صديق ارسل لي مقطع صوتي
عبارة عن مزحة أو مقلب من نوع ما
كان يقصد اضحاكي
وقد كان المقطع عبارة عن حوار بين عامل توصيل يتصل تلفونياً
بصاحب الطلب من أجل ان يخبره أنه قد وصل لكنه لايعرف العنوان بالتحديد
لكن من يقوم بالرد على الهاتف امرأة كبيرة بالسن من أمهاتنا الجنوبيات
تتحدث بلكنة مدينة العمارة ثم يستمر الحديث معها فتخبره ان ابنها ترك الهاتف
وهي ترد ولا تعرف عن هذه الاشياء التي لم تكن موجودة في زمانها
ففي السابق لم يكن هناك تسوق الكتروني ولا كل هذه المستحدثات
تخبره انها مقعدة وانها تعاني صعوبة الحياة رغم وجود اولادها
ويبدأ عامل التوصيل بمسايرتها بالحديث بلكنة جنوبية على طريقة ( العجايز )
ثم تخبره بالعبارة التالية .. وهذا ما استوقفني ..!
( من يوم راح جبير البخت واني يا يمة مثل الميته ) وتقصد زوجها المتوفي
قالتها بحشرجة صوت وراح عامل التوصيل ينعّي على طريقة النساء وكانه يواسيها
ثم بدأت المرأة بالبكاء كانت الحسرة تخرج من قلبها بانغام حزينة
كأننها تتحسر على زمانها الذي راح
وبرغم الحوار في جزئه المتعلق بعامل التوصيل مضحك والذي كان يسايرها بهدف تسجيل حوار مضحك
الا إن حزن ونعاوي تلك المرأة .. استهلكت قلبي
تبقى الأم العراقية الفاقدة لرفيق عمرها
رفيقة البكاء والحزن
مهزومة بالحنين والألم
لكنها تبقى مدرسة .. للوفاء
ونموذجاً للمراة التي تنظر لزوجها وكأنه سيد هذا الكوكب
وأنه الحياة والأمل والقوة والعزم والسند
وأن فقده هو الخسارة الاكبر
أنا لست شخصاً واحداً
أنا قائمة طويلة من الأشخاص
الذين يحيطوا بــ قلبك
أنا .. والطفل الذي بداخلي
والشاعر الذي بــ قلبي
والمحارب الذي بــ روحي
والشاب والكهل والسعيد والحزين
والغيور والمعاند والمتذمر والمسامح
والغاضب والهاديء والصلب والرقيق
والعاشق والصديق والمساند
والجريء والمرتبك
والخائف والشجاع والبعيد والقريب