه السكينة لأعرف

ماسر هذه اللوحة ....؟؟
ما الذي يجعل تبدو كتمثال شمع في حضرتها
كلماتها أوشكت أن تعيد اليه ذاكرته الممتلئة شجناً
لكنه تمالك نفسه واستعاد هسيس صوته
آنستي إنها لوحة ساحرة
وبطريقة ما .. شعرت إنها جزء مني
يمتد فيما بيني وبينها خيط من حنين
ومازادها جمالاً ذلك التوقيع أسفلها
الملاك !!
أستفز بأسراره مخيلتي
بدت لي فنانة رقيقة وانسانة تحمل سر الحياة
وقد دست بين ألوانها أوجاعها وأوجاعي معاً
ليتني أراها لأخبرها
اني أحسست بها وأني عشت معها رحلة اللون حين يتحول عشقاً...

نعم سيدي إنها لوحة جميلة
والحديث معك أجمل
ولهذا دعنا نعقد صفقةً ما

أنت تدعوني لفنجان قهوة قرب موقد النار في تلك الزاوية
وأنا أمنحك في هذه الليلة لقاءً بالملاك

بعد لحظات
كانا يجلسان قرب الموقد لايفصل بينهما

سوى طاولة جميلة من الخشب
وقد وضع عليها إناء فيروزي يحمل أزهاراً مجففة وشمعدان فضي قد اوقدت شموعه الثلاث

فأضافت تعبيراً ساحراً للمكان
قال وهو يمسك بفنجان القهوة بخجل واضح
اذاً تعرفينها ..؟
اشرق وجهها وهي تقول نعم

هي فنانة لديها بعض اللوحات هنا
وربما قد تأتي في أية لحظة وستكون سعيدة لو عرفت إن هناك من اعجب بها وبفنها
ويحمل لها بقلبه مساحة كبيرة من شوق اللقاء
وهنا دعني أقرّ أمامك
إنني لم أسمع أوصافاً رقيقة كتلتك التي بُحتها منذ قليل
من يدري ربما هي تستحق ذلك
صوت يتردد بداخله
أتراني سأودع الساعات الأخيرة من هذا العام
وأنا أحضى بكل الأشياء الجميلة معاً
فها أنا أجلس مع كوكب من الجمال والرقة

في أكثر لحظات حياتي دفئاً
وبعد قليل قد الاقي ذلك الملاك الذي يعانق مخيلتي

ويحتكر قلبي منذ شهور
بادرته مخترقةً شروده
كيف تتخيلها ؟
أجاب وهو يستجمع كل جرئته
أتخيلها كملاك لطيف..هادئة وعذبة كألوانها رقيقةً كنمسة ربيعية
وفي داخله
أتمنى لو إنها تشبهك
تلاعبت تلك الكلمات بتعابير وجهها
التقت عيونهما
مرت لحظات من سكون وتشابكت مشاعرها بحروفه
أرادت أن تنهي ما بدأته

دون أن تشعر
تحركت تلك الطفلة بداخلها والرغبة الأنثوية

في إختباره لأقصى مدى
حسناً إنها موجودة الآن ,, ها قد أتت
لم يبعد عينيه عنها..
لم يلتفت بحثاً عن شيء.. لم يتكلم حتى .....
ران بينهما بعض الصمت وهي مع كل لحظة

تفقد شيئاً من دفاعاتها .. لم تعرف ماذا تفعل
وكأنه للتو أمسك بقلبها وأعاد تشغيل شيئاً ما
أطلقت تنهيدة
حسناً إنها أمامك الآن
نعم أنا هي الملاك ..
شعر وكأن قلبه يهبط
آنستي... ما أروعك في كل شي
أيتها الملاك ..
لقد أحسست بك
قرأت حنينك وأجاعك في تلك اللوحة ثم رافقني طيفك

دون أن أدرك سبب ذلك

إبتسمت بخجل طفولي وهي تعيد خصلة شعرها المنسدلة

على عينيها للخلف
ولأول مرة كان يشاهد وجهها مكتملاً
بدت وكأنها لوحةً أخرى
قالت وقد باغتها الخجل
شكراً لهذه اللطف
في الحقيقة أنا أرسم لوحاتي وأعرضها هنا
واتواجد لبعض الأيام في هذا الغاليري لأراقب آراء الزوار
لكنني لم أحصل على كلمات إعجاب بهذا الشكل

كما فعلت أنت
ولهذا أنا سعيدة جداً هذه الليلة
آنستي
إنها ليلة رأس السنة
وهي ليله مفعمة بالأحاسيس
غير إنها مختلفة من شخص لآخر
رفعت حاجبيها قبل أن تقول ,, كيف ذلك ؟
آنستي القلوب التي يشغلها الحب
تتذوق جمال هذه الليلة وتكون مشاعرهم في ذروتها
يرون الورد أجمل
والسماء أكثر زرقة
أما أنا في هذه الليلة
فلست سوى تائه ..!
يتصرف بغرابة شديدة
ويبحث عن مكان دافيء يسكب عنده ما تراكم

من أشعاره وتوقه ..
آنستي إنها الليلة التي أشعر فيها بوحدة كبيرة

لكنك سيدي إنسان لطيف
كيف تخطاك الحب ولم يلامسك حتى هذه اللحظة
أجابها وهو ينظر صوب تلك الزهور المجففة
في كل مرة كنت أجرب خارطة الحب على مقاس أحلامي
فالبس الحب كيفما إتفق .. بفوضى عاشق
خلع عقله على أول مفترق طرق
لأني آنستي لم أجد امرأةً بمستوى أحلامي وجنوني
آنستي أنا لست سوى تائه بعثرت الوحدة أوراقه

شيئاً من الحزن طفا على وجهها
وقد عادت خصلة شعرها تغطي إحدى عينيها
قالت لا أعرف مالذي يحدث لي ..!!
لكنك جعلت الأمور تتسارع بشدة
وكل ما أعرفه الان
انني بحاجة لـــ اكمل هذه الليلة معك
أريد أن أستمر بسماعك أيها التائه
ورغم إنها كانت تبتسم
لكن بريق دمعة لاح في داخل عينيها
ومع تلك الدمعة والابتسامة تسللت اليهما تلك المشاعر
التي تأتي دون موعد
تلاقت عيونهما مرة أخرى
مرت لحظة من الصمت
ودون أن يشعر مد يده المرتعشة
أزال خصلة الشعر المنسدلة عن عينها
لم ترمش حتى
إستسلمت لنداء روحها
قالت لقد أسرتني .. أيها التائه
إقترب منها وهمس في إذنها
ملاكي ..
لم أعد تائهاً
انتهت

علي موسى الحسين

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,534
مستوى التفاعل
53,018
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
رد: أقبية الغياب

بمناسبة يوم المرأة العالمي
أتقدم بأرق التحايا والتهنئة
لكل إمرأة منحت هذا العالم
قطفة من

لطفها
حنانها
رقتها
مساندتها ,, وصبرها ,, وفاءها

قدمت الحب والصداقة والاخوة
حواء ذلك المخلوق الذي يعيد توازن هذا العالم
إنها موسيقى هذا الكوكب
وطقسه الجميل وإبتسامته الآسره

رغم غرابتها .. تناقضاتها .. ومزاجيتها
لكنها تبقى فاتنة ونقطة فارقة في حياة آدم
ولحظته الناعمة .. وألمه الشهي

حيال ذلك ..

وفي هذا اليوم تحديداً .. وددت أن أضع في مدونتي

بعضاً مما تستحقه
حواء ..
وأترجم مودتي وتقديري لكل امرأة في أي مكان في الأرض
وبشكل خاص لكل أخت وزميلة في فخامة العراق

6833.jpg
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,534
مستوى التفاعل
53,018
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
رد: أقبية الغياب

p_1532ezcu31.jpg


مقال صغير

على أيّ حال ..

يمكننا تخطيها جميع تلك الأشياء التي .. ترهقنا

والتي ندمنها وتصبح رويداً رويداً جزءً من أيامنا
مع بعض الصبر والقليل من العزيمة
سنتألم ,, ستضيق صدورنا

لكننا بالنهاية سنصل .. للضفة الأخرى
لاشيء أجمل من التخلص من كل مايستهلك
أثمن ما فينا
مشاعرنا
طاقتنا
تفكيرنا
ليس هناك متسع من الوقت
لنعيش داخل نوبات من فوضى الواقع
لأننا في واقع الأمر يجب أن نحب كل جزئية في حياتنا
يجدر بنا أن نكون حيث نجد أنفسنا ,, قيمتنا ,, ذاتنا
أن نتشارك مع كل ما يرتقي بنا وما يظهر كمالات أرواحنا وجمالياتها
المعركة التي يجب أن نخوضها وننتصر بها هي التخلص من

صداقة سطحية ,, عمل لانحبه ,, وسادة غير مريحة ,, مكان غيرمناسب
علاقة عابرة ,, زواج فاشل ,, عقائد وعادات ساذجة ,, سلوكيات يومية خاطئة
وجميع الإدمانات الأخرى ..!

جميعنا دون إستثناء يقع ضحية الإعتياد على أشياء مضرة
ليعيش نوعاً من العبودية الغير محسوسة
لكن عقرب الساعة لايتوقف وكلما تقدم خطوة خسرنا وقتاً من هذه الحياة
يجدر بنا الهروب نحو المناطق الآمنة
والبحث عن سعادتنا .. أينما كانت
مهما كلف الامر .


[FONT=&quot][FONT=&quot][media]https://d.top4top.net/m_10461z9lk1.mp3[/media][/FONT][/FONT]
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,534
مستوى التفاعل
53,018
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
رد: أقبية الغياب


1276448070.jpg


مشاعر أنثى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

لازالت تلك الأمواج بلونها الأزرق ألباهت
تلامسُ أصابعُ قدميها المغروسة برمالِ الساحل
وهي غارقة في ذكرياتِ خَمس وعشرين عاماً

من الأمنيات والأحلام والتناقُضات
المنظرُ وسِحر المكان كانا يمنحاها تلك اللَحظات
الشاعرية

التي تَسمحُ لها بالتَجوال بين أقاليم الحزن المكبوتة في داخلها
هكذا أحبت .. البحر
رَفيقُها الذي لاتترد أنْ تُطلقَ العنان لمواجهة مخاوفها قُربهْ

ولهذا وافقت أن تشارك بقيةُ الطُلاب هذه الرحلة
أصابعُها كانت تَتحَسس رقَبتَها البلورية بحزن وحسرة
بالأمسِ كانت هنا ..!
سِلسلتِها الذَهبية لمْ تَعدْ مَوجودة ألان ..
آخر ُذكرى من والدتِها التي توفيتْ في العامِ الماضي
كم أنا مُهمِلة وعديمةُ الحظْ
أينَ سأجدُها ألان بينَ أطنانِ الرِمال هذه ..؟
ساعاتٌ من الرحلةِ انقضتْ
ويأسَ الجَميع من العثورِ عليها
لَم يكنْ ما يقاطعُ هَدير الموجْ وصوتُ النوارسِ
سِوى ضَحِكاتُ بَقيةُ الطلاب وَهم يَمرَحون

على ذلك الساحل المَفروشِ بالرمال الذهبيةَ
ومن بَينِ كلِ تلك الأجواء استطاعتْ أن تُلاحِظْ

أنه لايزال يرَمقُها بنظراتهِ من بعيد
ذلك الطالبُ الهادئ الخجولْ
وَهكذا تَعودتهُ دَوماً
لايَمِلُّ منَ النَظَرِ إليها ,, كُلما سَنَحتْ لَهُ الفُرصَة
لَم تكنْ تحَفل به ولا بغيره في الجامعة
أحبتْ دوماً أنْ تكونُ وحيدة

وهاهي اليوم أكثرُ وحدة
قبالةَ البَحرْ تَستدرُ خفايا نفسِها التي تَضجُ بالحزن

في لَحظة أحسَّتْ انه يقفُ خَلفها
مساءُ الخَير آنستي ..
ردت وعيناها لازالتا تنظران صوبَ البَحرْ

أهلاً ...
أنا آسف لتطفلي ولكنني أراكِ مُنعزلة وَوحيدة

و أكثرُ حُزناً مِن أيِ وَقت مَضى
وأشعرُ أنَ وجودي هنا قَد يُخفِف عَنكِ
أُدركُ جَيداً إنكِ تَستغربينَ جُرأتي ..
لأنها المَرةُ الأولى

ولكن مَنْ يَدري فَقد يتَحولُ حُزنكِ لسعادة
بَعد أن نتحدث قليلاً
أنتِ فتاة رائعة وجَميلة وتَستحقين السعادة
رَفعتْ عينيها نَحوه
واستطاعتْ اَن تَلحَظَ ارتباكهُ الشديد
لكنها رَمقته بِنظرة حازمة
وكأنها استَجمعتْ كُلَ غَضبها في تِلكَ النظرة

أسمع
هل تعرفُ ما الذي أحذَره وأمـقـته
في هذهِ الدُنيا كُلها..؟
إنه ببساطة ذلكَ المَخلوقْ الذي يُدعى .. الرَجل
حينَ يُدير ظَهرهُ في لحظة ما لامراءة أحبَتهُ بِصدقْ
من أجل شَيء آخر
..
لأنه لايجيد سِوى الخِداع والعَبث بمشاعرِ الآخرين
الخيانة تسري بدمائكم ..
كلمات معسولة عن .. الحب
وسرعان ماتسقط الفتاة
ثمَ بضع شهور ومَزيدُ مِن الأكاذيب
يركنُها بعدَ ذلكَ في مساحةِ نسيانه باحثاً عن ضَحية أخرى

و ها أنتَ تقتربُ مني لتلعبَ ذلكَ الدَور المزيفْ

ظناً منك بأنني فتاة حمَقاء تُخدعْ بِسهولة
بَدت وكأنها تُحاكِم كل َّقِصَصُ الحُب المُحزنة فيه
أما هو .. فقد ظَل متجمداً في مكانه
ولا تَعلو وَجهه سِوى نَظرة خَيبة كَبيرة
..!!
كان أَقربُ ما يكون إلى تِمثال على وَشكِ أَنْ يَنهار
أما هي فقد أَكملتْ
ولهذا إبتعد عَني فانا مُحبطة وحَزينة
وأنتَ تعَرف إنني فقدتُ عُقدي الذي يحَملُ ذكرى أمي الغالية
...
دَسّت وَجهها بين كَفيها
وكأنها أرادتْ أن تهَربَ من نظراته الحَزينة المُرتبكة الخَجولة
...
أرجوك إتركني
أنا في اسوأ حالاتي وأنت رُبما اختَرتَ الوقتُ الخاطئ لمُحادثتي
ودون أن يتكلم أخرجَ من جيبهِ شيئاً
ومَد يَده نَحوها
رفعتْ رأسَها واتسعتْ عيَناها ..
وهي ترى تلكَ السِلسِلة الذَهبية بينَ يديه
...
لقد وجدتُها منذُ قَليل وأحببتُ أن أعيدُها لكِ
التقفتها بسُرعة واحتضنتها بفِرح كَبير وراحتْ تقبلها
وهيَ تتحاشى النَظر إليه
كانت غارقة بخَجلها لم تَكن تعَرف ماهي الجملة القادمة

التي عَليها أنْ تقَولَها له
إستدارت بِسُرعة وهي تقَول .. أنا أسفه

لكنه كانَ قد إبتعد
في صباح ِيَوم آخر ..
شيئاً ما في وجَهها قد تغَير
لم تكن ليَلتها بالأمس كباقي الليالي

مرهقة هي .. تقلبت كثيراً....
الإحساس بأنها كانت قاسية عليه صَدّع دواخلها
لم يُكمِل ذلكَ الخجول الرِحلة ذاكَ اليوم ..
غادر وَحسب دونَ أن ينتبه الجميع
الأيام التي تَلتها تَجولت عيناها في زوايا الجامعة
لم يَكن هناك ...
أيامٌ مَضت ..
وحاجة مُلّحة تتنامى في أعماقِها
لمُلاقاته مرةً أخرى
دونَ تَعرفْ لِماذا
بَدا لي انهُ كانَ صادقاً ربما هو يخَتلفُ عَن الآخرين

والأسئلة تتَزاحم
كانَ مُهذباً وقد حوّل حُزني لسعادة ...
آه كَم أنا مُتسَرعة
لَم ينقطعُ ذلكَ الصَوتُ في داخلِها
حتى بعَد أنْ مَضى شهراً على تلِكَ الرِحلة
هذهِ المَّرة لَم تشعر أنهُ يَقفُ خَلفَها
فقطْ سَمِعتْ صَوته المتردد
جئتُ أودعَكِ لأنني سأسافر

التفتت وهيَ تسمعُ نبَضاتُها التي تسَارعتْ...
لِماذا تسارعتْ..؟؟
أينَ جَبروتكْ..؟؟
إبتسامُتها سبَقت كلماتُها
أهلاً بِكْ ..
مَرت لحَظات من الصمت رُبما عيونَها هي مَن كانت تتكلم

لكِنها قطَعت الصَمتْ
وهي تقول

حسَناً
أنا لا أعرفُ بالضبط مالذي عليَّ أن أقولَه لتُسامِحَني
لكنني بِصدق آسفة
أنا كأّي فَتاة تحَلُم بحب صادق لكننَي خائفة ومشوشة

وليسَ هُناك مايشُجعَني بين كلِ التجَارب الأُخرى
قاطَعها وعلى وَجهِه تَعابيرُ الحُزن واليأس
آنستي
لطالما تمَنيتُ أن أحضى بقلب يمَنح أيامي المسَّرة
وحينَ وجدتهُ
كان في مكان يبَدو مُستحيلاً...
سأسافر ربُما لأنسى
ومن يدَري فَقد أجدُ السعادة هُناك
نظَر لساعتهِ وهو يقول
حان الوقت معَ السلامة

بدا لها إنها على وشك أن تفقد شَيئاً نادراً
سلسلتها الغالية ولحظاتُ فقَدِها مَرت بسُرعة أمامها
كانت بِحاجة لسيناريو آخر
أو ربُما بعَضُ الوَقت

هذا كل شيء ..
سترحل ؟؟
نعم
...

تجَمدتْ مكَانها
بِضعُ خَطوات مَشى
لكِنه لَم يُشاهد تلكَ النَظرة الحَزينة
التي غَّلفت عيناها الجَميلتين

ومن جَديد تسَارعت تلك الأسئلة في داخلها
..كلّميه إنه هو...

تحركي الوقت يمر...
ولكن كيف أنا لست ..
وأخيراً تقَدمت بضِع خطَوات نحَوه
أنتظِر أيها الخجَول
أستدار نحَوها

كانت تفَرك يديها بحِيرة كبَيرة
وكأنها تنُازِع ذلكَ الصِراع المتُشابك بينَ كبريائها
وبينِ تِلك الغيَمة التي بدأتْ تمُطِر في زاوية من روحِها

بادرها لينُهي كلَ ذلك التزاحُم
تفَضلي آنستي
ومن دون أن تشَعُر انطلقتْ تلكَ العبِارةُ من جَديد
أتعرف مالذي أمقته في هذهِ الدُنيا
انه بِبساطة ذلكَ المَخلوقْ الذي يُدعى الرَجل....
حينَ يُديرُ ظَهرهُ لأمرأة
قَد بدَأت دوَاخِلها تطَلبهُ بِشدّة

من أجلِ أنْ يُسافِر
ثَواني من َالصَمتْ مرَّتْ
وكأنهُ كان يرُيد أَن يسَتوعب الحدَث
لكنه شاهد أيضاً ابتسامتُها الجَميلة

انفجرا بالضحكِ معاً
آنستي إذاً أنتِ ...
نعَم أنتَ تَستحقُني
أيها الخَجول
بقلمي

علي موسى الحسين


 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )